دعوه للتفاؤل بعد ثلاثة أشهر من العمل الرئاسي
وضاح حسين  الودع
وضاح حسين الودع

مر حتى اليوم ثلاثة أشهر منذ أدى الرئيس عبدربه منصور هادي اليمين الدستوريه في مجلس النواب في 25فبراير.

القادحون لأعمال وقرارات الرئيس هادي كثر منهم الصالحون ومنهم دون ذلك والصالحون هم بقايا صالح ومن دون ذلك لكل ليلاه التي يتغني بهواها.

الفترة قصيرة في عمر الدول لكنها بقراءة هادئة بعيده عن المبالغة فترة حفلت بالكثير من الأعمال. وللمبالغين في التشاؤم والسب والقدح والذم للقائمين علي شئون البلد اقول ((أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم ...او سدوا المكان الذي سدوا)).

لقد تم عزل كثير من أفراد أسره خرج ضدها جماهير من الشعب نعم تسعة من كبار أفراد الأسرة الحاكمة السابقة تم وضعهم في برنامج خليك في البيت وآخرون في الطريق ينتظرون موعدهم وأصبح الجميع يتحدثون عن اهمية النجاح في حلحلة مشاكل اليمن وكيف يمكن ذلك ويوميا يتم السير في هذا النهج.

إن ماتحتاجه اليمن ليس القيادات التاريخية ما تحتاجه اليمن هو شخصيات هادئة كعبدربه منصور هادي لاتحب الظهور لاتحب الخطابات لاتحب المقرات والقصور الرئاسية يهمها الانجاز يهمها العمل وكفانا تكرارا للاختراع الاسخف وهو تمجيد الزعماء كفانا عبادة للحاكم الضرورة والحاكم الزعيم.

أرى بلدي اليمن يسير في الاتجاه الصحيح يقوده الجمع ولايقوده الفرد كما كان يحدث في العهود البائدة وبالذات في ألحقبه الصالحية حين كانت المطبات تزال من الشوارع بأوامر الحاكم بأمر الله والعاكس على السيارات يزال بأوامر الزعيم وكل شيء ينتظر توجيهات الزعيم .

الفرق كبير بين ان تولد المشاكل في عهد الفترة الانتقالية وبين ان تكون مرحلة من الفترة السابقة والنجاح الحقيقي هو في مواجهة المشاكل وحلحلتها وهذا مايحدث الآن منذ ثلاثة أشهر فنحن الآن نعترف بحقيقة وجود عناصر انفصالية وقاعدة وحوثيين وأزمة اقتصادية ولاجئين وبطالة بالملايين وانفلات امني وتقطعات قبلية وفقدان هيبة الدولة وأمية متفشيه وكهرباء لاتكفي لمدينة في الدول الأخرى ومياه مهدده بالنضوب و..و...

ان بلدي اليمن أيها العالم يسير الى الأمام ببطء نعم لكنه يسير الى الأمام وبطريقة مدروسه هادئة بعيده عن الخيارات النيرونية او الأحلام الأفلاطونية وسيثبت التاريخ ان تجربة البلد المصنف دوما على انه ثاني أفقر الدول العربية بعد الصومال هي تجربة تثبت ان أبناءه هم أغنى العرب صفاء في العقول والنظرة الثاقبة المتزنة وأنهم يستلهمون من تجارب الآخرين ويتجنبون الأخطاء ويبحثون عن الكلفة الأقل في التغيير ولو طال وقتها وليس الوقت الأقل بكلفة عالية .

لكل المتشائمين مايحتاجه البلد ان أردنا انطلاقة أسرع هو تكاتف أبنائه وانضمام فئات الصمت القاتل الى العمل مع من يعملون فنحن نستطيع نقل البلد نحو الأفضل نقلة نوعية في سنة لو قرر 15 مليون يمني ان يتحركوا ضمن منهجية التغيير ونستطيع ان نجعل المدة اطول لو نقص عدد اليمنيين المشاركين في التغيير.

ان النجاح الحقيقي للشعوب حين يثور أفراد منها ضد الحاكم الفرد المتسمر على العرش هو في تكريس وتوسيع ثقافة التغيير في عقول أفراد الشعب ممن لم يشاركوا في التغيير الثوري وطالما ونحن نريد رؤية نجاحات حقيقية لبلدنا اليمن في فترة الإنقاذ اي السنتين التي بدأت قبل 3 شهور فنحن ملزمون بتقوية ثقافة التغيير في عقول الجميع وتوسيع المؤيدين لمبدأ التغيير وتسويق الثورة تسويقا جيدا .

إنني متفائل بكل ما أراه في بلدي اليمن فكل شيء يؤكد ان التغيير نحو الأفضل هو الذي يسير نحوه البلد رغم الصعوبات لكن التفاؤل لايعني بحال من الأحوال القنوع بالنوم والشخير وانتقاد من يحكمون وكان البلد ملك عبدربه منصور او باسندوه او المشترك البلد ملك الجميع وعلى الجميع ان يجعلوا التفاؤل وسيلة للعمل وليس وسيلة للنوم وعلى المتشائمين والباحثين عن الجنائز والعيوب والقمائم والأخطاء ان يرشدوا تفكيرهم فللحياة نواميس لاتتغير والناموس الأهم في هذه الحياة هو (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).


في الخميس 31 مايو 2012 06:48:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=15818