حكومة الأخوة الغرماء
وليد البكس
وليد البكس

alboox@gmail.com 

صدقوني أننا لم نعول كثيرا على المبادرة التي أنتجت لنا "حكومة الوفاق" وأعلن عنها اخيرآ مناصفة في صنعاء؛إلا إننا نرحب بها بغصة المخنوقين جراء الوضع الذي جر إليه هذا النظام اليمنيين وحاول سحقهم وإذاقتهم صنوف العذاب.من قتل،تجويع،تشريد،أختطف واعتقل وإخفاء.

و حتى لو لم ينتج عن الوفاق سوى التواصل وتبادل التحايا؛بقصد إنهاء معاناة المسحوقين والمعتقلين والمخفيين من شباب الثورة.ومحاسبة الجناة مهما كانت إنتمائاتهم وتوجهاتهم ومناصبهم،وهم معروفين.أماراتهم ماتزال جلية.لن تسقط بالتقادم.

وليست هذه دعوه للانتقام والثأر،على القدر الذي تطالب به اسر الشهداء و أبناءهم واليمن بإنصافهم أولا.وثانيا ردع مخططات إثارة التفرقة والشتات بين الأخوة في البيت اليمني الواحد. 

فالوضع الذي تمر به البلاد حالياً،قد يكون من بين أسوأ ما مرت بنا من أوضاع على مرِّ تاريخنا المعاصر.ولهذا أسباب عديدة يتحمل الأخوة الغرماء الآن في الحكومة قدراً مهماً منها.أهمها إخراج البلد من مستنقع النظام السابق وفساده العسير.ولن يكون بوسع أحد أن يتقدم لمساعدتهم ما لم يبادروا هم إلى مساعدة أنفسهم وتدبر شؤونهم ومصالح هذا اليمن المغلوب علي أمره،بتحديد ألأولويات وسبله وعيشه.

فهم أعرف الناس بما يواجهه اليمنيين- شعباً ووطناً- من مشاكل محدقة وتحديات على المستويات كافة:المعيشية ،الأمنية والإنسانية والسياسية.ورغم معرفتنا بأن هؤلاء الأشخاص لا يملكون الوصفة الشافية لهذه المشكلات والتحديات،إلا أننا نطمح إلي ان لا يزيدوا من تفاقمها،إذا لم يستطيعوا الحد منها،وإرهاقنا بأعباء إضافية فوق الأعباء الكثيرة التي تفرضها علينا المرحلة الراهنة من سياسات متراكمة معقدة بثتها سلطة مستفحلة قاومت الإنجاز وتشبثت بمفاسدها كأنه فعل وطني.

ترحيبنا بإعلان حكومة الوفاق كبداية للمصالحة الوطنية،لا يعني التسليم النهائي بالثورة ومطالبها والحياد بأهدافها،كما لا يعني أبداً أننا نراهن عليها كطريق لمواجهة الاستحقاقات الفعلي الوطني للثورة.

بل الرغبة بالدخول في اللحظة التي تشيعه من جو طبيعي- ربما - يوفر بيئة ملائمة تسمح بتفكيك ونزع الألغام الداخلية التي زرعها ورعاها نظام الأزمات،على مدى ثلاثين سنه في مفاصل الوطن.

و ما دامت حكومة الوفاق مناصفة وأسيرة اللاقصائية المشاعة،وما دامت أسيرة السقف السياسي الذي حددته المبادرة " بآليتها المزمنة" وما نتج عنها. فالمطلوب بالدرجة الأولى،هو تقديم الحلول الناجعة لمخلفات النظام وليس حل مشكلة الغرماء السياسيين،الا بقدر ما تساعد على التقدم نحو حل أزمات الوطن المركزة؛التي يفترض انها المعيار الأساس في النظر إلى مصلحة الوطن.وإلا فمصير حكومة باسندوه خانة الدولاب الخلفي لحكومة عصام شرف في مصر.المشهد متشابه مع الاختلاف في الكفاءة النضالية الثورية.

وفي ظل الوضع الراهن للبلاد،التي تبدو فيها كل الاتجاهات مشوشة في وجه هذه الحكومة وخاصة ما بدأت تسري من معلومات عن النهب المنظم لبعض المرافق والمؤسسات لتبقي المكونات الثورية في الساحات الضمانة الفعالة للبلاد وليس كما يقال للحكومة،وبما فيها القوى السياسية المنشغلة بما يكفي من العقد المحبوكة.

وقد يكون نافلاً القول: بأن على اليمنيين أن يركزوا اهتمامهم على تجاوز اللحظة وتجاهلها دون إبقائها حية فاعلة،كي لا يجري تطويعها لأي طرف،او شدها في أي اتجاه،ولا يغيِّب عن الخصوم الأصدقاء صخب الساحات النابض،والمراقب بقلوب الشهداء والجرحى، الذي سيصدر إلي مختلف مفاصل مؤسسات الدولة وإداراتها،الذي ما تزال جرثومة النظام تتعايش فيها بنشاطها الفعال ويجب ان ينخرط في استئصالها الشعب وكل القوى اليمنية الخيرة المتعددة،ومن الضروري ان تستمر إلي اجل غير معلوم.ليجد المتربصين بالوطن أنفسهم مكشوفين ومعزولين أمام الشعب الحي.


في الأحد 18 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:28:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=12882