حرب غامضة في اليمن
قتاة العربية

مأرب برس تعيد نشر برنامج بانوراما الذي يبث على قناة العربية إتماما للفائدة

ضيوف الحلقة:

صباح زنكنه (محلل سياسي)

عمر عبد العزيز (محلل سياسي)

فيصل مكرم (رئيس تحرير صحيفة الغد اليمنية)

منير ماوري (كاتب صحفي)

رسول طوسون (نائب على حزب العدالة والتنمية)

ميشال نوفل (مدير تحرير صحيفة المستقبل)

- احتدام المعارك في صعدة اليمنية بين الجيش والحوثيين, هل يفسره اتهامات صنعاء لإيران وليبيا بالتدخل؟

- أزمة دستورية وسياسية في تركيا العلمانية تتصاعد, طرفاها الحكومة والمؤسسة العسكرية, والسيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات.

منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة, هذان العنوانان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجز بأهم الأنباء.

[موجز الأنباء]

منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد, يسمونها الحرب الغامضة فأسباب اندلاعها الحقيقية غير معروفة لمعظم اليمنيين, كما أن مجرياتها وجولاتها في الميدان تبقى طي الكتمان من قبل الجيش الذي حشد الآلاف من عناصره, ونصب عينه هدف واحد هو القضاء على جماعة الحوثيين المتمردة, التي تقول صنعاء أنها ترمي من ذاك التمرد إلى قلب النظام والعودة بالإمامة الزيدية.

تلك الحرب التي اشتدت رحاها في الأيام القليلة الماضية ودخلت مرحلة جديدة, وتدور معاركها في منطقة صعدة المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية, بدأت تأخذ بعداً إقليمياً مع توجيه رئيس الوزراء الجديد في اليمن اتهامات مباشرة وصريحة لكل من إيران وليبيا بالتدخل في الصراع لصالح الكوفيين ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

الخيار العسكري كحل لتمرد

التعليق الصوتي: التشديد على الخيار العسكري كحل لتمرد الحوثيين في منطقة صعدة اليمنية يبدو أمراً معتاداً في تصريحات المسؤولين اليمنيين, وغير المسبوق بهذا الصدد هو أن يتهم مسؤول يمني إيران وليبيا صراحة بالضلوع فيما يجري في صعدة.

تصريح الرئيس الوزراء اليمني الجديد علي محمد مجور جاء متزامناً مع احتدام الحرب في جبال صعدة, وأوفدت السلطات اليمنية تعزيزات عسكرية إلى محافظة صعدة, وأشركت معظم الوحدات العسكرية وآخرها المعروف بلواء العمالقة, إلى جانب العمل على استقطاب رجال القبائل والمتطوعين لمقاتلة الحوثيين.

ويتداول المتابعون للأزمة في صعدة احتمال لجوء الحكومة إلى التفاوض في نهاية المطاف مع الحوثيين وذلك لصعوبة الحسم العسكري.

ويعتمد الحوثيون حرب العصابات والكمائن, وتمكنهم جغرافية صعدة الاحتماء بالجبال بشكل يمثل عائقاً طبيعياً أمام استهداف القوات الحكومية.

وعلى إيقاع المواجهة الميدانية الغامضة يتواصل التراشق بالاتهامات, حيث تتهم صنعاء جماعة الحوثي بالسعي لقلب نظام الحكم, ومحاولة إعادة النظام الإمامي إلى جانب إثارة النعرة الطائفية والفتنة والانحراف الفكري.

وهكذا تقود الحكومة اليمنية مواجهة عسكرية حاسمة للقضاء على التمرد, ساعية في الوقت ذاته لكشف أبعاد ما تصفه بالتآمر الخارجي من خلال حملة إعلامية وسياسية. محمد بن ثابت - العربية.

منتهى الرمحي: وللحديث في هذا الموضوع معنا هنا في الاستديو الدكتور عمر عبد العزيز المحلل السياسي, ومعنا من واشنطن السيد منير ماوري الكاتب الصحفي, وعبر الهاتف من صنعاء السيد فيصل مكرم رئيس تحرير صحفية الغد اليمنية, وينضم إلينا من طهران الدكتور صباح زنكنة المحلل السياسي, أهلاً بكم جميعاً, ودعوني أبدأ مع ضيفي من طهران صباح, رد الفعل الإيراني على هذه الاتهامات اليمنية؟

صباح زنكنه: لحد الآن طبعاً لم يصدر شيء, لكن من سوابق الأمور ما ظهر من تبادل رسائل بين المسؤولين اليمنيين والمسؤولين الإيرانيين لاحتواء هكذا أزمات, حيث أن طهران تعتبر أن أي أزمة تحدث في داخل أي بلد إسلامي تضر بذلك البلد كما تضر مجمل العلاقات الإسلامية بين الدول وبين الشعوب, وتعتقد أنه من الحكمة بمكان أن تتدخل الحكومة اليمنية لضبط الأمور وضبط الأعصاب بدل التسرع في زيادة صب الزيت على النار واحتواء هذه الأمور بدقة وحكمة.

منتهى الرمحي: يعني ربما يستغرب البعض لماذا تُذكر إيران وليبيا تحديداً, إذا لم يكن هناك شيء ما يجعل الحكومة اليمنية تعتقد وبشدة أن لهما دور في هذا التمرد الحوثي؟

صباح زنكنه: ما يدعو إلى هذا الشيء يثير الاستغراب أيضاً هنا في إيران, حيث أن هذه المنطقة تُعتبر من أتباع المذهب الزيدي, وأتباع المذهب الزيدي ليس لهم صلة مباشرة بالمذهب الإمامي الجعفري الاثنا عشري كما هو معروف, ولكن يبقى أن هنالك بعض طلاب هذا المذهب ربما يدرسون في عدة دول لاستكمال الدراسة الموسوعية في مجالات الفقه المختلفة, فربما يزورون مدن في مصر وفي إيران وفي المملكة العربية السعودية وغيرها لاستكمال الدراسات, وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى توزيع التهم على أي بلد يمر فيه أي شخص من هذه المجموعات أو من الحكومة اليمنية نفسها.

