لمحات إستراتيجية وعسكرية من المعركة المقبلة بين طهران وواشنطن
سمير عبيد
سمير عبيد

مأرب برس ـ بروكسل ـ خاص

لقد أصبح السؤال التالي ضيفا على جميع الموائد السياسية والدبلوماسية والإعلامية وحتى العائلية وهو:

 هل أن الولايات المتحدة جادة بالحرب ضد إيران؟

ومن هنا تتفرّع الإجابات فمنهم من يظن أن الحرب قادمة لا محال، ومنهم من ينفي حدوث هذه الحرب معلّلا بأن هناك علاقات سرية متقدمة بين واشنطن وطهران، ومنهم من ينفي الحرب ولكنه لا ينفي توجيه ضربات صاروخية من خلال صواريخ كروز والصواريخ التي ستقذفها الطائرات صوب المنشآت النووية والإستراتيجية في إيران، وكل مجموعة تقوم بشرح قناعاتها التي تظنها هي الصحيحة ، وهي التي ستسود في الميدان والساحة.

فمن هذا المنطلق يحق لنا المشاركة بهذا الجدل، ولكن من وجهة نظر تحليلية قواعدها الإستراتيجيا والمنطق السياسي والعسكري، وقبل الولوج في التحليل،
نتمنى عدم حدوث الحرب ولا الصدام ولا حتى الضربات الصاروخية، لأن إيران دولة جارة ومسلمة ودولة مهمة في المنطقة ولكن مشكلتها في قيادتها التي تحلم بأحلام أكبر من حجمها وعلى حساب شعوب المنطقة والمسلمين والإسلام، لذا فأن أي تداعيات عند حدودها أو في داخلها سيغرق المنطقة في مستنقع أكبر من المستنقع العراقي ، ونقول هذا علنا أي أننا نرفض الحرب ضد إيران، وبغض النظر عن خلافاتنا معها من الناحية السياسية والآيديولوجية، وكذلك بغض النظر عن كراهيتنا لدورها المقيت في العراق، ودور المجموعات التي تواليها وتدعمها في العراق، والتي أوصلت العراق الى عصر ما قبل الدولة، أي جعلت العراق تحت سلطات الكهنوت وطبقات النبلاء الجُدد والمتاجرين بالدين والحالمين بدويلات على مقاسات دينية وجهوية وقبلية ومذهبية وحزبية ، لذا فقبل الدخول بالتحليل يجب أن يعرف القارىء الكريم، بأننا نحلل الأمور، أي نعطي وجهة نظرنا بالإستناد الى المنطق والمعلومات المتوفرة وسير الأحداث ،لذا فنحن لا نناقض ما ذكرناه بأننا ضد الحرب وضد الضربات الصاروخية ضد الشعب الإيراني.

لهذا علينا أن نعرف حقيقة مهمة وهي أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن جميع التداعيات التي حصلت في المنطقة بشكل عام ،وفي العراق بشكل خاص، وهي المسؤولة عن جلب الإرهاب والخراب الى المنطقة والعراق، وهي المسؤولة عن تأزيم المنطقة كلها، وهي المسؤولة عن زيادات حالات التطرف وردات الفعل والإرهاب في العراق والمنطقة والعالم، وهي التي أعطت تبريرات لبعض الدول أن تفتش عن أسلحة نووية وكيماوية وبيلوجية كي تحمي نفسها، وهي المسؤولة بالسماح لتنظيمات القاعدة وللحرس الثوري الإيراني بالدخول نحو العراق لتصفية حسابات خاصة بها، ولكنها أخطأت مثلما أخطأت بالحرب على أفغانستان من أجل مطاردة رجل وهو السيد ( أسامة بن لادن) وبالتالي فلم تمسك بن لادن ولم تسيطر على أفغانستان، وعادت حركة طالبان لتسجّل الإنتصارات تلو الأخرى ضد القوات الغربية هناك، وأصبح الهيرويين أضعاف ما كان عليه في زمن طالبان، ناهيك عن مضاعفة حالات الفقر والجوع والخراب والدمار، وبالتالي فأن رجل أميركا هناك وهو السيد حميد قرضاي لم يمارس حكمه إلا على حي واحد في مدينة كابول، ومثلما أخطأت بالحرب على العراق ضمن مسلل من الأكاذيب التي سطرها ديك تشيني ومجموعته في الإدارة، وحسب الشهادة الأخيرة لرئيس المخابرات المركزية الأميركية ـ سي أي أيه ــ وهو السيد (جورج تينت) عندما أعترف من خلال كتابه الجديد بأن الحرب على العراق كان مقرّر لها قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأن من خطط لها ديك تشيني ومجموعته المتشدّدة، وأن أحمد الجلبي هو جاسوس لإيران وكان يستلم منّا 350 ألف دولار شهريا والكلام لجورج تينت، وقبل هذه الشهادة كُشف ومن خلال التقارير الأميركية وبشهادة الكونغرس الأميركي بأنه لم تكن هناك علاقة بين الرئيس صدام حسين وتنظيم القاعدة، وأن العراق خال من أسلحة الدمار الشامل، وهذا يعني أن الولايات المتحدة دولة مارقة وشريرة ومستهترة بجميع الأعراف والمواثيق الدولية، ويجب محاسبتها قانونيا وسياسيا وأخلاقيا، ( ولكن من سيحاسبها وهي التي وضعت مجلس الأمن والأمم المتحدة ومعظم المنظمات الدوليّة في جيبها؟) ولكن هذا لا يعني أن تُسلّم الأمور في العراق الى إيران، وتسلّم الأوطان الى الديكتاتوريين الجُدد مثلما هو حاصل في العراق والذين حمتهم وتحميهم الطائرات والدبابات في المنطقة الخضراء ( السجن الأخضر) ولا يتمكن أحدهم من زيارة قرية عراقية خارج السجن الأخضر، وكذلك لا يجوز إستمرار الأنظمة الديكتاتورية القديمة بنفس إسلوبها في الحكم، وبنفس تعاملها مع المواطن العربي في تلك البلدان.

