|
الاخ طارق محمد عبدالله صالح .. حياكم الله..
حمدا لله على السلامة بمناسبة ظهورك اليوم في شبوة بعد اربعين يوما من مقتلك وصلاة الجنازة عليك ودفنك في جامع الثنية وفق تأكيدات صديقك المقرب نبيل الصوفي.
تألمنا نحن بسطاء البلد لما اصابكم ومالحق بكم من نوائب الدهر يا طارق رغم انه لو لم يصبكم ذاك لاصابنا منكم أضعافه كما اصابنا منكم ومن حليفكم حين اختلفتم وحين اجتمعتم.
أخي طارق، هناك بعض البديهيات التي يفترض انك علمت بها جيدا.
اولا: لعلك ستلاحظ ان فئة من اليمنيين كانوا في قائمة اعداءك وجدتهم اليوم احتفوا بظهورك بينما محيطك وخاصتك انقسموا تجاهك بين شتام لك ومتهرب منك، فهل تدري سبب احتفاءهم هذا ؟!.
انهم يتوقعون اختلافك عن اخوتك وابناء عمك الراحل الذين لم نسمع منهم من يدين قتلة شخص عمره اقتربت من الثمانين.
يتوقعون ان تكون على علم بمن قتل عمك وقادر على تسميتهم بشجاعة، يتوقع الناس ان في ال عفاش بقية من نخوة العرب تسعفهم للحديث عن قاتل الرجل المسن ولديه الاستعداد للثأر له، نعم يتوقعون منك أن تثأر لعمك فقط بعد ان خذله بنيه واقاربه ومحبيه خصوصا أنك شهدت مقتله، وكنت شريكا له في أيامه الاخيرة ومطلعا على ما تعرض له.
لا تعتقد ابدا ان الناس الذين احتفوا بك يرون فيك بطلا او مسيحا مخلصا لهم فهم لا يحتاجوا مخلص، ولا ينقصهم قادة ولا قيادة دولة ولا تعتقد انهم نسوا جراحهم وارواحهم الغالية ولكن طباع كريمة امتلكوها جعلتهم يتجاسرون على الألم والحقد اللحظي.
ثانيا: تذكر جيدا انك الان في شبوة وقبلها كنت في مارب، هذه المناطق وحدها التي اتسعت لاربعينية عمك بعد ان ضاقت بجثمانه وصورته كل بلاد اليمن التي سلمها للإمامة، ومن الوفاء والاحسان ان تعتذروا لها اليوم وتصالحوها كما ان من الشجاعة ان تعتذر عن ما بدر منكم الفترة الماضية وتتصالح مع القيادات والقوى الوطنية وتضع نفسك كجندي تحت تصرف وتوجيه قيادة الدولة ممثلة برئيس الجمهورية ونائبه وقيادة جيش الجمهورية.
اخي طارق، مافات مات فلا تنتظر عودة سلطة غيرك لك بعد زوالها عنه، ولن يكون المستقبل اقسى عليكم مما مضى ان اخترتم المضي مع الشعب، وتذكر جيدا ان من سلمتم لهم دولة بجيشها وامنها بقيت انت ثلاث سنوات تترجى منهم السماح لك بمعسكر تقاتل فيه تحت امرتهم ولم يمنحونك ذلك رغم ما منحتهم، فلا تتوقع ممن اتخذتهم خصوما وفجرت في خصومتهم ان يمنحوك اكثر مما حلمت به من حلفاءكم.
وتذكر جيدا ان مؤسستكم العسكرية وثروتكم وعلاقاتكم بالمجتمع ثلث قرن لم تستطع حين وقعت المواجهة بينكم والحوثيين ان تسعفكم بخمسمائة فرد رغم انك كنت في صنعاء بين انصارك وخلفك عمك وتحتك مخازن لا تنفد وكان احتمال انتصاركم وارد جدا ووقف خلفكم العالم، فلا تتوقع اليوم انك قادر على استقطاب اكثر من هذا العدد بعد ان حال بينك وبينهم دم عمك وحواجز ونقاط حليفك وتبدد أملاككم فالسفر طويل ومشقاته وكلفته صعبة جدا لا يتحملها رجالك المتخمون والذين تعرضوا لتعبئة رهيبة تفوق الخيال والمنطق والاخلاق طوال ست سنوات ضد من احتميت بهم وبمناطقهم اليوم.
ختاما اخي طارق، أكرر لك بديهة مهمة جدا:
لا يحتاج الرئيس هادي الى شريك له ولا مفوضا عنه فقد كان في عمكم تجربة كافية، ولا الشرعية تبحث عن ولي امر يتحدث عنها ويزعم تبعيتها له، ولا الوطن الى ناطق باسمه، ولا الكعكة التي تحدث عنها عمك طويلا تنتظر من يأخذ نصيبه منها فلم يعد هناك كعكة اساسا ولا التحالف يبحث عن الزيف وبيع الوهم فالجميع اصبح مدركا للواقع وحجم اللاعبين.
لكن دم عمك المسفوح وجثمانه المفقود ينتظر من اقاربه شخصا يقول لقاتليه أنتم قتلة ولنا معكم ثأر حتى ولو لم يكون لديكم نية الثأر، فقط كي لا تشمت بكم العرب.
فهل بقي في ال عفاش رجل رشيد ؟!
في الجمعة 12 يناير-كانون الثاني 2018 05:30:45 م