صديقي: ليتني كنت فلاحــا!!
كاتب/علي الغليسي
كاتب/علي الغليسي

مأرب برس - خاص

- إذا كانت السعادة مائة جزء فإن تسع وتسعون جزء منها من نصيب الفلاحين !! فالفلاح أكثر الناس استمتاعا بالصحة لأن صحوه المبكر وذهابه لمزرعته يمكنه من استنشاق الهواء النقي (نسيم الصباح) الذي حرمه كثيرون...

الفلاح يوميا تداعب يدية التربة الحريرية وجداول المياه ،وتستمتع اذ نية بسماع الأصوات الموسيقية الصادرة عن الحمام والعصافير والتي تعجز مقطوعات بتهوفن عن محاكاتها ولا تحتاج لتوزيعات عبد الوهاب !!.

- يا صديقي : ليت من يحمل معرف (الوادي )في منتدى التاريخ –والذي يعرفني ولا أعرفه_يدرك حجم معاناتي فيمنحني قطعة أرض في واديهم الفسيح على مقربة من سد مأرب لأستصلحها وأزرعها ... وآكل مما تزرع .. وانفق على نفسي من نتاجها..لأحس بالسعادة التي فقدتها بين أكوام الورق ومحابر الأقلام. *يا صديقي :ليتني كنت فلاحا!!ليتني كنت مغمورا!!ما عساني جنيت من الشهرة وما الذي استفدته منها ؟! الشهرة لم يستفد منها سوى اسمي .. واسمي ليس مني!! ..

أن تكون مشهورا ولديك موهبة فأنت معرض للإصابة بالسكر..بضغط الدم.. بأمراض نفسية وعصبية وموهبة الفلاح والإبداع في الزراعة هي خلاص المرء من تلك الأخطار المحدقة بة .

- يا صديقي : منذ هاتفتك.. لم أعد أهنأ بالنوم .. الأفكار تزيد رأسي صداعا .. والهموم تزيد قلبي آلاما!! (كذب المنجمون ولو صدقوا) مقولة تؤكد أن التنجيم قد يصدق أحيانا وذاك ما يحمله برجي يوما بعد يوم.

- إنني أرى أحلامي تتطاير أمام عيني ،وآمالي تتحول إلى آلام ،إنني أرى نفسي زهرة لم تتفتح بعد .. لكنها

ذبلت ثم ذبلت وفي طريقها للموت، إنني أرى نفسي شمعة انطفأت قبل الذوبان!!.

- يا صديقي : هل ننتظر من الكاذبين صدقا ؟ ومن المخادعين وفاء ؟ أومن الحاقدين نبلا..أومن الأعداء شهامة؟ فلماذا أمليت علي النتائج النابعة من عاطفتك وليس من عقلك حين كنت مستشاري الوحيد.

- يا صديقي :أدرك أنك تفضلني على نفسك .. وتقدم مصالحي على مصالحك .. تود لو منحتني دم قلبك ،لكنك استسهلت قضيتي وفصلت فيها سريعا، تجاهلت أنني في مواجهة اللهب ، وبنياني في طريقة للانهيار،لن تجدي المبررات التي أعرفها وتعرفها، ولن تغني الأعذار الواهية التي قد أسوقها وتسوقها .... سأكون وجها لوجه أمام تغامزهم،ولن أسلم من همزهم ولمزهم ،ستكون صفات التمرد، الخيانة ، الكذب ، النكث جاهزة ولن نستطيع إيقاف زحف تلك الصفات التي جادت بها قريحتك عند تناولك التهافت والسقوط...

وسقوط صديقك سيكون مدويا ولن يفيد بعده الوقوف وستكون العودة صعبة.... وتذكر أنك رفضت مبلغ المائة ليوم واحد... فكيف ترضى لصديقك ثلثها في ثلاثين يومــا .