ماهي الآراء داخل الولايات المتحدة حول إيران؟

تمر الولايات المتحدة بظروف قاسية لا تقل عن الظروف التي مرّت بها أثناء الحرب الفيتناميّة، حيث أنها تقف على مفترق طرق مليء بالزيت السائل، خصوصا وأن هناك بعض القوى الدولية التي تترقب إنزلاقها وكسر حوضها لتباشر ببسط أجندتها الدولية والإستراتيجية والتي هي فرحه بالتخبط الأميركي الحالي، مثلما فرحت من قبل عندما لمست بأن من يقود الولايات المتحدة هو رجل يعمل بالضد من المصالح الأميركية، وكأنه جنرالا من الجيش الأحمر السوفيتي، لهذا أصبحت الحرب أو الضربات ضد إيران ضرورة من وجهة نظر الإستراتيجيين وكبار العسكريين والمخضرمين السياسيين في الولايات المتحدة ،مع العلم أنها مقامرة خطرة، لأن خصوم الولايات المتحدة أصبحوا بمعنويات عالية، ولديهم إمكانيات هائلة، مقابل إيغال فضيع بالغطرسة الأميركية على المستوى السياسي والدبلوماسي والعسكري، ولهذا فقد تعقدّت مهمة الولايات المتحدة ،وأن من عقدّها هو الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني، لهذا أصبح لزاما من إعادة هيبة الولايات المتحدة وعدم أنزلاقها في الزيت الذي أصبح تحت أقدامها في العراق والمنطقة والذي يُفترض من خلال العقلنة والمنطق، ولكن الساسة النافذين في أميركا لا يرون الأمور مثلما نحن نراها ويراها العقلاء هناك لذا فلم يبق أمام الولايات المتحدة إلا بالمغامرة صوب إيران من وجهة نظر هؤلاء، لأن عملية تجاهل إيران يعني عملقتها، وفشل المشروع الأميركي وإحتلال العراق من قبل إيران وللأبد،والمباشرة بتصدير الثورة الإيرانية صوب الدول والمجتمعات العربية، لهذا تبلورت في الإدارة الأميركية وفي المؤسسات المهمة في الولايات المتحدة عدة آراء:

الرأي الأول:

والذي ينادي يتعجيل الضربات الصاروخية والضربات بالطائرات من أجل تعطيل المشروع النووي الإيراني لعدة سنوات وقبل إمكانية حدوث الإشعاعات، مقابل تأهيل العرب نووبا، وعلى الأقل منحهم النووي السلمي كي تحاط إيران بمشاريع عربية ناهضة وبإشراف الغرب والولايات المتحدة، ومن ثم تحاط بأسواق ليست بحاجة الى ما سوف تعرضه إيران من إنتاجها النووي سواء كان سلميا أو عكس ذلك في المستقبل.... وأن أصحاب هذا الرأي يلحون بالتعجيل نحو الشروع بهذا السيناريو، وقبل زيادة المواد المشعّة في المنشآت النووية، كي لا يشكل قصفها في حالة التريث خطرا على البيئة و المدنيين نتيجة الإشعاعات.

الرأي الثاني:

وأصحاب هذا الرأي يلحون على حرب ماحقة إلكترونية وعسكرية وصاروخية وجوية وبحرية ضد إيران من أجل كسر شوكتها وللأبد، وإجبارها على الإنكفاء نحو الداخل لتحتار بمشاكلها الداخلية والتي ستقود الى تداعيات خطيرة على نظام الملالي، ويدعم هذا حزمة من القرارات الدولية التي ستخنقها ،ومن خلال إسلوب سيناريو العراق بعد عودة الأوضاع الطبيعية في الكويت، عندما خُنق إقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وإجتماعيا ونتج عن ذلك تآكل النظام العراقي من الداخل... ويصر هؤلاء على مشاركة إسرائيل في هذه الحرب تعويضا عن بعض الدول التي ستعتذر من الإشتراك في هذا السيناريو، وعلى الأقل الدول الخليجية والمجاورة لإيران خوفا من الإنتقام الإيراني من خلال صواريخ شهاب التي تحمل رؤوسا كيمياوية، وأن أصحاب هذا الرأي يريدون إسقاط النظام في طهران، وحتى تقسيم إيران نفسها على أسس قومية وإثنية.

