نص مقابلة الرئيس السابق علي صالح مع قناة سي بي سي "الجزء الاول"
مأرب برس -متابعات
مأرب برس -متابعات

نص مقابلة الرئيس السابق علي صالح مع قناة سي بي سي "الجزء الاول"

الصحفي: سيادة الرئيس:نبدأ بالسؤال, الشعب المصري لا يعرف بوضوح, لماذا أغلبية الشعب اليمني وأنصارك الكثيرون.. يسمونك الزعيم؟ وما هو الفرق بين الزعيم والرئيس..؟

صالح : الرئيس انتهت مهمته قبل ثلاث سنوات بعد ما يسمى بالربيع العربي الصهيوني, ومهمتي كريس للدولة انتهت لكن يمكن تقول عليه رئيس سابق, تقول عليه زعيم لا تشكل مشكلة.

الصحفي :هل كلمة الزعيم, فيها مسئولية تجاه الشعب اليمني.. أو تجاه أنصاركم ومؤيديكم الكثيرين ؟

صالح : هذا جانب تاريخي, إنك لقب زعيم, لزعيم للحزب, أنا زعيم للمؤتمر, زعيم للرئيس, زعيم للأمير, زعيم للملك, وتطلق عليه كلمة زعيم فلا تشكل مشكلة.

الصحفي : سيادتك قلت ما يسمى الربيع العربي الصهيوني, أشرح لنا وجهة نظرك..

صالح : كان الناس.. وبالذات الشباب في الوطن العربي وفي ظل غياب الديمقراطية في بعض الأقطار كانوا يتطلعون إلى هذا الربيع العربي أنه سيأتي بالأفضل والأحسن.. في المجال الثقافي, وفي المجال الإقتصادي, وفي المجال الأمني, وفي المجال السياسي, لكنه جاء بالفوضى العارمة, وخاصة ما تشهده الأقطار العربية في كل من:

ليبيا, تونس, واليمن, وسوريا, أو ما شهدته مصر, وهو ما أدى إلى اليأس لدى الشباب ولدى المتطلعين إلى التغيير للأفضل, الذين كانوا ينتظرون التغيير إلى الأفضل, وأنا واحد من الحكام كنت أُفضل أن يأتوا بالأفضل أحسن من أدائي أو من أداء حكومتي.

الصحفي :كنت ستكون راضياً..؟

صالح : بالتغيير راضٍ كل الرضاء, لكن التغيير الذي حدث جاء بالفوضى وجاء بتفكك الشعوب, وجاء بتدمير البنية التحتية, وجاء بتدمير الاقتصاد, وجاء بخلخلة الجيش والأمن وهيكلته إلى الأسوأ ودخول ما يسمى بحركة الإخوان المسلمين في وحدات الجيش والأمن دون تدريب ودون تأهيل ودون تنظيم, عبارة عن فوضى, وأنا سميته بالربيع الصهيوني.

