نقطةُ النون..
د. محمد جميح
د. محمد جميح

يا ربِّ روحـــــــيَ حارت من تولُّهــِها     حتــى لقد أوشـــكت بالتيــــهِ تتحدُ

أضرَّها أنــها في العشـــــق هائمةٌ         وما بواديـــهِ غيرُ الطّيـــن يتـَّــقـِـد

تدورُ من ظـــمأٍ فيـــهِ إلى ظـــــمأٍ         ومن فــــلاةٍ لأخرى مـــا لـــها أمَد

ومن بقـــايا طــــلولٍ ليس تــعرفها          إلى بـــــقايا حـــروفٍ كلـَّـها بــَدَدُ

تُقــرِّبُ الكافَ من أسرار هــمزتهِ       ونـُـقــطةُ النون عند القـُربِ تبتعد

ترى الفراغَ مليئاً بالوجــــوهِ       ولكنَّ المقامَ فراغٌ ما به أحد

والجَمـْعُ من حولــِها من غير مفردهِ      فأيـــن تــدركُ فــرداً ما لــه عـــدَد

آهٍ لــــها لم يَرُقـْــها أنـَّـــها وجــدتْ           وراقـــها أنـــها تســــعى ولا تــجـِد

تريدُ لفظاً بلا حرفٍ تـــخــوضُ بهِ    خِضَـــمَّ مــعنىً تجــلى ما له جـَسَـد

معنىً هـــو المـــاءُ إلا أنـــهُ لهـــبٌ          يُــــــضــرِّمُ النـــارَ إلا أنــــه بــــرد

من لم يَــــرِدْهُ فـــــلا ينـــجو بساحلهِ         ولا ســـــلامــــةَ فــــيهِ لــلذي يَــــرِد

معنىً هو الـــبلدُ الموعــــودُ فـي لـُغةٍ     تـــغرَّبــتْ حـــيثُ لا أهــــلٌ ولا بـــلد

مـــعنىً هو الواحـــدُ المــلتفُّ في عددٍ من الحـــروف تســـاوتْ وهـــو مُنفرد

يا ربِّ هــــذا مُـقـــامُ الوجـــدِ والهـــةٌ     روحـــي بــهِ.. مــــددٌ يـــا سيـــدي مَدَد


في الإثنين 27 مايو 2013 04:45:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=20599