تموت الثورة بميلاد مبادرة
محمد الحمودي
محمد الحمودي

يتردد هذه الايام قول في الشارع يقول(ان اردت القضاء على ثورة فاصنع لها مبادرة) ولعل المتتبع لمسار الاحداث في العالم العربي يجد ذلك صحيحا الى درجة كبيرة ..ولو اننا اخذنا امثلة بسيطة وقرانا بها الواقع لوجدنا اين يكمن اللغز وكيفية حلة والى اي مدى قد تكون هذه المقولة صحيحة .حينما خرج اخواننا ثوار مصر الى الساحات يطالبون باسقا ط النظام وذابت الاحزاب تحت ارادة الشباب الحقيقية لم يجد النظام ونحن نعلم من هو النظام المصري وكذلك المجتمع الدولي ونعلم ايظا مدى تشبثه بنظام مبارك ودعمة اللا محدود له ..

لم يجدوا مع من يتحاورون واي مبادرات يقدمون ..حينما هتف الشارع بصوت واحد مطلبنا واضح وهو رحيل النظام ورددت بعدة الاحزاب السياسية التي وجدت نفسها ستنتهي اذا فكرت بحوارات ومبادرات .وانتصرت الثورة المصرية وخلع المجتمع الدولي مبارك وبدوءا يبحثون عن غيرة وهكذا الحال في ليبيا حينما كان المجلس الانتقالي يعبر عن الارادة الحقيقية للثوار بإسقاط النظام ..كان العمل متوحدا ما يقوله السياسيون ترجمة حقيقية للميدان ولفعل الثوار ..حينها كيف السياسيون انفسهم تحت مطلب الثوار وما يخدمهم ..كانوا يبحثوا عن اسلحة سرا وعلنا وما ذهاب جبريل الى السودان سرا لإحضار الاسلحة وقول البشير بان طرابلس حررت بأسلحة سودانية الا خير دليل على ذلك. وهكذا انتصر الشعب الليبي وحقق حلمة بالتخلص من طاغية.

أما الحال في اليمن ..فقد عرف النظام كيف يتلاعب بالسياسيين والذين قد يكونوا بقصد او من غير قصد انجروا للألاعيب وخدموا بذلك النظام . وليس هذا مجال للتشكيك او الاشادة بما فعلوه ولكننا نقرا الواقع ونقدمه كما هو .بدأت المبادرات وبدا معها تجاهل قيادات المشترك للشارع وظهروا بانهم النبض الحقيقي للشعب وللثوار .. و ياليتهم كانوا كذلك ..ولكن الاحداث تؤكد عكس ذلك .النظام يقفز من مبادرة الى اخرى وسلاحه يقمع الشعب عشية وضحاها وقيادات المشترك يزداد تمسكهم بالمبادرات يوم بعد يوم ويقدمون التنازلات تلوا الاخرى وحينما بدأت انظار العالم تتجه الى ما يحدث في اليمن وبدا صوت الشارع يعلوا وظهرت اصوات تنادي بمجلس انتقالي خرج قادة المشترك من قمقمهم ليشكلوا مجلسا وطنيا على ان يضم كل مكونات الثورة وتباشر الناس خيرا به وما ان تم إعلانه حتى تم اعلان وفاته واختفى في ثوب قيادات المشترك ولاندري كيف كان ذلك؟ اذا كان المجلس الوطني هو الممثل الوحيد لثوار اليمن بكل مكوناتهم ..

اليس الاجدر به ان ينقل نبضهم الحقيقي ؟ كيف ينادي الشعب بإسقاط النظام ومحاكمة القتلة والسفاحين والمجلس الوطني يبحث المبادرة والية التنفيذ والشروط الاضافية لعلي صالح وموضوع الحصانة ....الخ ؟.اليس هذا تناقضا غريبا وتكرارا لفعل احزاب المعارضة ؟واذا سلمنا جدلا بانة الممثل الوحيد للثوار فكيف بالسفراء ومبعوثو الامم المتحدة يلتقون يلتقون بقيادة المشترك وقيادة الجيش المؤيد للثورة وبعض شباب الساحات كل على حدة؟ الا يكفي بان يلتقوا بالمجلس الوطني الممثل للثوار وهو بدورة ينقل لهم نبض الشارع الحقيقي ومطلبهم الذي بات واضحا للعالم اجمع وهو رحيل النظام ومحاكمة القتلة ؟ فما الداعي لهذه اللقاءات والمقابلات ..ولماذا لم نقتدي بإخواننا في مصر الذين رفضوا مثل هذه اللقاءات والالاعيب وكذلك اخواننا في ليبا ..فهل ذهب الثوار الى السفارات لينقلوا وجهة نضرهم ام تركو ذلك للسياسيين الذين نقلوها على اكمل وجه للعالم اجمع.

اسئلة كثيرة تتصارع في رؤوسنا ورؤوس الكثيرين من شباب الساحات ..شهور تمضي ولا جديد ومبادرات وراء مبادرت ولا جديد على ارض الواقع غير القتل والتنكيل بهذا الشعب العظيم . انني ومثلي اكثير من شباب الساحات الذين لايهمهم سوى مصلحة اليمن نقول لمن اجتمعوا مع السفراء ومندوبو ا دول العالم وجابوا الارض شرقا وغربا واكدوا مرارا وتكرارا بان العالم يقف بجانب حقنا في العيش الكريم وانهم حصدوا ثمرة جهدهم السياسي نقول لهم لماذا لم نلمس شيئا على ارض الواقع ؟ لماذا لم تجمد ارصدة الاسرة المستبدة حتى اليوم؟ لماذا لم يتم ايقاف الاسلحة التي تقتلنا في كل الساحات والميادين؟ نقول لهم اما انكم لا تفهموا في السياسة وحيها عودوا الى الساحات بيننا واتركو الشارع يحسم ثورته ولا تدعو ا القتلة ينذرعون بكم وبالمبادرات ..

لا نريد ان يجد بقية ما تبقى من النظام ان يجد احدا يتحاور معه ولا يحتاج الى شرح وتفصيل اما كيف سيسلم النظام وسيتم ذلك فنقول لكم كما حصل في الثورات العربية الاخرى .حينما يخلص كل واحد منا نيته للوطن والوطن وحدة وليس للمغانم . المهم ان يعمل الجميع تحت مطلب رحيل النظام ومحاكمة القتلة بما يمتلك وعندئذ ستنجح ثورتنا وخلمنا في الدولة المدنية .او انكم متواطئون مع النظام وهذا مالا نتمناه فدماء الشهداء امانة في اعناق كل يمني حر.

واخيرا نقول لكل القيادات التي تقول بانها تؤدي واجبها من اجل الثورة والشعب اليمني ..يجب ان يكون قولكم تكرارا لما نقول في الساحات وليس العكس فلا معنى للسياسة حينما تراوح مكانها ولا معنى للقاءات حينما يكون المطلب والهدف واضح وجلي لا لبس فيه ولا غموض .لا تفكروا كيف نقنع الاخرين وكيف واين نوقع بل كيف نحسم وكيف نجبر الاخرين على الاعتراف بحقنا .!

 
في الخميس 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:03:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=12375