المغترب اليمني الم وأمل
عبدالغني المجيدي
عبدالغني المجيدي

من يوم ان ظلمنا أنفسنا وقلنا ربنا باعد بين أسفارنا والشعب اليمني لا يتوقف عن الترحال والإغتراب عن أهله ووطنه وكل ما زاد الحال الإقتصادي سوءا في اليمن كلما زادت موجة الهجرة والإغتراب والمعاناة حتى وصلنا في السنوات العشر الأخيرة إلى إغتراب أغلب المثقفين وذوي الدخل المحدود حتى من يملك منهم وظيفة حكوميه لا تسمن ولا تغنيه من جوع هو وأسرته فخسر الوطن الكثير من الكفاءات الوطنيه .

حتى وصل عدد اليمنيون في بلاد المهجر حسب أخر الإحصائيات ما يزيد عن خمسة مليون نسمه !

يتواجد ثلث هذا الرقم فقط في المملكة العربية السعودية أي ما يقارب مليوني نسمه .شعب بكامله في بلاد المملكة يعول هذا العدد ثلاثة إضعافه داخل اليمن ويساعدهم إقتصاديا أي ان اكثر من 6 مليون يمني في الشمال والجنوب يعيشون على نفقة أهاليهم المغتربون في المملكة العربية السعودية علما إن اجمالي إيرادات وتحويلات المغتربون اليمنيون في المملكة إلى اليمن بلغت السنة الماضية ما يزيد عن 3 مليار دولار حسب ما صرح به عبد القادر عائض وكيل وزارة المغتربين المساعد لشئون الجاليات في سفارة اليمن بالرياض

وأن 80% من حجم الإستثمار في اليمن هي إستثمارات ليمنيين في بلاد المهجر ولو قارنا ثروة الغاز أو النفط أو السياحه والثروة السمكيه جميعا لا تصل إلى عائدات المغترب اليمني وانعاشه للأقتصاد وعلى عكس ما نرى من اهتمام وعناية من الدولة لتلك القطاعات نرىإهمال كبير للمغترب والحفاظ على حقوقه وتوعيته بحقوقه وحمايته داخل بلده في حال عودته زائرا او مستقرا ومستثمرا فكثير من المغتربين يجهلوا قوانين البلدان التي يغتربوا فيها وبالتالي يجهلوا حقوقهم وكيفية المحافظة عليها ويستغل ذلك كثيرا من ضعاف النفوس لظلمهم واخذ حقوقهم ((وكم نتمنى لجنة توعية من قبل السفارة لأي مغترب جديد لتوعيته بحقوقه وقوانين البلد التي هو فيها)) إن أغلب المغتربين لا يعرفوا باب سفارتهم إلا يوم يضيع منه جوازه ليستخرج بدل فاقد او لتجديد الجواز فقط وإن تعرض لإبتزاز او أكل لحقوقه لا يعلم لمن يذهب ويعاني بصمت 

لا ينكر احد أن السفير محمد على محسن الأحول من الرجال المخلصين والخدمات المقدمه للمغترب في السفارة في الرياض أو القنصلية في جده جيده لكن مشاكل المغترب لاتتوقف عند تجديد جواز أو ختم لعقد نكاح أو توكيل !

لكن هناك أمور كنا نتمنى ان نراها في ظل التغيير الذي حدث في اليمن من أبسط هذه الأمور التي كنا نتمنى أن نراها ولكن للأسف لم نرها هي إغلاق السفارة السعوديه في مصر لمدة أربعة أيام اعلنت حالة الطوارئ وطار إلى الرياض رئيس مجلس الشعب المصري د. سعد الكتاتني مع وفد كبير من مجلس الشعب والشورى وكثير من الوزراء وأرجعوا السفير السعودي إلى القاهرة ولم تتعطل مصالح الناس ونحن آلاف الناس بل عشرت الآلاف من اليمنيين مصالحهم متوقفه منذ خمسين يوما وببرود شديد لم يتم التحرك على مستوى وزير الخارجية من أجل فتح السفارة والقنصلية السعودية أبوابها أمام المراجعين اليمنيين الذين لاحول لهم ولا قوة في خطف القنصل ! 

بل إن من خطف القنصل يسعى إلى زيادة حالة اليأس والإحباط لدى اليمنيين ليتهيأ له الجو المناسب لتجنيد اليمنيين في تنظيمه الضال

لقد كان النظام السابق لا يهتم إطلاقا بالمغترب ومعاناته و لمسنا ذلك جليا يوم تفاوض على ترسيم الحدود مع الأشقاء في المملكة ولم يطلب ميزة واحده للمغترب اليمني على أراضي المملكة ولو كان طلبها لاستجاب الأشقاء ولكنه نظام لم يكن يرى إلا ما سيقدم له من أموال فتاجر بالأرض وسمعة البلد وبالمغترب! نتمنى في الحكومة الحالية ان تعرف أهمية المغتربين وما يشكله من رافد هام للإقتصاد نتمنى تشكيل لجنة حقوقيه للحفاظ على حقوق المغتربين اليمنيين من السفارة وجمعية حقوق الإنسان اليمنية بالتنسيق مع الجهات القانونية في المملكة وخصوصا ان قانون مكتب العمل والعمال في المملكة يحفظ للعامل حقوقه في وجود من يتابع هذه الحقوق ويطالب بها وأن من يلجأ لظلم العمال هم أناس يستغلون نفوذهم في بلدانهم مع غياب من يقف مع حق هذا العامل نتمى تبني مشروع قانون يعمل على تأمين صحي وإجتماعي للمغترب اليمني له ولأهله بدلا من حالات التسول و الحاجة لتي يعاني منها بعض إخواننا في حال فقدانه لعمله او مرضه !

إن العمل على الإرتقاء بالمغترب اليمني وتأهيله والدفاع عن حقوقه هي مسؤلية مشتركة بين وزارة الخارجية وكبار التجار من المغتربين اليمنيين وشئون الجاليات ولا تتحملها السفارة لوحدها

نتمنى ان تعين وزارة الخارجية دائرة خاصة بتشجيع الإستثمار وحماية المستثمرين من الإبتزاز والنهب فمن الأمور التي يعاني منها المغترب وبعد طول سنين غربه في خارج بلده انه يشعر بغربته أيضا في وطنه !

ولايجد اليد التي تمتد له وتشجعه على الإستثمار وتحمي إستثماره أيضاً ! 

نتمنى ألا نبقى دائما في ذيل القائمة عند مقارتنا بالأخرين حتى في رحلاتنا يسمح للجميع بالنزول في الترانزيت من الطائرات إلا اليمني لا يسمح له

نريد منكم بإختصار حفظ حقوقنا وإرجاع لنا بعض كرامتنا المهدورة فهذا أقل ما يمكن أن تقدموه لمن يبنى 80% من مشاريع الوطن الإستثمارية 

a_alghani11@hotmail.com


في الأحد 10 يونيو-حزيران 2012 06:07:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=15982