الصحفي :سيادتك تقصد أنه كان مخططاً صهيونياً غربياً؟

صالح : بالتأكيد, لأنهم يريدون أن يضيعوا المشروع القومي العربي, كان هناك مشروع قومي عربي من عهد عبدالناصر الله يرحمه, وكل الناس في إطار الزخم القومي, وكل الشعوب العربية إلتقت مع بعضها وتضامنت في إطار الجامعة العربية, لكن حاولوا أن يهيكلوا الجامعة العربية, ويفرغونها من محتوى تأسيسها, لأن تأسيسها كان بهدف قومي وعمل قومي, لكن أرادوا أن يفرغوها, ويخلقوا الفوضى في الوطن العربي من أجل مصالحهم, وأنا أقول بأن مصر كانت من الدول المستهدفة في المقام الأول, قبل اليمن وقبل تونس وقبل ليبيا, لأنها بحكم ثقلها السكاني وثقافتها, والموقع الجغرافي الذي تحتله تشكل خطراً على إسرائيل, التي لا تخاف من أي قطر عربي مثلما تخاف من مصر, فخلقت الفوضى العارمة في مصر, لكن الشعب المصري عظيم وعظيم جداً..يصبر, وإذا انتفض ينتفض بقوة, فعندما انتفض الشعب المصري وجاء بحكم الإخوان المسلمين, وجاءت هيكلة المؤسسات في مصر من قبل حركة الإخوان المسلمين فالشعب المصري تحمل تسعة أشهر تقريباً, وتحمل الكثير, الشعب المصري مثقف ومؤهل, بنى اقتصاد وسياسة, وبرغم ما يرافق عمل كل حاكم من أخطاء, أنا تحدثت في مقابلة صحفية تقريباً, وقلت بأنه لن يدوم حكم الإخوان المسلمين ولن يستمر أكثر من السنة,وذلك في بداية حكمهم, أنا اعرف مصر وأعرف شبابها وأعرف مثقفيها وأعرف السياسيين, لا يستطيعون أن يتحملوا ذلك الأسلوب الذي جاءت به حركة الإخوان المسلمين عمل إرهابي, أرهبوا الشعب المصري, حتى انتفض الشعب المصري وقام ضد حركة الإخوان المسلمين, واعتبرناه انتصاراً للمشروع القومي العربي, وليس انتصاراً لمصر, لأنه بقدر ما هو انتصار لمصر فهو انتصار للأمة العربية, وعمل تحولاً كبيراً , حتى في اليمن, وإن بقيت هنا مجموعة صغيرة فلم تعد مؤثرة مثلما كانت مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين المصرية, فحركة الإخوان المسلمين المصرية نشأت من وقت مبكر وكان لها دعم غربي ودعم أمريكي, وانا أوضح أكثر الدعم الأمريكي بدأ عندما غزى الاتحاد السوفيتي أفغانستان فكان الدعم الأمريكي والدعم الأوروبي, ودعم عربي أيضاً سخياً لحركة الإخوان المسلمين بما فيها اليمن, كانوا يقنعوننا بذهاب الإسلاميين إلى باكستان وإلى افغانستان لمواجهة المد الشيوعي , وصرفوا عليهم صرفاً شاملاً حتى انسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان , ماذا حققتم..؟ أوجدتم طالبان, ومشروع طالبان الذي جاء متشدداً أكثر من أي نظام كان في أفغانستان, وبدأت كثير من الأقطار العربية في التحول في اتجاه حركة الإخوان المسلمين, فأقول باختصار أن إنتصار مصر على حركة الإخوان المسلمين ليس انتصاراً لمصر فقط بل هو انتصار للأمة العربية في كل الأقطار العربية.

الصحفي :سيادتك قلت أن ما سمي الربيع العربي كان مخططاً صهيونياً, إذاً ماذا نقول عن الملايين التي خرجت في الدول العربية التي كانت فيها ثورات الربيع العربي ملايين المواطنين الذين كانوا يحلمون بحرية أكثر وبعدالة اجتماعية وكرامة..؟

صالح : كان طموح الشباب أنهم يريدون التغيير إلى الأفضل , يريدون فرص عمل, يريدون بناء اقتصاد أقوى وأفضل, فكان خرجوهم غير عفوي فهو خروج للمطالبة بالتغيير إلى الأفضل وإلى الأحسن, مثلما تكون لديك شقه في عمارة وانت تتمنى أن يكون لديك سكن خاص بك, لعائلتك وأولادك بدلاً من أن تجلس في شقة في عمارة, فالشباب الذين خرجوا أصيبوا بخيبة أمل بعد الربيع العربي 2011, أصيبوا بخيبة أمل على طول, على الرغم إننا في اليمن كنا أيدنا الشباب في خروجهم , وأعلنا أننا سنسلم السلطة سلمياً , وفعلاً هذا الذي حدث, تجنباً لإراقة الدم, ولربما تأتي قيادة جديدة بالأحسن والأفضل والأجدر مما كان فيه, ولكن أصيبت الشعوب العربية بخيبة أمل, تأمل ما يجري في ليبيا اليوم, وما يجري في سوريا, وما يجري في تونس وما يجري في اليمن الآن, وما يجري يعني العودة إلى المربع رقم واحد.. مربع التجزئة والتقسيم , مصر كان لها هذا المخطط .. لكن مصر في الحقيقة انتفضت انتفاضة جميلة وجاءت بالرئيس عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية, شاب واعي عسكري انضباطي وطني, فهنيئاً لمصر بهذا القائد الجديد, ونتمنى أن يسود الأمن والاستقرار في ليبيا وفي سوريا وفي تونس وفي اليمن, وأن يراجعوا حساباتهم, ويقيموا الأخطاء , ويأتوا ببرنامج جديد , فالبرنامج الذي يحملونه الآن, برنامج غير سليم, لا اقتصادياً ولا سياسياً ولا أمنياً ولا دفاعياً ولا ثقافياً, فالبرنامج تقسيمي يهدف إلى تمزيق الشعوب , نحن في اليمن كنا شطران , الآن المشروع الجديد الذي يحملونه أن يكون اليمن عدة أشطار.

