الرئيس وبن عُمر بين البيضْ و الحُمر
محمد السندي
محمد السندي

"يحث مجلس الأمن كافة الأطراف اليمنية على ضرورة حل خلافاتها عبر الحوار والمشاورات ورفض شتى أشكال العنف الرامية إلى تحقيق أهداف سياسية والإبتعاد عن الإستفزازات والتحريض والإلتزام الكامل بالقرارين 2014 للعام 2011م و2051 للعام 2012م.

ويعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء التقارير المشيرة إلى تدخل أشخاص داخل اليمن يمثلون النظام السابق، والمعارضة السابقة، وغيرهم ممن لم يلتزموا بالمبادئ التوجيهية للآلية التنفيذية للمرحلة الإنتقالية وتشمل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض وعليه.. يؤكد مجلس الأمن استعداده للنظر في إتخاذ تدابير إضافية تشمل تلك المدرجة في المادة 41[1] من ميثاق الأمم المتحدة، إذا أستمرت الأعمال التي تهدف إلى عرقلة جهود حكومة الوفاق الوطني والمرحلة الإنتقالية السياسية."

كان الله في عون الرئيس المشير عبدربه منصور ورئيس الحكومة التوافقي الأستاذ محمد سالم باسندوة فهما وبتكاتف كل أبناء اليمن الشرفاء وبجهود الشخصية العربية المرموقة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن السفير جمال بن عمر وبدعم الدول الصديقة والشقيقة يسابقون الزمن من اجل تحقيق الاستقرار في اليمن ولقد حققا وشباب الثورة الكثير خلال العام الذي مضى جنبت يمننا شر ما يجري من اقتتال ودمار في الشقيقة سورية ويواصلان الجهود لتنفيذ ما تبقى من أشهر قليلة من خلال تدشين مؤتمر الحوار الوطني وعلى الهواء ومواصلة هيكلة القوات المسلحة والأمن والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وتبرئة صحيفة الأيام العدنية مما نسب إليها والسماح للخروج بحرية في مسيرات سلمية ورفع أعلام دولة الجنوب والمطالبة بحقوق لم يكن مسموح بها سابقا وبغض الطرف عن ما يجري من إصرار البعض على فرض عصيان مدني وقطع طرقات وكهرباء وخدمات متدهورة ، وناس تبحث عن لقمة عيش شريفة لا يتحكم فيها ريال لا ابيض ولا احمر وأنظار كلها أمال ان يخرج مؤتمر الحوار الوطني بنتائج ملموسة تحقق له ولو قليلا من الاستقرار والرخاء.

رئيسا اليمن من مواليد الجنوب يسعيان ويعملان ما في وسعهما للوصول إلى تحقيق الأهداف المطلوبة التي يريد أن يراها شباب الثورة ولأنهما يريدان تحقيق دولة نظام وقانون تضع قوى الظلام والفاسدون والحاقدون العراقيل والشيطنة في طريقهما بل وتعمل على اصطياد السلبيات والأخطاء للتفريق بينهما.

زيارات الرئيس عبدربه منصور إلى الدول الصديقة والشقيقة حققت من النجاحات والإنجازات مالم يحققها أي رئيس سابق ولو كنا في دولة مستقرة لكان حالنا أفضل بكثير مما عانينا منه خلال الأعوام الطويلة الماضية ولقد اتسمت أيضا زيارته الأخيرة الى روسيا الاتحادية بنتائج ايجابية إذا ما استثمرت يمكن ان تحقق للشعبين الصديقين علاقات قوية ستعود لبلادنا بالفائدة الكبرى ، لكن كعادة زياراته السابقة ما تكاد تبدأ حتى تثار له مشكلة هنا او هناك فكانت محطته الأخيرة نزع فتيل ما لحق من توتر فيما بين أبناء تؤأمة عدن "الحديدة" وهكذا ما إن ينزع فتيلا حتى يشتعل أخر فلقد أثار الحُمر والبيضْ توترا أدى إلى سقوط ضحايا في عدن والجنوب دفعته الى قطع كل برامجه والتوجه لحلها وقريبا سنراه في مدينة أخرى أتوقع ان تكون الغالية العزيزة "تعز" أما ما يعانيه يوميا في العاصمة صنعاء فلقد لأحظ جميعنا ما جرى ويجري منذ حادثة السبعين وحتى افتتاح مؤتمر الحوار الوطني ومحاولات البعض تعكير سير أعمال المؤتمر من خلال نقاط النظام او بعض الأمور التنظيمية التي يمكن تجاوزها بدلا من إضاعة الوقت في تفاصيل تهدف إلى مجرد تضييع الوقت بل ووصل بالبعض إلى القيام بمحاولات اغتيال لبعض المندوبين بغرض عرقلة سير أعمال المؤتمر وما خفي كان أعظم .

