نصيحة واجبة للرئيس هادي في مواجهة المؤامرة ورفض المحاصصة !
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

(صعد عبده بشر -الذي استقال من حزب المؤتمر الشعبي العام قبل عامين- إلى المنصة في بداية الجلسة، وبدأ بقراءة رزمة من الأوراق اختتمها بالقول «بصفتي نائباً في المجلس عن الدائرة (220) فإني أتهم رسمياً الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني، بالخيانة العظمى، وأدعو المجلس لاتخاذ الإجراءات».) .

هي دعوة صريحة ولابد منها لشرفاء الوطن وأحراره ومواطنيه كافة للاستيقاظ والصحوة من سبات عميق وقديم طال كثيرا والحق بالوطن أضرار كبيرة وجسيمة بسبب من إهمال أبنائه الأبرار وخمول أبطاله الأفذاذ اللذين تجاهلوا تاريخهم الوطني المشرف وتلك المواقف الخالدة والأحداث العظيمة التي أجترحوها من أجل الحرية والانعتاق من الظلم والظلام وسطروها بأحرف من بهاء ونور في أنصع صفحات التاريخ اليمني المعاصر ثم استسلموا للنوم والراحة واستكانوا للظلم والاضطهاد وهادنوا المتسلطين على الرقاب وتقربوا من الحاكمين الطغاة وتناسوا واجبهم نحوا وطن وشعب يتوق للحرية والكرامة والازدهار ركن اليهم وأعتمد عليهم في الماضي والحاضر وما أنفك يلوذ بهم من فساد واضطهاد أستشرى في البلاد كثيرا وأصاب العباد طويلا .

شعب مازال في حاجة ماسة لجهودهم الطيبة والمخلصة في تحملهم للمسؤوليات وأدائهم للأمانات لما عرف عنهم من ولائهم للثورة والوطن والوحدة ومآثر وبطولات وتضحيات عظيمة اجترحوها في هذا المسار الوطني النضالي الكفاحي، وسقط منهم على محراب الحرية والانعتاق والسيادة الوطنية والدفاع عن الوحدة آلاف الشهداء الأبرار الأبطال .

في حين أن لعنة الشعب والوطن ستحل دون شك على اولئك المتزلفين والمتآمرين وتصيبهم في مقتل وهم المنافقين والشياطين الخرص من سكتوا عن الحق طوال 33 عاما في عهد الحكم الاسري الفاشي البائد وتغاضوا عن الظلم والطغيان عقود طويلة وصمتوا دهرا لينطقوا كفرا بعد ان تزلفوا للحاكم المستبد طوال أحدى عشر عاما تحت قبة البرلمان بينما نجد أن الزعيم عفاش وحزب المؤتمر قد نفضوا ايديهم عنهم فلا هم طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن وسيظلون حيث هم في المكان الذي يليق بهم ..وهم المرجفين والمترددين والمنهزمين والمتنقلين في المواضع والمواقع لهم الخزي والعار الكبير تجار الأوطان والأديان والمواقف .

بينما نجد ذلك النائب الناطق لئما بعد 33 عاما من الصمت المهادن ها هو اليوم يعود من حالة التشرد والتوهان في عالم الترقب والخذلان ويتوقف عن الهروب والزوغان وعوضا عن تكفيره عن الذنوب السابقة تجده يكشف عن ساقيه الضامرتين في يبوسة مزمنة كحطب وضعت تحت قدر للطبخ ثم ينتفض في وجه الوطن وينقض مهرولا إلى الغنائم والمغانم المحرمة متجاوزا المسافات وملغيا لحقائق الأحداث وقيم الزمان وضوابط المكان في سبيل الوصول اليها مبكرا ليتزايد عنده الانتفاخ الفاسد فتصيبنا رياحه الخبيثة لتنال من وجودنا وتصيب شموخنا .. ثم يصول ويجول في الميدان لينتج عنه ذلك الاتهام المتطاول والجائر والباطل ولا شيء يذكر غير ذلك سوى السقوط المدوي والمخزي في مستنقع العمالة والعداء للوطن وأهله .

