انتصار الحرية
هائل سعيد الصرمي
هائل سعيد الصرمي

يا مصرُ يا دوحةَ الدنيا وهامَـتَها

يا أمةً تصنعُ التـــاريخَ مُذْ دأبـَا

اليومَ تحتفلُ الدنيا بما صنعـتْ

يَدُ الشَّبابِ وشعبٌ يصنع العجبا

اليوم ترتفع الريات خافقةً

بما تحقق من أبنائك النُّجبا

يا مصرُ ذقنا سروراً لا مثيل له

وفرحةً أذهبت عن أمتي النَّصبا

للَّهِ شَعبكِ أرسىَ صَرحَ عِزَّتِهِ

بفوز "مرسي" رئيساً جاءَ منتخبا

اليوم تصنعنا الشورى أساتذةً

للعالمينَ وتمحو الزورَ والكذبا

اليوم يُصنع تاريخَ الشعوب بنا

فبعد ما سُلبتْ أوطاننا سُلبا

فها هو الشارع المصري منتصرا

لأنه لمعانِ الرشد منتسبا

فالمبدأ الشوروي الحر أسسه

بفوز مرسي فهيا نمتطي السبابا

أوطاننا لبلوغ المجد صاعدةٌ

فكيفَ يُوقِفُها منْ خارَ أو هربَا

مبادئ الحق لن تُذوى بشرذمة

فجيلنا اليوم وعْـياً جاوزَ السُّحبا

هِيَ المقاديرُ لا تجري بلا هدفٍ

فكل أمرٍ جرى في اللوح قد كُتبَا

لغاية كان هذا النَّصرُ مَوعدنا

من بعد ما أشعلوا أوطاننا لهبا

نحن المقادير يجري الانتصار بنا

لنقهر الظالمين العجمَ والعربا

شُعوبنا كهـــدير السَّيلِ جارفةٌ

للمفسدينَ ولنْ تبقي لهمْ ذنبَا

أجيالنا في ميادينِ الإبا سَعدتْ

بفرحةٍ تمسحُ الأوجاعَ والكرَبـَا

طوبى لمن غرسوا الغايات في دمنا

فهَاهمُ يَحصدون التِّينَ والعنبَا

سبعونَ عاماً... إلى أن طاب غَرْسُهمُ

واليومَ يجنُونَ منهُ الكرمَ والرُّطَبـَا

شقُوا بهمتهم أفْقَ الوجود ضحىً

فأصبحوا اليومَ في أوطاننا شُهبا

في كل وقتٍ لهم زادٌ يُحفِّزُهمْ

إلى النَّجَاحِ ويُعْلي قَدْرَهُمْ رُتبَا

انْظُرْ لمصرَ بهذا النَّصرِ ضَاحكةً

بكل فخرٍ ولم تعبأ بمنْ غضبا

اليومَ تفترشُ الأوطانُ بهجتها

وتَنْثرُ الدُّرَّ والياقوتَ والذَّهبّا

يا ثورةً هزَّت الدُّنيا مَنابرُهَا

وأثمرتْ في الورى الأخلاقَ والأدبَا

يَا ثورةً تغمر الأصقاعَ فرحتُها

ونصرُها اليوم َ زَادَ الثائرينَ إبَا

لا حكمَ للفردِ بعدَ اليومِ في وطنٍ

الحكمُ للشَّعبِ من قاسىَ ومن تعبَا

يا مصرُ يا كوثرَ الدنَّيا وجَـنَّـتَها

اليومَ نشدوا بنصرٍ لنْ يَضِيعَ هَبا

شَعبي يُهنِّيكِ هذا الفوز مقتفيا

هذا المسَارَ وفي مِنْهَاجِهِ وثَـبَا

يَا ربًّ وانزعْ طغاةً طالَ بَغْيُهُمُ

من كلِّ قُطرٍ فغيثُ العِزَّةِ انْسَكَـبَا


في الأربعاء 27 يونيو-حزيران 2012 06:29:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=16250