تعز والطاقات المهدرة والكوادر المهاجرة..!
خالد الصمدي
خالد الصمدي

تعز قلب اليمن كوادرها قادرة على بناء دولة حديثة في كل أجهزتها الإدارية والمهنية والاقتصادية والثقافية والعلمية لكن كوادرها تجدها إما مهاجرة خارج الوطن او مهجرة داخل الوطن بسبب الانتماءات الضيقة والإقصاء.

تعز شبابها طاقات مهدرة لو حصلوا على نصف الدعم الذي يحظى به شباب بعض الدول سيكون اليمن من أفضل دول المنطقة لكنهم على أرصفة الشوارع يعانون من البطالة او في الجامعات بين اليأس والأمل على مستقبل الوطن او خارج الوطن يخدمون في علمهم والمهن التي يجيدونها أوطان غير وطنهم.

تلك هي تعز تضيع أحلامها الوطنية في كل مرحلة تاريخية كلما حلموا في مشاريع وطنية عظيمة يتقزم حلمهم الى البحث على الأمن المفقود فقط وهذه هي سياسة أعداء تعز دائماً اشغلهم في صراع بعضهم ببعض ويشاركهم للأسف بعض الشخصيات الإدارية والإجتماعية والسياسية من أبنائها حتى تزاح من مشروع القيادة الوطنية لليمن وأحلام شبابها في دولة مدنية حديثة على الرغم من أنها دائماً صانعة الأحداث الوطنية والأكثر تضحية ولها الفضل على شمال الوطن وجنوبه في كل المراحل التاريخية الوطنية ويدرك هذا من لديه معرفة في التاريخ الوطني اليمني.

تعز تحضى في شريط ساحلي في منطقة ذباب وميناء المخا قادرة بكوادرها على أن تكون دبي او هونج كونج للشرق الأوسط وتحويلها الى منطقة صناعية إستثمارية يفتخر بها الوطن ودخلها يكون اعلى من ثروات النفط كمثل إمارة دبي اليوم التي لا تعتمد على النفط بل على الإقتصاد لذلك حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية وحققت أكبر قفزة بين جميع دول العالم في مجال التنافسية بين الدول هذا العام لتصل إلى المركز الثامن عالمياً وتحقق أيضاً المركز الرابع عالمياً في مجال الأداء الاقتصادي بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2013، الذي يعد أحد أهم التقارير العالمية التي تقيس مستوى تنافسية الدول ويصدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا.

لكن هل شكل رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او محافظ تعز لجنة خبراء إقتصاد وإدارة تنفذ هذا المشروع الوطني العملاق لم نجد إلا لجان ما زالت تدير الوطن بالعقلية التقليدية التي لم يعد التاريخ الذي نعيش فيه يتقبلها في وقت وصلت بعض الدولة كالإمارات العربية المتحدة نموذجاً عربياً وعالمياً جميلاً نفتخر به حققت نجاحات متميزة من الإنتقال من الحكومة الإلكترونية الى الحكومة الذكية عبر الهاتف المحمول تنجز معاملاتك الإدارية من خلاله واليمن مازالت تدير مكاتبها بالعقلية التقليدية والشخصيات التقليدية وغير قادرة على حماية أبراج الكهرباء وآبار النفط وهناك موظفين لديهم أمية تقنية او بما تسمى أمية الكمبيوتر فلا تستغرب أنت في اليمن أعلى جهاز رقابي وتشريعي في الدولة مجلس النواب شرط الترشح فيه أن تجيد القراءة والكتابة!!!

تعز التي تمتلك أغلب الكوادر الطبية اليمنية لم نجد فيها مستشفى حكومي حصل على سمعة عالمية وشهادة الجودة الطبية العالمية والغريب أن تلقى ابن تعز يغامر بحياته في طريق سمارة للذهاب الى صنعاء للعلاج وفي مدينته أفضل الكوادر الطبية التي لا تمتلك الأجهزة الحديثة في مستشفيات تليق في مكانتها العلمية !!!

مطار تعز الخارطة السكانية له تمثل ما يقارب مع تعز وما جاورها نصف سكان اليمن وهذا يعني أن المطار سيكون من أنشط المطارات في المنطقة إذا تم إنجاز المشروع الوطني لميناء المخا وتم إنشاء المشاريع الإقتصادية في المناطق الساحلية في تعز وصولاً الى منطقة البرح والكنب وهجدة والى المدينة ويتحول الى مطار للمستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب والسائحين القادمين الى محافظة تعز ومحافظة اب ومحافظة الحديدة ومحافظة لحج ومحافظة عدن ومحافظة الضالع لكن من سيأتي الى تعز !!! وأجنبي يختطف وآخر يقتل ومواطن يقتل وآخر يحرق .

تعز بحاجة الى مركز تدريب عالمي حكومي يقوم في تدريب الكوادر البشرية في كل المجالات الإدارية والمهنية الموظف اليمني خارج اليمن يحصل على أكثر من عشر الى ثمان دورات سنوياً لكن اسأل الموظفين في تعز لم يحصلوا على أي دورة تدريبية الا في جهات خاصة او حكومية تكون لبعض الموظفين لغياب الإمكانيات والتخطيط تجد أغلب الدوائر الحكومية لا يوجد فيها قسم التدريب والتطوير الإداري وإذا وجد بدون ميزانية وخطط تدريبية مزمنة.

تعز بحاجة الى لجنة خبراء محايدة تعمل على جذب الكوادر في الداخل والخارج من خلال تعيين الكفاءات الوطنية وليس عبر الوساطة والمحسوبية والإنتماءات الحزبية وتبادل مناصب ومسميات الفشل !!!

تعز بحاجة الى دور نشر وطباعة يدعم الكتاب والمثقفين والمفكرين بطباعة ونشر إبداعاتهم لليمن والعالم العربي والعالم في عدة لغات عالمية في تعز تجد من يجيد الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والألمانية والصينية والروسية وكثير من اللغات لتبادل المعرفة الثقافية بين الأمم والشعوب وإبراز التاريخ اليمني وحضارته وتراثه العظيم والسياحة فيه والإستفادة من تجارب الآخرين في الإدارة والإقتصاد .. إذاً تعز لكي تكون نموذج ثقافي وإداري وصناعي استراتيجي عليها في تحقيق.

جذب وتدريب الكوادر البشرية والتنمية الإقتصادية من خلال لجنة الخبراء وإنشاء المشاريع الإقتصادية العملاقة في المواقع الاستراتيجية تخليص الإدارة من العقلية التقليدية وتحويل الإدارة الى إدارة حديثة تقنية للمراقبة والأداء والتقييم وشرطة مجتمعية راقية في التعامل الإنساني ومدربة على الضبط القانوني منع السلاح على الجميع وعودة تعز الى الثقافة المدنية بدلاً عن ثقافة الكلاشنكوف الدخيلة عليها وإصلاح المحاكم إيجاد رقابة إلكترونية على الفساد وتوزيع الشباب حسب مواهبهم في المعاهد الفنية والجامعات ويكون هناك ربط بين المناهج التعليمية في الجامعات والمعاهد الفنية ومتطلبات سوق العمل .


في الإثنين 03 يونيو-حزيران 2013 04:29:53 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=20707