نعم هو ذلك الأرعن الذي صمت دهرا ثم نطق فسقا وفجورا في تطاوله الأهوج على أشرف ابناء الوطن وأكثرهم نزاهة ووفاءً ليتهمه بالتآمر والخيانة ! بينما هو سيد العارفين وخير الفاهمين من هو ذلك المجرم الجاني الذي يستحق منه ومنا ذلك الاتهام بل والمطالبة بحكم بالإعدام .

نعم ذلك النائب المنافق وزمرته الخبيثة هم من يعلموا جيدا ما فعلوا أولئك الطغاة المجرمين بنا وبالوطن وهم ايضا يعرفوا تمام المعرفة ما أصاب اليمن واليمنيين من سوء بالغ وضرر شامل نتيجة ظلم وفساد اسيادهم الطامعين ولكنه الذل المحيط بهم الذي تمكن منهم على مدى اعوام طويلة فأصبحوا مجرد عبيد ورهائن خاضعين لهم وفي قبضة اسيادهم الماكرين وكأنهم قطيع ثيران مسيرة إلى حضيرتهم البائسة يرتعدون خوفا منهم حتى في قبورهم ولا يملكون منه فكاك ولا سبيل للانعتاق .. فلا نامت أعين الجبناء .

و يا هؤلاء أنتتم لستم أحرارا كما تدعون بل أنتم عبيد لمصالحكم الأنانية وخاضعون للتبعية والمال ومن يدفع أكثر, أنتم مجرد تابعون مجبرون لا تمتلكون من أمركم شيئا .. وأنتم قوم مسيرون ولستم مخيرون .

ثم يأتي (النائب ذاته) بعد كل تلك الافعال المخزية والمواقف المشينة ليدعي انه وحده من الثوار والاحرار وما دونه مجرد خونة واوباش ! .

ماذا أصاب ذلك النائب الغلبان وكيف تنفلت عنده الأمور إلى هذا الحد ؟ والأغرب والأمر أن نجده بعد مرور بعض الوقت وفي لحظة اضطراب من تمجيد الذات النرجسية يقوم باتهام الأخرين بذات الاتهام الموجه له وكأنه يعمل بفحوى المثل القائل.. (رمتني بدائها وانسلت طبيب يداوي الناس وهو عليل !) .

نعم تابعت تصريحات النائب المتزلف اياه خلال الفترة الماضية فكنت أتعجب ايما تعجب من تناقضه مع نفسه وانكاره للواقع وتزييفه للوقائع ! فالرجل يبدوا انه يعاني من أزمة خاصة أم أنه يطمح لشيء غير مشروع ! وكنت الاحظ توقه الشديد للتقرب من الزعيم عفاش وحرصه الكبير لعودة المياه إلى مجاريها في علاقته به ولذلك كان يتلون في أحاديثه ومواقفه كالحرباء ..حاولت حينها ان أجد له بعض العذر ولكن أن يصل به نفاقه وتزلفه إلى الحد الذي يتهم فيه الرئيس هادي بالخيانة العظمى فذلك ما لا يمكن قبوله مطلقا والسكوت عنه بل لم أكن أتوقعه أبدا من شخص أدعى أنه ثائر ومناضل على الدوام !

لقد ذهب النائب المتزلف بعيدا في إساءته لنفسه , نعم هو من أساء لنفسه في قبوله أن يتربص بالوطن ويعرضه للمخاطر ويكيد لولي الأمر ويغدر به في أبخس ثمن ! .. (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) .

نعم ايها النائب المخدوع والمخادع هو اتهام لا يقوله عاقل , هو اتهام لا يأتي من عضو برلمان متمرس يتقدم الصفوف ويعرف ظواهر الامور كما يعرف خوافيها ويعرف من هو الذي مازال ممسك بأجهزة الدولة العميقة ويحكم فعليا ومن يقوم بالتخريب وعرقلة الجهود الطيبة للعهد الجديد وتشويه عطائه الوافر وإفساد البلاد والعباد .

