هذا المشروع الإيراني فأين مشاريع العرب؟
د . يحيى الأحمدي
د . يحيى الأحمدي
 

حددت إيران مشروعها منذ وقت مبكر وأصبحنا نرى هذا المشروع يمضي بخطى ثابتة وبخطط واضحة، وهاهي إيران بادية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على شكل براميل متفجرة وألغام أرضية توزع قطعانها السلالية المدربة على تدمير كل شيء وقتل كل شيء يرمز للحياة، وتستخدمهم باسم الله في تحقيق أطماعها فتلتهم بذلك دولا عربية وتحولها إلى مسارح للفوضى..

لقد حشدت جمعا غفيرا من القتلة الذين يبكون على الحسين ويقتلون الآلاف من الأبرياء، ويلعنون أميركا وإسرائيل وينشرون الموت في العراق وسوريا ولبنان واليمن..

أرأيتم تلك العمائم السوداء وهي ترفرف على شموخ بغداد طلعها كأنه رؤوس الشياطين، هي نفسها من نفذت أكبر زلازل الحروب في المدن السورية، وهي نفسها من عطلت الحياة في بيروت وجعلت شعبا بأكمله يقضي أعواما يبحث عن رئيس توافقي، وهي ذاتها التي تفخخ الأجساد وتفجر المنازل وتحاصر المدن وتنشر القناصة على أسطح المنازل في اليمن ..

ذرية بعضها من بعض تقوم على القتل وتعيش على الدماء؛ لتشكل أبشع فكر سلالي يتعامل حاملوه مع المخالفين لهم فكريا تعامل المحتل.. يثأرون لمقتل أبي لؤلؤة، ويلحقون الهزيمة بعمر بن الخطاب.. ولا تخجل فتاة من أتباعهم في العشرين من عمرها أن تأخذ (سيلفيا) خلفيته جماجم ورؤوس وأشلاء اطفال حلب، ويخرج مسخ لهم من اليمن يتباهى بقصف مكة..

من يظن أن ما يجري مجرد خلاف آني فرضته ظروف المرحلة فهو واهم؛ فالمشروع قديم ومدروس، والحوزة واحدة، ولئن كان بشار الأسد القادم من كلية ملائكة الرحمة وربما لم يشهد أي معركة في حياته إلا أن الفكر الشيطاني جعل منه وحشا مفترسا يمارس أبشع الجرائم بحق الشعب السوري..

ولن يختلف عنه عبدالملك الحوثي المتخصص في حفر الكهوف وزراعة الألغام الذي لو تمكن من الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة لجعل اليمن والخليج رمادا.

السؤال أين يقف العرب من كل هذا الطوفان؟ وهل تحركات العرب بقدر الكارثة..؟

بكل أسف لم نجد للعرب أي مشروع؛ فهم يتخبطون في وحل الهزائم ويقبعون في براثن العار يسجلون أبشع خيباتهم.. فما زالوا غير مدركين هذا الخطر؛ يعيشون بغير هدف ولا مشروع.. باستثناء تجربة التحالف العربي التي للأسف تم إشغالها بمعارك جانبية وإلهائها بعدو وهمي لا أساس له ولا وجود، وظلت هذه التجربة منذ 4 سنوات تحاول الوقوف على كومة رمل متحركة..

أيها العرب.. أيها الخليجيون.. إن ما يحدث من عبث في العراق وسوريا ولبنان واليمن ويتدحرج بقوة نحو الخليج لا يمكن جعل مجابهته فرض كفاية إن قام به بعضهم سقط عن الآخر؛ لأن كل المعطيات تقول: إن هذا البركان لا يمكن معه أن تنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار ولا يمكنها العيش بسلام.

هناك فرصة لتدارك أكبر كارثة، وهناك إمكانية للملمة الجراح ومعالجة أصناف الاختلافات والقضايا الصغيرة بين الأطراف التي تتفق في كثير وتختلف في جزئيات هامشية ..

فعلى المستوى الداخلي اليمني هناك فرص لردم الفجوة بين المؤتمر والإصلاح والأحزاب القومية واليسارية فكل هؤلاء يمكن أن يلتقوا في نقاط محددة لا سيما وقد ذاقوا جميعا من كأس الذل وشبعوا مهانة المليشيات..

وبالمثل هناك انسجام كبير بين اليمن ودول التحالف؛ فالسعودية والامارات وكل دول الخليج يجمعهم هدف وتربطهم قضايا مصيرية.. وحين تتوحد الجبهة ستصبح أذرع إيران صاغرة محاصرة وسيكون عجز إيران أكبر في اختراق البلدان العربية..

صحيح سيبقى للمجتمع الدولي وضغوطاته ومسكناته، وستحاول جماعات الموت أن تتعلق بأستار إيران ومن معها.. لكن في الأخير لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تجبر شعوبا بأكملها أن تركع لمشاريع طائفية وعنصرية ولا يمكن للشعوب أن تقبل بأفكار ومشاريع ترى في أتباعها (سادة) و(أشرافا) في حين أن غيرهم مجرد أتباع وعبيد..

 
في الجمعة 17 مايو 2019 12:12:27 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=44336