إرهاب في الشارع وعنصرية في البرلمان

تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم لحادثين إرهابيين كبيرين الأول باب أكاديمية الشرطة والثاني تحت قبة البرلمان مع الفارق في النتيجة ، الأول نفذه إرهابي بحزام ناسف أستهدف العشرات من طلاب أكاديمية الشرطة الأبرياء أثناء خروجهم في عطلتهم الأسبوعية ، يأتي هذا ضمن سلسلة تفجيرات سابقة استهدفت الأبرياء هنا وهناك ، وما يلفت الانتباه في التفجيرات الإرهابية وخاصة تفجيرات صنعاء أن وسائل الإعلام التابعة للرئيس المخلوع ونجله أحمد قائد الحرس الجمهوري تكون حاضرة المشهد وتحتكر نقل التفجيرات بصورة حصرية !!! إنه الاحتراف ! والتميز والمهنية عن علم مسبق !! وكأننا أمام تصوير مشهد سينمائي تتواجد الكاميرات وأجهزة البث المباشر في الزمان والمكان ، وهذا دليل على براعة المخرج !! الذي يتقن عمله باحتراف وتخطيط دقيق .

جرائم الإرهاب التي حدثت وخاصة منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني تضعنا أمام علامات استفهام لنوعيتها زمانا ومكانا فالتفجير السابق حصل قبل يوم واحد من احتفالات اليمن باليوم الوطني للوحدة 22مايو واستهدفت عشرات الأبرياء من جنود الأمن المركزي وعدد من جنود النجدة ووحدات أخرى ، واليوم يستهدف الحزام الناسف عدد من طلاب أكاديمية الشرطة وقبل هذه التفجيرات كانت وسائل إعلام الرئيس السابق تنشر أخبار وتسريبات تتوقع بحدوث تفجيرات في بعض المرافق والمنشآت وخاصة السفارات الأجنبية وتنسبها لأطراف في المعارضة والفرقة الأولى مدرع ، وهذا أسلوب استباقي لتهيئة الرأي العام لحدوث شيء وان لم يحدث بنفس التوقيت الذي تعلن عنه ، لكن المخرج \"عاوز كذا\".

الإرهاب في اليمن صنيعة سياسية لأهداف معينة ، فكل تفجير يحدث له هدف محدد ، وتفجير السبعين كان هدفه هو إفشال حفل اليوم الوطني في السبعين وعرقلة حضور الرئيس هادي للعرض العسكري ،والسبعين هو المكان الذي يحمل الرمزية لفترة حكم الرئيس السابق ومكانه المفضل فكل العروض العسكرية والاحتفالات كانت في السبعين ، وسياسة المخرج للعمليات الإرهابية تتطابق وسياسات الرئيس المخلوع بل تتوافق مع المضمون السياسي والإعلامي للرئيس السابق وسياسته الإعلامية ، فهو وحزبه ووسائل الإعلام الذي تتبعه يشنون هجمات قاسية على الحكومة والرئيس ويؤلبون الرأي العام عليها ويسردون الإشاعات بشكل كبير بغرض تشويه الحكومة ورئيسها وأعضائها وكذلك الرئيس هادي ورجاله وكل من يقف معهم ، وكأننا كنا مع الرئيس السابق نعيش في ظل حكم مثالي لا نظير له ، والتفجير الذي وقع اليوم الأربعاء في صنعاء أمام أكاديمية الشرطة وحضرته وسائل إعلام الرئيس السابق يندرج ضمن السياسة الانتقامية على الحكومة والعهد الجديد فالرئيس السابق يريد أن يوصل رسالة عامة للرأي العام أن الأمن والاستقرار لا يستقيم الاّ به هو مع مساعيه الرامية لترشيح ابنه احمد في المرحلة القادمة كشخص يحقق الأمن والاستقرار وما سواه هو التفجيرات والإرهاب ، انه التفكير العائلي لاحتكار السلطة والوصول إليها بأي ثمن كان ، وسيحصل عليها احمد وثمن ذلك هو أرواح الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى لأنه لا يوجد ما يبعدهم عن البلد حتى تأخذ قسطا من الراحة وتستقيم الأمور وتعود الحياة الى طبيعتها ، انها سياسة أنصاف الحلول التي جاءت من صالح العائلة وهلاكا على الشعب.

الحدث الثاني الذي نالته العاصمة صنعاء اليوم أيضا وهو إرهابي مصبوغ بالعنصرية وحدث هذا تحت قبة البرلمان بواسطة الشيخ محمد الشايف عضو مجلس النواب وعضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر ، حين تهجم على وزير المالية صخر الوجيه بقوله انه يعرف كيف يربيه كما رباه يحي الراعي في إشارة إلى حادثة بلطجة سابقة نفذها يحي الراعي ، وتهجم الشايف أيضا بكلام عنصري مقيت على رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة ووصفه له بأنه من أصول غير يمنية ، هذه الثقافة ليست جديدة على هذه الشخصيات وليست على درجة من الإدانة في حزب المؤتمر فهو الحزب الذي تربى على الهمجية والعنصرية وعمل على نشر الفوضى والقيم الدونية ،

ولمن لا يعرف السبب وراء هجوم المؤتمر ووسائل إعلامه ورجاله على باسندوة وصخر الوجيه ، السبب يا سادة يا كرام صخر الوجيه هو الشخص الوحيد الذي طبق لوائح وزارة المالية وقطع الطريق على من ينهبون المال العام ووقف أمامهم بقوة وحزم ، وهذا يعني ان هناك مصالح خسرها كثير من ناهبي المال العام وغالبيتهم العظمى ضمن قوام قيادات ونافذي المؤتمر الشعبي العام ، والوجيه هو الذي أغلق الباب أمام باقي أفراد عائلة الرئيس السابق وأوقف مستحقاتهم الغير قانونية وأوقف نزيف المال العام ، باختصار صخر الوجيه هو الشخصية الوحيدة منذ أكثر من ثلاثين عاما التي تلتزم بالقانون واللوائح وهو الوحيد الذي يقول لا للصرف خارج القانون فهذا الرجل يفرض احترامه ويفرض هيبة الدولة ويعتبر الشخصية الأقوى داخل حكومة الوفاق ، كما ان باسندوة شخصية نظيفة ويده بيضاء من المال العام هو الآخر أوقف نزيف الصرف ونزيف الفوضى ، ومثل هؤلاء لا يتحمل المؤتمر ونافذيه من الفاسدين أشخاصا مثل هؤلاء ، فهؤلاء يمتازون بنظافة اليد ووطنيتهم تطبيقا لا شعارات يا حزب الشعارات !

تصرفات الشائف تحت قبة البرلمان إساءة كبيرة تسيء حتى لأخلاقنا كيمنيين أمام الآخرين وعلى المؤتمر ان يسعى لاستعادة ثقافة حضارية ويبعد هؤلاء الغوغائيين والمهرجين من صفوفه ، لكنه لا يستطيع ففاقد الشيء لا يعطي ..... والعاقبة للمتقين


في الخميس 12 يوليو-تموز 2012 03:23:33 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=16457