كُهولةُ التغيير و التحديات الفَتيّة
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان

قطف الرئيس المناضل(هادي) أول ثمار الثورة الشبابية بانتخابه رئيسا للجمهورية اليمنية وهو كهل قضّى معظم حياته السابقة في خدمة الوطن في الجانب العسكري إلى جانب تلقيه حظا من السياسة قبل أن يصبح طالبا غير مشارك في مدرسة(صالح) مابين الفترة 86 – 2011م ليُتوج رئيسا بعدها لليمن ويقود مركب التغيير بجهد سياسي متواضع لا يخلو من بعض الأخطاء إذ ما زال يسري في الثلث الأول من الليل الذي سرى فيه صالح ألا وهو ( تدليل بعض الخصوم ) خصوم الدولة الوليدة من رحم الثورة الشبابية من جهة وصناعة بعض التحالفات مع أولئك الخصوم من جهة أخرى وذلك لإحداث اكبر قدر من التوازن في المشهد السياسي دون الرجوع إلى فقه العضة والعبرة من الماضي والذي كان سببا في أوجاع الحاضر أضف إلى ذلك سياسة التمديدات الزمنية لشاغلي بعض المناصب بل قد يصل التمديد ذاته للمرحلة الانتقالية والرئيس نفسه بل والتلميح للتوافق عليه(هادي) مرة أخرى حسب ما أوردته بعض المصادر القريبة والبعيدة ومن الأخطاء أيضا مواصلة الرضوخ للإملاءات الخارجية وقد أدى هذا النهج الكهولي أيضا في تباطؤ اكتمال مرحلة التغيير وذلك بتدخلات المخلوع في عرقلة أداء حكومة الوفاق وفي تعنتاته واشتراطاته للدخول للحوار وآخرها تقديمه لأسماء من تلوثت أيديهم بدماء الثوار ..ولكن المستغرب إذا كان هادي لا يعلم بتلك الأسماء فتلك مصيبة وإن كان يعلم فالمصيبة أعظم....

وعلى خطى التغيير المعاصر يأتي الكهل الآخر (الأستاذ محمد سالم باسندوة) السياسي المخضرم والمناضل الجسور وصاحب المبادئ الشريفة ليحمل حِملا تَعجز قواه عن حمله وارثا يصعب عليه ان يحيط به خبرا فقد وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا.. ومع أن المنصب الذي أوكِل إليه كان حسب ما (أحطتُ به علما) كان تقدير ا لنضاله ولمواقفه الوطنية إلا أن المرحلة الراهنة أثبتت أنها ليست مرحلة تكريم بقدر ماهي مرحلة تحدٍ وتغيير جذري أكثر منه في الساق والأوراق.. ولان الأمانة في باسندوة لا ريب فيها إلا أن القوة في تناقص مستمر بفعل كهولة الرجل والسياسات المتبعة من جهة و(شبابية) التحديات من جهة أخرى وما أحوج المرحلة لرجل يتصف بصفتي موسى عليه السلام ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) ولقد استغل أعداء التغيير وعلى رأسهم بقايا المؤتمر الشعبي كهولة التغيير الحاصلة فساءت أخلاقهم السيئة أصلا ونالوا من المناضل باسندوة قدحا وإفكاً وآخر ذلك الرسم الكاريكاتوري المهين والذي ينم عن من رسمه ومن نشره على (اليمن اليوم ) الذي نال من رئيس الوزراء المناضل باسندوة في صورة تعبر عن انعدام للأخلاق وقلة في الدين

إن سياسة (تقليم الأظافر) للمفسدين بل وحتى خلع الظفر أيضا قد لا تُجدي نفعا فسينمو ظفرٌ بديلا عنه أشد واصلب في ظل هذه السياسة وما ظفر (دهشوش) عنا ببعيد بل هناك أظافر لم تُقلم بعد والتي أصبحت الآن مخالباً ( الحوثي أنموذجا ).. وإن كثرة الخدوش في جسد الدولة ليزيد من استنزافها لدمائها ومقدراتها وعند ذلك سيصعب على أي دواء إيقاف هذا النزيف.. وهل سيُصلح الحوار ما أفسد الدهر؟؟؟ أرجو ذلك

ليعلم الرجلين الفارسين الكهلين ( هادي وباسندوة ) أن كهولة التغيير قد أغرت من في قلوبهم مرض فنالوا منهما ومن تواضع سياستيهما وآن الأوان لأن (تَشِبّ) سياستيهما لتتكافأ مع فُتوة التحديات فيما تبقى من عمرهما الإنتقالي ما لم فليترجلا عن فرسيهما فقد أديا واجبهما بما أوتيا من جهد وقوة وأمانة وحكمة وقد استنزف الدهر بزمنه ووقائعه تلك الجهود وتلك القوة وعليهما أن يُسلما راية التغير مع بدء انتخابات 2014م لمن شكروا جهودهم وتضحياتهم في ثورة 11 فبراير (الشباب) وأن يخلدا للراحة ويُكملا خدمة الوطن من موقعهما عبر تقديم النصح والمشورة وهما أقدر على ذلك وإن لم يستطيعا فعليهما بــ (الدعاء) للوطن وذلك أضعف الإيمان.


في الأحد 03 فبراير-شباط 2013 04:06:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=19096