لأصحاب الرأي..إستفيدوا من أخطاء الماضي
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

في بادرة تدل على الحرص والمسؤولية (او هكذا أعتقدت )أهتم عدد غير قليل من الساسة والكتاب وأصحاب الرأي وأهل المشورة في الكتابة للرئيس الجديد (عبدربه منصور هادي) كما حرصوا على مخاطبته لتوجيه النصيحة له وهو في بداية عهده يتلمس خطواته الأولى في حكم اليمن ..بل ذهب بعضهم بعيدا في حديثه متجاوزا النصح الى تحديد أولويات أجندة الرجل وأهميتها وترتيب قائمة مهامه وتسلسلها الزمني (وكأنه يجهل كل ذالك وفي غياب مطلق عنه ) كحاكم ورئيس دولة لعهد جديد ينتظر منه الكثير لإصلاح شأن اليمن وحال أهلها ...وأشترك في هذا الطرح والحديث الكثير من معارضيه قبل أنصاره ،البعض

منهم دافعه الحرص على الرجل وضمان بل انتزاع أداء جيد منه في الحكم والإدارة يخدم اليمن ويصب لصالح مواطنيها..والبعض الأخر منهم تدفعه صفة التزلف القبيحة ومساوئها العديدة تحكمه حسابات أنانية ضيقة تحركها غريزة الخوف من ضياع وفقدان المصالح الشخصية القائمة او التهيئة لانتزاع المزيد منها دون وجه حق او أولوية استحقاق ...إلا أنني أفهم او أتفهم أسباب ومبررات كلا الطرحين...ودوافعهما على أن ينحصر ذلك الطرح ويوصف جميعه بالرأي اي مجرد الرأي النصيحة (لا غير ذلك ) كما يجب ان يصب هذا الرأي كافة أولا وأخيرا في مصلحة الوطن ومواطنيه لا مصلحة الأفراد الخاصة مهما بلغت حاجتهم ومكانتهم..ثم ان أصحاب تلك الآراء كافة تناسوا إن طبيعة المرحلة القادمة التي كلف بإدارتها المواطن الصبور(عبدربه هادي) سميت بالمرحلة الانتقالية ومدتها عامين لاغير كما تحددت مهامها مسبقا في نصوص المبادرة الخليجية وبنود الألية الأممية المزمنة ومواد قرار مجلس الأمن رقم 2014 الصادر بتاريخ 23-9-2011م وكل ذالك تم الاتفاق والتوقيع عليه (في مدينة الرياض السعودية في تاريخ 23-نوفمبر-2011م ) بين فرقاء العمل السياسي كافة في الساحة الوطنية اليمنية كما تمخض عن كل ذالك وبموجب الاتفاق انف الذكر الانتخابات الرئاسية المبكرة ( وبمرشح توافقي واحد وحيد هو الأخ عبدربه هادي ) التي تمت يوم الثلاثاء الموافق 21-2-2012م وأدت إلى انتخاب هادي رئيسا لليمن بما هو أشبه بالاستفتاء او البيعة في اختياره حكما (وليس حاكما ) للإفتاء في شؤون البيت اليمني وإدارته وشوكة ميزان في الحكم والحسم في قضايا الخلاف بين الفرقاء بل والتوفيق بينهم (فهم الأهل والأشقاء بل وشركاء السكن والعيش في بيت الوطن الواحد) على ان تكون ولايته لمدة حولين من الزمن لا أكثر ونأمل ألا تمدد للأفراد او لإنجاز المهام .....