الغول..........
محمد جمال الدين
محمد جمال الدين

 يمن الأرومة هل أتى الإصباحُ ****  وهل الظلام حقيقةً منزاحُ ؟

طال الظلام بأرضك وتكاثرت **** بين الدجى الغيلان والأشباحُ

فإذا هوى غولٌ أتى من بعده **** غولٌ له فوق الصياح صياحُ

غولٌ له شكلٌ مخيفٌ-عاذكم- **** من شره رب السما وكفاحُ

غولٌ له كل الفعال مباحةٌ  ****  والقتل من ضمن الفعال مباحُ

فكأنما اليمن العظيم مغارة   ****  يأوي إليها الوحش والسفّاحُ

وطني أحقا قد هوى غول الردى  ****  أم انه متنزهٌ سوّاحُ

وحكاية الاسفاط مزح زماننا  **** فلدهرنا مثل الدهور مزاحُ

وغدا يطل برأسه وتعود من   **** بعد السكون زوابعٌ ورياحُ

ويعود رقّاصٌ على أشلائنا    ****  ودماؤنا بعد الصوان تباحُ

ويطل من فوق الرؤؤس مطبلٌ   **** من حوله يتبسم المداحُ

ونرى مسيلمةً يرتل في الورى  **** آياً وتختار الشروح سجاحُ

يقرا لهم( إنّا أمرنا العقعق   ****  قلنا له : يا أيها السّباحُ

إن النقيق مع الظلام محللٌ  ****  ومحرمٌ إن اقبل الإصباح

ومحللٌ بين المياه تعانقا ****    ويجوز من بعد العناق نكاحُ

لا تعص أمري إن عصيت سجنتك في سجن ما أمسى به مصباحُ

أو أجعلنك من رعايا حاكمٍ  **** إن قال , قهقه في البلاد سلاحً

ما حدّث القوم حديثا مرةً     ****  إلا انتهت من بعده الأرواح

وتراكم الدين الكثير بشعبه    ****  وتراكمت ببنوكه الأرباح

فإذا استمعت لقوله يا ويلك   **** سيصيبك بعد السماع كساحُ

فأطاعنا النقّاق خوف عذابنا  ****  وأطاعنا التنين والتمساحُ

فتبلعق التمساح في وحل الأذى  ****   فتحرشفت أقدامه والراحُ

وكذلك التنين مرغ جسمه   ****   فنما له فوق الضلوع جناحُ)

فإذا انتهى الكذاب من قرانه   ****  فسيهتف الهجناء والاقحاحٌ

(يا سيد القوم حفظنا العقعق   ****    حفظاً له بعقولنا إيضاح

فالصدق ما قلت وقولك صادقٌ  ***** ما شابُه شكٌ ولا اقداحُ

يا سيد القوم فصاحة قولك *** زان الفصاحة ,فارتقى الافصاحُ

فلانت فينا عالِمٌ ومعلمٌ     ****   فيه التقى متدفقٌ وقراحُ

قد خصّك الله بوحيٍ خالصٍ   ****  وتنزلت من فوقك الألواحُ

ولأنت في هذا الزمان نبيه  **** ذي منه يأتي العدل والإصلاحُ

وبفضلك تغدو الصحاري جنةً   ****  يعلو بها الزيتون والتفاحُ

وبهديك نرقى المعالي نسبق   *** أمما بها رزق الضعيف براحُ

أمماً بها العيش الرغيد مسهّلٌ  ***  والجهر بالقول السديد متاحُ

أمماً يقود جموعها أخيارهم    **** ما قادهم غولٌ ولا تمساحُ

وإذا اعتلى في غفلةٍ هامورهم   ****  هَبّوا إليه بلحظةٍ وأطاحوا

يا سيدي منك السلام سيشرق  **** والشر من بين الورى ينزاحُ

سِرْ تفتديك نفوسُنا يا سيدا    ****  في سـيره خيرٌلنا وفلاحُ)

يا رب إنّ شعوبنا مجروحةٌ  ****  وإعادة الغول المخيف جراحُ

إنْ عاد مات البسم في أفواهنا   ****   وتجمدت بعيوننا الأفراحُ

سنعود للعهد القديم ونركضُ   ***  للخلف يركض خلفنا السفّاحً

يا رب حصّنْ بالنضال شعوبنا  ***  إنّ النضال لقومنا مصباحُ

ما ذل شعبٌ بالنضال محصنٌ   *** أبدا ولا رخصت به أرواحُ

كلا ولا هجر الصباحُ ديارهم   *** فإذا انتهى صبحٌ بدا إصباح

يا رب إنْ قلبي أجاز مسيلماً   *** أو غيّرت فيه اليقين سجاحُ

فاجعل له تحت التراب حفيرةً    ***   فلعله تحت الثرى يرتاحُ

فا لقبر خير مكانه واعزمن    ***  وطنٍ يعيث بأهله الذبّاحُ

ويسود فيه الكاذب المتشدقُ  **** والأرعن الثرثار والنباحُ

وختامها صلوا على خير الورى *** تعداد ما عزف الغنا صداحُ


في الإثنين 16 إبريل-نيسان 2012 05:51:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=15132