فضائية الأحمدية ومهمة إفساد العقائد
بدرية طه

ضمن هوجة القنوات الفضائيات التي أصبحنا نسمع عن انطلاق واحدة جديدة مع مطلع كل صباح، ظهرت قناة فضائية جديدة تدعى "الأحمدية" الفضائية عبر القمر الصناعي المصري (نايل سات) ، تقوم على فكرة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليس خاتم الأنبياء وأن هناك أنبياء ورسل بعده في هذا الزمان ، ويظهر هؤلاء الأنبياء في تلك القناة بملابس تشبه "المهراجا " الهندي في الأفلام الكوميدية .

 وتبث هذه القناة من لندن من قِبل الجماعة الإسلامية الأحمدية، وتقوم بترجمة برامجها إلى اللغات العالمية كل يوم على مدار الساعة، ويغطّي إرسالها كلَّ القارات عبر الأقمار الصناعية.

 وتنكر هذه الجماعة صفات الله الذاتية ، كاليدين والعينين ، بدعوى عدم حاجة الرب وكذلك زعمهم أن آدم وزوجه ليسا هما أول البشر كنتيجة لإنكارهم عالم الجن وتحكهم بأ هوائهم فى أدلة الكتاب والسنة ويعتقدون موت المسيح عليه السلام وعدم رفعه الى السماء.

طبيعة برامجهم

يلاحظ أن ما يغلب على سياسة برامجهم الآتي :

أولا: هذا البيان الذي يؤكدون فيه على إيمانهم بالله وبكتابه وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

ثانيا: يعظمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.

ثالثا: يعتبرون زوال الخلافة بعد الراشدين الأربعة حتى جددها خلفاء إمامهم المهدي والمسيح الموعود.

رابعا: يردون على الشيعة الروافض، وينتقدون قول الشيعة بزواج المتعة.

خامسا: يقدمون برنامجا حواريا يناقشون فيه عقائد النصارى ويردون على زكريا بطرس و افتراءاته على الإسلام وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد افتتن كثير من عوام المسلمين بهذه القناة بسبب هذا البرنامج.

الأحمدية الفضائية 

سادسا: يناقشون بطريقة عقلية المعجزات الواردة في القرآن، ويزعمون أن البحر لم ينشق بعصا موسى وإنما سلك موسى طريقا في البحر يابسا فيه بعض الارتفاع للأرض كما قال تعالى: ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى (طه:77 ويقول لما سار فرعون في هذا الطريق جاء المد فأغرق فرعون .

 ويقولون إن الهدهد في سورة النمل في قوله تعالى: وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (النمل:20) رجل اسمه هدهد، والنملة امرأة اسمها نملة، وأن قول إبراهيم عليه السلام أرني كيف تحيي الموتى كناية عن استفساره كيف يدعو قومه ويحيي موات قلوبهم.... إلخ.

بداية ظهورهم

 كان أول ظهور للجماعة الأحمدية في الهند وتحديدا في بلدة قاديان إحدى قرى مقاطعة البنجاب الهند وذلك عام 1889 على يد ميرزا غلام احمد الذي عاش في الفترة من 1835-1908 والذي قال عن نفسه انه المسيح الموعود والمهدي المنتظر الذي بشر بأنه يأتي في آخر الزمان وقد استمر في دعوته حتى وفاته في العام 1908ليخلفه 5 من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن.

 حيث تولى خلافة الأحمدية مؤخرا خليفتهم الخامس ميرزا مسرور احمد والمقيم في لندن حاليا. أما تاريخ مؤسس الأحمدية نفسه فان عائلته تعود لأصول فارسية لقبيلة البرلاس وان لقب ميرزا هو لقب تكريمي وان أجداده قد تركوا خراسان في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الملك بابر مؤسس الحكومة المغولية في الهند .

 وان مولد غلام احمد قد تم في 13 شباط عام 1835في ولادة تواؤمية حيث ولدت معه بنت توفيت بعد مدة قصيرة. وعندما بلغ مؤسس الأحمدية ال40 من العمر ادعى بان الله أوحى إليه وبعثه على راس القرن ال14 ليجدد الدين وقد باشر بالكتابة في المواضيع الإسلامية منذ عام 1880 حتى عام 1890 عندما أعلن أن الله قد أرسله مسيحا موعودا ومهديا منتظرا وظل كذلك حتى وفاته في 26 -5-1908 مخلفا ورائه قرابة 80 كتابا وقد خلفه نور الدين القريش الذي توفي عام 1914ليخلفه بشير الدين محمود ابن مؤسس الأحمدية وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965 ليخلفه الميرزا ناصر احمد المتوفى عام 1982 تلاه انتخاب ميرزا طاهر احمد والذي توفي قبل اقل من عامين حيث انتخبت الجماعة مسرور احمد المقيم في لندن زعيما لها ولا يزال.