الرأي الثالث:

 وأصحاب هذا الرأي ينادون بالحلول السياسية والدبلوماسية, وأن غالبية هؤلاء من الحزب الديموقراطي وبعض الجمهوريين، والذين يشعرون بالخطر المستقبلي على سمعة الولايات المتحدة، وعلى المصالح الأميركية في المنطقة ولكن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ترفض ذلك كي تجبر الحزب الديموقراطي على الهروب من المواجهة الحزبية ليأت رئيسا جمهوريا بعد الرئيس الأميركي الحالي ، وحينها يتوقع الرئيس بوش أن الزمن سيكون ملائما نحو موعدا لجدولة الإنسحاب الأميركي من العراق فيما لو عرف أن القادم بعده جمهوريا، ولكننا نعتقد أنها مراهنة خاسرة وكالسياسات الفاشلة التي طرحها ويطرحها الرئيس بوش... لهذا فأن هؤلاء أي أصحاب هذا الرأي في حيرة حقيقية، وحتى وأن أجبر الرئيس بوش على الإستقالة، فلن تكون في الإفق حلولا سحرية لدى السياسيين الأميركيين إتجاه إيران والعراق والمنطقة، بل سيغرقون أيضا في نفس المستنقع حتى وأن قرروا الإنسحاب، وستكون المعركة ضد إيران والمجموعات التي تواليها في العراق وأن من سيقوم بذلك هو الشعب العراقي وبدعم عربي ،وهذا يعني أن المعركة سوف لن تقتصر على العراق وأن إيران وبعض القوى داخل العراق وحتى بعض الدول العربية المجاورة تعرف النتيجة تلك ،ولهذا قامت بالإستعداد مبكرا وأولهم إيران وأذنابها لهذه المعركة.

خارطة المعركة ومعوقاتها

من المستبعد من وجهة نظرنا ونظر كثير من المحللين والمتابعين أن تكون هناك حربا على نمط الحرب التي كانت ضد حركة طالبان في أفغانستان، و على نمط الحرب على العراق في عام 2003 ولكن قد تكون هناك بعض الخطوات المتعلقة بالقصف الجوي من هذه الحروب ومن حرب ما يسمى بالخليج الثانية عام 1991 والسبب لأن الولايات المتحدة غير مستعدة وغير قادرة على زج قواتها البرية في المعركة ضد إيران، وإن زجت بها فهو نوع من الإنتحار لأن الظروف والجغرافيا والأهداف تختلف إختلافا كبيرا عن أفغانستان والعراق والكويت، ناهيك أن الجبهة هنا واسعة وشاسعة وأن الخصم ليس سهلا و ومتربصا ومستعد إستعداد كبيرا لهذه المعركة، ومع هذا هناك تكتيكا إيرانيا ــ حسب المعلومات السرية ــ بمحاولة إمتصاص الضربة الأولى من أجل كسب الرأي العالمي والإقليمي، لهذا فستكون سمات المعركة المقبلة بين طهران وواشنطن ــ لا سمح الله ــ على النحو التالي:

1. توجيه الضربات الصاروخية والجوية ضد المنشآت العسكرية والنووية والإستراتيجية من جميع القواعد البحرية والأرضية التي تتوزع في المنطقة وخارجها.

2. القيام بحملة جوية قد تمتد الى أكثر من 40 يوما، وتتخللها عمليات إنزال للقوات الخاصة ولمجموعات المخابرات والمعارضة الإيرانية في العمق الإيراني، وضمن جغرافيات إستراتيجية محدّدة، وعلى غرار حرب عام 1991 على العراق، وأن واجب تلك المجموعات هو التخريب وزرع الجواسيس وتوزيع الكمائن والإستعداد لإنتشال الطيارين الذين سوف تُسقط طائراتهم في العمق الإيراني، ومحاولة فك حصار بعض المراكز الحساسة.

3. الشروع بالحرب الإلكترونية لتعطيل جميع الأجهزة الإلكترونية والرادارات الإيرانية آخذين بنظر الإعتبار في حالة نجاح إيران بالإستعداد لهذه الحرب من خلال التعاقد مع الشركات العاملة في السوق السوداء، ويبدو أن الأميركيين لديهم معلومات كثيرة عن هذه التجارة الإلكترونية مع إيران.

ولكن هكذا خطط وإستعدادات تواجهها معوقات كثيرة من أجل إحراز النصر السريع على إيران ،وجميعها تتمركز في فواصل لا يمكن القفز عليها من الناحية العسكرية واللوجستية ،وهذا ما يخيف المخططين العسكريين والإستراتيجيين وحتى السياسيين العقلاء في الولايات المتحدة، ويمكننا أن نوجز هذه المعوقات بالنقاط التالية:

أولا:

مصير الجيش الأميركي في العراق، والذي سيكون في موقف حرج للغاية، لأن هناك بعض المعلومات الإستخبارية التي أوردتها بعض المراكز الإستراتيجية والدفاعية في أوربا ،والتي تؤكد بأن إيران لديها خطة لتطويق القواعد الأميركية في العراق وتحويل العراق الى معتقل للقوات الأميركية، وبمساعدة بعض المليشيات و التنظيمات التي تواليها في العراق، ومعها شطر تنظيم القاعدة الذي قرر التعامل مع إيران في العراق ضد القوات الأميركية مقابل الدعم الإيراني من الناحية اللوجستية والعسكرية لحركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان وأماكن أخرى من العالم، ولدينا معلومات من داخل الجنوب العراقي، بأن هناك عشرات السيارات المفخخة والجاهزة، وتنتظر الإشارة الإيرانية للقيام بالعمليات الإنتحارية ضد الوحدات والمقرات والتجمعات والقواعد الأميركية والبريطانية.

