فهد القرني النمر في سجنه
محمود شرف الحريبي

مأرب برس – خاص
إليك أيها الأسد والنمر والفهد ابعث رسالتي علها تصلك إن سمح بزيارتك لمن يحبوك وسمح لك بأن تقرا، أقول لك لقد أضحكتنا حينا وأبكيتنا أحيانا، ضحكنا عندما كنا نراك أو نسمعك تحاول أن تضفي علينا نوعا من البهجة والسرور في زمن زاد فيه عندنا الكدور وقل السرور، أضحكتنا على واقع مر، مرره البعض عندما عاملونا كقطيع من المواشي ليس لنا من هدف إلا فهد الحلب واللحم ، كنا خائفين أن نضحك حتى لا نغضب أسيادنا ومن خلقنا لخدمتهم، كنا نقول ونحن نسمعك أو نشاهدك كلامه صحيح وأمام الآخرين كنا نصمت، ومرت الأيام وازددت صلابةً وازددت وضوحاً وقلت كلمة الحق عند سلاطين جائرين حاكمت أنشدت غنيت هجلت رقصت ، فضحت زيفهم بأدب لم نسمعك أو نشاهدك تخرج عن الحقيقة حتى النصوص والانتقادات التي حاكمتهم بموجبها كانت موثقة من واقع برامجهم وعهودهم ومواثيقهم التي قطعوها للشعب خلال الثمان سنوات الماضية، ولو أنهم كانوا يريدون إصلاحاً كما يدعون لجعلوا أشرطتك ضمن خطة عملهم لتلافي السلبيات التي كشفتها لهم لكنهم للأسف اتخذوك عدوا واعتبروك شانئاً وندا مع أنك لم تنافسهم في انتخاباتهم بأنواعها، وقد عرفوا وتأكدوا أن هدفك من النقد والمعارضة ليس الغرض منه مكاسب مالية فقد رفضت أعطياتهم وتيقنوا من صدقك حتى كأن أحدهم يقول فهد هذا لو وجد عندنا خيرا لأشاد به من فرط حرصه على نقل الحقيقة إلى شعبه، أبا أويس ربما تظن أنك قد أديت رسالتك وظنك إن كان كذلك ليس في محله إن مثلك يجب أن يعطي ويعطي ويعطي حتى تزول كل العتمات التي وجدنا أنفسنا مكبلين بها ولو كان الشوكاني وابن الأمير والزبيري والموشكي والنعمان خافوا من السجون لما وصلت إلينا الحقيقة ولكان ذكرهم معدوماً لكنهم علموا أن الحياة جهاد نضال وكفاح وقول حق فثبتوا وأعانهم الله فكانوا في الدنيا رجالاً يشار إليهم بالبنان ونحسبهم عند الله من الذين أنعم عليهم ، إييه أيه الفهد المتواضع لقد أبكيتنا أحيانا عندما كنت تتحدث عن أبسط حقوق الآدميين وكأننا كنا في غفلة أو تنويم مغناطيسي أو مخدرين كليا مع الإبقاء على حركتنا، فأنت ممن نبهنا بأن القطار قد فاتنا نحن اليمانيين كثيراً وأن ركب التقدم قد خلفنا بعشرات السنين وأننا صرنا في ذيل القائمة ولم يعد بعدنا سوى دولتان من بينهما الصومال ، لقد أبكيتني يا فهد لما ،،، طفقت اليوم تنكأ لي جراحي . ليس سراً حبنا لكم ولم نعد اليوم نخاف كما كنا عندما بدأت نضالك السلمي ولو كان عندي الموهبة التي منحكم الله إياها لقمت بنفس المحاكمات للفساد ولقلت بملء في كفانا جرع الله يجازيك بأفعالك ، أيها العزيز الغالي لقد التقيت بك مرتين مباشرة ومن خلالهما أدركت سر حب الناس لك وشوقهم إليك فأنت لا توزع الأعطيات ولا تمتلك من الأموال ما يجعل العامة والخاصة يتهافتون عليك وأدركت أنه الإخلاص – ولا أزكي على الله أجدا- الإخلاص يا أبا أنس حب الناس دليل على أن كلماتكم تخرج من القلب لتصل إلى قلوبهم وليس بخاف على أحد ما شهده سجنكم العامر بالمظلومين من تهافت عشرات القوافل من اليمنيين للاطمئنان على سلامتكم وللوقوف معكم ويكفيك شرفاً أننا اليوم نعتبرك رمزاً وعلماً من أعلام النضال اليمني ومجاهداً وطنياًً وحدوياً حتى النخاع.
يا فهد القرني لقد حبسوك لأنك رقم في زمن قل فيه الأبطال ولكنهم بحبسك لم يعلموا أن ألوف الأبطال قد ولدت ، ربما كنت وحيداً قبل خمس سنوات ولكنك اليوم تمثل عشرات الملايين من اليمنيين والعرب بل وتعديت حدود الوطن العربي بوصولك إلى المنظمات العالمية المدافعة عنك ، ومن خلال المقابلات التي أجريت مع زوجتك وأبيك وأمك اكتشفنا نحن معشر اليمانيين مدى تواضع الحال مالياً وسمو المكانة أخلاقياً وعلمياً وهذا شأن معظم الرجال المؤثرين يولدون من صميم المعاناة ومن شموعهم وفوانيسهم تتولد المفاعلات النووية الحقيقية وتخضر الحقول وتكتفي أممهم ذاتياً من القمح والشعير ويسود العدل ويحل النظام مكان الفوضى ، وأخيراً من لهذه الأمة لو نام الجميع وقال الجميع ديني لنفسي ودين الناس للناس ، وقد جعلنا الله خير أمة لا لألواننا ولا لأموالنا ولكن لقولنا للمنكر توقف ولتأييدنا للحق، بك أنت وبأمثالك يا فهد القرني تمنعون عنا مصائب لن تصيب المفسدين خاصة لو لم تقولوا كلمة الحق لكانت فتن ينزل بعدها العذاب على الصالحين والمفسدين ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
alhoraibi@maktoob.com




 


في الأحد 22 يونيو-حزيران 2008 08:15:14 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=3869