المفكرات الخمسين
موسى النمراني
موسى النمراني

مأرب برس - خاص

في مجتمع كهذا الذي نشكله لا يعدو الحب أن يكون ثقافة أدبية زائفة لا تصل إلى حدود القناعات الحقيقية .. وهو كممارسة عملية مدانة أخلاقيا بفعل إدمان المجتمع لتوريث الاحتساب على حراسة النوايا وتوصيف البنطلونات وما حولها بين العفة والرذيلة .. وعلى ذكر العفة جاءتني رسالة من أستاذ قدير تتحدث عن اجتماع لخمسين مفكرة إسلامية خلاصتها في المقدمة " تبدأ في العاصمة الإيرانية طهران اليوم أعمال المؤتمر الدولي للمفكرات المسلمات الذي يناقش الأبعاد القيمية للأسرة والعفاف في المجتمع " لا أدري هل تجمدت قدرات الخمسين مفكرة إسلامية "لا علاقة لهن بمفكرات الجيب طبعا" هل تجمدت قدراتهن الفكرية لتقف عند حدود العفاف على اعتبار أن المرأة مشروع خيانة شرس يحتاج إلى جهد خمسين مفكرة لترويضه من خلال الأبعاد القيمية للأسرة والعفاف ؟ .. أكد لي هذا الظن -الآثم طبعا- تعليق أحدهم الذي سارع إلى دعوة إيران إلى أن تمنع النساء- "ركزوا وركزن" النساء فقط - من ممارسة البغاء المسمى بزواج المتعة .. هكذا عكسا لقناعة معبأة مسبقا في قنينة منبر ما أفتاه بأن نصف المسلمين يمارسون البغاء وباب النار بالتالي يحتاج إلى توسيع وهو يتسع مع كل جمعة جديدة .

يقول لي أحد حكماء هذه البلاد ردا على إعادة توجيهي نفس الرسالة إليه" المجتمعات هذه تحتاج مهرجانات جنس عشان يبطلوا عواء" والحق أن معه كل الحق فقد كنت حينها أعوي ولست بحاجة إلى اجتماع خمسين مفكرة لإصدار كتيب يحمل توصيات حول العفة والفضيلة وبقية هذه المعاني الفاضلة وأبعادها وارتفاعاتها ومقاساتها بقدر ما أنا محتاج إلى جهد شخصي من مفكرة واحدة "ليس شرطا أن تكون واحدة من الخمسين إياهم" لفعل شيء ما .. يحضني على المزيد من الفضيلة التي لا يمكن أن أقتنع أنها على عكس الطبيعة البشرية ويدلني على مقاييس دقيقة لتلك الأبعاد أقتنع بها دون احتياجي لتهجي توصيات المؤتمر التي قد يكون باللغة الفارسية .

وفي غالب ظني الآثم أنني لن أحصل على تلك المفكرة ولن أصادفها لأني في الحقيقة لا أستطيع أن أرد على كلمة كيف حالك عندما تسألني إحدى الأخوات الفاضلات أو "المفكرات" اللواتي لم يجدن متسعا في كشف الخمسين مفكرة .. وليس لدي من الكروت ما يمكنني أن أرميه وانتظر النتائج دون تهور بحسب نصيحة فكري قاسم والكروت المذكورة آنفا لاعلاقة لها بكروت الاتصالات التي تحرص عليها بنات الشوارع لسبب غير مفهوم بالنسبة لي على الأقل .

يخيل لي أن الحب أو العلاقات العاطفية بين البني آدم من جهة والبنات أدمات من جهة أخرى إحساس جميــــــــل ولذيذ ورائع و و و والله اعلم لكن الحقيقة أنني غير مستعد للمجازفة بسمعتي ومصداقيتي إن أنا جزمت بذلك طالما أنني الفقير إلى الله لم أجرب هذا الاختراع الغريب "الحب" لأني لا أدري أين يوزعوه حتى ولو من (باب الصدفة) حصلت علبة حب اعتقد انها بتسير بلاش لأني لا أعرف على ايش يأكلوه .. وفي كل الأحوال لن يحدث ذلك لأني لا أعرف باب الصدفة هذا ولم يقل لي أحد كيف يركبوا إليه من باب اليمن .

ولا أعتقد أن جهلي بحقيقة الحب عيب في حق شخص مثلي يمكن أن يكون شديد الشبه بـ "سفروت عليه السلام" ليس في حب الأرانب ولا بالزمالة في العمل الاعلامي بل في أن علاقتي بالبنات آدمات "سابقات الذكر" محدودة بأم أو أخت أو زميلة عمل وإذا كنت متعطش للمزيد من الأمهات الفاضلات اللواتي اشترك بعضهن ذات مساء عمدا وعدوانا في تخريب مشروع ليلة رقص مع "أخوات فاضلات أيضا" فإنني قرفاااااان جدا من تراكم الأخوات بشكل أصبح يؤثر على المزاج والبوصلة أيضا بحيث أصبحت كل نساء الدنيا أقارب بشكل أو بآخر والبركة طبعا كلها من الأخوات.

كما أنني لا أعتقد أن بإمكاني أن استغل مناسبة قيمة لأحداهن أمارس فيها طقوس التهنئة وتدوير القبل وحمل بطاقة ورد وكتابة بطاقة تهنئة وبالمناسبة فكتابة البطائق هي المهمة الأسهل بالنسبة لي ولطالما كتبت بطائق لأصدقاء أنذال لا يعودون لشكري إلا بعد وقت طويل وبعضهم لا يعودون إلا لكتابة بطائق أخرى .

ويخيل لي أنني إن اشتريت وردا ذات مرة لمناسبة إحداهن ولو كانت على سبيل المثال اليوم العالمي للمرأة أو عيد الثورة على اعتبار ان انا مستعجل واتلكك لأي مناسبة أو حتى ذكرى سبعة يوليو إن وفقني الله وصادفت واحدة من بنات الأوغاد الذين لم يحصل طه الجند على أحد أوسمتهم حين حاول أن يكون وغدا فلم يوفق ليشارك في معارك الدفاع فبلع خيبته وهو يقول "الأوسمة فقط للجبناء وغبار القطيع " ..إن حدث ذلك فربما أعود بنفس باقة الورد إلى صاحب المحل طالبا منه الاحتفاظ بها إلى عيد الأم .. أو استثمارها لصالح القضية الفلسطينية "ايش معنى انا بس اللي ما استثمرش لصالح فلسطين؟" وماهيش مشكلة أذا وقعت انا واحد من الناس اللي بيخلطوا بين مشاكلهم وبين فلسطين .. كلها مشاكل وقد هو على الأقل نتلهى بفلسطين لما يفك الله الكرب ويهدي واحدة من المفكرات.


في السبت 23 فبراير-شباط 2008 10:57:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=3392