منتهى الرمحي: دعنا نسأل الدكتور عمر عبد العزيز المحلل السياسي ضيفي هنا في الاستديو, هو نفس السؤال لماذا إيران وليبيا المتهمتان في التدخل في هذا التمرد دعم الحوثيين؟

عمر عبد العزيز: حسب معلوماتي أن هذا الاتهام نفي من قبل الحكومة اليمنية, وهناك اجتهادات فيما يتعلق بهذه المسألة على وجه التحديد, ليس هنالك من تأكيد يقيني ولكن فيه تقاطعات مؤكدة فيما يتعلق بالدراسات الإسلامية المختلفة, فيما يتعلق الدراسات العقائدية المتعلقة بالأصول والفروع في المذاهب المختلفة, اليمن فيه مذهب السني الشافعي والزيدي, ولكن المذهب الزيدي أقرب إلى السنة من حيث الأصول على وجه التحديد, وليست هنالك خلافات مذهبية جوهرية في اليمن على مدى التاريخ, وليست الزيدية اليمنية مقاربة للشيعة الجعفرية فيما يتعلق ببعض المسائل المرتبطة سواء بالحاكمية أو حتى المرتبطة بتفاصيل المذهب, وتبعاً لذلك يمكن أن نتحدث أيضاًَ عن بعض التأثرات المتبادلة فيما يتعلق بهذه المسألة, فنحن نعرف أن منطقة صعدة كانت منطقة تعليم ديني تاريخي زيدي من جهة, لكنها تحولت في لحظة ما إلى منطقة أيضاً للتعليم السلفي الجهادي, وأيضاً للتعليم الزيدي الذي يستعيد بعض مسائل التاريخ المتعلقة بالحاكمية وبعض مسائل التاريخ المتعلقة أيضاً بالرؤى الكلامية, وخاصة بعض الرؤى الكلامية المرتبطة بالغيبيات فيما لا يتسع له المجال هنا, إذاً نحن نتكلم عن بانوراما تاريخية تعكس نفسها ويتم استحضارها بهذا القدر سواء في اليمن أو خارج اليمن ولكن في نهاية المطاف..

منتهى الرمحي: دكتور عمر الاتهام المباشر من الحكومة للحوثيين بأنهم يريدون قلب نظام الحكم والعودة بالإمامة من جديد إلى اليمن, وهذا يعني فكرة للإمامة هي مبنية على أسس دينية أو طائفية أكثر منها مبنية على أسس سياسية أو تاريخية أليس كذلك؟

عمر عبد العزيز: حتى خلاف الإمام الزيدية كان في إطار المذهب نفسه, ولا نريد أن نتوسع في هذه المسألة, لكن المسألة مهمة جداً في تقديري الشخصي فيما يتعلق بما يجري في صعدة أنه حدث تراجيدي إنساني كبير, حدث درامي كبير جداً أيضاً بالنسبة لليمن, وأن هذا الحدث يحمل في طياته العديد من الإشارات والعديد من المسائل التي يمكن أن يستفاد منها خاصة من قبل السلطة, ومن قبل الضمير الجمعي لليمنيين ومن قبل الأحزاب المختلفة, ومن قبل جمعيات المجتمع المدني, بمعنى من المعاني أن هذه المسألة أثارت قضايا جوهرية مطروحة أساساً في البرلمان اليمني ومطروحة بشكل متعاقب في الحكومات المختلفة منها على سبيل المثال قضية السلاح, منها قضية اللجوء إلى السلاح من أجل التعبير عن الرأي وهذا أمر طبعاً لا يجوز في المجتمع المدني وفي المجتمع الذي يأخذ بالتعددية السياسية, منها قضية الاستدعاءات التاريخية المشوهة التي تأتي نتيجة أوضاع اجتماعية وسياسية معينة, تبعاً لذلك أن مشكلة صعدة تفتح كل هذه الأسئلة دفعة واحدة, وفي تقديري أن تُقرأ المسألة بهذه البانورامية اليمانية الشاملة وربما العربية والإقليمية أيضاً, بمعنى أنه علينا الآن أن نفكر ملياً وجدياً في اليمن في حل القضايا الجوهرية المرتبطة بمأسسة الدولة, وتحديداً محاربة منابع السلاح وأسواق السلاح التي على مرمى حجر من المدن اليمنية المختلفة, وطرح قضية الإشكال فيما يتعلق بالمشاركة وكيفية تطوير المؤسسات الديمقراطية تباعاً, بمعنى آخر أنه من السهولة بمكان أن نقرأ النتائج, ولكن الصعب هو أن نستغور في هذه المسألة وأن نبحث عن أسبابها العميقة والجوهرية ونحاول نحلها.