ثانيا:

إتساع خارطة الأهداف وضخامتها والتي يجب ومن الناحية العسكرية إصابتها أصابات مباشرة وفي اليوم الأول للقصف، خصوصا وأن هناك أكثر من( 131 )هدفا مهما وإستراتيجيا داخل إيران، والتي يجب تدميرها في اليوم الأول للمعركة من وجهة نظر العسكريين والإستراتيجيين الأميركان، وإن لم تُدمر أو تصاب في الضربة الأولى ستكون نتائجها عكسية ولصالح إيران.

ثالثا:

معضلة الجغرافيا المعقدّة للمنشآت العسكرية والنووية والإستراتيجية في إيران، والتي يجب أن تدمر في الضربة الأولى حسب الرأي العسكري الأميركي، حيث هناك تباعدا جغرافيا بين الأهداف وأهمها ( مراكز القيادة والسيطرة الإستراتيجية،المطارات الجوية والقواعد العسكرية وخصوصا أسراب الطائرات من نوع الميراج 1ـ F وميراج 29، الأنظمة الصاروخية من طراز ــ 1 M ــ TOR ، مواقع ومنشآت الدفاع الجوي الأرضية والصواريخ من نوع أرض ــ جو التابعة لها، منشآت وتجمعات الحرس الثوري وأهمها معمل ــ أردكان ــالذي أعد لإختبار السلاح النووي، وهناك أكثر من (25) منشأة نووية متباعدة عن بعضها البعض وأهمها : منشأة نتناز لتخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي، منشأة أصفهان لتحويل اليورانيوم الخام الى غاز، منشأة شايان للأبحاث النووية، منشأة آرال لتصنيع الماء الثقيل، مفاعل بوشهر الإستراتيجي ، منشأة ساجاند لإستخراج اليورانيوم ، مواقع وتجمعات ومخازن صواريخ شهاب والتي أهمها صواريخ شهاب 3 شرق طهران وبندر عباس ومضيق هرمز والجزر الأماراتية المحتلة والمحمرة وعبادان، الأهداف المائجة وهي تجمعات الزوارق والطائرات الإنتحارية وتجمعات الإنتحاريين، وتجمعات الحرس الثوري في بازدان وعبادان وخرمشهر، ومعهم وحدات المتتطوعين ــ الباسيج ــ وغيرها من الأهداف المهة الأخرى)

رابعا:

المشكلة المعلوماتية والإستخبارية التي تعاني منها الولايات المتحدة، إذ إنها تفتقر الى المعلومات والتقارير الدقيقة والصحيحة عن الأهداف الحقيقية والوهمية ، وكذلك تفتقر للتقارير التي تفّصل أهمية الأهداف من الناحية العسكرية والإستراتيجية، وليس لديها من يتابع عملية تحريك ونقل وتوزيع المنشآت المهمة.

 

تحليل للحرب المحتملة من الناحية العسكرية والإستراتيجية مرورا على الإحتمالات

نحن نعتقد بأن الحرب بين واشنطن وطهران جارية ومنذ فترة، وهي سياسية ودبلوماسية ونفسية وإعلامية وفنيّة، ولقد إنتقلت للصفحات العسكرية ومنذ أواخر عام 2006 وعلى الأقل في داخل العراق وعلى مراحل، وضمن خطة المطاردة والإكتشاف والتطويق ثم الشروع بقصقصة الأجنحة الإيرانية داخل العراق ،وبنفس الوقت هناك عملا دبلوماسيا كثيفا من الجانب الأميركي لتحييد سوريا عن إيران مقابل بعض المحفزات داخل المنطقة والعراق مستقبلا خصوصا وأن هناك علاقة إستراتيجية بين الشعب العراقي والسوري، والتي قد تكون على ضوء المحفزات التي أعطيت لسوريا عام 1976 حول الملف في لبنان ولكن بخصائص أخرى ،ولكننا نعتقد أن لدى سوريا هذه المرة شروطها المكتوبةأيضا، وبالإستفادة من الملف اللبناني، والذي تنكرّت الولايات المتحدة للدور السوري هناك وصورته إحتلالا الى لبنان، علما أنه غير ذلك تماما ،وكان ضمن إتفاقيات دولية ومع الجانب الأميركي، وهنا لسنا بصدد الدفاع عن سوريا بل هذه حقائق تاريخية ويجب المرور عليها ،لأن هناك إحتمالات كبيرة أن تلعب سوريا دورا كبيرا في العراق في حالة إبتعادها عن إيران، وأن السوريين يدرسون ومنذ فترة جميع المحفزات والطلبات التي جاءت عن طريق الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة وأنقرة، ومن بعض العواصم العربية وفي مقدمتها الرياض والقاهرة، وأن من بين هذه المحفزات هناك نوعا من الترهيب والترغيب أيضا لكي تكتمل الصورة لديكم، وبالعودة الى تحليل صفحات المواجهة القادمة بين طهران وواشنطن فسوف تكون كالآتي:

