|
سألني أحد الزملاء من رفاق الدرب الشائك وقال :
- ما بال تلك القناديل السّاهرة في ساحتي الحرية والتغيير قد تحولت إلى ولهاً يطفئها ويضيئها أولئك المتسكعين في مستنقعات السياسة .. ؟؟
- ما بال ذلك المخلوع بغلاظة قلبه هوساً ، شبقاً بفوضى حقده الأعمى لا ينام ولا يهنئ إلا على وجع تشظينا
- ما بال تلك العيون المبثوثة ، الجائعة الأشداق تذر رماد الموت في زوايا مدننا المغتالة !..
- ما بال ثورتنا صارت قيتارة من الألم يعزف عليها الماَرونْ ألحان عهرهم الملطخ بكفر السياسة
- ما بال عصافير الكلام قد أنتفضت عن أعشاشها ( ... ثورتنا .. ثورة التغيير السلمية ) حتى صارت الغربان تنعق فوق أهداب الحُلم .. ؟ .
- ما بال ثورتنا كانت سؤالاً كبيراً نال الاحترام حتى أصبحت جواباً صغيراً على مائدة اللئام .. !
- ما بال مَسّلكنا الثوري قد تخثر حين سّكنتهُ فوضى الحسّاب والمحاسّبة ؟؟
صديقي .. المترفة روحهُ حباً وعشقاً بوطن أسمهُ ( اليمن ) .
تساؤلاته ؟ التي كانت صعبة جداً ومؤرقة حد الفناء والرهبة ...
إيماءاته " أثارت بداخلي حَمحَمات قلوب ثائرة ومكسورة تكدست في حقائبها طبقات من الخيبة والألم ...
إيحاءاته " أيقظت بين جدران الكلمات لهفة أرصفة الشوارع في كريتر وإب وتعز وصنعاء والمُكلا إلى أقدام شباب ، كهول ، أطفال ونساء كانت تدوسها كل يوم بلهفة وأمل ! قبل أن يتأرجح بهم الحُلم بين العجز والانتظار !! ..
بعيداً عن ضجيج الحسرة حاولت جاهداً أن أهدئ من روع صديقي الحائر .. ولكن ..
بتلك الدمعة الحزينة المرقرقة كان نزف الوجع الثائر بداخلي قد سبق بوادر الكلمات نحوه حين تدلت وبطريقة لا إرادية لترسم فوق تضاريس خدي وجه اليمن المضرج وهو يعاتب خجل التاريخ فينا وفي ثورتنا المسلوبة التي تبعثرت أجزائها :
- بين مبادرة خليجية مثلومة ومدسوسه وبين الشوق لحلم أقفلنا دونهُ الأبواب
- بين حكومة مكبلةً مغلوله وبين آلق شباب يشعل قنديل الانتظار تحت سقفها
- بين جنوب متقوقع نحو المجهول يتدحرج وبين طائفية شعبوية حركت عصبية المذهب
– بين من هو مننا الأول ومن هو التالي وبين من هو الأجدر منّا والأقدر
- بين مقابر أرهقتها المراسيم الجنائزية المهيبة وبين أزقة وحدائق كساها البارود لون القتامة
- بين قلوب ترقص رجفاً في بيوتٍ لم تنم وبين نفيث الدم لتلك الأشلاء المبعثرة على أعتاب الأبواب المفتوحة منها والموصدة نتيجة تفجير إرهابي مروع هناك وهناك ؟....
هكذا صار اليمن يستيقظ ويغفو .. بين الغيبوبة والصحو ينتحب دماً ، يغوص في القتل والإرهاب .
يا صديقي :
بأجسادنا المتمايلة على أنغام العشق الوطني سنظل سائرون في طريق الدرب الشائك وبأرواحنا المسكونة بوهج الموت سنقاوم متاهات الزمن الحاضر المخادع بينما أولئك المجرمين المتمنطقين بعهر السياسة جالسون يقهقهون أو ينددون ...... ؟؟؟؟؟
يا صديقي :
تعال إلى جانبي استقم وأعتدل سوياً سُنصلي ألف ركعة وركعة من أجل ثورة أردناها كألوان قُزح ثورة أمست في مآقينا بحر فأصبحت فوق خدودنا دمعة .
mmajrad96@yahoo.com
في الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2012 03:56:27 م