حقيقة ما يجري في صعدة اليمنية

منتهى الرمحي: دكتور أنت تعرف أن كل مشكلة في عالمنا العربي التي تؤدي إلى حمل السلاح بالنهاية وإلى الاصطدام بين طرف أو آخر, يعني ربما ترجع في أسسها إلى أن بحثاً عن الديمقراطية والمشاركة وهذا كلام فضفاض, نحن الآن نتحدث عن أزمة منذ سنوات في منطقة صعدة من 2004, ودخلنا جولات جولة في 2004 وجولة في 2005 والآن جولة جديدة, ولا يبدو أنه في الأفق فيه حل لها, وسأعود إليك لأن الحديث عن المشاركة حديث مهم, دعنا ننتقل للسيد فيصل مكرم رئيس تحرير صحيفة الغد اليمنية ضيفي عبر الهاتف من صنعاء, أهلاً بك سيد مكرم معنا, والحرب الغامضة التي تدور رحاها في صعدة, صنعاء تتهم الحوثيين بالسعي لقلب نظام الحكم, الحوثيون يتهمون الحكومة بأنها تستهدفهم بشكل طائفي, والشعب اليمني فيما يبدو لا يعلم تفاصيل ما يجري على الأرض, أين هو الحل؟ وكيف هو الحل؟ وهل الحل الأمني هو الحل الوحيد؟

فيصل مكرم: أولاً يجب أن نستبعد تماماً مسألة أن الحكومة تقوم أو تشن حرب طائفية مع المتمردين في صعدة الواقع..

منتهى الرمحي: هم يقولون ذلك, ولا نستطيع أن نستبعده إعلامياً وهذا مبررهم للاستمرار ربما..

فيصل مكرم: هم يقولون ذلك, والحكومة تقول بأنها مسؤولة عن فرض النظام والقانون ومواجهة أي تمرد مسلح, كل القوى السياسية الموجودة في البلد والمجتمع اليمني بشكل عام يقلق لما يحدث في صعدة, نزيف الدم يقلقنا جميعاً, الحرب تقلقنا جميعاً, هناك خسائر اقتصادية كبيرة, هناك مآسي تأتي بها الحرب عادة, إنما ما يحدث فعلاً غامض, الحوثيون يحملون سلاح ولغتهم هي لغة التمرد, ليس هناك مطالب سياسية واضحة, ليس لديهم جناح سياسي يمكن التفاوض معه أو يمكن أن يكون قناة لمخرج من الخيار العسكري, هناك أيضاً أخطاء من جانب الحكم لا يجب إنكارها أو.. كيف تطورت جماعة الحوثي؟ كيف أصبحت مسلحة بهذا الشكل؟ وكيف استطاعت أن تخوض أربع جولات منذ منتصف عام 2004 وحتى الآن؟ نحن الآن في الجولة أو ما نتفق على تسميتها هناك في اليمن بالحرب الرابعة, وكل مرة تكون بشكل أقوى وبشكل أوسع وهذا طبعاً يعود إلى الإجراءات أو الخيارات التي اتبعتها الحكومة منذ بداية المواجهات, هناك حدثت أكثر من مرة تفاوض وحدثت..

منتهى الرمحي: هو هذا السؤال, أنت قلت سيد مكرم أنه ليس لديهم مطالب سياسية واضحة, على ماذا حدث التفاوض في الجولات السابقة؟ كما أن بعض المراقبين يتوقع أن هذه الجولة من الحرب بين قوسين للتسمية يعني يمكن أن نصل بالنهاية نتيجتها إلى التفاوض, على ماذا يتم التفاوض معهم؟

فيصل مكرم: في البداية كانوا يتحدثون عن شعار, شعارهم الموت لأميركا الموت لإسرائيل كانوا يرددون في المساجد في صعدة, وفي بعض مساجد العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى التي كانت لهم فيها مدارس تتبع حسين بدر الدين الحوثي, وكانت السلطات تعتقد بأن هذا الشعار وراءه أشياء أخرى ربما إثارة فتنة, صراعات مذهبية صراعات طائفية وليس للشعار بذاته, يعني هي تقول أن الأحزاب السياسية تستطيع أن تقول ما تريد, وتستطيع أن تنظم مظاهرات وتستطيع أن تقول رأيها فيما يتعلق بالصراع العربي مع إسرائيل وبالاحتلال في العراق وفي مختلف القضايا الإقليمية, لكن ما استجد أن هناك أيضاً أن بعداً إقليمياً مهم أن نتطرق إليه وأن يكون أمام أنظارنا جميعاً لما يحدث في صعدة, اتهامات الحكومة لإيران وليبيا دعينا نتوقف عند الاتهامات عند حدود الاتهامات من قبل الحكومة, لم تأتِ الحكومة اليمنية بتفاصيل لهذه الاتهامات, لكنها تحدثت وأشارات إليها أشار إليها مسؤولين في الحكومة أكثر من مرة ولكن دون تفاصيل, نحن نرى بأنه العلاقات طبيعية حتى الآن السفارة الليبية موجودة باليمن والسفارة اليمنية موجودة..

لماذا الاتهامات لليبيا وإيران بالذات؟

منتهى الرمحي: اسمح لي سأعود إليك معنا السيد منير ماوري الكاتب الصحفي ضيفي من واشنطن, أخشى أن ينتهي حجز الأقمار الاصطناعية معك سيد منير ماوري, سأستغل وجودك معنا أكبر قدر ممكن, دعني أبدأ من النقطة الذي انتهى إليها السيد فيصل مكرم عندما قال الاتهامات موجهة لكن بدون تفاصيل, والعلاقات باقية على ما كانت عليه بين ليبيا وإيران, لماذا الاتهامات لليبيا وإيران تحديداً؟

منير ماوري: الاتهامات كانت غير واضحة في السابق, أما الآن فقد جاء رئيس الوزراء اليمني بنفسه وكان واضحاً وصريحاً في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية, واتهم إيران وليبيا بالتدخل لدعم الحوثيين وهو بهذا قد ارتكب خطأً سياسياً كارثياً, يبدو أن رئيس الوزراء اليمني الجديد يفتقد إلى الخبرة السياسية, ولكي يتهم إيران بالتدخل فيجب أن يكون قادراً على إعلان الحرب على إيران, أنا كإعلامي يمكن أن أتهم إيران وأتهم ليبيا واتهم.. لكن هو مسؤول ورئيس وزراء في بلده ويمثل هذه الدولة, فلا يجب أن يلقي الاتهامات جزافاً دون أن يكون له أدلة, ويناقض وزير خارجيته الحكيم الدكتور أبو بكر القربي الذي حاول قدر الإمكان الابتعاد عن توزيع الاتهامات هنا وهناك, وكان أكثر وضوحاً بأن المد الخارجي يأتي من جماعات ومن متبرعين ومن أفراد وليس من حكومات لم يتهم ليبيا ولم يتهم إيران, ولكن هذا الاتهام الجديد جعل..

