لهذه الأسباب .. انتصرت قبيلة أرحب
أحمد عايض
أحمد عايض

الكل كان يترقب إن جاز التعبير اندلاع معركة ضارية ربما تضاهي في عرفها المحلي " أم المعارك " بين الحوثيين ورجال القبائل في أرحب , تلك القبيلة التي تحولت إلى رمز روحي تملك نفوس كل أنصار الثورة الشبابية بعد سلسلة الانكسارات المصطنعة للمؤسسة العسكرية والمحافظات اليمنية,.

ذلك الإنكسار الذي مازال يأتي ضمن مخطط محلي وإقليمي تم الإتفاق عليه لكنه يبدو أنه خرج عن إطار السيطرة من الجهات الممولة والداعمة له.

اليوم هناك من يتحدث عن هزيمة أرحب أمام جموع الحوثيين , وهناك من هلل من وسائل الإعلام الممولة من قبل المخلوع والسيد وباتت عناوين صحفهم ومواقعهم "الحوثيون يسطرون على قبيلة أرحب و"معقل الزنداني والحنق تحت قبضة الحوثيين " .

لست بصدد سرد قائمة التشفي التي تبناها الحوثيون وعفاش , ولكن سأتحدث من زاوية أخرى , وهي الأهداف الجديدة التي وضعها الحوثيون لأنفسهم في خوض معركة إسترداد الكرامة , التي يبدو أن كل أهدافهم التي رسمت قد تبددت ولم يتحقق منها شيئ .

أعتقد أن إعلان شيوخ قبيلة أرحب عدم خوض أي معركة عسكرية في مواجهة ترسانة الجيش اليمني "الحرس الجمهوري " والمليشيات الحوثية , والسماح لهم بدخول أرحب بعد وعود من قبل لجان الوساطة وقيادات الحوثيين , بعدم القيام بأي أعمال انتقاميه ضد رموز القبيلة ورجالها الذين وقفوا ضد عفاش والحوثيين , قلبت الموازين لدى مخططي الحرب , وقدمت الحوثيين على أنهم جماعة تتحرك ضمن قاعدة نقض العهود والمواثيق " كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم " .

إذا أردنا أن نعرف كيف أستعد الحوثيون لمعركة إسترداد الكرامة علينا التأمل في مكونها الحربي , حيث تحدثت مصادر قبلية في أرحب أنها أحصت أن الحوثيين جهزوا أكثر من عشرين دبابة وثلاثين مدرعة وأكثر من مائة وخمسين طقما عسكري بإعتبار أن على كل طقم على متنه ثمانية مقاتلين فقط , وهو ما يعطي مؤشر متوسط عن تجهيز أكثر من ألف مقاتل لإخضاع أرحب .

يمكن القول أن الترسانة العسكرية التي تجهز بها الحوثيون قد أفشلها مشائخ ووجهاء أرحب , خاصة بعد المعلومات التي حصلوا عليها من تصدر الحرس العائلي "الحرس الجمهوري" الذي مازال تحت طوع الرئيس السابق في مقدمة الزاحفين على أرحب بكل قواتهم العسكرية التي تدفقت من جبل الصمع , ذلك اللواء الذي يحمل حسابات خاصة ضد قبيلة أرحب وقد مهد السيد وعفاش الوقت المناسب لتصفية تلك الحسابات.

الحوثيون خططوا لمعركة فاصلة لإلحاق هزيمة عسكرية بهم, لكن رجال القبائل فوتوا ذلك المخطط .

دخول الحوثيين قبيلة أرحب بهذه الطريقة يعتبر هزيمة سياسية ونفسية حسب المعيار العسكري والسياسي.

وهناك أربع مؤشرات على هزيمة الحوثيين في أرحب ., :

المؤشر الأول:  أن الحوثيين تعهدوا لأطراف محلية وإقليمية بأسر الشيخ عبدالمجيد الزنداني كونه مطلوب للإدارة الأمريكية ومدرج ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية ,وهو ما خيب ظنون السفارة ألأمريكية في الحوثيين بصنعاء, خاصة وقد أشعروا جهات أقليمية أن لديهم معلومات تفيد بتواجد الشيخ الزنداني في أرحب .

المؤشر الثاني : أطماعهم وأطماع عفاش في أسر القيادي الإصلاحي الشيخ منصور الحنق الذي قاد معركة النصر ضد الحوثيين في الحرب الأولي الذي تبين لاحقا أنه كان خارج اليمن.

المؤشر الثالث : أنهم كانوا يرغبون أن يدخلوا أرحب بعد نصر عسكري وليس بهذه الطريقة التي دخلوها وهم يشعرون بإنكسار داخلي , يفتقدون فيه لنشوة النصر الحربي التي تعودا فيه على إذلال خصومهم .

المؤشر الرابع : الذي يؤكد هزيمة الحوثيين هو اعتقادهم أن بها ترسانة سلاح عملاقه سيتم عرضها للرأي العام المحلي والدولي ومحاولة نشر أدلة تثبت أن حزب الإصلاح يملك مليشيات مسلحة وترسانة عسكرية هائلةلكن كل ذلك لم يتحقق ,لأن تلك أوهام أساس لها من الصحة .

عقب انهيار كل تلك الآمال "الانتقامية " لجأ الحوثيون إلى تفجير قيادات قبلية وتدمير مؤسسات الإصلاح الدينية , من مساجد ودور للقرآن الكريم ومنازل بعض قيادات الإصلاح في تسويق منتحر , شوه الحوثيين وقدمتهم كعصابات لا تحترم عهدا ولا ذمة .. ومع كل ذلك فقد إنتصرت أرحب , أو كما يقول اليوم رجال القبائل " الحوثيون دخلوا أرحب ,. فهل يستطيعون البقاء فيها.

  
في الإثنين 15 ديسمبر-كانون الأول 2014 11:14:00 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=40794