المباذرة ورفقاء في التبذير !!
إسماعيل علي القبلاني
إسماعيل علي القبلاني

صحيح أن المباذرة لا تعنينا ولكن:

التبذير في السياسة.. التبذير في التواقيع.. التبذير في القصف.. التبذير في المظاهر المسلحة.. التبذير في المباذرات.. التبذير في الموت.. والتبذير في الواقع والإسراف في الشخصنة. كله على حساب من ؟؟؟ غير حسابنا !!

الآن وأمام هذا الواقع الذي أصبح كله تبذير: كيف ولج جمل اللقاء المشترك بجهوده المضنية في إبر التبذير؟

ويا لها من صدمة حقيقية لعقلاء المشترك !!

-كيف قبلوا بالتوقيع على تحوير هذه الثورة العظيمة إلى مسميات مهترئة مثل : ( مأزق – تطلعات مشروعة – عملية إنتقال سياسي – وضع – تفاقم أوضاع – وباختصار أزمة سياسية )؟؟.. مفرزات من المباذرة.

-كيف أصبحوا متطرفين جداً لدرجة أنهم صنفوا كطرف في توقيع المباذرة على حساب شعب؟

ألا يدركون بأنه لا مكان ولا مجال لتصنيفات الأطراف أمام أصوات الشعوب. و لربما هي تصنيفه سياسة أوقعتهم في شراك الزمن المتخوف الذي توجسوه خيفةً لفترة زمنية أدخلتهم ما يسمى بــ "سبات سياسي", ولا أريد أن أقول الآن بأن أحزاب اللقاء المشترك هي التي كانت تبحث عن ضمانات لمحاصصة هذا النظام.. منذ زمن كان فيه مباذرة عرضها عليهم المحروق للمحاصصة.. ومنذ زمن كانت تستطيع أن تؤجل الانتخابات فيه. ولكن ولثقتي التامة بأنها في ذلك الزمن كانت معارضة تحت النصل في ظل نظام لا يوجد لديه بُعْد آخر للسياسة سوى البعد الذي يخلصها من عنائها وإلى الأبد. "مقصلة الإعدام". كونه نظام متخصص في ذلك وخصوصاً حوادث السير.

لكن الآن أصبح الواقع حديثاً جداً ولو عدنا بالزمن قليلاً بعيداً عن مسميات الخوف والتخوف.. سنستنتج لو أن أحزاب المعارضة في اليمن قامت بدورها وواجبها على أكمل وجه لما كنا بحاجة لهذه الثورة من الأساس. ولكنها استمرت في التخوف والتحجج حفاظاً على ما تبقى من كهولتها.

ولكن الآن مع هبة الطبيعة ورحمة الأقدار الربانية التي اتصلت بواقع الإنسان العربي بربيع وعي لا خريف له أبداً. كان خروج الشباب في بداية الثورة عبارة عن دور بسيط يدعى " عين على الواقع والحاكم " بغية الإصلاح !! ولكن تعنته أمام مطالبنا وإرادتنا التي دمرت كل حواجز الخوف جعلنا نطالب بإسقاطه هو وأركان نظامه.

فالعين على الواقع والحاكم.. أليس هذا هو الهدف الذي يجب أن تتواجد من أجله المعارضة في أي بلد من بلدان هذا الكوكب الكروي. إلا في بلادنا وربما لأن كروية هذا الكوكب أصبحت في ذهنية الآدميين فأصبحوا لا يجدون لهم منحنى ليستقروا عليه.

وبينما أحزاب اللقاء المشترك تغط في عجز ترامت على سيقانه مطالبهم القديمة, خرج الشباب يقومون بدورهم على أكمل وجه حتى أنهم جعلوا من أنفسهم بوابة لثورة شعب ولم يجعلوا الشعب بوابة من أجل مطالبهم كما حدث مع اللقاء المشترك سابقاً وحديثاً في هذه المباذرة.

ولربما هي حسن نية من الأخوة في اللقاء المشترك ولكن عليهم أن يتلافوا أنفسهم من الفزاعة التي أصبح يتناقلها الناس في حديثهم حول كيفية السرقة التي قام بها اللقاء المشترك لأول أهداف الثورة من الشباب من خلال التوقيع على المباذرة.