منتهى الرمحي: طيب شو رأيك أنت سيد ماوري؟ هو السؤال لماذا إيران؟ يعني هل لأنه تقرأ يعني قُرء بشكل أو بآخر هذا الصراع أنه صراع طائفي؟

منير ماوري: نعم اتهام إيران هو يجعل للصراع بُعد طائفي بحكم أن الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية, والطائفة الزيدية شئنا أم أبينا هي جزء من الشيعة وفرقة من فرق الشيعة, والإيرانيون يحاولون التوسع إقليمياً وأن يكون لهم أيادي في المنطقة العربية, وأيضاً الرئيس علي عبد صالح وصل الليلة إلى واشنطن, ويجب أن يقول أنه معادي لإيران وأنه يحارب متمردين شيعة ينادون ولهم شعار هو الموت لإسرائيل والموت لأميركا وهنا يأتي البعد الخارجي, ولكن الحسم الذي تحدث عنه رئيس الوزراء اليمني لا يمكن أن نتوقعه لأنه لا يوجد حسم عسكري لقضايا متمردين, ولو كانت الولايات المتحدة قادرة لحسمت حرب المتمردين في العراق, ولكن الحرب العصابات يصعب حسمها خصوصاً في مناطق جبلية كهذه في اليمن معروفة بوعورتها وبمقاتليها الأشداء الذين تمردوا على كل الحكومات المتلاحقة دون أن تستطيع الحكومة أن تبسط سيطرتها.

منتهى الرمحي: عندما يقول السيد مكرم قبل قليل أنه ليس لديهم مطالب سياسية محددة, ما الذي يريدونه من الحكومة؟ على ماذا يتم التفاوض يعني وهم يقولون بأنه ما تتهم به الحكومة هو غير صحيح بأنهم يريدون قلب نظام الحكم ويريدون عودة الإمامة؟

منير ماوري: أنا لا أدري ما هي أهدافهم غير المعلنة, ولكن الهدف المعلن الذي نستمع إليه منهم هو أن ترفع الحكومة الحملة العسكرية عليهم, وأن يتوقف الطيران عن قصف منازلهم وتدمير أسرهم وتشريدهم, وهذه المطالب يمكن أن تُحقق لهم, أنا أخشى أن تتوسع هذه الحرب, لا يجوز أن تقصف الدولة مواطنيها مهما فعلوا, يمكن أن ترسل قوات أمن ولكن أن ترسل جيش وطيران فهذا لا تقوم به إلا إسرائيل ضد الإخوة الفلسطينيين, ولم نجد أي نظام عربي حتى الآن يقصف مواطنيه غير النظام هنا في اليمن.

منتهى الرمحي: ربما الحكومة ترى بأنه يعني فقدت كل الوسائل في التعامل معهم, يعني جولة وراء جولة كل سنة تقول الحكومة بأن تم القضاء على تمرد الحوثيين, ثم تفاجئ في السنة التي تليها بأنهم عادوا مرة أخرى يستخدمون السلاح ويتمردون, كيف المطلوب من الحكومة أن تتعامل إذا لم يكن لهم أهداف واضحة أو أهداف معلنة؟

منير ماوري: إذا كانت الدولة صادقة فيما تقول يجب أن تفتح محافظة صعدة للصحافيين والمراسلين الأجانب, لقد حولت الحكومة اليمنية صعدة إلى محافظة مغلقة يصعب علينا التحقق مما يجري, ويصعب علينا معرفة أسباب ما يحدث, ولهذا يجب على الحكومة اليمنية أن تكون شفافة في تعاملها مع ما يجري في صعدة, وأن تنفذ المطالب الشرعية للمتمردين وليس المطالب التي لا يجوز تنفيذها من حيث الارتهان لمطالب متمردين, أو إتاحة الفرصة لوصولهم إلى السلطة, السلطة هي صنعاء وليست في صعدة, الموجود في صنعاء هو المسيطر, والغريب أن قوات الحرس الجمهورية التي تحمي صنعاء لم تشارك في الحرب, تعقد صفقات السلاح من روسيا, ولكن وحدات الجيش الأخرى التي يريد الرئيس إبعادها عن صنعاء هي التي تشارك في الحرب, وهناك قادة عسكريين يتم ترقيتهم من وحدات الجيش ويتم في نفس الوقت تقليص نفوذهم, ويبدو أن هناك صراع داخلي داخل السلطة اليمنية..

منتهى الرمحي: حتى أن البعض يقول أنه فيه صراع داخل القيادة العسكرية اليمنية يعتي الأقل على أقل تقدير, لكن إذا كان مفهوماً لدى البعض بأن إيران يمكن أن تتدخل في دعم هؤلاء لدى بعض المراقبين طبعاً, كيف يمكن تفسير اتهامات ليبيا؟ لماذا لبيبا تكون طرف أيضاً في هذا الصراع؟

منير ماوري: ليبيا لها هدف واحد ووحيد هو مضايقة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بدعم متمردين دائماً يتحدثوا عن السعودية ولهم حدود مع السعودية, ربما يشكلوا الخطر على الشقيقة الكبرى فيما بعد هذا هو هدف القذافي فقط كما اعترف عبر قناة الجزيرة في مقابلة مؤخراً, أن الرئيس علي عبد الله صالح هو الذي طلب منه الاتصال بالحوثيين, ويبدو أن الهدف الليبي هو فقط اختلاق المشاكل لأن التصرفات الليبية من الصعب علينا معرفة الأسباب الحقيقة وراءها.