الصحفي :سنة.. فيدرالية..؟

صالح : يمكن فيدرالية.. ويمكن تجزئة الشمال.. الشمال شمال الشمال, وشمال الوسط , وجنوب, وجنوب الجنوب وشرق الجنوب, مشروع خطير وأخطر من اي شيء , يعيدنا إلى مربع ما قبل عام 1962م عندما كان الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن, كنا في ظل وجود الاستعمار موحدين الشماليون والجنوبيون يتنقلون بكامل الحرية, لأن الإستعمار عمل له مستوطنة عدن كمنفذ على البحر وكان على مساحة ستة كيلو متر في عدن, البقية كلها سلطنات ومشيخات تحكم نفسها بنفسها ويتنقل أبناؤها ما بين الشمال والجنوب ليس هناك مشكلة, فالشعب واحد , الأن يحملون مشروع الجنوب العربي, من حظ مصر انها تحصلت على دعم قومي عربي من كل مكان بعد رحيل ما يسمى بحركة الإخوان المسلمين , أنا أتذكر بأن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول الخليج من القوى الداعمة لمصر, أرسلت وزراء المالية لكي يساعدوا مصر.

الصحفي :قصدك أن اسلوب تعامل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول الخليج بصفة عامة مع الحالة المصرية كان مختلفاً عن الحالة اليمنية تماماً..؟

صالح : بالتأكيد.. كان دعماً سخياً ورائعاً لمصر, ولليمن قدمت لها دعماً لا أحد ينكر ذلك أبداً.

الصحفي :الدور السياسي للمملكة العربية السعودية..؟

صالح : دور جيد .. خاصة في 2011م وقفت المملكة إلى جانب الشعب اليمني وقدمت مساعدات كثيرة, ولكن على قدر حجم الشعب اليمني وسكانه يختلف عن مصر, فمصر أرسلت وزراء المالية ليقدموا لها الدعم الكامل.

الصحفي :كان سقوط مصر هو سقوط للأمة كلها..

صالح : بالضبط .

الصحفي :أرجو أنك تعذرني في هذا السؤال الذي سأوجهه.. لماذا من وجهة نظرك لما تقعد مع نفسك وتحلل, لماذا الرئيس علي عبدالله صالح في 2011و2012م هو الرئيس الوحيد والحاكم العربي الوحيد في ثورات الربيع العربي الذي لم يقتل , ربنا يحفظك ويحميك, ولم يسجن , ولم يحاكم لماذا..؟

صالح : لأني آمنت بالتغيير, وباركت التغيير وقدمت مبادرة سُميت بالمبادرة الخليجية فنحن قدمنا المبادرة كمخرج لليمنيين, وحتى لا تدخل في إراقة الدم, وقدمناها للإخوان في دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول الخليج عدى قطر, لم نقدم لها المبادرة وأعفيناها بأن لا تكون من ضمن المبادرين .

الصحفي :لماذا..؟

صالح : لأن قطر متآمرة, ليس علينا وحدنا, بل على مصر وعلى بقية الأقطار العربية, والشعب القطري شعب عظيم لكن بُلي بحاكم عنده ثروة , وعنده مال لم يستطع التصرف به إلا في دعم ثورات الربيع العربي, فنحن الذي قدمنا المبادرة , فبأي حق أسجن , وبأي حق أُنفى, وأنا المبادر بتسليم السلطة مباشرة , ولهذا فالشعب اليمني - حتى الذين كانوا في قمة المعارضة لعلي عبدالله صالح وهو في الحكم الآن تراجعوا في مواقعهم, لأن علي عبدالله صالح لا ذبح ولا قتل ولا سجن ولا تمسك بالسلطة ولا تمترس , ترك السلطة بل سلمها , فيقولون الآن لهذا نحن نحترمه .

الصحفي :هل زادت شعبيتك خلال الثلاث السنوات الأخيرة..؟

صالح : باستطاعتك أن توجه سؤالاً عاماً للمهتمين بالسياسية من اليمنيين ومن عدة أحزاب يردون على هذا السؤال ولست أنا الذي أرد عليه.