الصفحة الإلكترونية:

نعتقد بأنها الحرب التي لا تشبه حروب عام 1991 ، 2003،2001 بل أن هناك بعض التكتيكات منها، ولكنها ستكون حربا جديدة ولقد تم تصنيع وإختبار وتوزيع الأسلحة الخاصة لها، وسوف تكون الصفحة الأولى لها هي (الصفحة الإلكترونية / الحرب الإلكترونية) وستشمل الحرب على جميع الرادارات والكومبيوترات ومراكز السيطرة في إيران، أي القيام بشلّها وتشويشها وتعطيلها ، وبمساعدة المحطات التي نصبت لهذا الغرض و بشكل دائري حول إيران إنطلاقا من شمال العراق، وطول الحدود العراقية الإيرانية والحدود الأفغانية الإيرانية، وكذلك من جميع جهاتها الأربع أي إيران، ومنها من تسلل قرب الحدود الإيرانية، والتي جميعها مرتبطة بالأقمار الإصطناعية، وأن مهمتها تضليل إيران، وإدخالها في المرحلة المعتمة من الناحية الإلكترونية والكهربائية للشروع بالصفحة الثانية والتي ستكون كالأتي.

الصفحة الجوية وخارطة الصواريخ:

فلو عدنا الى مقدمة الموضوع كي نأخذ الـ (131) هدفا مع المنشآت الأخرى ــ الفرعية ــ والوحدات والتجمعات العسكرية وشبه العسكرية فسوف نحتاج الى كل هدف من هذه الأهداف الـ 131 الى حوالي (6 طائرات) ستكون أربعة منها لتوجيه الضربات الصاروخية وإثنتان للحماية والإعتراض، وبهذه الحالة سوف يحتاج كل هدف من هذه الأهداف الى (6 صواريخ كروز) من طراز توماهوك، وقبيل أرسال الطائرات من أجل إرباك الخصم وفتح الممرات للطائرات القادمة نحو الأهداف من أجل تدميرها، وبهذا سوف يحتاج الى (524) طائرة قاذفة مقاتلة، وسيحتاج الى ( 262) طائرة للحماية والإعتراض، ناهيك أن هناك حاجة ماسة الى طائرات من نوع ( B52 ) من أجل معالجة الوحدات والتجمعات العسكرية وشبه العسكرية، وسوف تكون هناك حاجة الى طائرات الإستطلاع والتجسس والإمداد، ولكن لو عدنا الى صواريخ كروز التي سوف تنطلق من البارجات الأميركية ومن بعض القواعد الأميركية في المنطقة والعالم فسوف تكون الحاجة الى 786 صاروخا في الضربة الأولى أي في اللحظات الأولى وكدفعة واحدة نحو الـ 131 هدفا رئيسيا ،وقبيل قدوم الطائرات الـ 986 ، عدا الأهداف الأخرى والتي ستحتاج الى بعض الطائرات والصواريخ أيضا، وهذا يعني أن السماء ستمطر صواريخا وحمما على إيران، ونحن نعتقد أن هكذا مغامرة محفوفة بالمخاطر خصوصا وأن إيران قد نجحت بتأمين نفسها ألكترونيا ومن السوق السوداء، لهذا ربما ستكون الحاجة ماسة الى مساعدة ( إسرائيل) خصوصا عندما تتحيّد سوريا بالترغيب والترهيب الأميركي والأوربي وبالعطاء العربي ، لهذا فلو إشتركت إسرائيل في الحرب الى جانب الولايات المتحدة سيكون واجبها الإعتراض والحماية، فهذا يعني أن تؤمّن 262 طائرة إعتراضية كحد أدنى، وهذا لن تقدر عليه إسرائيل، ناهيك أن الطائرات التي بحوزة إسرائيل لا تتمكن من الوصول الى الأهداف التي وضعتها إيران بعناية وهي في العمق الإيراني البعيد عن إسرائيل ،لأنها ستصطدم بمشكلة نفاذ الوقود عند العودة وهنا ستكون أمام الأمر الواقع في حالة إشتراكها فأما أن تطلي طائراتها بالطلاء والعلم الأميركيين كي تتمكن من النزول في القواعد الأميركية في المنطقة وبدون ضجة، أو سيقتصر واجبها على المنشآت النووية والمراكز الإستراتيجية والعسكرية القريبة من الخليج وشط العرب وليس في العمق الأيراني، وفي هذه الحالة ستضطر الولايات المتحدة الى الإنتقال الى الصفحة الجديدة والتي هي:

صفحة الغواصات والبحر:

وبهذه الحالة ستضطر الولايات المتحدة لإستعمال الغواصات في هذه الحرب أي سيرى الخليج والمنطقة حربا بحرية ضروس، ناهيك أن هذه الغواصات سوف تكون قاعدة إنطلاق لصوارخ كروز وغيرها، وهنا ستكون قوة رديفة للبارجات التي ستنطلق منها الطائرات وصواريخ كروز أيضا، وعندما توقعنا حربا بحرية ضروس وذلك لأن الجانب الإيراني سيضطر مرغما على خوض معركته في البحر، لأنه لن يرى الجيش الأميركي على البر وبالتالي لن يكون منتظرا كي لا يفقد الجماهير الإيرانية، لأن الحرب ولغاية هذه اللحظة من الجو والبحر والأقمار الإصطناعيّة( الإلكترون) وحينها سيكون البحر هو الكماشة لإيران و التي إستعدت لها الولايات المتحدة لكسر ظهر إيران من خلال تحقيق هدفها وهو إخراج البحرية الإيرانية من المعركة تماما وبوقت مبكر من أجل تأمين الملاحة الدولية في مضيق هرمز، فأن مضيق هرمز هو الهدف الإستراتيجي الذي سيُحمى أولا ، والهدف هو إسقاط سلاح النفط الذي هددت به إيران ضد الولايات المتحدة وأوربا والعالم، أي سيُحمى بنفس الطريقة التي حُميت بها وزارة النفط العراقية فقط أثناء مسلسل السلب والحرق التي شهدتها العاصمة بغداد بُعيد سقوط النظام في آذار/ مارس 2003 ،لذا فالرد الإيراني سيكون بحريا بإتجاه البارجات والسفن والغواصات الأميركية ومن خلال الصواريخ والألغام والزوراق الحربية، والأخرى التي سيتم تعبئتها بالإنتحاريين، ولكن هذا بحد ذاته غير مضمون لأنه فيما لو نجحت إيران بفتح جبهة داخل العراق من أجل محاصرة القواعد الأميركية والجيش الأميركي ،.

صفحة تثوير الخلايا النائمة والجماهير المخدّرة :

وبنفس الوقت فعندما تنجح إيران من فتح جبهة في أفغانستان وبمساعدة حركة طالبان سوف تنشغل الولايات المتحدة بجبهات جديدة، وبالتالي ستكون الولايات المتحدة مضطرة لتحويل قسم من الطائرات نحو العراق وأفغانستان وهذا سيريح الجانب الإيراني، ولدى إيران أوراق أخرى في حالة فشلها بفتح جبهة في العراق وأفغانستان، فستلجأ لفتح جبهة الجماهير الغاضبة في العراق والبحرين ولبنان ( الجنوب) وبعض العواصم والتي ستغذيها الجماهير التي خضعت لغسيل الأدمغة من خلال الماكينة التخديرية الإيرانية من خلال الحسينيات التي أسستها إيران، والفضائيات الطائفية والمراكز الثقافية الإيرانية وتحت ترسيخ ثقافة الروحانيات وعبادة الآيات أي ترسيخ الصنميّة الحديثة، وستصعّدها نحو تحريك سيناريوهاتها الإنقلابية التي أعدتها سلفا في البحرين والأردن ولبنان وسوريا والهدف هو خلط الأوراق وتوريط الجميع في هذه المعركة الآلهية من وجهة نظر الماكينة التخديرية التي قام ويقوم بها رجال الدين، وسيصاحب هذا تحريك الخلايا النائمة في دول الخليج والدول الأوربية ضد المصالح الأميركية والغربية، ولكن هناك إحتمال يترّدد بأن إيران لن ترد في اليوم الأول من أجل إمتصاص الضربة وكسب الرأي العالمي ، ثم تباغت الولايات المتحدة بمعركة ( حياة أو موت) لأنها تعرف أن خسارتها للحرب يعني إنكفاءها نحو الداخل لتدخل بالمسلسل العراقي عندما إنكفأ العراق بعد إنسحابه من الكويت وحوصر بالقرارات الدولية وبقي يتآكل حتى سقط في عام 2003، وهذا يعني أن في حالة إنكفاء إيران في هذه المعركة سوف تعود الولايات المتحدة لتأخذ زمام المبادرة من جديد في المنطقة والعراق والعالم، وحينها ستباشر بمحاصرة إيران بحزمة من القرارات الدولية وعلى غرار ما تم فعله ضد العراق، ثم ستعيد توازنها للعودة نحو تطبيق مشروعها في المنطقة ولكن حتى هذا الأمر محفوف بالمخاطر التي قد تؤدي الى إتساع رقعة الحرب !.

