الى شوقي هائل :ما الذي يجري في تعز؟
فهد سلطان
فهد سلطان

خيبة الظن تبرز بصورة واضحة كلما تحدثت مع الغالبية العظمى من سكان والمنتمين الى محافظة تعز , الجميع هناك سيقول لك تفاءل الناس بخير عندما وصل شوقي هائل الى رئاسة السلطة المحلية , وهذا التفائل لسمعة اسرة هائل سعيد أنعم بشكل خاص, لكن سرعان ما خاب الظن وتحول شوقي من حلم في التغير الى كابوس جاثم على تعز إذا ذكر الانفلات والعبث والفوضى كان شوقي هائل حاضراً بقوة.

 اليوم بعد عام ونصف العام وتعز تغرق في الوحل, انفلات أمني غير مسبوق, بل لم يحصل في أسوأ أيام المخلوع علي صالح, عصابات مسلحة متواجدة في أغلب شوارع تعز الآن, القتل والسلب والنهب والتقطع.. أخبار يومية ملازمة لتعز, غياب كامل للجهات الامنية عن ما يحدث , حتى قال القائل – تعز - حولها المخلوع من مدينة الثقافة الى قرية كبيرة تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية, وحولها شوقي هائل الى مقلب نفايات كبير. 

يحيط بشوقي هائل حزمة من المنافقين والمنتفعين أنتقاهم بعناية وقاموا بدورهم على أكمل وجه, بعضاً منهم كانت له بصمات سوداء طوال الفترة الماضية مع النظام السابق تعرفهم بسيمهم وأحاديثهم اليوم, فقد تحولوا في ليلة وضحاها الى قادة التغير وحماة في رعاية مصالح الناس, يتحدثون عن منجزات قام بها شوقي خلال الفترة الماضية تشبه الى حد كبير تلك السخافات التي تتحدث عن المنجزات العملاقة التي قام بها المخلوع من قبله علي صالح خلال الثلاثين السنة الماضية من حكمه المشؤوم كجزء من الاستخفاف بعقول الناس واستفزازهم بصورة واضحة.

في قاموس شوقي هائل قدرة كبيرة في مواجه الانتقادات والفشل الذي مني به , سيل من التبريرات والاتهامات للأخرين بأنهم السبب وراء ما يحصل في تعز, لقد كان يسير بتعز لتصبح طوكيوا الثانية لولا أنه يواجه حملة منظمة تعمل على إفشاله في أداء مهمته, وعند الاقتراب أكثر في تفكيك هذه الجملة ستجد أن تغطية الفشل والقصور وغياب الرؤيا والاهتمام بالجزئيات والتفاهات ورعاية الانفلات بإشراف مباشرة من قبله هي المنجزات التي قدمها هذا الشخص طول الفترة الماضية..

تبدوا قضية الحرب المشتعلة بين منطقتي المرزوح وقراضة وسقوط 11 قتيل وأكثر حتى الآن والعدد مرشح للمزيد بالإضافة الى 53 مصاب وتخريب مشاريع مياه الشرب ومزارع المواطنين بملايين الريالات وهدم مساكن وتشريد وتهجير قرى بالكامل لفترة ثمانية اشهر شاهد حقيقي ليس على فشل شوقي هائل في إدارة محافظة تعز, ولكن على حجم التواطؤ والمشاركة الفعلية في إثارة الحرب والنعرات ورعاية الانفلات الأمني بصورة لم تعد تخطئها العين لمن تأمل جيداً ما الذي يجري في تعز بشكل عام وصبر بشكل خاص ..!!

في بداية اشتعال الحرب بين الطرفين – المرزوح وقراضة - وقبل سقوط أي قتيل طلب من السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ شوقي هائل التدخل السريع لحل القضية قبل استفحالها, وتم استداء عشرة من كل منطقة الى سجن الاحتياط وعندما عجز المحافظ الموقر وكل أجهزة السلطة المحلية التابعة له في المحافظة وفي مديرية صبر من إيصال باقي المطلوبين من أحد الأطراف للوصول والامتثال اسوة بقرنائهم من الطرف الثاني..

 يقوم المحافظ بعمل مسرحية هزيلة من خلال عمل هدنة بين الطرفين لم يوقع عليها أي طرف من الخصوم وعلى ضوئها تم اخراج مشايخ الطرفين من السجن, وبمجرد وصولهم الى منازلهم عادت الحرب وسقط قتلى وجرحى, وكأنها إشارة البدء, ولا زالت الحرب مشتعلة حتى اليوم.

لقد تأكد للجميع أن المحافظ في تعامله مع هذه القضية الخطيرة, أنه يدعوا بصورة واضحة ومباشرة للحرب ويدعوا الى الاقتتال بين المواطنين, كما أن الانفلات الأمني لم يكن بسبب أطراف خارجية تسعى لإفشال المحافظ وزعزعة الأمن في تعز وإنما بتوجيه وإشراف المحافظ شوقي وبشكل مباشر.!!

في صبر توالى سقوط القتلى والجرحى من الطرفين, وشردت قرى بكاملها الى ثعبات ومنطقة الديم والعروس والجحملية وصالة والمدينة نفسها كما حصل لقرية المرزوح وأغلقت المساجد والمدارس أمام الطلاب ولم يدخل طالب واحد الى مدرسة أويس اليماني ومدرسة علي محمد لعدد 1700 طالب وطالبة للعام المنصرم, وزادت الضغوط على المحافظ بالتدخل وعمل حد لما يجري في صبر ..