منتهى الرمحي: شكراً جزيلاً لك السيد منير الماوري الكاتب الصحفي ضيفي من واشنطن, وعوداً لك من جديد سيد فيصل مكرم, استمعت إلى ما قاله السيد منير ماوري, لا يجوز ولا بأي من الأحوال لدولة أن تستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة في صد تمرد لأبناء الشعب بالنهاية.

فيصل مكرم: أولاً لا أعتقد بأن الدولة اليمنية تخوض حرب مع أبناء صعدة, يجب أن نفرق بين المتمردين وبين المواطنين, هناك الكثير من أبناء صعدة ونحن نتعايش مع هذه الأحداث بشكل يومي يرفضون هذا التمرد, التمرد بصيغته الراهنة تمرد مسلح يتخذ من الجبال مواقع ويقوم بشن هجمات على قوات الجيش, الخيارات السابقة التي اتبعتها الحكومة والتي اتبعها الرئيس علي عبد الله صالح يجب أن نعود إليها بشفافية, كان هناك هدنة وكانت الشروط يعني محدودة وعادية, أن هذا قرار عفو عام عن الجميع, سلموا أسلحتكم ونطلق السجناء وتعودوا جميعاً وعفا الله عما سبق.. عما سلف, وكان الرئيس حتى في حملته الانتخابية بدأها من صعدة, وقال ودعا الحوثيين إلى تشكيل حزب سياسي وفق القانون, هذه كلها معطيات يجب أن لا نتجاهلها, ما يحدث في صعدة طبعاً نحن كلنا في اليمن كل الناس لا يريدون أن تستمر الحرب, الحرب فيها نتائجها كارثية وتدميرية, وهناك أيضاً يعني تباعات خطيرة في أي حرب إنما هي محصورة..

منتهى الرمحي: محصورة كيف يا سيد فيصل مكرم؟ أعداد كثيرة من الجرحى في صفوف الجيش, تتحدث عن آلاف وعن أرقام بالمئات, يعني وهذه الأرقام تعكس حجم المعركة التي تدور يعني القضية ليست سهلة.

فيصل مكرم: هذه هي معرة الحرب وتعكس قوة الحوثيين, آن للدولة..

منتهى الرمحي: إذاً هناك حرب؟

فيصل مكرم: هناك حرب بالفعل من الذي أنكرها؟ هناك حرب وهناك طرف طرف متمرد مسلح..

منتهى الرمحي: قادرين على التمييز كحكومة ما بين أهالي صعدة وبين المتمردين الحوثيين؟

فيصل مكرم: كيف؟

منتهى الرمحي: يعني عندما تقصف طائرات أو تستخدم أسلحة ثقيلة, هل المتمردون وحدهم هم من يتم استهدافهم أم أن أهالي صعدة أيضاً معرضون؟

فيصل مكرم: لا بد أن يكون هناك ضحايا وهذه هي النتائج أو هي التبعات الكارثية للحرب نحن نتحدث عنها بصراحة, وهنا حتى القوى السياسية تتحفظ في رأيها يعني هنا فيه وجهات النظر متباينة, القوى السياسية مثلاً أحزاب المعارضة تقول وهذا حقها في رأيها بالطبع بأن الحكومة لم تشركنا.. لم تشركنا في هذه القضية أو في البحث عن خيارات, أنا أقول ربما تكون هذه من أخطاء الحكومة, إنما الحكومة تقول بأن واجبي أن.. من واجبي أنا كحكومة ومن مسؤولياتي أن أخمد التمرد, هذا التمرد مسلح وموجود ومتمركز في أماكن عديدة في محافظة من المحافظات اليمنية.

 

خوف من تدخل إقليمي في هذه الحرب

منتهى الرمحي: سيد مكرم شكراً جزيلاً لك, دكتور عمر عبد العزيز ضيفي في الاستديو, يعني واضح أن خيوط ما يحصل الآن في صعدة واضحة لكثير من المراقبين, ما هو الحل؟ وما هي خطورة أن يتم تدخل إقليمي في هذه الحرب؟

