يمامة الوحي ( بين اليمن والحجاز )
محمد عبدالله الحريبي
محمد عبدالله الحريبي

لـن أكـتم الـعشق أهـوها و فـي الـعلنِ

إنّـا اخـتلطنا كـاختلاط الـماء فـي الـلّبن

أحــلام صـحـوي و تـفـكير الـنهى أمـلا

أيـاتُ بـوحي ورؤيـا الـوحي فـي الوسنِ

يـا عـذبة الـحرف فـي أرض الـحجاز بكم

يـصفو الـشعور و مـنكِ الـعطرُ يـعصرني

دمــتـم ودام لـنـا وصــل الـكـرام هــوى

هــذا الـفـؤاد لـكـم مــأوى مــن الإحـن

مـا استهوتِ العينَ في صدر الفضا صورُ

واسـتحوذ الـقلبَ نـشرُ الـخاطر اللسن

يـا غـاية الـحب يـا أحلى المنى هبطتْ

مـن مـهبط الـوحي يـجلو طـيبها دَرَنِـي

لــكِ الـمـواويل مــا غـنّـتْ بـها شـفتي

بـل سـطّر الحرفَ طيفٌ من رؤاك سني

كــلُّ الـبـحور الـتـي قـد خـضتها خُـبِرتْ

و بـحـر عّـيْـنيْكِ تـاهـتْ عـنـده سـفـني

مـا أعـظم الـحبّ فعلا في القلوب سلا

مـا أعـذب الـعشق جـرحا حـين آلـمني

قـالـت كـفـاك مــن الـكاساتِ خـاطرتي

أهواك ، لا فـقتُ مـن سـكري بـكم زمني

لا تـقـطعي الـوصـل زيـديني بـكم ألـما

مـــا وصــفـة الـهـجـرِ إلا طـعـنة الـلـدِّنِ

هــذا طـمـوحي و لــن أرضـى لـه بـدلا

أمـوت فـي الـعذب لا أنجو على الأسِنِ

حـمامة الأيـك فـي وادي الصّبا سحرتْ

يـمـامة الـوحـي فــي أمِّ الـقرى أذُنـي

يُـسَلْسِلُ الشِّعر في عْشقِ المها حلمٌ

ينساب في النفس كالشّلالِ في الفنَنِ

هـوّمتُ فـي القصد يا أختَ الهوى ولِهاً

وسـطّر الوحي في نشري لكم شجني

لا تـعـذلي الـصّـبَّ يــا أخـتاه لـي وطـنٌ

ضَـمَـمَتُ لـلنفس فـي أصقاعه مـدني

أرجـــو شــفـاه وآلأمـــي بــه سـكـنت

مـا انـفك فـي الـهول إذ يُرمى فيرزءني

أسـتـعذب الآه فــي عـشقي لـه وطنا

أفـديـه بـالـروح فــي كـفـي لــه كـفني

لا تـسأل الـخلّ مـا حـال الـورى و سلي

لــنـا الـسـمـاء تـــداوي عــلـة الــوَهـنِ

و اسـتخلص الـعقل عن كلّ الربا فكرا

تـغـيّرُ الـعُـرب مــن حــالٍ إلــى حَـسـنِ

و تـجـعـل الــديـن مـــن آدابـنـا وسـطـا

و يـدحـض الـحق فـكر الـسيف و الـوثن

و يــعــمـر الأرض بــاســم الله أدامــهــا

بـمـنطق الـعـقل لا بـالـسوط و الـمِـجن

هــبّ الـحـجاز جـعـلتَ الـنّفسَ نـاسكةً

أشـدو الــجـمـال بــأيــاتٍ تــجـدِّدُنـي

تـسـبـح الــروح هـامـتْ بـالـعلى هـدفـا

فــي مـعبد الـحب كـالأطيار فـي الـفنن

يــا عـذبـة الــروح هــذا حــرف خـاطـرنا

حـيّـاك بـالـفرض إّذ صـلّى و فـي سُـنَنِ

لا قـــدر الله فـــي حـــبّ ســمـا ألــمـا

و قــدر الله فــي عـذب الـلمى سـكني

فـي سِـدرةِ الـمنتهى روحـي تطوف هوا

يــا جـوهـر الـسـر تــوأقٌ إلـى الـــوطنِ


في الأربعاء 26 يونيو-حزيران 2013 04:14:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=21078