عَلِّموني......
يحي الصباحي
يحي الصباحي

عَلِّمـــــوني...

كيف يغدو الكون أجمل ...إن غدا الفِكرُ مُكبَّل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أغدو مثل غيري لا أُبَالي إِنْ سَوادُ الليل أسبَّل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أنسى...وأنا في وطني فرحٌ مـــــــــــــؤجل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أغتالُ ظُنوني ...كي أرى القادم أجــــــــــــــــــمل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أبقى في حقولي...ونمائي في نواحيها تعـــطَّل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أسقي شوق نفسي... من غرامٍ في مآسينا تبَتـــل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أسمو لسمائي...إن ظلامُ الجهــــلِ أقــــــــــــــــبل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كَيف أُهدي اليوم نفسي الإستِكانة...وعُــــواءُ الظُلمِ جلجل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أصطنعُ الرخاء... وبلادي كُلُّ شَهمٍ مِن أراضيها مُرَحَّـــل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لا آسى على نفسي وأحزن...

ورقاب الشرفاء الأنقياء حصدتها الطائرات أو رصاص القانصات أو بألغام

الخيانة أوبِقذفٍ بالقنابل ؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف حاصرتم خُطانا بين أشداق الهزيمة؛

ليعيث الدخلاء في أراضيها فساداً بين مِقصلةٍ ومِنجَل؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف يغدو الزُوْرُ أفضل...؟!!!

كي أُجيد الرقص في كُلِّ البِقاع؛

وعلى شتى اللحون؛

وعلى كُلِّ الحبال؛

دون أن تُرهقني ضربةُ مِعوَل...من فقيرٍ يتألم...

عَلِّمـــــوني...

كيف أبقى في سُكوني ؟!!!

كيف أغدو مثل غيري؛ أكتسي ثوب الصمم؟!!!

كيف أغدو أبكماً لا أتكلم ؟!!!

كيف أُتقِنُ فن تحويل المآسي لكراسي؟!!!

كيف لا يغدو مِدادي قُنبلاتٍ تتكلم ؟!!!

وأنا أسمعُ فينا صرخة المظلوم تُهضَم...

عَلِّمـــــوني...

كيف لي أن أدَّعي هــــجر المشاعر...؟!!!

حينَ أفترشُ المآسي وعيوني تتأمل...

عَلِّمـــــوني...

كيف أدعو للتباهي وبني جلدتنا في شِقاقٍ ونفاقٍ وعويلُ الحِقدِ وَلـــوَل...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أسبحُ في مآسي الحاضر المُتخمِ بالآهات دون أن أرثي شموخاً قد تَبَدَّل...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لايغدو نحيبي في بلادي مثل زلزالٍ مُحَجَّل...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لا يصعقني صوتُ ضريرٍ في فراش الموتِ مُهمل...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لا أُلقي بقايا من دِمائي بين أشلاءِ المنايا حين صار القلبُ مُثقَل...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أقهر في شراييني براكين الغضب...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أغرق في دمائي وأنا أرقص مذبوحاً على عزف أنين المبعدين...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أُبحر في بحارٍ يشتكي فيها الأنين من أنين الميتين ؟!!!

و الثواكل أرسلت دمعاً حزيناً ؛من جِراحِ الضائعين...

عَلِّمـــــوني...

كيف أسقي لعيوني من أهازيج الترف؛

وعُيون المسجدِ الأقصى الحزين...نهرُ دمعٍ ما توقف؟!!!

وحُماةُ العِرض فينا بعيونٍ نائِماتٍ وعُقولٍ خانِعة ومُجونٍ وسَرَّف...

عَلِّمـــــوني...

كيف أرضى بالمهانة...؟!!!

وأنا في سوريا لا يساوي مقتلي في أُمتي الخرساء؛ نزع ريشاتِ حمامة...

عَلِّمـــــوني...

كيف أمتهن الخيانة؟!!!

