دفاعا عن عائشة.. ودفاعا عن أبيها !!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مأرب برس – خاص

عائشة التي أدافع عنها هنا ليست أمنا أم المؤمنين الصديقة ابنة الصديق أحب زوجات رسول الله صلى الله علية وآله وصحبه وسلم إليه بعد سيدتنا خديجة رضوان عليها .. والتي برأها الله من إفك الأفاكين من فوق سبع سموات .. وأبيها الذي أدافع عنه ليس هو الصديق الذي صدق بالصدق لما جاءه وثاني اثنين إذهم ا في الغار ووزير رسول الله وخليفته من بعده وقامع المرتدين وجامع القرآن والتي جاءت الآيات بمدحه تترى فهذان ( الصديق وابنته ) أطول قامة وارفع هامة من أن تطالهما كل تخر صات وتحريفات وتشكيكات المارقين والرافضة وبقايا المجوس وإنما جعل الله من خلالهما نافذة ضوء لكي يتبين المؤمنون من حولهم من الأدعياء وتقام عليهم الحجة من خلال مايقولونه ويأفكونه تجاه هذين وتجاه غيرهما من رموز فترة النبوة ..

أما عائشة التي أدافع عنها هنا فهي أخت المؤمنين الدكتورة عائشة القذافي صاحبة المواقف العروبية والإيمانية القوية والثابتة والمناصرة للمستضعفين في الوطن العربي والإسلامي وكل أنحاء العالم .. كما أن أباها هو العقيد معمر القذافي الذي عشنا معه رحلة أكثر من ثلث قرن ابتدأت بمداعبة الرئيس العربي العملاق المرحوم جمال عبد الناصر له وهو يقول له حين كان يشهد اندفاعه وحماسه ( انك تذكرني بشبابي ) ولم تنته بعد ولكنها رحلة فيها الكثير من المواقف العنيفة والمنعرجات الحادة .. فيها مواجهة شخصية لرئيس أعظم دولة في العالم فيها دعم لكل الحركات المناهضة للاستكبار العالمي من الجيش الأحمر الياباني إلى جماعه بادر ماينهوف إلى الجيش الجمهوري الايرلندي إلى الحركات المسلحة في أفريقيا واسيا فضلا عن المقاومة الفلسطينية ..فيها حروب مع الجيران .وفيها دولة اسراطين لحل النزاع وفيها رغبه في الحج إلى بيت المقدس بعد أن صعب الحج إلى مكة ..وفيها تسليم أسرار نووية للغرب لاسترضائهم بعد أن عجز عن المواجهة وفيها شراء للغرب ودمائه ببضعة مليارات من الدولارات .. فيهاالكتاب الأخضر والجماهيرية فيها بعث الدولة الفاطمية فيها بعث أفريقيا وولايات متحدة افريقية فيها كفر بالعروبة بعد إيمان مطلق بها .. باختصار فيها الكثير والغريب ..

القذافي واحد من اللاعبين الدوليين في ساحات الصراع العربي والعالمي . هكذا أراد أن يكون وهكذا كان .. وفيما يخص موضوعنا فالحديث عن الشأن اليمني .. وما أريد له أن يكون مدخلا لإلباسه دورا فوق كل مايمكن للعقل السياسي والشرعي تحمله وتصوره .

أجل ..هناك صراع في اليمن بين جماعة خارجة عن السلطة وبين السلطة وهناك محاولات تصفية حسابات إقليمية ولاعبون يحاولون أن يكون لهم دور في هذا الصراع هذا باختصار عنوان الحدث فأين يقف العقيد القذافي وليبيا من هذا وما شأنه في هكذا صراع ؟.

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم أن ليبيا قد مرت بحصار جوي طويل في قضية إسقاط طائرة فوق لوكربي لم تستطع الدول العربية أن تفعل شيئا لكسره كما فعلت مع العراق وكما تفعل مع كل القضايا التي تكون الإدارة الأمريكية والغرب طرفا في الصراع فيها مع دولة عربية أو قوه عربية .. وفي آخر مراحل هذا الصراع وحين بدأ يتفكك وحين قامت الدول الأفريقية بتحدي الحصار وكسره .. بادرت دول عربية أبرزها المملكة العربية السعودية بدور وسيط بين ليبيا والغرب خصوصا والذي كان مطالبا باثنين من مواطني ليبيا متهمين بتدبير تفجير لوكربي الذي ترتب عليه الكثير من الضحايا .. وتم إقناع العقيد بتسليم مواطنيه تحت ضمانات يقول القذافي لو أنها قدمت لنبي لكي يسلم ابنه لاطمأن وسلمه ولكن النتيجة أن احد المتهمين قد تم سجنه والآخر تمت تبرئته .. وكأن هذا لم يكن في الحسبان عند الوساطة ولكن الغرب أراد أن يخلق قطيعة بين ليبيا والسعودية وغذى جملة من الصراعات وأزمة الثقة بينهما والكل يعلم ماحدث في القمة العربية ذات يوم من مشادة بين الأمير عبد الله والعقيد القذافي . ثم أن الغرب زاد الطين بله من خلال تقديم تقارير إلى المملكة عن اكتشاف مؤامرة تستهدف اغتيال الملك عبد الله وراءها أيادي ليبية .. وهم صدقوها تماما كما صدقوا تقارير الأمريكان وصورامن الأقمار الصناعية تنبؤهم أن القوات العراقية في طريقها لغزو المملكة في أم المعارك.

 وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فلم يعد هناك أدنى مجال للتفاهم بين الدولتين بعدها كما يبدو. ومن يجرؤ على القيام بدور وسيط نزيه مادامت أمريكا والغرب لا ترغب في ذلك ولا تحبذه .

تلك هي المقدمات أما النتائج فقد تمثلت في تبني القيادة السعودية لفئات معارضة للنظام الليبي وعقدت لهم مؤتمرا في لندن وبدأت تحرك مثل هذه الأوراق فلم يكن أمام العقيد إلا أن يحرك أوراق مماثله ووقعت عيناه على قوى مجاورة للمملكة ومعادية لها فكانت حركة التمرد في صعده هي تلك القوى وفي محاولة للإستفاده منها في التعامل مع خصومه أراد البعض أن يحيل الأمر كله لحساب العقيد وهذا البعض يعرف أن حركة التمرد امتداد لحركه تعادي العقيد وتتهمه بدم إمام غائب من أئمتها _ وما أكثرهم _ وهو الإمام موسى الصدر .. فكيف يمكن أن توجد ثقة حقيقية بين الجانبين أو لقاء مطلق على أهداف بعيدة .. إنما هو زواج متعة على المذهب نفسه وهم يعلمون من هو المحرك الحقيقي للفتنة وللتمرد فوق أن أمين عام الخارجية الليبية اعتبر أن تمردا ضد صنعاء هو تمرد ضد طرابلس فوق أن هناك تنسيق بين القيادتين اليمنيتين حول التعامل مع مثل هؤلاء ..

ورغم كل ذلك وفي محاولة لتغطية الفشل الاستخباري المخزي لجهاز الأمن القومي الذي شغل نفسه بتتبع أعداء النظام الأمريكي ولم يتفرغ لأعداء النظام اليمني في تتبع هذه الحركة بدأ التخبط في توجيه الاتهامات وبدأت الأقلام الرخيصة تتجه نحو العقيد ونحو ابنته الدكتورة العائشة لكي تؤدبهما على مواقف العز والكرامة اللذين وقفاها من قضية العراق وقيادة العراق وشعب العراق وضد الطغمة الحاكمة لصالح المحتل في العراق والتي يتعامل معها جيران العراق أجمعين وللأسف ..

القذافي ليس هو الذي استضاف الأساطيل البحرية والبرية والجوية لغزو العراق والكل يعرف أن دول الجزيرة والخليج بضفتيه باستثناء بلادنا اليمن هي التي فعلت ذلك ..وليس القذافي الذي رضي وتابع إذا أخذنا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. "سيكون عليكم أمرا ء تعرفون منهم وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع " أوكما قال الحبيب المصطفى .

فإذا ما طبقنا هذا الحديث على حكام العرب والمسلمين واعتبرنا أن الله قد ولى عليهم بوش وزبانيته يسومونهم الخسف والذلة والهوان .. فسيكون أمامنا موقفان.. موقف الذي كره بقلبه وأنكر بلسانه وموقف الذي رضي وتابع ولم ينكر لا بقلبه ولا بلسانه فأين موقف العقيد من هذا وأين مواقف بقية حكام الجزيرة والخليج من خصومه بل وبقية حكام العرب والمسلمين .. ان العقيد هو الذي أنكر ولا يزال ينكر ويرفع صوته عاليا في الإنكار متحديا الإدارة الأمريكية وعملائها في العراق .. ورافعا من شان المقاومة والقيادة الشرعية للعراق .. بينما الآخرين هم الذين رضوا وتابعوا ولا يزالون يجرجرون اقدامهم خلف أمريكا لكي يخرجوها من ورطتها بكل إسفاف وابتذال ويقدمون لها ماتريدمن أموالهم ونفطهم وأراضيهم بل وكرامتهم ..فلم تعد لهم كرامة أمام أمريكا .. بالمطلق ..

إن محاولة إثارة زوابع في وجه ليبيا ورئيسها والمساس بشخص الدكتورة عائشة على وجه التحديد هي محاولة دنيئة للانتقام للرافضة وللمجوس وللصليبيين على مواقف العز والشهامة والشرف التي وقفها العقيد وابنته منذ احتلال العراق على وجه التحديد وحتى الآن وليس وراءها أي حقيقة يعتد بها لتبرير الهجمة غير هذا وبالتالي فعلى كل عربي مؤمن أن يقف موقف الرجولة والإيمان لنصرة العقيد وابنته التي أعتبر أنا أن أحمر شفاهها فقط وليس شخصها أطهر من كل حكام العرب والمسلمين الذين باعوا العراق و أفغانستان والصومال وفي طريقهم لبيع فلسطين ولبنان بل واليمن .. إن سكت الناس عنهم ..

 تحية للعقيد الأطهر من كل حكام الخزي والمهانة في الجزيرة والخليج وتحية للماجدة الأكرم الدكتورة العفيفة الطاهرة المؤمنة عائشة القذافي من كل مؤمن ومؤمنه في اليمن على وجه التحديد وفي كل بلاد العرب والمسلمين

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..

suhailyamany@yahoo.com

 

 
في الجمعة 16 مارس - آذار 2007 07:15:05 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=1348