الاصنج : الحوار قدم حلولاً على الورق
الخليج الاماراتية
الخليج الاماراتية
 

* أين أنتم الآن من المشهد اليمني؟

- في الواقع، وإن كنت بعيداً خارج اليمن، إلا أنني مازلت أتابع أولاً بأول تطورات الأوضاع في اليمن، وما يجري فيها من تقارب بين وجهات النظر المتعددة، السائدة اليوم هناك، وبين صراع سلطة أخشى أن يلحق أضراراً جديدة في اليمن، كأرض وشعب

* هناك صراع حول مسألة الوحدة والانفصال في داخل مؤتمر الحوار الوطني، كيف ترى مستقبل الجنوب حالياً؟

- مستقبل اليمن ككل، شمالاً وجنوباً، على كف عفريت، وقضية الانفصال خرجت إلى سطح الأحداث وأخذت الأولوية في التوجه السياسي العام بين أبناء الجنوب، ليس كعقيدة سياسية جامعة لأبناء الجنوب، لكنها كرد فعل للأخطاء التي مُورست ضد الجنوب منذ نشوء الوحدة بين الشطرين . كانت هناك ممارسات خاطئة، على أساس احتكار السلطة والثروة من العنصر الشمالي، وإلغاء الطرف الآخر الذي هو صاحب النفط وصاحب الأراضي وصاحب الميناء في الجنوب . أي كان هناك إقصاء للجنوب، ما غرس في نفوس الجنوبيين شعوراً بالمرارة، لأنهم كانوا سباقين للوحدة، وأصبحوا الآن الأكثر مناداة بالانفصال .

الشماليون عانوا أيضاً

ألا تعتقد أن النظام السابق مارس الحكم بشكل سيئ وسلبي، وترك آثاراً سيئة بالنسبة للجنوب، ما أثار الوضع القائم، لكن أيضاً لم يكن هذا النظام في الشمال نظاماً ديمقراطياً ومتعدداً، يحترم حقوق الإنسان ويحترم حتى اليمنيين الشماليين، فلماذا يتم تحميل اليمن كيمن أو كشعب أو فكرة أو هدف، مسؤولية ما جرى في الجنوب؟ ألا ترى أن * الوحدة هي الجامع المشترك لليمنيين؟

- أنا من رواد دعاة الوحدة منذ أن كان الجنوب تحت الوصاية الاستعمارية البريطانية، وكنا نحن في عدن أول من رفع شعار الاستقلال والتحرر من الاستعمار والوحدة مع الشمال . الممارسات السيئة ضد الجنوبيين، ولا أعني بهذا أن نظام الرئيس السابق علي عبدالله كان مصدر نعمة ورخاء بالنسبة للمحافظات الشمالية، فهذه الأخيرة قاست كما قاست المحافظات الجنوبية، لا شك في ذلك، ثم إن ما عاناه الجنوبيون من حرمان وإقصاء، وعدم وجود خطة تنموية توظف الموارد الطبيعية الأساسية لليمن ككل، الكامنة في الجنوب، فهذه جميعها أسباب جعلت الجنوبيين يشعرون بالغبن وأنهم لا يحظون برعاية هم يستحقونها من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبالمثل هناك مظالم وأخطاء واختلالات في الشمال، ولا أحد ينكر ذلك، سواء في الحديدة أو تهامة، وأب وفي صنعاء نفسها، ثم الحروب المتكررة في صنعاء نفسها، جميعها سببها سوء الحكم الذي جثم على أنفاس الناس لثلاثين عاماً، في ظل نظام علي عبدالله صالح . وخيبة الأمل تشمل الشمال والجنوب، لكن العقلاء في الجانبين يعتقدون أن مرجعية القرار يجب أن تكون متروكة للمواطنين وللشعب في الشمال والجنوب، ولهذا فإن هيئة الحوار الوطني التي تشكلت في الفترة الأخيرة، قطعت شوطاً خلال الخمسة أشهر الأخيرة، لبلورة أفكار وآراء لحلحلة الموقف بالنسبة للقضية الجنوبية، وحظي هذا الجهد بمباركة من المبعوث الأممي جمال بن عمر، وأساس هذا المشروع المقترح لحلحلة الموقف في اليمن، هو أن تكون هناك مراجعة لتركيبة النظام الحالية، بحيث ينشأ نظام من كيانين، واحد شمالي كما هو الحال، والآخر جنوبي كما هو الحال، ويستمر العمل بنوع من الاتحاد بين الكيانين لسنوات خمس، وبعدها يعرض الأمر برمته على الاستفتاء العام . ولعل هذا يعطي فرصة لتصحيح وتسوية أخطاء ارتكبت على مدى 30 عاماً أيام عهد علي عبدالله صالح، فإن صححت هذه الأخطاء وشعر الناس بالطمأنينة فإنه سيكتب للوحدة الاستمرار .