وأن أراد النائب الزائف توجيه مثل ذلك الاتهام الجائر عن حق وحقيقة فهو أعلم الناس كيف ولمن يجب أن يوجه ذلك الاتهام ؟ ومن هو الجاني الفعلي الذي أستولى على قوت الشعب وصادر حريته وأضاع مستقبله ونهب ثروته ومن هو الخائن الحقيقي للشعب والوطن ؟.

نعم ايها النائب الخائب لو أردت أن تعرف الحقيقة بصدق لهداك الله إلى حكمته .. لو أردت عن صدق وجدية توجيه مثل هذا الاتهام فعليك توجيهه أولا لمن أفسدكم كثيرا لأجل أغراض خاصة ومآرب خبيثة ولعقود طويلة عديدة .. نعم وجه ذلك الاتهام لسيدك عفاش فهوا من يستحق منك مثل هذا الاتهام وهو الجدير به عن تفرد وتميز واستحقاق , نعم فهو وأسرته من أكل الاخضر واليابس في اليمن ولم يبقي فيها من شيء للشعب عدى القليل لاتباعه الخاضعين من الجبناء والمنافقين ولذر الرماد في العيون .

أسف على الرجال الذين لا ينهضوا بالمسؤوليات الجسام , أسف على النواب الذين يتزلفون ويفرطوا بالأمانات ويساوموا على مصالح الشعوب ولا يصونوا الاوطان , أسف على زلة لسان تنكرت للحاضر وشهدت لسلطان جائر ثم اغتالت المستقبل عندما أتهمت قائد وفي وصادق .

 كما انني على ثقة مطلقة أن الراعي هو الذئب الماكر وهو المكلف من الزعيم عفاش بتنفيذ ذلك السيناريو الغادر المرسوم بمكر ودهاء مخادع وانك ايها النائب الضال لست سوى أداة مرنة وطيعة للتنفيذ في جريمة بهذا القدر الخسيس والوضيع .

 نعم ايها النائب الخاسر فالراعي المراوغ هو من كان وراء اغوائك وتحريضك , ودافعك في ذلك فقدان الأمل في وهم كاذب لمنصب ضائع كما أتضح لكم بعد اللقاء الأخير للرئيس هادي بالراعي وقادة الاحزاب السياسية الفاعلة واتفاقهم على تسمية المقعد الشاغر في نيابة رئاسة المجلس لعضو من كتلة الاشتراكي ومنح الأمانة العامة للمجلس لحزب الإصلاح فالأمين الحالي صوفان بالنسبة للراعي هو وسيلته الأولى للغش والاحتيال ولنهب أموال البرلمان وهو أهم عنده من أي اعتبار أخر يمثله النواب بشر وحمير والشدادي بل وأعضاء المجلس كافة .. وفي دهاء خبيث من الراعي أعتقد فيه انه بالتخلص من هادي سيصل هو إلى سدة الحكم وكرسي الرئاسة بحكم ما تنص عليه مواد الدستور الحالي وتناسى أنه معطل بإحكام المبادرة الخليجية واليتها المزمنة ! وهيهات للراعي أن يتمكن من تحقيق حلمه الآثم الأبعد عن الواقع وتنال منا مآربه الخبيثة .

يا أيها النائب المتزلف القضية ليست من ينتصر هل هو هادي أم صالح أم هو حمير أم الراعي ؟ أو الابقاء على الاقتسام المدمر لمصالح الوطن وتلك المحاصصة المجحفة لحقوق المواطن والكوادر في منصب لهم ومنصب لكم ؟ بل هي قضية وطن على مشارف الهاوية والانفجار بسبب من انانية عفاش وزمرته الخبيثة الرافضة للتغيير والاستقرار الذي يحقق الأمن والازدهار .

