هذه شهادتي .. وليسخط من سخط بعد هذا
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مأرب برس – خاص

اختلف أفراد من الحزب الحاكم وأفراد من الأحزاب المعارضة له حول مشروعية وجود هم في مجتمع عربي إسلامي من وجهة نظر إيمانية وتأصيلية شرعية وحتى مسلكية .. فتناظروا إلى أحد الحكماء ليقضي بينهم بالحق .. وكان قضاؤه على شكل قصة للاعتبار ..

 قال الحكيم سأورد لكم قصة ..

هذه القصة بغض النظر عن صحتها وأصلها إنما نوردها للاعتبار .. وهي تقول أن وليا من أولياء الله ثبتت له كرامة بعد موته .. وهذه الكرامة أن كل من دُعي لغير أبيه ونام بجوار قبره وتحت قبته .. يصبح في اليوم التالي خارج القبة ..بعيدا عن القبر فإن كان صحيح النسب .. أصبح معافًى في جوار قبر الولي وتحت قبته ..

وقد اتفق أن رجلا كان يشك بابنه ويتهم أم ولده بالخيانة له فذهب بالولد المشكوك في أمره إلى تحب قبة ذلك القبر ونامامعاتحت القبة وبجوار القبر .. وكانت النتيجة أنهما أصبحا معا خارج القبة وبعيدا عن القبر ..

التفت الرجل إلى الفتى وقال له يابني المعذرة فالحقيقة أنه لا طهرت أمي ولا أمك طهرت وكلانا ذلك الرجل الذي افتقد مشروعية نسبه ..

وعلى هذا تم القضاء في الأمر .. وكان هذا الحكم فيصلا .. في أمر المناظرة بين الفريقين .

أنا في الحقيقة لست راضيا عن مسلك وطريقة حزبنا الحاكم ولست براض عن أحزابنا المعارضة .. وربما أسخط هذا بعض الزملاء والأصدقاء من الفريقين ولكنه يظل موقفا خاصا بي ووجهة نظر ألتزم بها ومقتنع بها ..

فأنا أشهد أن الحزب الحاكم قد خرج عن ولائه ونسبته لشعبه الذي أنشأه باكرا في الثمانينات .. كما أنه قد خرج وتنكر .. لأبيه رئيس الجمهورية الحالي علي عبد الله صالح .. ولم يعد ممثلا حقيقيا لاتجاهاته ومسالكه الجامعة لأطياف الشعب فيما أحسب .. وإلا لمارأينا المناكفات بين بعض قياداته وقيادات الكتل والأحزاب السياسية .

نعم نحن نقبل بالاختلاف .. ولكن لا نقبل بالصراع والمكايدات والمزايدات التي تنطلق من فراغ في الفكر والعمل ورغبة في تأجيج صراعات .. ماتت أو كادت تموت ..

وأنا أشهد أيضا أن أكبر أحزاب اللقاء المشترك قد تنكر لأبيه الإمام حسن البناء منذ عهد بعيد وتنكر لاعتزازه بالإسلام كمنهج وتحول إلى كتلة تخطب وُد أمريكا ودول الغرب مع كل الخاطبين ..

وأشهد أن الحزب الاشتراكي هو الآخر قد تنكر للماركسية اللينينية والعداء للامبريالية العالمية .. والاستكبار العالمي .. وكل قوى الاستئثار العالمي .. وتحول هو الآخر إلى خاطبٍ لود أمريكا ودول الغرب .. ولم يعد فيه إلا بعض الأفراد المحافظين على ولائهم الأيدلوجي السابق .. أو الذي زاوجوا بين هذا الولاء وبين الولاء للفكر والممارسة الإسلامية النقية ولم يقبلوا بالبديل الأمريكي كغيرهم ..

وأشهد أن حزب الحق أيضا قد تنكر لأبيه الوالد أحمد الشامي ولرد يفيه العلامة المنصور والمؤيد وتحول إلى ناعق يبحث له عن أفق في فكر السيستاني والحكيم والجلبي وأساليبهم الباطنية الموالية للغرب ولحكام فارس المعادين لحقيقة العروبة والإسلام الطاهر النقي من لوثات العداء للشريعة الإسلامية وتحريفها ومعاداة وتشويه حملتها إلى البشرية ..

وأشهد أن اتحاد القوى الشعبية .. كان وأصبح الآن أكثر التصاقا .. بأعداء الأمة من صليبيين وصفويين .. وليس له أدنى نصيب في طهارة المنشأ الذي بدأ به من أفكار الإمام الشهيد حسن البناء والمفكر الإسلامي المغاربي العظيم مالك بن نبي .. وأصبح حزبا باطنيا .. تكاد عنصريته تطغى على كل شيء فيه ..