فظهر الحديث في وسائل الإعلام التابعة لشوقي عن حملة أمنية تشمل محافظة تعز بالكامل كجزء من الخطة الأمنية لاستتباب الآمن والسيطرة على ما يجري, وكان لصبر جزء من هذه الحلمة, حيث تم إرسال حملة أمنية الى منطقة - قراضة والمرزوح – والتي استبشر بها الناس كثيراً وأنها سوف تكون بداية لإيقاف هذه الفوضى وهذه الحرب التي يتوسع مداها كل يوم , وبمجرد أن وصلت الحملة الى المنطقة تم منعها من الوصول الى المكان المقرر لها من قبل أحد الأطراف الذي سبق أن رفض الامتثال للدولة من خلال إيصال باقي المطلوبين قبل سريان موضوع الهدنة.

 بقيت الحملة على أعتاب القرية الممتنعة ثلاثة أيام , ولسان حال المحافظ عملت الذي عليا, ويبدوا أن هناك أطراف وجهات تسعى لإفشال الحملة الأمنية, وعات الحملة بسلام الى ثكناتها وكفى الله الحملة شر النقطة الأمنية التي نصبها المسلحين ومنعت حملة عسكرية بكل عتادها من الدخول والوصول الى مكان الخلاف حسب الخطة المعدة من قبل رئيس السلطة المحلية في تعز الاستاذ شوقي هائل.

فكانت هذه هي إشارة البدء الثانية.. لاشتعال الحرب بصورة أكثر وحشية من سابقاتها, وبدأت الحرب بزخم جديد وزادت اشتعالاً بظهور أسلحة نوعية وجديدة في الاستخدام بعد أن تأكد للجميع أن السلطة المحلية عاجزة عن وقف الحرب, ليس ذلك فحسب بل ومتواطئة فيما يحدث, وتوالى بعد ذلك سقوط القتلى والجرحى, وفهم الجميع رسالة المحافظ خذو راحتكم يا أهل صبر لن يصل إليكم جندي واحد بعد اليوم – وفعلاً - لم يصل بحمد الله جندي الى مكان الخلاف رغم المناشدات المتكررة التي لا تتوقف المطالبة بإيقاف الحرب وتأمين الناس وعمل حل جذري للقضية .

من يعرف تعز ويعرف منطقة – الدمغة- الحي السكني الراقي الذي يتواجد فيه كبار التجار والمسؤولين في الدولة وهو المكان الذي يتواجد فيه المحافظ وكل اسرة هائل سعيد تقريباً وكثير من المسؤولين الكبار في الدولة وتمر طريق المنطقتين المتحاربتين من أمام منزل شوقي هائل, كونه لا يبعد سوى 500 الى 800 متر تقريباً من مكان الخلاف والنزاع, ولذلك فهو يسمع كل طلقات الرصاص والتفجيرات سواء أصوات القنابل أو الاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة, ويمر الجرحى والقتلى من الطرفين من أمام منزل شوقي هائل كل يوم, ومع ذلك فترة ثمانية اشهر لم يتحرك للمحافظ ساكنا, وكما يقال أذن من عجين وأخرى من طين , واكتفى عبد الجبار هائل سعيد الساكن في نفس المنطقة بالاتصال لمرة واحدة لكل الأطراف بقولة اصوات الرصاص نسمعها الى مساكننا وكأنه يقول , أزعجتمونا بهذه الحرب ومنعتنا من النوم فقط.

هنا يحق لنا أن نتساءل بكل براءة السؤال ما الذي يجري في صبر ؟ وما الذي قامت به السلطة المحلية منذ ثمانية اشهر تجاه الحرب الحقيقية في منطقة - قراضة والمرزوح - وهل 11 قتيل 53 مصاب من النساء والأطفال والشيوخ والشباب وتشريد قرى بالكامل وتخريب مزارع وهدم مساكن ليس كافي كي تتحرك السلطة المحلية للقيام بواجبها.!

من هي الأطراف المعرقلة لحل مشكلة الحرب في صبر؟ ومن هي الأطراف التي تمول هذه الحرب بعد أن تأكد لنا أن هناك جهات كبيرة في الدولة وضباط لهم صلة مباشرة في تمويل الحرب في صبر.

هل السلطة المحلية عاجزة عن إلزام الطرف المتعنت والممتنع من حل القضية, ولماذا كنت محافظ أصلاً وما هي مهمتك إذا كانت هذه الدماء والاشلاء لم تحرك فيك الضمير الإنساني والعمل والوطني والواجب الأخلاقي تجاه ما يحدث من نزيف يومي لدماء أبرياء من الطرفين, لماذا لم يخرج عبد الجبار هائل سعيد بتقرير الى الرأي العام حول الزيارة التي قام بها الى المنطقة كوسيط واكتفى الجميع بالصمت , لماذا لا يتم الاستعانة بوزارة الداخلية ولماذا لا يطرح الأمر على زارة الدفاع وعلى رئيس الجمهورية ولماذا هذا الصمت تجاه ما يحصل في صبر, ولماذا لا تكون جاداً في تقديم استقالتك من هذا المنصب الذي تعمده كل يوم بأرواح الأبرياء في تعز . 


في الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2013 11:22:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=21674