اليوم الأقلية وباقتدار تقود البلاد لكنها تواجه تركة ثقيلة تتطلب من كل القوى الوطنية الخيرة التوحد والاصطفاف إلى جوارها لدعم جهودها ولإفشال كل من يحاول أن يعرقل مهمتها حتى يجري إصلاح حال الجيش المنقسم وتأسيس امن يخدم الوطن والشعب وإقامة قضاء عادل واقتصاد قوي وإدارة حديثة و خدمات يريد شعبنا أن يلمس بشائرها أهمها كهرباء تنور بيوت الغلابة ومياه نقية تروي العطشان وتعليم جيد ينهل منه الأبناء وتطبيب ممتاز تصح منه الأبدان وبيئة نظيفة يستنشق شعبها هواء نقيا باختصار كل شيء مطلوب تغييره او تصحيحه يعني وضع حجر الأساس "لدولة مدنية حديثة" .. وما تبقى من حكمهما إلى القليل ليأتي من بعدهما من هو قادر على استكمال المهمة .

كما أسلفت الرئيس عبدربه حط رحاله في الحديدة وقبلها في عدن ليس لأنها العاصمة الشتوية ولا للاحتفال او الهتاف لكنها وثبة مسؤول حرص ألا أن يقف شخصيا على ما جرى ويجري في عدن وفي الجنوب عموما من عنف وعدوان و مواجهات بين جماعات متشددة من الجنوبيين المواليين للحُمر و جماعات أخرى من المتشددين المواليين للبيضْ وفيما بينهما نصيباً ربما من المتشددين المنتميين للقاعدة.

الكثير من ساكني ومحبي عدن والجنوب أدانوا العنف والعدوان منهم الدكتور ياسين سعيد نعمان والمهندس خالد عبدالواحد والدكتور باصرة ولطفي شطارة والدكتور بن مبارك وليزا الحسني و جعفر باصالح وكثيرون كما اصدر ابن عدن واعد باذيب بيانا يوم 23فبراير 2013 قائلا :-

 "ندين كل القوة المفرطة والعودة لمربعات القتل والتنكيل لشعبنا بسبب مواقفه السياسية وروأه مهما اختلفت وتعددت .. فحرية التعبير مكفولة وعلى أجهزة الدولة كفالة ذلك وحمايته"

العميد النوبة وهو أول من قاد احتجاجات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين التي مثلت النواة الرئيسية لما يسمى اليوم بالحراك الجنوبي استنكر الانجرار نحو العنف قائلاً " إن هذا البيان يشكل خطورة على شعب الجنوب والحراك السلمي، ومن صاغ ذلك البيان يتحمل مسؤوليته, مؤكداً التزام الحراك بالنضال السلمي مع شعب الجنوب من أجل نيل استقلاله حتى ولو استمر هذا النضال السلمي مائة عام" يقصد العميد ناصر النوبة ما يسمى "بالحركة الشعبية لتحرير الجنوب" التي أعلنت أنها ستبدأ الكفاح المسلح ضد المعسكرات والمراكز الأمنية في المحافظات الجنوبية.

كل الرؤساء من أبناء الجنوب وفي مقدمتهم الرؤساء علي ناصر محمد وحيدر العطاس وعبدالله الأصنج وعبدالرحمن الجفري وسالم صالح ومحمد علي احمد وكثيرون سلاطين وشيوخ أدانوا كل أنواع العنف والقتل وأكد الغالبية على سلمية الحراك وعلى أهمية التسامح والتصالح بل والجميع يستنكر ويدين كل أنواع العنف والقوة المفرطة واللجؤ إلى السلاح خوفا او دعما لهذا او ذاك والرفض لمن يتمسك بشعار "إما ان تكون معي والا فأنت ضدي" كما كان ينادي به الرئيس السابق جورج بوش الذي رفض الشعب الأمريكي القبول به فاكتسح الرئيس أوباما الكل وللمرة الثانية ولأول مرة يعاد انتخاب رجلا من أصول افريقية لقيادة أعظم دولة في العالم وهذه قمة الديمقراطية.