لماذا تحميل الناس وأبناء الوطن الواحد مسؤولية سوء النظام السابق وإهدار هدف قومي عظيم للشعب اليمني، ألا وهو الوحدة، من خلال تجربة خمس سنوات، خصوصاً أن لدينا تجربة السودان مع الجنوب، التي انتهت بانفصال جزء * من السودان وأثرت في مستقبل الأمن القومي السوداني والأمن القومي العربي؟

- ما حصل في السودان مأساة بسبب سوء الحكم وتشبث الحاكم بكرسي السلطة لأعوام طويلة، من دون أن يخضع لقاعدة الانتقال السلمي للسلطة واحتكارها فقط لحفنة من الضباط أو العسكر أو النافذين في أي نظام، كما هو الحال في السودان، وكما كان الحال ولايزال في اليمن، ولابد من تغيير هذا التوجه الخاطئ في تناول قضايا وطن وقضايا شعب .

إجماع

* النظام في اليمن سقط، وحالياً تجرى محاولات لقيام نظام جديد، فلماذا لا يقوم فكر جديد يتعلق بأهمية الوحدة كهدف في الشمال والجنوب، ليس بضرورة الوحدة كما كانت، بل تكون مثلاً في إطار فيدرالي في مراحل معينة، وهناك مناطق في اليمن تطالب بتقسيمه إلى أكثر من كيان فيدرالي، ولماذا لا ننطلق من قاعدة الوحدة لبناء البلد؟

- هذا كلام صحيح، لكن الآن الموقف الراهن يكاد يحظى بنوع من الاجماع، بأن يكون هناك حل لإقرار كيانين، كما كان الحال قبل الوحدة، لكن على قاعدة إقرار كيانين مرتبطين بوحدة واتحاد، يكون للشمال برلمانه وللجنوب برلمانه، على أن تصاغ الأمور بشكل مقنع وعملي، ويتفق عليه الجانبان، وهذا يعطي فرصة لأي حركة إصلاحية تأخذ في الاعتبار تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي، وإقناع الجماهير بأن هذا الاتحاد هو أفضل حل لتسوية المشكلة اليمنية، فهو لا يقر بالدمج الكلي، ولا يقر بالانفصال، وهذا ما أكاد أشعر أنه هو المدخل لحلحلة القضية في اليمن

صعدة شيء آخر

* وهل تؤيد مطلب كيان مستقل في صعدة، كما بالنسبة للجنوب؟

- صعدة لم تكن دولة مستقلة، إنما هي الحروب وسوء الإدارة ومصادرة حق الآخر في أن يكون ممثلاً في سلطة مركزية، وقد حرم أهل صنعاء من أن يكون لهم دور ورأي في إدارة شؤون محافظتهم، كما هو الحال في تعز والحديدة والمحافظات الشمالة الأخرى، لكن في الشمال وتحديداً في صعدة، انفجرت الحرب، وهذه الأخيرة دائماً مصدر إثراء للبعض، سواء أكانوا ضباطاً أم قبائل، وهذا الذي حصل في صعدة، جرى عبر تدخل خارجي وتمتع الإخوان في صعدة بدعم من إيران، ومن جهات عربية أخرى، وحظي النظام في الشمال بدعم عربي لمواجهة الحرب التي نشبت في صعدة، وفي كل مرة كان هناك اتفاق على هدنة وتهدئة، نلاحظ أن الحوثيين أو السلطة في صنعاء كانوا يخرقون تلك الاتفاقيات .