 وتعتبر الجماعة الأحمدية نفسها جماعة دينية غير سياسية وان هدفها التجديد في الإسلام و تقول بأنها تسعى لنشر الدين بوسائل سلمية عن طريق ترجمة القرآن إلى لغات عدة بلغت بحسب مصادر الجماعة 52 لغة عبر العالم .

 وتؤكد مصادر الجماعة الأحمدية أنها لا علاقة لها بالسياسة وتتعمد إبعاد الدين عن السياسة كما تؤكد أيضا أنها وأتباعها لن تقود أو تشارك في أي خروج على حكومة أي بلد تواجدت فيها.

عقيدتهم

 يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن و بأركان الإيمان جميعها: بالله و ملائكته و كتبه و رسله و بالبعث و الحساب، و بأركان الإسلام كلها؛ و بأن من غيّر شيئًا فيها فقد خرج من الدين.

 يعتقد الأحمديون أن مؤسس جماعتهم هو الإمام المهدي، جاء مجددًا للدين الإسلامي، ومعنى التجديد عندهم هو إزالة ما تراكم على الدين من غبار عبر القرون، ليعيده ناصعًا نقيًا كما جاء به محمد رسول الإسلام. كما ادعى ميرزا غلام أحمد أن مجيئه قد بشر به محمد و نبوءات أخرى في مختلف الأديان، و أنه هو المسيح المنتظر، حيث يفسرون أن المسيح المنتظر ليس هو نفسه عيسى ابن مريم الذي يعتقدون أن لم يمت على الصليب، كما يؤمنون أن ميرزا غلام أحمد هو نبي زمانه، مع ملاحظة أن الفرقتين الأحمديتين تختلفان في تفسير هذه النقطة الأخيرة.

 يرى دارسون أن الأحمدية تقوم على عقائد غنوصية من الكشوفات و العلم العرفاني، مثلها مثل مذاهب إسلامية و فرق أخرى نابعة عن الإسلام، و متأثرة بفلسفات و عقائد الشرق، تسمح دوما بتواصل الأفراد مع الذات الالهية لتلقي وحي جديد.

 لذا كان طبيعيًا أن يكون هناك بعض الاختلافات بين عقائد الجماعة الإسلامية الأحمدية وبين العقائد المتداولة بين السنة و الشيعة، ومن هذه العقائد:

 موت عيسى ابن مريم ميتة عادية، فلم يُقتل ولم يُصلب، لكنه هو الذي عُلِّق على الصليب وأنجاه الله من الموت عليه، بل أُنْـزِل وهو حيٌّ مغشي عليه، ثم هاجر وعاش عشرات السنين الأخرى. ولا يُسمى مصلوبًا إلا من مات صلبًا، ومن ثم فإن معنى قول الله "شبه لهم") معناه شبه لهم صلبه، أي اشتبه عليهم أنه قد مات على الصليب، وليس معناه شُبه لهم شخص آخر. كما أن المقصود بنـزوله هو مجيء شخص شبيه به من الأمة الإسلامية.المسيح والمهدي صفتان لشخص واحد هو ميرزا غلام أحمد.

 يقولون ان كلمة خاتم النبيين تعني أن محمدا هو أفضل الأنبياء و أكملهم، و ليس آخرهم. و هو مما يوفق في نظرهم بين نبوة مؤسس العقيدة و بين استمرار انتمائهم للإسلام.

 يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.

 يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ،يقول ميرزا: -قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام- وقال: -قال الله: إني مع الرسول أجيب أخطىء وأصيب إني مع الرسول محيط-.

 يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود - الغلام -، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة -غلام أحمد-، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم!!

يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة: مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:-أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب؛ لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه-.

يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات!!

كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر!!.

 ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك؛ لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!

يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية!!

موقف رجال الدين منهم

 لقد أعلن رجال الدين رفضهم لهذه الحركة ويأتي على رأس المتصدين لهم الشيخ أبو الوفاء أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر -ميرزا غلام- وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر نحلته وانحرافها.

 وفي العام 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.

 وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.

* محيط


في الأربعاء 12 ديسمبر-كانون الأول 2007 05:27:14 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=2977