وأستثني .. من الجمع جموع الناصريين الذين لم يثبت أنا على الأقل لي حتى هذه اللحظة .. خضوعهم كتنظيم لتوجهات أمريكية شامله كغيرهم ولوان بعض المزايدات لبعض قياداتهم تقربهم من غيرهم في الرحيل إلى أمريكا ولكن يظلوا أقرب إلى طهارتهم القومية الأولى طهارة الزعيم العظيم جمال عبد الناصر رحمه الله وآمل أن يتميزوا حتى النهاية .وأن يغنيهم العقيد القذافي عن أن يطلبوا غيره فهو أطهر الحكام العرب الأثرياء كما أن صاحبنا المشير هو أطهر الحكام العرب الأثرياء والفقراء معا .. وهذه شهادتي أقولها مؤمنا وليسخط من سخط وليرض من رضي بعد ذلك ..

شهادة أقدمها بين يدي الله والناس في هذا العصر الأمريكي البغيض .. الذي يريد منا أن نلعن أنفسنا وحكامنا ونقدس بوش الفاجر وجوقته اللعينة المحتقرة والمعادية لقيم الحق والإنسانية .. ويوافقهم في مرادهم هذا كل معارضتنا المتأمركة وللأسف ..

بناء على هذه الشهادات فقد قدمت ما قدمت سابقا حول الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وتمنيت على الرئيس الصالح أن يساهم في حل مشكلة فساد المؤتمر والمعارضة معا .. مع يقيني المطلق من عدة حقائق ..أهمها أنه ..

• يوجد داخل كل حزب سواء الحاكم أو غيره عدد من القيادات التي تُحتَرم لذاتها بعيدا عن توجهات الحزب العامة وهي تحظى بتقدير كل الشرفاء والمنصفين في الساحة ..

• يوجد في كل الأحزاب قواعد واسعة ممن لم يتلوثوا بتوجهات بعض قياداتهم وهم مستصحبين الطهارة الأصلية التي نشأوا عليها ..

• يوجد في المجتمع اليمني قطاع واسع من القوى التي لا دور لها في عالم السياسة بسبب عدم قبولها بقواعد اللعبة السياسية المعتمدة على الأحزاب والتصارع غير الشريف وغير المشروع الذي يصل إلى درجة الفجور في الخصومة أهم هؤلاء السلفيون والصوفيون مثلا.

• يوجد في المجتمع اليمني قاعدة أخرى واسعة لم تستوعبها كل الأحزاب حاكم ومعارض .. نتيجة لعدم رضاهم عن شخوص وممارسات القوى الحزبية القائمة وهي تقبل بمممارسات تعتمد على أسلوب شعبي وتعبوي واحد ..ويمثل هؤلاء بقية المستقلين ..

• أنا لا أدعو إلى إلغاء التعددية كما لا أدعو إلى تقديسها .. ولكنني أدعو إلى التعدد في ظل وحدة مجتمع وأمة واحدة

• وأدعو إلى وحدة العمل السياسي الذي يمكّن كل القوى أن تعبر عن نفسها بتفرد وبتميز ولكن داخل كيان واحد ..

• ومن أجل ذلك ناشدت الرئيس الصالح أن يعيد طرح تصور لوحدة العمل السياسي تقوم على فكرة المؤتمر الشعبي العام الذي يشرك كل القوى السياسية داخل كيان واحد عبر انتخابات يمثَّل فيها كل الشعب ويتبارى فيها كل القوى الحزبية وغير الحزبية .. ونتائجها ستظهر قوة كل حزب على حدة وقوتها مجتمعه وقوة الاتجاهات المستقلة التي لا تنضوي في هذه الأحزاب .. فيكون الكيان الشامل هو بيت الأمة الكبير وموقع للتعبير السياسي الأشمل .. دون أن يصادر حق بقية الأحزاب في العمل المستقل بالساحة بتفرد .. وهذا معنى الوحدة في التعدية والتعددية في الوحدة ..

• سيضمن مثل هذا إشراك أوسع لقطاعات الشعب وتحديد أدق لقوى الأحزاب .. وتآلف أكبر بينها .. وتفاهم أفضل عبر هذا الكيان ويكون هذا البيت مصدر معلومات ومشورة واتخاذ قرارات صائبة وحكيمة للحاكم .. وسيسعد ويوحد ويؤلف بين أطياف المحكومين ..

 


في الأربعاء 05 سبتمبر-أيلول 2007 07:21:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=2464