ليست حرباً مذهبية

* ما السبب الحقيقي للحرب في صعدة؟ هل هو مذهبي؟

- لا أعتقد ذلك، لأن المذهب الزيدي سائد في الشمال، كما هو في صعدة، وأعتقد آن السبب يكمن في استثمار الحرب من أجل الإثراء، بمعنى استثمار دماء البسطاء من المواطنين، من أجل الإثراء، وتعتبر صعدة كرسياً من كراسي القرار الزيدي، الذي تتشكل منه مرجعية المذهب الواحد .

* هل تقومون بزيارة اليمن؟

- زرت اليمن في العام ،1994 عند نشوب الحرب آنذاك بين الشمال والجنوب، وكنت وزير الخارجية لدولة الانفصال، لكنني عشت طوال الوقت في القاهرة كلاجئ سياسي، ثم انتقلت منها إلى جدة كلاجئ سياسي أيضاً حتى اليوم، ولا شك أنه كما تتردد في الأوساط الشعبية المثال اليمني “لابد من صنعاء وإن طال السفر” .

ممثل في الحوار

* ما سبب انقطاعك عن اليمن طوال هذه الفترة، ولماذا لم تشارك في الحوار السياسي والحراك السياسي الجاري، هل قررت أن تبعد نفسك عما يجري؟

- أنا ممثل في الحوار الجاري في اليمن، من خلال كتلة المستقلين الجنوبيين التي أتولى رئاستها، ولنا في الحوار الجاري في اليمن، ممثلون ثمانية أشخاص، وقد أشاد الرئيس عبد ربه منصور بمشاركتهم، وبالمواقف المتزنة والعقلانية التي يتخذونها خلال مرحلة الحوار، لكن لا أشعر بأن عودتي آمنة في الوقت الحاضر، نتيجة الانفلات الأمني الذي يعبر عن نفسه كل يوم بحوادث اغتيالات وانفجارات في مختلف المدن اليمنية .

العودة إلى اليمن

* نحن نعلم أن عبدالله الأصنج كان له دور سياسي في مختلف مراحل الأوضاع الأمنية، وعملت مطولاً وزيراً للخارجية، ووزيراً للاقتصاد، ولم تغب عن الساحة اليمنية، وغيابك عن الساحة لفترة طويلة، وعن الحراك السياسي يثير علامة استفهام، لماذا هذا البعد، هل قررت الاعتزال؟

- بحكم السن لم يعد بوسعي أن أواصل عملاً سياسياً منظماً وله تأثير في مجريات الأحوال في اليمن، أما العودة إلى اليمن فهي مرهونة باستقرار الأمن، ووجود علي عبدالله صالح في اليمن، وفي الإمكانات التي اختزنها طوال هذه الفترة، وفي ضوء ما يمارسه من تحديات للأمن والاستقرار هناك، يجعل عودتي محاطة بالكثير من الأخطار، خصوصاً أن هناك تصفيات جسدية بين وقت وآخر، ولا أجد نفسي مضطراً لأن أكون هدفاً من هذه الأهداف .

لا علاقة لي بالبيض

* خلال الطرح الذي قدمته لحل مسألة الجنوب، يبدو أنك تتلاقى إلى حد كبير مع توجه الحراك الجنوبي، هل بينكم اتصالات مع الحراك، وهل هناك اتصال مع علي سالم البيض؟

- نحن ممثلون في هيئة الحوار الوطني حتى آخر جلساته تحت يافطة الحراك الجنوبي، وهناك جنوبيون مستقلون، وغيرهم من الحزب الاشتراكي اليمني، وهناك تكتلنا، وجميعنا نعمل تحت مسمى الحراك الجنوبي، وأما الشق الآخر من السؤال عن علي سالم البيض، فليس لي علاقة به، وإن كنت أحرص بين وقت وآخر على أن أعبّر له عن ضرورة اصطفافه مع إخوته الجنوبيين، بدلاً من أن ينعزل ويمارس العمل منفرداً، وللأسف الأخ البيض لا يستجيب لأي نداء يطلب منه أن يكون جزءاً من عمل ونضال جنوبي مشترك، يلتقي فيه البيض مع علي ناصر والعطاس والغفري، وجميع القيادات السياسية الجنوبية التي تعمل من أجل الهدوء، ومثل هذه الدعوة تلقى مباركة من قبل علي ناصر محمد والغفري، لكن لا تحظى بأي اهتمام من علي سالم البيض حتى اللحظة .

