اليمن في قلوبنا وأيام الزمن الجميل
عارف الدوش
عارف الدوش

• اليمن في قلوبنا تتربع على عرش الوجدان والأفئدة هكذا هو لسان حال كل يمني محب لليمن وغيور عليها وحب الوطن من الإيمان كانت المدارس والأحزاب السياسية أيام الزمن الجميل محاضن تربية وطنية تصنع أجيالاً مشبعة بالروح الوطنية العالية وبحب الوطن في المدرسة والطريق من البيت الى المدرسة والعكس وفي اللقاءات والأعراس والأعياد والمناسبات وفي كل الملتقيات كان يتم غرس حب الوطن في صدور وقلوب الشباب من قبل الأجيال التي سبقتهم وكان للمدرسين في المدارس دور هام وكبير باعتبارهم القدوة لطلابهم أما اليوم فوا حسرتاه فقد تخلت التربية والتعليم ومدارسها ومدرسوها والأحزاب السياسية بألوانها وأطيافها المختلفة عن التربية الوطنية الثورية الوحدوية.. تخلت عن غرس قيم التعليم والعمل والإنتاج وقيم الوفاء والإخلاص وحب الوطن .. أين نحن من الأستاذ النعمان رائد التنوير والمدنية في اليمن ورفاقه ومن تبعهم من ثلاثينيات القرن الماضي؟

• والله زمان يا سلاحي .. وسلاحي على مر الزمن العلم والتعليم وحب الوطن يوم كان لطابور الصباح في المدارس وتحية العلم والأناشيد الوطنية والإذاعة المدرسية فعل السحر لدى الطلاب والطالبات ففي منتصف السبعينيات ونحن طلاب في المرحلة الإعدادية كان طابور الصباح في مدرسة الفلاح غليبة أعبوس يقدم لنا وجبة صباحية دسمة من حب الوطن والتغني بمنجزاته و لتحية العلم وأناشيد نصف العام ونهايته ( حيوا نصر الشعب لليمن السعيد .. إن صنعاء اليوم في عهد جديد .. وعشت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال) كانت لها هيبة ورهبة ومحبة ولازال صوت ملقن الأناشيد الوطنية في المدرسة الأستاذ المربي رشاد محمد عبد الله يرن في آذان الكثيرين منذ منتصف السبعينيات حتى اليوم.

• عندما نعود بالذاكرة الى أيام الزمن الجميل على حد تعبير زميل مهنة التعب اللذيذ “ الصحافة” الأستاذ عبد الحليم سيف الذي دائما يتحسر على أيام الزمن الجميل تتقافز الى الذاكرة وتتراقص في الوجدان ذكريات ومواقف أبرزها أننا ونحن طلاب في السبعينيات والثمانينيات كنا نحلم بيمن موحد كبير وكنا نهتف بالشعار الخالد (يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح) وكنا نتغنى بالوحدة اليمنية ونحلم بها ونناضل من أجلها لأننا رضعنا حليب الوحدة و(اليمن الديمقراطي الموحد) منذ نعومة أظافرنا نهلنا من أناشيد الثورة والوحدة وحب الوطن في مدارسنا وظل يسكننا الشوق والحنين الى (يمن ديمقراطي موحد كبير) الى أن تحقق حلمنا ومشروعنا الوطني الوحدوي في الـ22 من مايو90م ولا زالت حتى اليوم أبيات الشعر والأناشيد الوطنية التي تتغنى بالوحدة واليمن الواحد لها وقع السحر لدينا نحن الجيل الذي تفتحت مداركنا في السبعينيات والثمانينيات لأننا كابدنا ويلات التشطير وأوجاعه وفجائعه ولأن الوحدة اليمنية كانت حلمنا ومشروعنا الوطني الكبير.

• رعى الله أيام الأحزاب السياسية عندما كانت وطنية ثورية وحدوية كانت تعطي قضايا التربية الوطنية الثورية الوحدوية أولوية ومساحة واسعة في حلقات التثقيف الحزبي أما اليوم فأصبحت الأحزاب نفعية انتهازية ولا تثقيف حزبي لديها ولا هم يحزنون هناك تأليه ومدح لمن يدفع أكثر وغزت الأحزاب مصطلحات مثل “ الشطارة والفهلوه” بحيث أصبح أغلبية أعضاء الأحزاب” شطاراً وفهلويين “ومن يجيد اللعب كما يقال(بالبيضة والحجر) ويخرج بفائدة تنفعه وتنفع الأهل والأحباب والأقارب وأصحاب البلاد.

