هبي برث داي تو يو عفوشي
طارق عثمان
طارق عثمان

الأشخاص الوحيدون من جيل ما قبل 2000م في اليمن و الذين يحتفلون بأعياد ميلادهم هم صالح وأقاربه تقريبا ، فشخصيا لم أسمع أن أحدا من مواليد تسعينيات القرن الماضي يفعلها وإن وجدوا فهم قلة قليلة من علية القوم لا تكاد تذكر وكلما رجعت للوراء يتناقص العدد ، حتى إني أكاد أجزم أن الإنسان الوحيد في تاريخ اليمن منذ إنسان العصر الحجري وحتى إنسان القصر الجمهوري الذي يحتفل بعيد ميلاده وقد بلغ هذا السن هو صالح فقط ..

ليس هذا هو الشيء الوحيد الغريب في غريب الأطوار هذا ، فهو معروف بحبه للظهور واختلاق المناسبات من العدم ليكون في الواجهة ، ولو عدم المناسبات فسيحتفل بالذكرة السنوية لاستشهاده في ميدان الجهاد في معركة ذات السلاسل على يد أحد الجنود الفرس ، المهم إحتفال وكامرات وحضور وتصوير وتصفيق والسلام .

لكن الغريب هو كيف عرف المخرف ( العهدة على با سندوة ) أنه من مواليد 21 مارس ، وأنا الذي يفصلني عنه عقود لا أعرف تاريخ ميلادي ، وكل من هو في جيلي كذلك ، بل أن معظم من جاء بعد هذا الجيل بسنوات كثيرة لا يعرف أيضا بسبب غياب المؤسسات التي توثق هذا ، وما أضعه أنا في أوراقي الرسمية ليس إلا تاريخ تقريبي فقط ، ومع ذلك فصالح المولود أثناء الحرب العالمية الثانية من أيام هتلر وموسيليني ، يزعم أن عيد ميلاده هو 21 مارس ، هههه والله ما حد درى وين سلعوك قال من مواليد 21 مارس ناقص كمان تحدد ساعة قدومك الميمون واستشارية النساء التي أشرفت على الولادة المباركة وإسم المستشفى الذي كان جناحه الملكي مهبطا لرأسك الأحفوري ، ومدير مكتب الأحوال المدنية الذي اصدر المخلقة على قولة أخواننا أصحاب عدن أو شهادة الميلاد التي لم يعرفها اليمنيون إلا بعد ولادتك بـ 40 سنة . لكن يبدو أن من أشار عليه ببدعة الإحتفال هذه منذ سنوات كان يجهل ما كانت عليه اليمن حين زاد القتلة واحد قبل 70 سنة ، ففي العصور المظلمة تلك كانت القلة من الناس تعرف التاريخ وهم أولو العلم والمعرفة وأما العامة فلا يعرفون سوى أيام معدودة هي منتصف شعبان وجمعة رجب والمولد النبوي ورمضان والعيدين بعد ان يحددها لهم أهل العلم والدراية ، وعدا عن ذلك تمر السنة ولا يدرون أين هم منها إلا من كان يتابع الشهور الشمسية لأجل الزراعة وبشكل تقريبي مبسط ، أما حكاية مارس هذه فجديدة خااااالص ، فإلى الأن أمهاتنا لا يعرفن ما هو مارس وعفوشي الحبوب ما شاء الله عليه كانوا عارفين مارس ويونيو ويوليو وديسمبر ، ما شاء الله ما شاء الله متطور من يومه ، لا مش كذا وبس الراجل يحتفل بعيد ميلاده من أول سنة وأول تورتة في عيده الأول كانت كدمة مغطاة بكريمة الفول اللذيذة المخلوط بالزوم وعليها شرائح طماطيس ومطروح فوقها سراج ابو ذبالة واحدة ، ياراجل ارحمنا قال عيد ميلاد ، ارحمنا وحل عن سمانا ، ما تفهمش ما عندكش دم جاي تحتفل بعيد ميلادك المشؤوم وتنغص على الأمهات فرحة عيد الأم وتظهر علينا في ذكرى المجزرة التي اقترفتها .

جاي تطفي الشمعة السبعين وتغني هبي برث داي تو يو زي البشر ، صدقني كلما زادت الشموع على تورتة عيد ميلادك كلما زاد الظلام في حياة اليمنيين حلكة ، ليتها تنطفىء شموعك يا من أعدت اليمن الى عصر الشموع . جئت تتلقى الهدايا والتهنيات في الذكرى السنوية للمجزرة التي أطفأت فيها نور عيون خيرة شباب اليمن ، يا إلهي أي نوع من البلاستيك صنع منه وجهك . كم أتمنى أن يقدم اليمنيون لك هدية تناسبك ، هدية تليق بك وبتاريخك الحافل بالمآسي ، ما رأيك بربطة العنق فأنت مغرم بالكرفتات الثمينة ، ما رأيك أن تكون هدية الشعب اليمن لرئيسه بمناسبة عيد ميلاده ، صدقني سيتسابقون لشرائها وسيجعلونها مفاجئة هذه المرة وبدلا من أن تتدلى من رقبتك سيجعلونها ربطة عنق أجمل وأكثر أناقة ليتدلى منها جسدك تكريما لك على مافعلته بهم وخصوصا قبل عام من الآن وسيعلقونها لك في ميدان التغيير ، سيحتفلون ويفرحون ويبتهجون من حولك بصدق لأول مرة ، أيش قلت ؟ .... يا نجاااااتي انفخ البلاليم ...


في الأربعاء 21 مارس - آذار 2012 07:09:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=14677