صفحة التوغل والإرباك :

قد تضطّر الولايات المتحدة الى اللجوء الى (خطة تينت) ضد نظام صدام حسين في منتصف التسعينات من القرن المنصرم، والتي مفادها المعارك الخفيفة المتواصلة ضد الجيش العراقي والتي قامت بها المعارضة العراقية من أجل حلحلة الجيش وفسح المجال الى لجوء قادة وضباط وجنود الجيش نحو خندق المعارضة، ولقد نجحت المعارضة العراقية بذلك في شمال العراق عام 1995، لهذا ربما ستطبق هذه الخطة ضد الوحدات الإيرانية والتي ستقوم بها المعارضة الإيرانية وبمساندة الولايات المتحدة من الجو والبحر ومن خلال الإستخبارات والإتصالات والتسليح والإمداد، ولكنها من خلال إستراتيجية التوغل والإرباك، أي قد تضطر الولايات المتحدة في نهاية الأمر وخلال سير المواجهات من التوغل نحو السواحل الإيرانية في المحمرة والأحواز وبندر عباس وفي الجزر الأماراتية المحتلة، والهدف هو خلخلة الجيش الإيراني ،وإرباك القيادة الإيرانية ،وبهذا ستسهل من تحريك المد القومي في إيران، لأن القوميات الكبرى في إيران متناحرة ولن يوحدها إلا العدو الخارجي، لذا فعندما يؤخذ زمام المبادرة من إيران ومن رجال الدين الذين يحملون مشروعا إمبراطوريا ولصالح الولايات المتحدة سوف تبادر القوميات نحو التحرك والمطالبة بالإنفصال، والعمل ضد النظام، وبهذا ستسهل مهام المجموعات التي تم إنزالها في العمق الإيراني، والتي هي مزيج من القوات الخاصة والمخابرات والمعارضة الإيرانية، والتي من أولويات واجباتها إلتقاط وحماية الطيارين الذين ستُسقط طائراتهم والمهمة الأخرى هي العمل الإستخباري والإستحداثي، ومن ثم التخريب والتفجير وتنظيم الخلايا الداخلية، ولهذا ستتشكل غرف العمليات على شكل غرف فرعية في العراق وجورجيا وأنجريك التركية وشمال العراق وأفغانستان وإذربيجان وقواعد أخرى في آسيا وأوربا، ولا نعتقد أنه ستكون هناك مشاركة عربية ( لوجستية وإستخبارية وجوية) وعلى الأقل في الأيام الأولى، وذلك خوفا من الرد الإيراني والذي سيكون إنتقاميا ،لهذا ستكون القيادات الفرعية خارج الدول الخليجية هذه المرة، ولكن تبقى هناك مخاطر محتملة.

المخاطر المحتمل حدوثها

ستبقى هناك مخاطر محتملة وربما ستغير من مجريات الحرب والمعركة نحو أهداف مستجَدة تفرضها بعض الأخطاء، وبعض الحسابات المستترة لدى بعض الأطراف، ومثلما حصل في العراق حيث الغاية هي البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ومن ثم إسقاط النظام في العراق، وإذا به إحتلالا كولنياليا أعاد العراق الى عصر ما قبل الدولة، وجرد البلاد من الحدود والعلم والجيش والوطنية، نحو الطائفية والإثنية والمليشيات والإغتيالات والمخدرات والبطالة والتوزيع الكانتوني، لهذا هناك بعض المخاطر وهي:

أولا:

قد تلجأ إيران بشكل مباشر ومن خلال الصواريخ التي ستنطلق صوب بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها الأمارات والسعودية وقطر، وضد المصالح الأميركية التي في هذه الدول من أجل إقحام هذه الدول في المعركة ،وقد تكون تلك الصواريخ محملة بالرؤوس الكيماوية والبيلوجية ، او قد تلجأ إيران الى أذنابها وخلاياها السرية للقيام بهذه المهمة من أجل إدخال الدول الخليجية في المعركة.

ثانيا:

قد تلجأ إيران ومن خلال خلاياها العلنيّة كأحزاب وحركات أصبحت فاعلة سياسيا وعلينا ولها ذراع سري تمثله الخلايا النائمة من القيام ببعض الإنقلابات في بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها البحرين.... وبنفس الوقت قد تبادر بالقصف صوب الأمارات العربية وبعض دول الخليج ومنذ اللحظة الأولى كي تغرق المنطقة بمآساة أنسانية غير متوقعة.

ثالثا:

قد تضطّر إيران لخلخلة الوضع السوري في الداخل، وأنها قادرة على ذلك لأنها تمتلك شبكات معقدة في هذا البلد وعلى الرغم من يقظة السلطات السورية هناك ،والهدف هو كي تربك الجانب الإسرائيلي وتجبره على ترك المشاركة في الحرب ضد إيران ولجانب الولايات المتحدة نحو الإنكفاء الى الداخل، والإنتباه من الحدود السورية الإسرائيلية ، وقد يسأل أحدهم:لماذا لا تقوم إيران بتوجيه ضربه مباشرة الى إسرائيل؟... فالجواب: ليس هناك ضمانا بنسبة 100% ولا حتى بنسبة 60% أن إيران قد أنتجت سلاحا نوويا ،وبالتالي هي غير قادرة على التحرش المباشر بإسرائيل التي تمتلك ترسانه نووية رهيبة، وقد تلجأ لها عندما تشعر بالخطر، وحينها ستكون النتائج وخيمة على إيران بالدرجة الأولى، والمنطقة بالدرجة الثانية، ومن ثم ستنكشف عورتها النووية الزائفة وحينها سيسقط النظام سريعا في إيران.

