مفاجأة رمضان الكبرى
نجيب عسكر
نجيب عسكر

يطل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام ضيفاً عظيماً كريماً كما هو حاله في كل عام ، ويرحب به جميع المسلمين في كل بقاع الأرض ( عدا من غضب الله عليهم من اللصوص وقطاع الطرق والنفط والكهرباء ومستوردي البضائع الفاسدة والمغشوشة وهواة الفتنة) ، فيه تغسل القلوب وتصفو النفوس وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ، وتحل الرحمة بين الناس ، ويكون شهر المسابقة الكبرى لنيل جائزة الرحمن المتمثلة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.

ولشهر رمضان الكريم خصوصية في كثير من الأمور ، ولعله ارتبط بكثير من المفاجآت والانتصارات التاريخية منذ فجر الإسلام وحتى اليوم ، وهو ما جعل الناس يترقبون تكرارها في رمضان من كل عام ، فيا ترى ماذا يحمل لنا رمضان هذا العام من مفاجآت وانتصارات ؟

ربما تتحق الكثير من الانتصارات والمفاجآت التي تساور أذهان الكثيرين ، أو قد لا تخطر ببال أحد .

غالبية أبناء الشعب اليمني: يتوقعون مفاجأة كبرى بانفراج الأوضاع السياسية وانخفاض الأسعار ، ووجود الأمن وعدم انقطاع الكهرباء والغاز والبترول ، وتوفر بقية الخدمات دون منغصات ، وهدوء النفوس ، وزوال التوترات والقلق من المجتمع .

الموظف البسيط : يتوقع أن يفاجئه الرئيس عبدربه منصور هادي بإكرامية كبيرة لا تقل عن مرتب شهر بمناسبة حلول أول رمضان في ظل قيادته للبلاد ، وتقديراً للظروف القاهرة التي يمر بها الوطن ، ويرزح تحت وطأتها كل مواطن .

شباب الثورة : ينتظرون مفاجأة حقيقية وقرارات حاسمة في رمضان تزيل كل الفاسدين من مفاصل الدولة ،وتضع الشرفاء والمخلصين وأصحاب الكفاءات في الأماكن المناسبة التي يستطيعون من خلالها بناء الوطن والانتقال به إلى الدولة المدنية المنشودة ، والوصول به إلى قمة المجد ، وتقضي على مظاهر الانفلات الأمني والقضائي ، وتحيل كل المجرمين والقتلة وناهبي المال العام إلى العدالة .

الرئيس عبدربه منصور هادي : يحلم بمفاجأة كبرى بأن ينام ويستيقظ ولايجد أحداً في ساحات الاعتصام ، وأن تبتلع الأرض كل المسلحين في المدن اليمنية ، وأن يعلن تنظيم القاعدة ندمه على ما صنع في سالف الأيام ، وتوبته وعودته إلى جادة الصواب ، والاعتراف بالرئيس المنتخب رئيساً شرعياً ، وأن يجد كنزاً من الأموال يحل بها كل مشكلات اليمن .

الغشاشون والفاسدون من التجار : يتوقعون أن تنام عيون الجهات الرقابية والأمنية عن البضائع الفاسدة التي تملأ الأسواق ، وقد تحصل المفاجأة بنفاد كل الكميات الفاسدة التي استوردوها ، وربما يقومون بطلب كميات أخرى .

وزارة الداخلية : قد تكشر عن أنيابها وتفاجىء الجميع بحملة وطنية ضد حمل السلاح وخصوصاً في المدن ، وتمنع اطلاق النار والألعاب النارية فيكون رمضان شهر هدوء وعبادة وطمأنينة .

الفقراء : يستبشرون برمضان وينتظرون مفاجأة من أصحاب القلوب الرحيمة بتوفير ما يسد رمقهم ويلبي بعض حاجاتهم في الشهر الفضيل من الغذاء والكساء .

الجار: يتوقع مفاجأة من جاره بأن يزوره في إحدى ليالي رمضان ، حيث أن بعض الجيران لايعرف عن جاره شيئاً سوى اسمه منذ سكن بجواره قبل سنوات عديدة .

الأباء والأمهات : يترقبون مفاجأة أبنائهم العاصين بزيارتهم والعطف عليهم ، وأن يتذكروا واجباتهم التي أمرهم الله بها نحو آبائهم وأمهاتهم .

الزوجة : تنتظر مفاجأة من زوجها خلال العشر الأواخر من رمضان ، إما سواراً من ذهب أو فستاناً ليس له مثيل في السوق ، أو رحلة ممتعة .

الأبناء : يشتاقون إلى مفاجأة الأب لهم بالجلوس معهم طوال ليالي رمضان لأنهم قد حرموا من حنانه وحبه خلال أيام الدراسة وما بعدها حتى الآن ما بين الأعمال الخاصة والرحلات ومجالس القات .

المعتمرون : يأملون أن تصدق معهم وكالات الحج والعمرة لهذا العام ، وأن تسهل لهم السفارة السعودية كل الإجراءات ؛ إذا كان لديها النية بأن تفتح أبوابها أمام طالب العمرة .

عباد الله المخلصون : يرجون رحمة ربهم ، ويأملون أن يتقبل الله صيامهم وقيامهم ، وأن تصفّد الشياطين وتنتشر أعمال الخير وتقل أعمال الشر .

المستأجر : يأمل أن تنزل الرحمة على قلب المؤجر ويعفيه من إيجار شهر رمضان على اعتبار أن الأجر من الله سيكون أكبر ، ونتيجة للأوضاع الاقتصادية التي أنهكت كل أفراد المجتمع .

المولعي : ينتظر المفاجأة الكبرى المتمثلة بانخفاض سعر القات .

أما طلاب الثانوية فيتوقعون مفاجأة وزارة التربية والتعليم بإعلان النتيجة في رمضان باعتبار أن تأخيرها يجلب القلق ويحرمهم فرحة العيد ويدل على أمية القائمين على الأمر (حيث تعلن النتائج في كل بقاع العالم بعد أيام قليلة من الامتحانات عدا اليمن ) ، كما يتوقعون أن تنزل الرحمة في رمضان على قلوب مقدري الدرجات وموظفي الكنترول فلا يقعون في الأخطاء القاتلة والمتكررة كل عام ، وأن تخرج النتيجة رافعة للرأس .

وهناك الكثير من الرغبات والطموحات التي يتمنى الناس أن تتحقق في رمضان سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي كنهاية مأساة الشعب السوري ، والشعب البورمي والشعب الفلسطيني والأفغاني وغيرها من الأمور التي يتوقعها المسلمون ويتمنون حدوثها .

ولكن قد يتحقق بعض ما ذكرناه ، وربما تظل هواجس تلازم أصحابها لسنوات قادمة .

أملنا أن تتحقق تلك المفاجآت وتتغير أحوال البلاد إلى الأفضل ، ويحل الخير في رمضان ، ويزول الشر والأشرار والمفسدون وأعداء الخير ، وشهر كريم على الجميع ، تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام والشعب والوطن بألف خير


في الخميس 19 يوليو-تموز 2012 04:36:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=16562