وهنا لابد للجميع وخاصة من السياسيين والمثقفين وأهل الرأي والمشورة والأعلام أن يستفيدوا من تجارب وأخطاء الماضي ودروسه وعبره ويبتعدوا عن سلوك التزلف والنفاق الذي أدى لصناعة الطغاة والحكام المستبدين والديكتاتوريات الظالمة والحرص على تجسيد وتثبيت إرادة الشعوب ومصالحها التي هي من إرادة الله جلت قدرته وحكمته في خلق الإنسان الذي فطره على قيم الخير والصلاح واستخلفه في حرث الأرض وتعميرها ... وأن يحرصوا على سداد الرأي وترشيد الحكم بتقديم المشورة والقدوة الحسنة وتقويم الاعوجاج حيثما كان ومن حيث أتى وتصويب أداء الحاكم ونهجه لما فيه خير البلاد والعباد بتقديمهم المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة والتغلب على نوازع الذات الأنانية وكبحها بالاعتصام بحبل الله والعمل بأحكام كتابه وسنة ونهج رسوله الأعظم . كما أنني أختلف مع ذالك الطرح والخطاب الذي فضل النخبة توجيهه للرئيس الجديد وحصروه عليه حرصا على الأمة.. وذالك من زاوية ومنطلق أخر في الرؤية وتحديد الهدف فأنا أرى أن النصيحة الصادقة والخطاب المفيد يجب ان يوجه أولا للرئيس السابق المواطن النافذ علي عبدالله صالح (أصلحه الله ) لمطالبته بدرء المفسدة وهو القادر ان يساهم كثيرا في الحد منها في الظروف الراهنة لو أراد فعل ذالك وما هو عنه ببعيد حيث أن المراقب الحصيف والقارى اللبيب للواقع اليمني الحالي وتقييمه لتطورات الأحداث فيه بتجرد وحياد سيجد أن الكثير من خيوط اللعبة السياسية في اليمن ما أنفكت بيد (صالح ) وتحديدا معرفته برموز السوء والفساد وقدرته الكبيرة على على كبحهم وردعهم لو أراد ان يفعل ذالك صادقا بل يكفي أن يقبل نصيحة العقلاء برفع يديه عنهم وحمايتهم وأن يرفض أن يستخدم من قبلهم مظلة وأداة قمع لتحقيق مأربهم السيئة والدنيئة وهذا الخطاب المطلوب مقدم عن ذالك الخطاب الذي تم توجيهه للرئيس الحالي (هادي ) الذي في قدرته (أكثر) أن يجلب المصلحة للوطن وللشعب اليمني المكافح كون هادي يحضا بدعم كبير من الخارج (أشقاء وأصدقاء والراعيين كافة) وكذا يحضا بإجماع الفرقاء في الداخل ..هذا الإجماع الذي بتنا وأصبحنا في قلق من انحساره أو التشكيك فيه كلما أوغلنا في إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية والولوج أكثر وقدما في حلحلة وتفكيك مصاعب المرحلة الإنتقالية وتعقيداتها الكثيرة واصطدام المصالح الضيقة للبعض مع الإنجازات التي تحققت أو المطلوب إنجازها...وهذا هو السلوك الفاسد والمتطرف بعينه وهو كذلك إيقاض للفتنة النائمة ذاتها التي يخشى غالبية المواطنين من مخاطرها القريبة والبعيدة ان هي تمت واوغلت في فعلها المدمر. ولكل ما تقدم من التوضيح وسبق ذكره من المحاذير والمبررات فأنني أدعوجميع تلك القدرات المتميزة والأقلام المبدعة التي سبق لها وأن وجهت حديث النصح وخطاب الحرص للرئيس الجديد (هادي ) لجلب المصلحة العاجلة للبلاد والعباد أن يعملو عاجلاعلى توجيه ذات الحديث والخطاب في الحرص والنصح للرئيس السابق (صالح ) ليحثوه على العمل الجاد والصادق والمثابر لدرء المفسدة القائمة فعلا في البلاد والتي ان استمرت على هذا المنوال والقدر الكبير من العبث والإستهتار فأنها لاشك تجرنا لإيقاض الفتنة النائمة حاليا وقانا الله وإياكم مآسيها وشرورها ... وما سلوك مقولة الفاسد وفتنته وجريمته النكراء في صحراء دوفس بابين عنا ببعيد ..كان الله في عون اليمن واليمنيين.


في الجمعة 09 مارس - آذار 2012 01:58:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=14395