لقد اتفق الجميع على ان العنف لا يولد إلا العنف وبسبب العنف سقط من جرأ هذه الأعمال الغير مسئولة أبرياء شهداء وجرحى وبممارستهم تلك جعلوا من عدن و المحافظات الجنوبية مناطق غير أمنة استدعت زيارة الرئيس الطارئة ليضيف الى ما يعانيه من عراقيل ملفا ساخنا أخر يتطلب منه ان يحسم أهمها وان عليه ان يضع النقاط فوق الحروف لمعالجتها والبدء في العمل وفق الأولويات الواردة في النقاط العشرين وخصوصا الحل العادل لمشاكل الناس وللأراضي المنهوبة ولحسم المسائل المتعلقة بالخدمات الضرورية لتفادي اية أزمات خصوصا الإنقطاعات المتكررة للكهرباء.

"الشيطنة" كلمة من عنوان بديع لمقال كتبه الأستاذ في القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف الذي حذر الحراك الجنوبي وعلى وجه الخصوص وبشكل غير مباشر فصيل البيض .. حذر من التحول من سلمية المطالب الى الكفاح المسلح ولصدق ما أقول أرجو العودة الى ذلك اللقاء التلفزيوني الحي الذي أجرته قناة سكاي نيوز وكان ابن عدن سمير الشيباني موفقا ومهذبا في طرحه فيما كان مستشار البيض يحي الشعيبي فجاً في طرحه رافضاً للحوار وللرأي الأخر ، وفي الوقت الذي يحاول الأستاذ محمد علي السقاف وهو من حمل رسالة البيض إلى لقاء دبي تغطية عيوبهم في تصريحاته ومواضيعه المتوازنة وأخرها الإشادة بتقرير السفير جمال بن عمر بالقول"ان مفردات جمال بن عمر الأخيرة متقدمة عن قراري 1994 لمجلس الأمن الدولي" يستمر البيض في أسلوبه وفي سياساته الرافضة للحوار.

يقول الرئيس علي ناصر محمد في قصته مع الحوار الأتي :-

 "حاولت استشراف الموقف الأسلم للوحدة قبل حرب 1994، وتحديداً أثناء الأزمة السياسية التي نشبت بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في عمان أي قبل الاقتتال والانفصال، وتحدثت عن الفيدرالية من إقليمين، ولقد دار حوار في هذا الصدد بيني وبين كل من الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات رحمه الله وأفسح مثواه ، وحوار آخر بيني وبين وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، ومع علي سالم البيض نائب الرئيس عندما التقيته في أبو ظبي في نيسان (أبريل) 1994 وقد رفض حينها الفكرة وقال نحن مع وحدة اندماجية وعاصمتها جبلة أو تعز. وطرحت نفس الفكرة مع علي عبدالله صالح في الدوحة بعد يوم من لقائي البيض وقد رفض (العليّان) هذه الفكرة، وقلت لهما أنكما تحضران للاقتتال والانفصال وكانت طبول الحرب تدق على أبواب المسؤولين في عدن وصنعاء ومئات الملايين بل البلايين من الدولارات تتدفق على الطرفين لإشعال فتيل الحرب التي دفع الشعب ثمنها، وكانت فترة استقطاب حاد فقد عرض كل طرف عليّ أعلى المناصب ورفضتها، وكنت أثير الموضوع مع أكثر من طرف ذي صلة بالشأن اليمني والأزمة التي استدعت الكثير من التدخلات الخارجية في حينه، بحثاً عن حل للمشكلة اليمنية وليس بحثاً عن مكاسب شخصية فقد جربت السلطة من محافظ إلى رئيس جمهورية."

الرئيس عبدالله الأصنج في موضوع نشر في التغيير في 10-1-2013 طالب :-

 "أن يحتكم الجميع إلى ضمائرهم ويتقوا الله في أنفسهم وشعبهم ووطنهم مؤكدا ان الرئيس عبدربه منصور بحاجة إلى دعم ومناصرة كافة المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها أبناء العاصمة عدن وحضرموت والجنوبيين في الخارج والأحرار من أبناء تعز واب وصنعاء ومأرب والبيضاء وصنعاء ".

أخيرا الكل يتفق على حرية الرأي والرأي الأخر وانه لا خلاف عند الاختلاف حتى ولو رفع البعض سقف المطالب , الخوف القاتل هو التلويح او التهديد او رفع شعار "الكفاح المسلح" او شعار "الوحدة او الموت" او الفتاوي التكفيرية التي تؤجج وتدفع إلى المواجهة التي لن تحقق لمدينتي عدن وللجنوب ولليمن عموما الأمن والأمن فلا سبيل ولا خيار إلا بالحوار لمن يريد الحل العادل للقضية الجنوبية حتى ولو كان احد شروط الحوار المطالبة بفك الارتباط.


في الخميس 11 إبريل-نيسان 2013 02:32:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=19937