عمر عبد العزيز: لا بد من التقاط الإشارات الأساسية التي وردت في العديد من التصريحات بما في ذلك تصريحات الأخ الرئيس علي عبد الله صالح مؤخراً, وخاصة لجهة فتح المجال للمفاوضات, إشراك علماء الدين فيما يتعلق بشكل من أشكال المصالحة, وأيضاً الحديث عن الخيار السياسي والمعارضة السياسية, في تقديري الشخصي أنه لا بد من الضغط على هذه الورقة الآن ولا بد من إيقاف هذه الحرب الخسيسة المزعجة المؤلمة, باتجاه أن يكون هناك حوار وطني حقيقي, ولا بد للمؤسسة الرسمية في بعدها الخيّر بالمناسبة لا بد أن نتحدث عن بعض الأوضاع الملتبسة داخل المؤسسة فيما يتعلق بالتقديرات وهذه من طبائع الأشياء, حتى عندما صدر قرار العفو العام كان هناك عجز مؤسسي جزئي في بعض مسائل تطبيق قرارات العفو العام المتعلقة بالمسائل الإجرائية العادية, لأن المؤسسات المختلفة المعنية بهذه التطبيقات تتلكأ أو تتأخر أو لأسباب مالية معينة لا تستطيع أن تنفذ ذلك, وبالتالي محتوى القرار يضيع ضمناً, الآن المهم في هذه اللحظة على وجه التحديد لا بد من إشراك القوى المختلفة القوى السياسية المختلفة في الساحة اليمنية, ولا بد من تبني فكرة نزع السلاح في اليمن ككل, ولا بد من مبادئة استراتيجية كبرى تقوم بها الدولة في هذا الجانب, لأن وجود السلاح في المدن وفي كل مكان وانتشار السلاح على هذا النطاق الواسع, هو واحدة من الأسباب الحقيقة لهذه الأشياء لهذه الظواهر, ثم أن إلى ذلك لا بد منقراءة المشهد قراءة اجتماعية بعيداً عن كثير من الاستدعاءات الغير حقيقية, أنا في تقديري الشخصي أنه ليس هناك صراعات طائفية في اليمن, وليست هناك صراعات ذات بعد أيدلوجي ديني, ولكن فيه مشاكل اجتماعية واقتصادية وحياتية يمكن أن تحل وسياسية طبعاً, واستتباع سياسي يمكن أن تحل هذه المشاكل, وهنالك إشارات إيجابية من قبل الدولة فيما يتعلق بخيارات التسوية, وفيما يتعلق على وجه التحديد الآن ومهم جداً قبل أي وقت آخر أن يتم الشروع إلى تشاور شامل وإلى وقف إطلاق النار بأي ثمن, الدولة هي المسؤولة بالدرجة الأولى, وعلى الدولة أن تتحمل تبعة الصبر والمصابرة والتحمل لأن استمرار هذه المسألة ستؤدي إلى تداعيات وخيمة في تقديري الشخصي وليست لصالح المجتمع..

منتهى الرمحي: والمجتمع والمواطن اليمني أكيد لا ينظر إلى هذا الموضوع بشكل يومي..

عمر عبد العزيز: فيه تجربة تجري ضمن اختبار معين, هذا الاختبار فيه كثير من الملامح الإيجابية وعديد من الملامح السلبية, هذا الاختبار لا بد أن يجري من خلال ثقافة السلم وليست ثقافة..

منتهى الرمحي: الدكتور عمر عبد العزيز المحلل السياسي ضيفي في الاستديو شكراً جزيلاً لك, وأكرر الشكر للسيد منير ماوري الذي كان معنا من واشنطن, والسيد فيصل مكرم رئيس تحرير صحيفة الغد اليمنية الذي كان معنا عبر الهاتف من صنعاء, وللدكتور صباح زنكنة المحلل السياسي الذي كان معنا من طهران.

وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع: أزمة دستورية وسياسية في تركيا العلمانية تتصاعد طرفاها الحكومة والمؤسسة العسكرية, والسيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات.

[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، نحو مزيد من التصعيد تتجه أزمة سياسية ودستورية حادة في تركيا طرفاها الحكومة والجيش, والأسباب تتعلق بمنصب الرئيس الذي رشح حزب العدالة والتنمية عبد الله غول لتوليه, الأمر الذي أثار حفيظة المؤسسة العسكرية واعتبرته تهديداً لمبدأ العلمانية الذي أُسست عليه تركيا الحديثة، فوصول غول إلى سدة الرئاسة في أنقرة يعني حصر منصبي رئاسة الجمهورية والحكومة في حزب العدالة ذات الخلفية الإسلامية, الأمر الذي يهدد بحسب جنرالات الجيش والممنوح صلاحيات استثنائية في تركيا يهدد علمانية الدولة.

التصعيد في تلك المواجهة تُرجم اليوم بمظاهرات واسعة النطاق شارك فيها نحو مليون معارض لتولي غول رئاسة الدولة ودعماً للنظام العلماني فيها, فيما أكد غول الذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة رجب طيب أردوغان موقفه من الترشح, وسط دعواتٍ أوروبية بعدم التصعيد من جانب الجيش, ودعواتٍ أميركية بضرورة الحفاظ على ديمقراطية علمانية في تركيا.

أزمة حكم في تركيا

سارة الدندراوي: احتدم الصراع في تركيا, وخرج هؤلاء الذين يعدون مئات الآلاف للتأثير على القرارات التي تُتخذ في الدوائر صاحبة النفوذ السياسي, فتركيا تصارع من لأجل الاختيار ما بين العلمانية وفصل الدين عن الدولة من جهة, وبين تعزيز الاتجاه الإسلامي في الحياة السياسية من جهة أخرى، وبعد أن تمكّن الإسلاميون من الوصول عبر الانتخابات إلى رئاسة الحكومة أصبحت القوى السياسية الأخرى تخشى سيطرة الإسلاميين على رئاسة الدولة أيضاً، فسيطرة حزب العدالة والتنمية وهو الحزب الإسلامي الرئيس في تركيا سيطرته على رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة والأغلبية البرلمانية معاً, سيقود الدولة بالضرورة إلى تعزيز التشريعات الإسلامية على حساب القوانين العلمانية التي تعيش تركيا وفقها منذ العام 23 من القرن الماضي، فما الذي أطلق الأزمة حالياً؟

بعد حملة شعبية لحمل حزب الإسلاميين على الامتناع عن ترشيح ممثل عنه لرئاسة الدولة, تنازل وزير الوزراء رجب طيب أردوغان عن ترشيح نفسه فعلاً لكنه دفع بأقرب رفاقه وزير الخارجية عبد الله غول كمرشح للرئاسة، وكان على البرلمان وفق القانون أن يصادق على ترشيخ عبد الله غول كمرشح للرئاسة, وقاطعت المعارضة الجسلة المخصصة للمصادقة على الترشيح في جولةٍ أولى.