* صدر عنك في الأشهر الأخيرة أكثر من تصريح بخصوص انفصال اليمن، لكن في إطار استفتاء وتقرير المصير

- في فترة من الفترات كنا نعبر عن اتجاه أغلبية الجنوبيين في التوجه نحو الوحدة، لأنها تحققت بمبادرات جنوبية وبرفض شمالي في ذلك الوقت، وحينما كان الجنوبيون، كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ عبدالله حسين الأحمر، رحمه الله، من أشد المعارضين لأي نوع من الارتباط السياسي بين الجنوب والشمال، واليوم للأسف، نجد أن حزب الإصلاح الذي ينضم إليه الشيخ الزنداني، هو الأكثر تمسكاً بالوحدة، والتفسير أن حظ الإخوان الشماليين، أو هذا الاتجاه السياسي في مجموعة الشماليين هي الانتفاع بخيرات الجنوب من نفط وغاز وأراض، وحرمان أهلها من هذه الثروات الطبيعية، ومن نصيبهم في تنمية مناطقهم ومحافظتهم، ولذلك فإن الجنوب متضرر، وسعينا حقيقة لهذه الوحدة، لكن نصيبنا الآن هو الإقصاء، وانفراد الإخوان الشماليين بكل الإمكانات الاقتصادية والسياسية، حتى الوظيفة العامة، الجنوب أبعدوا منها . ولكل فعل رد فعل، وأتمنى أن فترة إعادة صياغة أسس الوحدة بشكل اتحاد من كيانين، قد يساعد في الاحتفاظ بيمن واحد، وقد بدأ اليمن وحدته بدولتين، ولم يكن اليمن موحداً عبر التاريخ، بل كانت هناك إمارات وأنظمة تحكم .

* هل باعتقادكم أن هناك مؤامرة لإعادة إنتاج النظام السابق؟

- التدخل الخارجي والعلاقات العربية مرت بمرحلة ، لكنها تمر الآن بمرحلة التدخل السافر في شؤون بعضنا البعض، وليست هناك دولة عربية تسلم من التدخل، سواء أكان عربياً أو إقليمياً أو من وراء البحار . هذه هي المأساة التي نعيشها نحن، ولعلنا أوفر حظاً، كثيراً أو قليلاً بما تعرضنا له من فترة عبدالناصر، وما نتعرض له اليوم، أقصد كمرحلة .

الجماعات الإرهابية

* غير المخاطر التي تهدد اليمن على صعيد الصراع السياسي، هناك خطر آخر يتمثل في الجماعات التكفيرية الإرهابية التي باتت تظهر . كيف يمكن خلاص اليمن من هذه الجماعات؟

- هذه ظاهرة منتشرة بالفعل ويعاني منها أكثر من بلد عربي، وهذه الجماعات سُهل لها الانتقال في فترة من الفترات، وأقصد في فترة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، حيث سخّرت دول عربية وإسلامية لحشد مجاهدين ومتطوعين للحرب ضد السوفييت في أفغانستان، وبعد إجلاء السوفييت من هناك، للأسف تخلت تلك الدول الداعمة عن هؤلاء، وفي تلك الفترة كتبت شخصياً مذكرات لعدد من القيادات والحكومات العربية، وكتبت أيضاً باللغة الإنجليزية مذكرات لأعضاء الكونغرس الأمريكي، وقلت يا عالم أنتم حشدتم هؤلاء كلهم تحت شعار الجهاد في أفغانستان، وهؤلاء دربتموهم وسلحتموهم وأنفقتم عليهم، والآن لو تركوا يضربون في الأرض من دون هدى، فكيف سيعيشون؟ سيعودون وبالاً على أوطانهم، وبالتالي عليكم أن تجدوا حلاً . وهذه مذكرات كتبتها لأكثر من حكومة عربية وللكونغرس الأمريكي، وهذا التخلي عن أناس يعني أنك دفعتهم إلى هذا الطريق، وبالتالي سيدفعك هذا ثمن تحولهم إلى خطر يهدد الأمن في كل دولة من الدول التي ذهبوا إليها . وقد أجبرنا الأمريكان على صناعة المأساة، وصدرّوها لنا، ولا أحد يريد التحدث، وهؤلاء احتضنهم علي عبدالله صالح، ومنحهم رتباً عسكرية وأمنية ضد الجنوب، وأنفق عليهم، وكانوا ينزلون في القصر الجمهوري ضيوفاً عنده .