حتى أصبح معظم كلام الناس تبذيراً, فتجاهلوا ما تبقى !! لأن توقيع المباذرة عبارة عن جزء لا يتجزأ من خطوة أولى أقدم عليها اللقاء المشترك. باسم اللقاء المشترك ولكن الإحباط الحقيقي أن الشارع يشيع كل جهودنا لهم دون أي مبرر ودون أي مجال ليفهم هذا الشارع بأن اللقاء المشترك في الشارع الثاني من الثورة. ولكل منا آهاته التي تمكنه من العبور لأهدافه. ولا فرق بين مساراتنا إلا أن آهاتنا الثائرة غير قابلة للطرق والسحب في طاولات الزيف وسياسة التسييس التي ثرنا ضدها. وقبول اللقاء المشترك بمسار الطرق والسحب هذا يعد شأنهم. ولا علاقة له بنا إطلاقاً.

ولكن كما يرى الزميل/ عدنان القحطاني.. بل ويتمنى أن يكون في شارع اللقاء المشترك خيراً في هذه المباذرة.. حقناً لدماء الشباب الزكية والطاهرة. ولأنها غالية وثمينة جداً في قلوبنا. لعلنا نجد متنفساً لحياة كريمة في وطن مشرق.

.. ولكم هي متعبة هذه الأوطان المشرقة.. أساسها دائماً التضحية.

وعلى اللقاء المشترك وحكومة النفاق الوطني القادمة أن يدركوا جيداً بأن ثورتنا ووجودنا في الساحات تحت راية الثورة سيستمر بلا حوار وبلا تفاوض لأن مسار هذه الثورة عهود قطعت وحملت أمانة الوفاء لدماء الشهداء اللذين سقطوا يحملون معهم إيمانهم بقضيتهم السامية التي من أجلها وجبت علينا التضحية.

وكما قلت في مقال سابق وسأظل أقول : بأن الثورة عدالة إلهية والعدالة الإلهية ليست بحاجة إلى مفاوضات ومحاصصة.

 فإياكم والتلاعب بمشاعر الأمة والتحرش بآمالهم وطموحاتهم, ويجب عليكم أيضاً أن تدركوا بأن بقائنا في الساحات الآن ليس لضمان تنفيذ المباذرة أو كما يحسب البعض بأننا ورقة ضغط لضمان تنفيذ المباذرة.

نحن مستمرون في ساحاتنا لترقيع ما قمتم بتوقيعه على حساب أنهار من الدماء البريئة التي سفكت بذنب أنها آمنت بالحرية والوطنية والإنسانية. ورفضت الحوار مع من يرد لهم كلمتهم بالرصاص واستقبلتها بصدور عارية مرتدية شرف أمة تريد أن تحيا بأمان.

فهل تشعرون يا قادة المشترك بقلوب من فقدوا أعزائهم وبأحزانهم, أم أنكم أصبحتم شركاء هذا النظام البائد حتى في المشاعر؟؟!!

لماذا هذا الضعف ؟؟ ولماذا في اليمن يحدث هذا ؟! عوضاً عن مصر وتونس. يا للأسف لعله عسر في فهم طموح الشباب الجامح الذي كانت ستركع له كل خيوط الظلم والطغيان. لو لا تسرع رفقاء التبذير لتوقيع المباذرة. مهما كان ذلك يجب أن يدرك الجميع بأن لنا وطن في انتظارنا يستحق أن نحمية من هاوية السياسة المكتهلة.

وعلى قادة المشترك أن يعرفوا بأننا مستمرون حتى لو لزم الأمر لاجتثاثهم لتحقيق مطالبنا وأهدافنا سنفعل, لأنهم ليسوا سوى مكسبٍ زلق بالنسبة لنا. كمكسب المبادرة الذي وقعوا فيه. ورهاني على هذا الكلام هو أننا أمام رأي عام لا مكان للأوامر العليا فيه. وأمام انشقاقات كبيرة سوف تحدث إن تم هبوط سياسي آخر وإن تمت محاولات لإخلاء الساحات قبل تحقيق أهداف هذه الثورة كامله غير منقوصة.

وما حدث في مصر عبرة لمن لا يعتبر. فهل سيعتبر اللقاء المشترك إذاً ؟ أم ستخونه الإحصائيات ؟ لكنه لا يعرف بأنه لا يملك بنك المعنوية والدعم المعنوي وكل إنسان هو سيد موته.

وستخضع أمام الحقيقة كل أذناب السياسة, وإلى الأبد!!.

**

رحم الله من فارقونا دون هذا الدرب فاستراحوا من معضلتين.

رحم الله من رحلوا بثورة كاملة.

رحم الله شهدائنا.. وهبونا أرواحهم ولن ترخص أرواحنا في الوفاء لهم.


في الأحد 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:23:09 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=12525