• رحم الله عبد الله باذيب ومقالاته في الطليعة والأمل و(فتاح) ونضالاته الوطنية ومحاضراته وإبداعه ورفاقهم اليمنيين شمالا وجنوباً ( مخلف صعيب لكن قليبي ما هنش.. الخ) وأطال الله في عمر الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي لحن وغنى مخلف صعيب وصنعاء الكروم يا موطن السبايا.. يا قلب أيلول محتوى وغاية ..عدن شطوط البحر نهود صبايا... الخ ) وأطال الله بعمر أيوب طارش لحن الوطن الشجي( والله لو ينصبوا شمسان ما بيننا أو جبل سامع ما يقدروا يفرقوا ولهان محبوب قلبه من الضالع أو يسرجوا الخيل بالفرسان تمتد من حيس الى يافع) ورحم الله الفضول الذي أبدع .. وحدتي .. وحدتي.. يا نشيداً رائعا يملأ نفسي.. أنت عهد عالق في كل ذمة.. عشت إيماني وحبي أمميا ... الخ ) ذلك جزء من نشيد الوحدة وحب اليمن سكن القلوب والأفئدة وسرى في العروق فأين نحن من جيل اليوم الشباب .. ترى من المسئول سيقولون الفقر والبطالة أبداً والله لا! لقد كنا فقراء أكثر منهم بكثير جداً لكن المدارس هي التي تخلت عن غرس حب الوطن في القلوب والأحزاب السياسية تركت أعضاءها نهباً للانتهازية والنفعية يلهثون وراء من يدفع أكثر وغاب المشروع الوطني الثوري الوحدوي الكبير.

• واليوم بعد أن غدر بالمشروع الثوري الوحدوي الكبير الوحدة اليمنية بحرب صيف 94م وتم تحجيم الثورة الشبابية السلمية نسمع ونقرأ لناس كانوا كباراً بالأمس يتحدثون عن وطن مجزأ عن وطن جنوبي وآخر شمالي عن هويات جهوية ومناطقية ونقرأ عن ناس كانوا كباراً بالأمس يتحدثون عن الطائفية والمناطقية والجهوية يخادعون الله وأنفسهم ويتهربون من مواجهة الخصم الحقيقي المتواجد في كل المناطق والجهات والطوائف مصاصي دماء الشعوب والثروات وناهبي الأراضي وأقوات الناس جميعاً الرافضين للقانون الراكلين بأقدامهم وعساكرهم ومليشياتهم هيبة الدولة وكل شيء جميل وهو ما يستدعي استنهاض الفكر والثقافة والتربية والتعليم لغرس مشروع وطني ثوري وحدوي كبير قوي ومؤثر وفعال تمتزج فيه الثقافة و الفكر بالفعل والإنجاز ليلتف حوله شباب اليوم ويرون من خلاله آمالهم وأحلامهم وأنها لن تتحقق إلأ بتحقيق ذلك المشروع .. مشروع يمجد الحق والعدل والمساواة والنظام والقانون ويحترم العلم والتخصص وحقوق الإنسان ويهتم بالكفاءات والمبدعين بعيداً عن التصنيف أياً كان حزبياً أو مناطقياً أو طائفياً أو سلالياً.. مشروع يرفض كل أشكال وأصناف وأنواع الولاءات المتعددة ويمجد الولاء لليمن الديمقراطي الموحد والعلم والعمل والإنتاج.. مشروع وطني ثوري وحدوي كبير يحارب فساد الإدارة وسيئاتها وفساد السياسة ونفعيتها وانتهازيتها.. مشروع وطني وحدوي يعيد للقيم والمبادئ ألقها ووهجها ليلتف حوله شباب اليوم ويرون من خلاله آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم.


في الأربعاء 03 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:49:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=17553