الصحفي :أنا رأيت صور سيادتك في العاصمة اليمنية صنعاء وأنا قادم إليك في الطريق, معلقينها مواطنون عاديون..؟

صالح : من أجل أن تكون في الصورة, أنا كنت في أمريكا قبل 22 فبراير2012م, ذهبت للعلاج وكان عليّ حضر إعلامي غربي أمريكي , وجهت من أمريكا خطاباً للشعب اليمني بأن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس هادي, ووجهت بنزول صوري من كل المكاتب ومن كل الشوارع ونزلوها بقرار مني, لأنه انتهت مهمتي , لم أعد رئيساً , فلتنزل الصور وليست مشكلة, الآن نتيجة لهذا الوضع الجميل الحالي بيهتموا بالصورة, ويتذكرون بأنه لا قتلنا ولا سحلنا ولا سجنا ولا تمترسنا وراء السلطة بل سلمناها طواعية هذا ما افهمه أنا, لكن تستطيع أن تسأل سياسيين آخرين.

الصحفي :قراءتك للمشهد السياسي اليمني الآن, هو مشهد يمكن غامض للآخرين, عندما نتحدث عن مستقبل اليمن, لا نستطيع قراءة الوضع حتى لو كنت محللاً أو خبيراً سياسياً كبيراً, نريد قراءة من خلال تاريخك؟

صالح : القراءة التي أقرأها أنا.. وحتى لا نظل نتشكى: طلعوا, نزلوا, خرجوا, دخلوا, أن الحل يكمن في الشروع في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية, فهذا هو المخرج أمام اليمنيين, بقية القضايا تناقش , القضية الجنوبية برمتها ومعالجتها , القضية الشمالية , وأي قضايا أخرى تعالج وتناقش في إطار شرعية جديدة تأتي في ثلاث محطات : البرلمانية - الرئاسية – المحلية في آن واحد , بما يساعد على تخفيف الكلفة والإنفاق.

الصحفي :تصويت واحد على ثلاثة انتخابات : على الرئيس والبرلمان والمحليات..

صالح : هذا هو الحل الوحيد, لكي يتجنب الناس الصراع , ويتجنبوا الاغتيالات بمسدسات كاتمة الصوت وبالموتورات (الدراجات النارية) وبالمتفجرات, لقد قتلوا قبل اسبوعين هامة من هامات اليمن الدكتور محمد عبدالملك المتوكل , كان هامة مثقفة وكان من المعارضين لي أنا شخصياً , لكنه معارض بالكلمة , غير متآمر , يتحاور , وإذا حاورته وأقنعته بالموضوع اقتنع , وإذا لم تستطع تقنعه يصرّ على رأيه, وليس أمامك سوى أن تحترمه وتحترم رأيه.

الصحفي :لكن عنف لا يوجد..

صالح : نعم.. كان رجلاً معارضاً نحترمه.

الصحفي :من الذي اغتاله..؟

صالح : هناك عدة اتهامات لعدة جهات, وأنا لا استطيع أن أجزم, الدولة هي المسئولة عن كشف من اغتال المتوكل.

الصحفي :بمناسبة الاستهداف والاغتيالات والعنف, ما هي تفاصيل تعرض سيادتك لمحاولة اغتيالك مؤخراً من خلال نفق تم حفره وصولاً إلى بيتك..؟

صالح : هناك مؤشرات كثيرة, لكن لا نستطيع أن نجزم ونحكم, لأنه لا يزال من المتهمين من هربوا ولجأوا إلى عند عبدالملك الحوثي في صعده, وهو وعدنا بتسليمهم لاستكمال التحقيق معهم, وهنا ناس معتقلون على ذمة هذا النفق, برغم أن علي عبدالله صالح ترك السلطة وسلمها بمحض إرادته لم يجبره أحد, فقد كان بيدي المال.. وبيدي الجيش, وبيدي الأمن, كان معي الشعب , لكن تركت السلطة تجنباً للتوترات ولإراقة الدم , لكن كثيراً منهم لا يريد أن يرى علي عبدالله صالح في الشارع, طيب أنا أقصيت نفسي من السلطة, وذهبت من السلطة لكنهم يريدون أن يختفي من على الأرض وهذه قناعتهم, ماذا نعمل لهم.

الصحفي :يمكن هناك سبب.. أقوله لك؟

صالح : لا .. لا تقول لي.


في الثلاثاء 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 08:44:23 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=40670