غول أخفق في تحقيق الأغلبية الازمة في الجولة الأولى, والمعارضة لجأت إلى المحكمة الدستورية لاستصدار حكم يؤكد عدم قانونية الدورة الأولى من التصويت, وبناءً على ذلك تجد تركيا نفسها أمام عدد من السناريوهات, إذا أيدت المحكمة طلب المعارضة فلا بد من الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة خلال 90 يوماً, إلا أنه وإذا لم يتم إبطال الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية فستجرى دورةٌ ثانية، فإذا تمت العملية الانتخابية والتي يمكن أن تمتد إلى أربعة دورات, فإن غول سيضمن فوزه بدورة التاسع من مايو وذلك لأن حزبه يحظى بالغالبية الساحقة في الجمعية الوطنية حيث يشغل نوابه 352 مقعداً من أصل 550, إما إذا تمت الدعوة لإجراء انتخابات فإن الرئيس الحالي نجدت سيزار سيبقى في منصبه إلى أن يستطيع برلمان جديد انتخاب خلفٍ له.

سارة الدندراوي - العربية.

منتهى الرمحي: معنا من أنقرة السيد رسول طوسون النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية, ومن بيروت السيد ميشال نوفل مدير تحرير صحيفة المستقبل، أهلاً بكما وابدأ مع ضيفي من أنقرة السيد رسول طوسون، سيد رسول منذ عام 60 أسقط العسكريون الحكومة أربع مرات, ما الذي يمكن أن يحصل هذه المرة؟

رسول طوسون: شكراً يا سيدة الرمحي, فكما تعرفون إن حزب العدالة والتنمية قبل خمس سنوات فاز في الانتخابات النيابية بالأغلبية وارتقى إلى عرش الحكم, فلما ارتقى إلى عرش الحكم قال نحن سنفتح صفحة جديدة في السياسة الداخلية وفي السياسة الخارجية وفي كل المجالات, فحقاً فتح الحزب أو فتحت الحكومة التي تشكّلت من حزب العدالة والتنمية صفحة جديدة فتحسنت الأمور في المجال الاقتصادي, وفي المجال السياسي استتب الأمن والاستقرار, فأصبحت تركيا ترجع إلى مكانتها التاريخية, وتحسنّت الأوضاع, وتطبعت العلاقات وتقوت وكذلك تعززت العلاقات مع الجوار ومع الدول المجاورة ومع دول المنطقة والدول الغربية ودول العالم كله, فأصبحت الحكومة ناجحة في..

منتهى الرمحي: لا أحد يطعن سيدي بقدرات حزب العدالة والتنمية في هذه المرحلة, ولا أحد يقول أن كل الفترة التي اعتلى فيها حزب العدالة والتنمية سدة الحكم كانت فاشلة, لكن الرفض الآن هو أن يكون الرئيس أيضاً رئيس الدولة من ذوي التوجهات الإسلامية أو مدعوماً من حزب العدالة والتنمية أو له علاقة بحزب العدالة والتنمية, يعني كل الدولة تكون حزب العدالة والتنمية؟

رسول طوسون: لم أفهم السؤال الصوت يأتي منقطع لو تكرمتي تعيدي السؤال؟

منتهى الرمحي: الاعتراض الآن على منصب الرئيس وليس على أداء حزب العدالة والتنمية؟

رسول طوسون: نعم, ليس هناك في الحقيقة اعتراض لأن رئاسة الجمهورية هذه رئاسة صورية, إنما التنفيذ في يد الحكومة في رئاسة الوزراء, فلذلك الخلاف أو الاعتراض لرئاسة الجمهورية في الحقيقة ليس خلافاً جاداً, إنما هم يخالفون حزب العدالة والتنمية لأنه سيمسك زمام الدولة كلها وسيبقى في الحكم مدةً أطول, لذلك المعارضة لا تتحمل تستفز الجماهير, تستفز بعض المؤسسات وتحب أن تعود تركيا إلى أيامها المتأزمة إلى الأوضاع السيئة فهؤلاء يتغذون بهذا الغوغاء والفوضى.

منتهى الرمحي: طيب سيد طوسون سأعود إليك, اسمح لي أن انتقل إلى السيد نوفل ضيفي من بيروت، سيد نوفل الخشية الآن على علمانية تركيا, إذا كان الرئيس حتى لو كان الرئاسة صورية كما يقول السيد طوسون كمان من حزب العدالة والتنمية أين ستصبح علمانية تركيا؟

ميشال نوفل: أعتقد أن حزب العدالة والتنمية منذ وصل إلى السلطة التزم الإطار العام للمؤسسات وللنظام العلماني التركي, ليست هناك مشكلة عند هذا الحزب بالنسبة إلى استمرار النظام العلماني, إنما المشكلة هي عند ما يسمى الدولة العميقة في تركيا أي الجيش الذي يشكك في نيات هذا الحزب, يقول أن هذا الحزب يستبطن مشروعاً إسلامياً مع العلم أنه تخلى عن هذا المشروع, ويقول أيضاً أن هؤلاء الناس إذا سيطروا على المنصب الرمزي لرئيس الدولة يمكن أن يطبعوا كل الدولة بطابعهم، الحقيقة أن حزب العدالة والتنمية كل ما يطلبه هو أن تُقبل الناس إذا كانت تريد أن تتحجب, علماً أنه ليست عنده مشكلة في النساء الغير محجبات, يعني هناك مسألة تتعلق بحرية المعتقد وحرية التعبير وحزب العدالة والتنمية ملتزم تماماً بهذه المسألة.