دون أن أشكو لربي حسَّراتي ...

دونَ أن أخشى عذابي في جهنم...

دونَ أن أغدو حميماً فوق جُرحٍ يتكلم...

عَلِّمـــــوني...

كيف أنْعَــــم؟!!!

ودمي في بورما يُسفك فوق الطرقات؛ دون ذنبٍ أو سبب...

عَلِّمـــــوني...

كيف أنسى المجد فينا حين كُنَّا خير أُمَّة...؟!!!

عَلِّمـــــوني...كيف أضحك...؟!!!

وعلينا ضحكت كُلُّ الشعوب؛

وعلينا أقبلت كُلُّ الكُروب؛

حينَ قَابلنا سهام الغدر فينا بعِناقٍ ومودة...

عَلِّمـــــوني...

كيف أُعلِنُ كظم غيضي ...؟!!!

كيف أرسم فوق ثغري الإبتسامة...؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أُمسي بعد أَمسي...؟!!!

حين كان الأمس فينا أمسَ عِـــزٍّ وشَهامة...

عَلِّمـــــوني...

كيف يشكو من تجرع كل أنواع العذاب في سجون المُعتقل؟!!!

ولمن يشكو التجافي والمآسي والمهانة؟!!!

ومتى يُنصفه القاضي إذا كان فقيراً مُعدماً ليس يحوي في يديهِ غير أوراقٍ

الإدانةِ ؟!!!

ومتى سوف يُقر الشرعُ حُكماً من ضِباعٍ في نعامةٍ؟!!!

هل رأيتم ظالماً يُنصفُ يوماً من ظلم؟!!!

في زمانٍ أضحت الشكوى لغيرِ اللهِ حتّى بالتقاضي محضَ ذُلٍّ وندامة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لي أن يغمضَ جَفني وأنا أنظر قومي بين كيدٍ وانتقامٍ وخِصامٍ وملامة؟!!!

بدعاوى... حقِ تقريرِ المصيرِ ولأغراضِ التَآخي والسلامة...

عَلِّمـــــوني...

كيف يغدو الرقص والمغنى بأوطاني مقاساً للشهامة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف لاتغدو المهانة ثوب ذُلٍ ...

وعُلانَا والحضارات القديمة مُهمَلاتٍ في براميل القمامة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أسحق في في حنيني كُلَّ آياتِ الندم...؟!!!

كي أكون اليوم في منهاجكم رجُلاً هُماماً يعتلي قِمم الكرامة...

عَلِّمـــــوني...

كيف أغفو ...وبني قومي دماءٌ مستباحة...؟!!!

والذي شرب الدماء...ثُم عاثَ في الأرضِ فساداً ... قد منحناهُ الحصانة...

عَلِّمـــــوني...

كيف أعتصر المآسي... ثم أسقيها بنفسي...

نخب نصرٍ لذوي الألقاب أو لأرباب السوابق والزعاماتِ الجبانة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أصنع من نحيب الأمهات الآيسات المُثقلات...

مرتعاً خصباً لأعضاء العصابات المُطاعة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أرثي اليوم نفسي؟!!!

وأنا أنظر شاماً وعراقاً وربوع القُدسِ والأقصى دمارٌ وخرابٌ وشتاتٌ

وكُروبٌ كُلَّ ساعة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أنسى ندمي ...حين أذكر شُهدانا ودِمانا يوم مذبحَةِ الكرامة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أعزفُ لحن حُبي لبلادي؟!!!

وأنا نصف بلادي تحت حُكم العُملاء...

عَلِّمـــــوني...

كيف أزهو بالبقاء؟!!!

وأنا نِصف بلادي في الفناء...

عَلِّمـــــوني...

كيف لي أن أتغنى بالوفاء...