ولمن لا يعلم فالمعزول عفاش هو من باع اليمن بثمن بخس لامريكا الصديقة والسعودية الشقيقة وسمح بانتهاك السيادة والكرامة واستقدم الطائرات بدون طيار كما استقدم الافغان العرب من كل حدب وصوب تحت ستار الكذب والتضليل وفي ظل ما يضمره من نوايا مبيته لأهداف خبيثة وأحقاد دفينة واستخدم القاعدة الارهابية وغيرها في أغراض خاصة ومزدوجة , ونهب الثروات في باطن الارض وظاهرها .. وسنفتح عما قريب ملف عفاش في نهب الثروات السطحية والجوفية (ذهب ونفط وغاز) والتفريط بالأرض اليمنية للجارة السعودية وفساده في الجيش والامن واراضي وعقارات الدولة .

ولتعلموا يامن غركم الشيطان واتبعتموه في ضلال مبين انكم لن تكسبوا باتهامكم لهادي ود وثقة عفاش فهو لن يرضى عنكم بعد أن خذلتموه حين نفذتم بجلودكم وتركتم السفينة الغارقة وتركتموه لوحده في مواجهة العواصف العاتية والامواج العالية لثورة 11فبراير فلا تتعبوا نفسكم واريحوا واستريحوا أثابكم الله .

أخيرا : فأنه من الضروري والهام أن يتخذ الرئيس هادي القرارات الشجاعة والفاصلة ضد السياسة الفاشلة في التقاسم والمحاصصة التي أثبتت فشلها في السابق بعد قيام دولة الوحدة اليمنية وفي المرحلة الانتقالية الراهنة , والتي تحاول فرضها مجددا والاستمرار فيها بعض الأطراف والاحزاب النافذة فذلك توجه هدام وسياسة مدمرة تلحق بالوطن والشعب أكبر الخسائر والأضرار وتتماهى مع الفساد وتمهد للانفصال ,كما لا يجب السكوت عن ما حدث من استهتار وتأمر بدر من الراعي الذئب الغادر والنائب الحرباء المتزلف ويجب أن لا يمر ما حدث في مجلس النواب دون عقاب وحساب واتخاذ الاجراءات الرادعة وهناك أدلة عديدة وبراهين كثيرة تثبت ان هناك توجه لدى بعض الجهات لإفشال المرحلة الانتقالية والانقلاب على الرئيس هادي وأن ما صار مؤخرا في مجلس النواب هو جزء هام من تلك المؤامرة الخبيثة .

ومن المهم هنا أن لا نتوقف عن دعم الرئيس هادي وأن لا نسمح بأن تتحول القضايا الوطنية الكبرى لمجرد مماحكات حزبية وفرقعات اعلامية أو تصويرها على أنها تباينات بسيطة وخلافات شخصية , والأهم أن يقف أعضاء مجلس النواب متحدين مع المصلحة الوطنية العليا للوطن التي يمثلها في هذه المرحلة الحرجة الرئيس هادي والسلطة الشرعية القائمة لأهمية وخطورة المرحلة الانتقالية الراهنة والمنعطف الخطير الذي يمر به الوطن حاليا كما يجب أن لا يتراجع اعضاء مجلس النواب والقوى الفاعلة والخيرة في المجتمع في وقوفهم ودعمهم لهادي الرئيس التوافقي لليمن ويجب أن لا نضعه في مواجهة هؤلاء المرضى المتربصين بالشعب والوطن كما فعلنا في الماضي مع بعض الرؤساء السابقين وعلى اليمنيين اليوم الاستفادة من تاريخهم القريب والبعيد وأن لا يكرروا الأخطاء السابقة أو يسكتوا عن أفعال المجرمين والفاسدين ويواجهوا بشجاعة واقدام المتربصين والمتآمرين ..والله ولي الهداية والتوفيق .


في السبت 07 سبتمبر-أيلول 2013 03:02:38 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=21974