رابعا:

قد تضطر إيران لإعطاء أوامرها الى الحلفاء الخاصين بها في لبنان نحو التصعيد ومحاصرة الحكومة بالسلاح، والتلويح بالحرب الأهلية والمذهبية، وضمن مقاسات وإستراتيجيات إيرانية، وأخذ لبنان رهينة والمساومة عليه، ومن ثم ستكون القوات الدولية العاملة هناك تحت حصار أصدقاء إيران في لبنان، وحينها أما يتم التفاوض حول الأمر الطارىء، أو المساومة حول قضية الحرب التي تكون جارية ضد إيران من أجل إيقافها، وبحالة الرفض قد تحاول إيران من إحراق المنطقة كلها من خلال هذا العمل، لأن حلف الناتو ودول الإتحاد الأوربي لن تبقى مكتوفة الأيدي إتجاه حصار قواتها التي ذهبت هناك بتفويض من مجلس الأمن والشرعية الدولية ( واللذان هما في جيب أميركا طبعا) وهنا ستكون حربا واسعة، وقد تقود الى حرب عالمية ثالثة.

خامسا:

من المخاطر المهمة هو خطر الإشعاع الذي سيصدر من المنشآت النووية في إيران، ولقد نوهت صحيفة (الصنداي تلغراف) لهذا الخطر وقالت سوف تكون هناك سحابة ضخمة من الإشعاعات النووية التي ستجتاج السماء والأجواء الخليجية كلها، وحينها ستكون الخسائر المتوقعة في الجانب الإيراني بحدود عشرة آلاف ضحية، ولكن التأثر الإشعاعي سوف يصيب أضعاف هذا العدد في إيران والمنطقة، ناهيك عن الأضرار البئية والبحرية وغيرها.

التكتيك الأخطر ( الإضطراري)....!!!

 هناك إحتمال كبير أن تلجأ الولايات المتحدة الى حسم المعركة لصالحها ،وذلك من خلال السلاح النووي أو التكتيك النووي، خصوصا عندما تتعرض الدول الخليجية الى ضربات بالصواريخ الإيرانية الحاملة لرؤوس كيمياوية وبيلوجية ،وعندما يحاصر أصدقاء إيران القوات الدولية في لبنان، وعندما تتحرك الخلايا الإيرانية النائمة في أوربا والمنطقة، ولكن المشكلة أن هذا السلاح خطير هو الآخر وسيضاعف الكارثة، ولكن من وجهة نظر البعض ومن خلال التقارير السرية التي تتداولها بعض المراكز الإستراتيجية والدفاعية في أوربا تؤكد بأن الولايات المتحدة أعدت نفسها لهذا الخيار ضد إيران ولن تخسر المعركة، لأن خسارتها للمعركة ستكون كارثة على الولايات المتحدة ومستقبلها في المنطقة والعالم، ونحن نعتقد أنه في حالة لجوء الولايات المتحدة لهذا الخيار سوف تفقد بعض الدول التي ستشاركها في الحرب ضد إيران خوفا من الإنتقام الإيراني بأسلحة محرمة، وخصوصا الدول الحليفة الى واشنطن في المنطقة، وقد تجازف إيران بشكل إنتقامي في العراق ومن خلال الفتاوى الدينية لتطويق القواعد الأميركية والثكنات العسكرية الأميركية في بغداد ،وحينها سيتكرر مسلسل إحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين في عام 1979 ، وقد يكون الأمر نفسه ضد حكومة ومقرات الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، خصوصا وأن إيران بصدد إعادة مليون لاجىء أفغاني وأن جلّهم خضع لغسيل الأدمغة وبعد التدريب المكثف، وأن قسما منهم ستحتجز عائلاتهم في إيران كي يبقى الفرد منهم تحت المساومة من أجل دعم المشروع الإيراني هناك.

ولو نظرنا الى السيناريو فيعني أن لا حلول مرتقبة في العراق والمنطقة، بل أن هناك مضاعفات وإرباكات مرتقبة قد تزيد النار نارا والخراب خرابا، وأن الضحية الأولى هو الشعب العراقي ، أما الضحية الثانية فهي الشعوب العربية في المنطقة ومعها مدخرات وخزائن وثروات هذه الدول والتي يُفترض أن تكون ملكا للشعوب، ولكن هذا لم يحصل يوما من الأيام ،ولهذا لم يحصل مستقبلا مادامت الولايات المتحدة هناك، والتي تريد الهيمنة على المنطقة والدول والشعوب والثروات وعقول الأجيال هناك....

 لهذا فالعالم والمنطقة بحاجة لصوت العقل والعقلاء ،ولدعم المبادرات الدبلوماسية من أجل نزع فتيل الأزمات وأولها هو الإنسحاب الأميركي من العراق، ودعم الشعب العراقي كي يحرر نفسه من إيران وأذنابها في العراق ليعود العراق موحدا ثم يُحكم من قبل أبناءه الحقيقيين، ومن جميع الطوائف وليس من قبل المستعرقين والمستوطنين والعملاء والغزاة، ثم يتم الشروع برسم علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة والعالم، والعمل معا ضد الإرهاب والتطرف والغلو السياسي والفكري والديني.

كاتب ومحلل سياسي

مركز الشرق للبحوث والدراسات


في الإثنين 07 مايو 2007 06:17:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=1705