وأنا طعنةُ غدرٍ قد أتتني من أعزِ الأصدقاء؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف تأتينا النسائم... بعد أن بِِعنا القلاع؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف ننعم بالصفاء ...من أيادىٍ سُقيت كأس الخِداع؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أنسى أننَّا جِئنا لدنيانا لنغدو بُلَّهَاء؛

يتباهى النذلُ فينا ويُلامُ الأتقياء؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أبكي ...دون أن يُسمع صوتي وأنا أنظر حولي الفقر مُدقِع ؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أُتقِن فن تزييف الحقائِق والتواري خلف أسوار النتانة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف ألبستم زعيماً للعصابات نياشين الفخار وثيابَ الإستقامة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف مجدتم جواري الأمس فينا وجعلتم لخطاياهن فيكم قنواتٍ سافراتٍ وإذاعة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أزهو ومجاعات بلادي أصبحت أصلاً وليست محض وَهْمٍ وإشاعة؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف أغدو مثل بعض الدُخلاء من أتى يشريهِ باع؟!!!

عَلِّمـــــوني...

فأنا في حيرةٍ في الأمر فيكم ووحيدٌ ومهاجر... قابعٌ بين الدفاتِر؟!!!

عَلِّمـــــوني...

مالذي يعنيه في ديدنِكم ...حَقُ إقرار السلامةِ ؟!!!

هل بإقصاء الضمير؟!!!

أم بتحقير الفقير؟!!!

أم بتمزيقِ الوطن؟!!!

أم بترويجِ الفِتن؟!!!

أم بتزوير الحقائق؟!!!

أم بتعطيل الذمم؟!!!

أم بِترويعِ الصِغار؟!!!

أم بتشويه المصير؟!!!

أم بقتل الشرفاء؟!!!

أم بحربٍ ضِد أصحابِ المبادئِ والقيِّم؟!!!

أم بِتشريدٍ وتهجيرٍ وعِراكٍ ومِحن ؟!!!

حين ينحُر بعضنا بعضاً جِهاراً وعياناً بالعلَّن ...

أم بِنحرِ الثائرين...بعد تأدية المناسك...بفتاوى من عديمي الإستقامة ؟!!!

بعد تقبيل النعال إِثر تسليم الثمن...

عَلِّمـــــوني...

كيف أفخر بالعروبة؟!!!

وعدو الأمس أضحى لي صديقاً وفرشت الأرض ورداً ثم عانقت ضِباعه؟!!!

عَلِّمـــــوني...

كيف يغدو الغدُ أجمل والأيادي في الأيادي والسواعد بالسواعد؟!!!

وبني الأصفر فينا أتخمونا بالقواعد...

زرعوا فينا القواعد... ليُبيدوا القاعدة...

كي يحُلُ الأمن والإيمان دوماً في بلادي الراكدة...

أيها العُربُ الكرام ...قبلوا تِلكَ السواعد...

فبلاد العُربِ أضحت آمنة...

بعد أن أمست أساطيل النصارى واليهود الغادِرة في بلادي سائِدة...

رحم الله النصارى واليهود ...

نحنُ لولاهم (معاذ الله )

لغدونا بعد شهرٍ خدماً للقاعِدة...

قبلوا تلك السواعد ..

واعلنوا النصر المبين... فأساطيل العِدا...قد أبادت قاعِدة...

هللوا ياناس هيا...كبِّروا (الله أكبر)

يسقط المستعمرون

يسقط المتآمرون

مرحباً أهلاً وسهلاً بالأساطيل الشجاعة...

من أزاحوا عن بلادي فاجعات القاعدة

ولأن الغرب دوماً قد تَحلوا بِطباعِ الأوفياء

ولأن الحرص دوماً من سِماتِ الأقوياء

قد أتونا بمئاتٍ من قواعد... كي تنوب القاعدة

كي يعُم الأمن فينا في بلادي الرائدة

هلّلوا يا نَّاسُ هيا...كَبِروا (الله أكبر)

يسقط المستعمرون

يسقط المتآمرون


في الثلاثاء 21 مايو 2013 04:16:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=20495