منتهى الرمحي: لكن فيما يبدو أن جنرالات الجيش غير مقتنعين بأن حزب العدالة والتنمية ملتزم بهذه المسألة, هم يخشون من أسلمة المجتمع كله يعني هذا التعبير الذي يُستخدم؟

ميشال نوفل: صحيح, إنما لقد تبين الآن من حصيلة حكم حزب العدالة والتنمية أنه جاء بالاستقرار لتركيا, أخرجها من دائرة الاضطرابات الإقليمية ووضعها على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي, وأيضاً ساهم في حل الأزمة الاقتصادية والمالية المزمنة، الآن لنعطه فرصة أخرى أي ولاية أخرى لحكم البلاد لنرى فعلاً إذا كان ملتزم فعلاً بأركان مؤسسة الدولة العلمانية, وله الحق في ذلك لأن القانون معه مع هذا الحزب.

منتهى الرمحي: طبعاً قبل أن نتابع الحوار للتذكير فقط, أسقط الجيش التركي أربع حكومات منذ عام 60 طبعاً كان آخرها حكومة نجم الدين اربكان أول رئيس وزراء إسلامي في تركيا, وفي التقرير التالي نتابع أبرز الأزمات السياسية في تركيا.

 

 

أبرز الأزمات السياسية في تركيا

التعليق الصوتي: في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة, وأعلن فصل الدين عن الدولة بتبني منهج علماني للخروج من إرث الدولة العثمانية، إجراءات أتاتورك باتجاه العلمانية كان لها علاقة بممارسة الشعائر الدينية ومنع ارتداء الحجاب.

هذا النظام التركي الجديد في حينه ارتكز على دستور جديد نصت المادة الثانية من الجزء الأول منه بوضوح على أن تركيا جمهورية علمانية تدين بالولاء للقومية التركية, ويعتبر قادة الجيش التركي أنفسهم حماة النظام العلماني للجمهورية التركية, وربما هذا ما يفسر لجوء الجيش التركي إلى تنفيذ ثلاثة انقلابات في الأعوام 1960 و 1971 و 1980, كما سبق وأرغم أول رئيس وزراء لتركيا وهو نجم الدين أربكان المرشد السياسي لكل من أردوغان وغول على الاستقالة في عام 1997, وتمكّن من خلال ضغوطٍ مستمرة أن يحل حزب الرفاه كما حُظر العمل السياسي على زعيمه أربكان مدة خمس سنوات.

كما قادت ضغوطه إلى حل حزب الفضيلة لينتهي به الأمر مقسماً إلى حزبين حزب السعادة وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الطيب أردغان.

وكان التيار الإسلامي التركي قد بدأ بالصعود منذ الثمانينات في الانتخابات البلدية ثم البرلمانية, ووصل إلى الحكومة وهو يتطلع اليوم إلى رئاسة الجمهورية وربما هذا ما تتمحور حوله الأزمة الحالية.

منتهى الرمحي: عوداً لضيفي الكريمين, لك سيد رسول طوسون ضيفي من أنقرة, هل سيكتفي الجيش هذه المرة بإخراج المظاهرات المليونية أم أنه ربما سيصعد أكثر في الأيام المقبلة؟

رسول طوسون: لم أفهم السؤال الصوت يأتي منقطع..

منتهى الرمحي: هل تسمعني سيد طوسون.. هل تسمعني الآن؟

رسول طوسون: نعم أسمع الآن..

منتهى الرمحي: ما الذي يمكن أن يفعله الجيش في الأيام المقبلة؟ هي سيكتفي بما قام به حتى اللحظة أم أنه سيصعّد؟

رسول طوسون: نعم, في الحقيقة نحن لا يمكن أن نتوقع ما سيفعله بعد الآن, لكن هناك حقيقة كما ذكرتم أنتم في التقرير, قام الجيش بأربع تدخلات في الماضي, الحكومات كلها انحنت أمام هذه التدخلات, لكن لأول مرة لما جاء بيان المؤسسة العسكرية على الموقع الانترنتي ففي اليوم الثاني قامت الحكومة وقومت هذا البيان ووقفت وقفةً صامدةً, وذكّرت المؤسسة العسكرية بمكانتها في الدستور, وذكرت وظائفها وكان موقفاً صامداً وديمقراطياً كذلك, فلذلك نحن لا نتمنى التوتر, فنتوقع أن المؤسسة العسكرية ستقف عند هذا الحد لأن هذا البيان الذي يندمج تحذيراً فيهدف إلى أربعة نقاط سلبية, فالمؤسسة العسكرية في رأيي تدرك هذا وستقف عند ذلك, ما هي هذه النقاط الأربعة؟ أولاً تأثير المحكمة نحن نقول المحكمة العليا, ثانياً زعزعة الاستقرار الذي حصل بعد أعوام طويلة جداً, فهناك أيضاً عرقلة انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي, وكذلك النقطة الرابعة تهميش تركيا عن العالم، فالجيش التركي جيش عنده تجربة تاريخية, جيشٌ قويٌ, فلذلك أنا أعتقد وأتمنى أنه لن يزداد توتراً لصالح البلاد ولصالح الشعب ولصالح الدولة سيكتفي بهذا التحذير.

منتهى الرمحي: ونحن سنتابع في الأيام المقبلة الأدوار في تركيا سواء للجيش أو للحكومة أو للبرلمان، شكراً جزيلاً لك سيد رسول طوسون النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، شكراً جزيلاً لك سيد ميشال نوفل مدير تحرير صحيفة المستقبل ضيفي من بيروت.

ودائماً للاطلاع على مضمون حلقات بانوراما وتقاريرها وعلى آخر الأخبار والتحقيقات ندعوكم لزيارة موقع العربية على الإنترنت www.alarabiya.net  

إلى هنا تنتهي حلقة بانوراما لهذه الليلة موعدنا يتجدد وإياكم غداً بإذن الله قبل هذا الموعد بحوالي الساعة, حتى ذلك الحين لكم أطيب تحية من فريق البرنامج ومني منتهى الرمحي إلى اللقاء.

 


في الخميس 03 مايو 2007 07:06:45 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=1676