فكاهيات ضاحي خلفان
مصطفى راجح
مصطفى راجح

أن يُحمل كائن مثل ضاحي خلفان على محمل الجد فذاك ما يريده ويحقق مبتغاه ؛ الظهور في الواجهة ولو من باب القفزات النشاز.

هو فقط يمكن أن ينظر اليه من باب التسلية والفكاهة ليس أكثرةالتندر على شخصية كاريكاتورية غريبة الأطوار ، كائن كرتوني يتبدى بتناقضه بين ضحالة شخصه وعنترياته التي يوزعها بانتظام بين القاهرة وصنعاء ، والباب مفتوح على بقية العواصم ؛ لمَ لا ، طالما وقد أخرجت حماقات ضاحي خلفان صاحبها السمين كعجل بربري من هامشيته إلى واجهة المشهد .

يقدم ضاحي خلفان بأمانة وصدق الشخصية الفارغة المعنى والخالية من كل بعد انساني وقيمي التي أنتجتها الطفرة المالية التي أخرجت أقبح ما في ضاحي خلفان بدلاً من أن تعمل كرافعة لذاته تمكنها من إكتشاف آدميتها وإمكانياتها ،

هذا إن كان في قاعه النفسي ثمة ما يقبل النمو والاكتشاف . وربما أن المال كالشراب لا يخرج من المرأ الا حقيقته التي تبدو عارية ومن دون رتوش.

نعود للكائن ضاحي خلفان ، كنموذج للبوهيمي الذي أغلقت مداركه بفعل الأفراط الحيواني في ملذات مقززة ، وكل إفراط في إلتذاذ حسي دون بعد إنساني ذهني وروحي لا يكون الا مقززاً.

مثل خلفان لم يكن يحلم أن يذكر خارج إطار شرطة دبي ، والعلاقات الروتينية لمتخم مع أمثاله.

والحال هكذا يكون الكائن العجل قد وجد خاتم سليمان في تصريحاته الحمقاء التي جعلت إسمه يتردد في العواصم العربية وفضائياتها وصحفها ومواقع تواصلها الاجتماعي في الواقع وعلى الشبكة الالكترونية .

والكائن المتخم ذو الشخصية النمطية التي دمرها النفط لا يسحره شي بقدر ما تسحره الشهرة وأن يكون معروفاً خارج إطار كرشه المتدلي ، وشكله الملخبط الذي يشي بنفسية تشبهة تماماً.

ربما تفوق نشوة خلفان وهو يسمع إسمه يتردد صداه من هنا وهناك ، نشوة المدمن على تعاطي الحشيش والهرويين ، وهذا الهوس بإثارة الزوابع حتى لو مست حماقاته شعباً بأكمله لا يفهم الا ضمن هذا السياق ، ولا يصدر الا من كائن مفرغ من كل معنى أو حضور يؤهله للفت الانتباه وإثارة الاهتمام ، ولا يتبقى له سوى الحماقات الغرائبية.

 نشوته بالشهرة الطارئة ربما تتحول إلى إدمان ، ولن يحتاج الى وقت طويل ليعاود لسانه الذرب تصريحاته الحمقاء ، فالزوبعة التي أثارها الآن في صنعاء لن تلبث أن تخفت وتنتهي ، ومعها سيخفت إسم البطل ضاحي خلفان ويعود الى هامشيته وحياته العاديه وهذا ما لا يقبله خلفان بعد أن تربع لأيام وأسابيع في صدارة الاهتمام ، وسوف نسمع حماقات عديدة في قادم الأيام ان بقي هذا الكائن في شرطة دبي العظمى .

ولا أستبعد أن يبحث ضاحي خلفان عن مناطق اهتمام جديدة لحماقاته كأن ينتقل للتصريح ضد الفنانين والممثلين مثلاً ، أو الانتقال بشحمه ولحمه للتمثيل الفكاهي ، لم لا ، فهذا يضمن له حضور دائم ، وربما يظهر فيه من الموهبة ما لم يستطع إظهاره في حياته ، وما جعله يلجأ الى الحماقات ضد شعوب بكاملها ليملأ فراغاً دفيناً في قاع جثته المجوفة.


في الإثنين 09 يوليو-تموز 2012 04:24:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=16420