* ما الذي أجبر علي عبدالله صالح على التنحي؟

- بعد الانفجار والخلاف الذي حصل بينه وبين ركنه الأساسي علي محسن . فهؤلاء شركاء منذ 30 عاماً، وعلي محسن ذراعه العسكرية وذراعه في القبيلة في صنعاء، ويتمتع علي محسن برضا القبيلة أكثر من علي عبدالله صالح، ذلك أن الأخير يسيطر على القبيلة في صنعاء بالإمكانات التي تحت يده

التمديد لعبدربه

* هل كنت تؤيد ترشيح عبدربه منصور؟

- أنا أول من دعا إلى التمديد لعبدربه منصور، لأنه تحمل المسؤولية في ظرف غاية في الخطورة، ومازال الصراع قوياً في الشمال وفي اليمن ككل، على ا السلطة، فهناك الإخوان المسلمون الذين يسعون إلى السلطة والانفراد بها، وعلي محسن يريد أن ينفرد أيضاً، وعلي عبدالله يحاول استعادة سلطة فقدها، وكل هذه قوى مؤثرة وليست عادية، ودور الجماهير بسيط وإن كان نحو 80% من الشعب مسلحاً، لكنه غير منظم ولا تتوفر لنا قيادات سياسية قادرة على أن تتحمل مسؤولية في الوقت الراهن، والكل بما لديهم فرحون، ولهذا فإن اليمن مقبل على أخطار وتحديات كثيرة .

حلول على الورق

* في حال فشل الحوار لا سمح الله، هل تتوقع أن يتجدد الصراع في اليمن؟

- الحوار أرسى حلولاً على الورق، وبتصوري أن التنفيذ مهم، والجهة التي أعلنت تأسيس هيئة الحوار بقيادة عبدربه منصور، لا تملك القدرة على تنفيذ توصيات وقرارات لجنة الحوار . والدول الراعية للحوار غير جادة بأن تحقق القدر الكافي من الاستقرار والتوافق بين الأطراف اليمنية المتصارعة، ودور الأمم المتحدة يقتصر على مراقبة وتسجيل وإرسال التقارير، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي نامت، وبعد أيام من إعلانها قلت في جريدة المدينة المنورة في السعودية، إن هذه مبادرة من دون مخالب، وهي فقط إعلان مبادرة خليجية، ونائمة الآن، ولهذا كل الجماعات السياسية في اليمن تحتكم الآن وتتشاور مع سفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وأصبح اليمنيون يتخبطون ويبحثون عن دولة تتبنى مأساة اليمن، وتساعد على الحل، وما صدر حتى الآن عن هيئة الحوار الوطني التي شكلها عبدربه منصور غير قابل للتنفيذ، لعدم قدرته على التنفيذ، وليس لديه إدارة تنفيذية وجهاز ينفذ ما تم الاتفاق عليه .

جهاز تنفيذي مفقود

* المسألة متصلة بمخرجات مؤتمر الحوار . في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن كل من يعرقل سيتعرض للعقوبات؟

- هذا كلام للتلميع والتنويم المغناطيسي، ولا يوجد هناك جهاز لتنفيذ شيء من هذه الأمور على الإطلاق، فلا جمال بن عمر لديه قدرة على التنفيذ، ولا عبدربه منصور، ولذلك أنا حريص على أن يستمر عبدربه منصور، حتى يتمكن من تكوين قوة تنفذ أوامره، قوة عسكرية وقوة أمنية، والآن هناك أكثر من 20 قراراً تصدر من عبدربه في اليوم ولا تنفذ، لأن الأجهزة كلها خاضعة لمؤثرات خارجية، وليس للرئيس المنتخب، وإذا كانت الدولة عاجزة عن حماية أبراج الكهرباء، فنحن حقيقة في وضع سيئ، والكثير من الإخوان يتجاهلون بقصد أو بدونه هذه الحقيقة، والصراع قائم على من يأخذ قطعة من الكعكة .

 
في السبت 19 أكتوبر-تشرين الأول 2013 03:47:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=22416