- يا صديقي : (كاد الفقر أن يكون كفرا)،( ولو كان الفقر رجلا لقتلته).. فكيف به وقد صار رجلا نافذا ومسئولا،وقد أصابني في مقتل لأكثر من مرة ،ولم انتقم منه ولو لمرة واحدة ... كم هي المشاكل التي واجهتها في حياتي لكنني لم أجد أعقد من تلك المشكلة الشائكة والتي زادها تعقيدا رجل الفقر وكفر الرجل !! واعلم أن المستقبل لن يكون أكثر سوداوية من الماضي كما أنه لن يكون أكثر رفاهية في ظل إحاطة الأشواك بالزهور.

- يا صديقي :لم أستطع مواجهة الدكتور والطبيب الخاص بتلك المشكلة ،فاعرضها عليه إن شئت ..فإن خرجت بحل لها فلا تتردد في ذكره ،ما لم فإن في عيادة (مكي )والجلسات المتعددة العلاج الناجع .. وفي مستشفى الأمل المقر الآمن.

- يا صديقي : لن استطيع قيادة حرب أنت طرفها الثاني، ولن استمتع بأي مقيل لست أنت من رواده ،ألا تعلم أنني سأكون محروما من تجاذب أطراف الحديث معك _إلا خلسة_ وإن أقنعت نفسك بأن ذلك لن يكون !! وأخبرني بماذا ستجيب على استفسارات صديقكم القديم وموظفكم الجديد إن سأل عن أسباب هجران مقيلكم ،وأي انطباع سيخرج به عني إذا واجهته بالحقيقة

- يا صديقي : كنت رائعا حين اقتحمت عالمنا المليء بالمتاعب ،وسبقتنا فيه وإن كانت لنا الاقدميه ،كنت في المكان الذي تستحقه ولا أستحقه ، لأنني بحسب علمك لا أجيد غير صناعة الفشل ، ولا أعرف سوى الـ(......) بحسب تعبير ابنك الصغير،ومن يكن كذلك فإن عليه أن ينزع وسام الشرف الذي اكتسبه من عمله معكم،وأن يستبدله بالأوسمة المعروضة عليه.

- يا صديقي :هل يجد الأمان من تركيبة سوره أسلاك الخائفين ، وهل سيجد الطهر من يسكن بين جدران مليئة بالأوساخ ، وهل يصل إلى الحرية من سقف سكنه أقصر من قامته القصيرة، وهل سيحصل على الثقة من يبحث عنها عند مجموعة من الثعالب ؟!!

تلك حقيقة ماثلة بين يدي لقادم الأيام في حال انتصرت العاطفة على العقل... فالملك لم يناله غيري وإن خرج من المعركة (منصور)، وكانت الهزيمة نتيجة لم يتوقعها من تعود نصر ،ولم يسلم من رميات السهام وطعنات الرماح من كان في يمينه سيف.

- يا صديقي :أرجوك لا تتركني وحيدا ،فتلاطم الأمواج يؤكد استمرار المد والجزر وأعرف أنك سباح ماهر،أرجوك لا تبتعد عني فوحشة بعدك تزيد ظلام الليل وقتامه الوضع ،أرجوك خذ منديلا وكفكف به (دموعي )، أرجوك خذ سكينا وافتح به قلبي فأنت أمهر من جراح وأفضل من طبيب ، أرجوك خلصني من ذاك الداء والدواء ...أرجوك ..أعد اكتشافي.. أعد صياغة شخصيتي ..أرجوك إنسي الماضي ولا تكثر من العتب ،فأنا أمام حاضر سأكون في المستقبل منه أكثر ندما ،وستكون لي أكثر عتبا !! أرجوك لا تتركني وحيدااااااا..

لم أعد قادر على الصراخ... ولم أعد أتحمل كثرة النحيب أرجوك لا تتركني وحيداااااا..

إني أحرق ..أغرق .. أصيح .. أصرخ ..أذبل ..أذوب..إنني أموت رويدا رويدا......فعش معي لحظة الاحتضار!!!


في الخميس 15 مارس - آذار 2007 09:33:39 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=1343