الترامبية والعولمة
كاتب صحفي/حسين الصادر
كاتب صحفي/حسين الصادر
#حسين الصادر
الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" ظاهرة أمريكية مثيره ليس في سلوكه والفاضة الفجة وحسب "ترامب" شكل ظاهرة جديدة في السلوك السياسي الأمريكي وأخترق التنظيمات السياسة الأمريكية ومنظومات الإعلام القوية والمؤثرة ,الى درجة ان بعض الكتاب وصفوا فوز "ترامب "بالربيع الغربي" أي ان ترامب أعتمد على الشارع وقاد حركة شعبية ووصف خصوم "ترامب" أنه رجل انتهازي وهذا الوصف يعني ببساطة أن "ترامب" تجاوز الهياكل السياسية ومنظومة الإعلام القوية والمؤثرة واستطاع تسويق الأخطاء ببساطة ولغة شعبوية .
لكن "ترامب" سوف يحدث ضجيج على المستوى الخارجي
وخاصة فيما يتعلق "بالعولمة" حاول الأمريكيون عبر وسائل عديدة أن يقنعوا العالم على مستوى الفكر السياسي 
بسيادة الرأسمالية واللبرالية كنهاية للتاريخ وانها النموذج الأخير للفكر السياسي الإنساني , وظلت امريكا تستخدم
مثل هذا التفكير في الدعاية الأمريكية على مدى عقود من الزمن .
وقامت في العقد الأخير بعملية تسويق واسعة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط للمفاهيم الأمريكية بوسائل مختلفة 
وصاحب ذلك ضغوط اقتصادية وكانت معظمها تستهدف القطاع العام للدول النامية .
ان العولمة بمفهومها البسيط هي تطوير لنظرية رائد الصناعة الأمريكية "فورد" عندما ابتكر خطوط التجميع للمنتج الواحد لكن في ذلك الزمن من عشرنيات القرن الماضي كان ذلك يتم داخل الولايات المتحدة ..
العولمة طورت من مركز الرأسمالية العالمية "اميركا"
الشركات متعددة الجنسية والعابرة للقارات وشكلت خطوط عالمية للمنتج الواحد ..
ظهور ترامب هو نتاج طبيعي لأزمة مستترة في النظام الرأسمالي الأمريكي حيث أصبحت تتضال الفرص أمام المواطن الأمريكي من حيث فرص العمل , لقد امتدت أذرع الشركات الى مناجم العمالة الرخيصة مثل العمالة الهندية في 
التقنيات . ولا ننسى ثقل الطاقة حيث لازالت تشكل ركيزة اساسية مؤثره على الرغم من الحديث عن فك الارتباط بين
بين النفط والدولار 
وأعتقد ان منظري العولمة قد أدركوا ذلك مبكراً فقد أعتبر "فرانسيس فوكو ياما" المنظر الأبرز للعولمة وسيادة النظام
الليبرالي في كتابة نهاية التاريخ عندما قال ( ان الهزيمة 
الانتخابية المذهلة التي الحقها دونالد ترامب بهيلاري كلنتون
تعتبر نقطة تحول مفصلية , ليس فقط بالنسبة للسياسة الأمريكية بل وللنظام العالمي بأسره )
أن البديل عن العولمة هي النزعة القومية , ترامب الملياردير القادم من رحم الرأسمالية هو رأسمالي متشدد في الوقت نفسه.,ان أول مرسوم قام بتوقيعه الرئيس "ترامب" في البيت الأبيض , مرسوم يقضي بتخفيف الأعباء التنظيمية المتعلقة بقانون الرعاية الصحية الذي انجزه سلفه بارك اوباما .
ويبقى السؤال الى اين يمضي الملياردير الرأسمالي "دونالد ترامب " بالرسمالية العالمية ؟.
أعتقد أنه من غير المفيد ان يتبادر الى الذهن أن ترامب يشبه 
أخر زعيم في الاتحاد السوفيتي "ميخائيل قربتشوف" ان الوضع مختلف تماماً .
كلما ما في جعبة ترامب بسيط نحن الأكثر خبرة وأن منتجاتنا وخدماتنا يجب ان يكون لها وضع الريادة في السوق
ونحد من تدفق منتجات الأخرين ,دونالد ترامب سوف يعكس الخوف والخشية من الانفتاح اللامحدود الأمر الذي أصبح هاجس رجل الشارع في الغرب .


في الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2017 03:20:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=42864