حزب لإصلاح والبخيتي
عدنان العديني
عدنان العديني
  

يتحدث محمد البخيتي عن الإصلاح وبطريقة توحي وكأنه ولد للتو متناسياً أن تجاربنا السياسية أكثر من حروبهم وفي الوقت الذي كنا نسعى لتعمير البلاد وحراسة مصالح الشعب والشراكة في العمل السياسي والبحث عن صيغة صحيحة للمستقبل وإحداث التغيير كنتم تشنون الحروب على كل القوى الحية، كنا نخوض جولات نضال متسلحين بصوت الناخبين وكنتم تحشدون الميليشيات وتزرعون الفوضى متسلحين بصوت الرصاص، لقد كان سباقاً بين ذخيرة الحياة وذخيرة الموت بين صندوق الانتخابات الذي يقرره المواطن وصندوق البارود الذي تحكمه الهمجية والميليشيات.

نحن حزب سياسي هدفه الأول بناء الدولة والبحث عن ما يفيد البلد والشعب، وندور مع الدولة ومصالح اليمنيين حيث دارت وتذكر أنه لولا صلف جماعتك لكانت اليمن اليوم شيئاً آخر.

كانت الخطوة الأخيرة في اتجاه العودة للشعب والاحتكام لإرادته على وشك أن تتم وكنا مقبلين على استفتاء نقر به دستوراً جديداً يمثل خلاصة تلاقي العقول وحصيلة حوارات شاملة أسست لعقد اجتماعي وطني لكن أنتم ماذا فعلتم ؟ قطعتم طريق العودة إلى الشعب اليمني وأسقطتم الدولة واضعين البلد كله رهن الإرادة الدولية والبند السابع .. فرق كبير بين من راهن على الشعب واستخدم كل ثقله للعودة إلى الداخل وأراد أن تحضى الدولة بشرعية محلية وبين من راهن على الدعم الخارجي وتسبب في مجيئ كل الخارج إلينا، فلولا إسقاطكم للدولة وعاصمتها ما كان لليمن أن تفقد سيادتها ولا لليمنيين أن يختاروا الشتات.

إذا كان الشتات خياراً للمقاومة والنضال فسنختاره لنقاوم ونناضل لاستعادة دولة اليمنيين كما فعل كل المناضلين عبر التاريخ، وهذا لا يعيب المناضل بل يعيب من اجبره على هذه الخيارات، من قتل الإنسان وحاصر المدن وأسقط كل قيم الدين وأخلاق البشر.

على أننا لسنا في الشتات بل نحن مع اليمنيين في كل شبر وسنظل معهم وبهم وفيهم نناضل لاستعادة حقوق اليمنيين وحقهم في الدولة العادلة والحكم الرشيد.

لا أدرى كيف تجرؤ على أي دعوة للتقارب مع أي طرف بعد كل تجارب الغدر والخيانة التي ضربتم فيها كل من شارككم، هل أحتاج حقاً لأن أذكرك بعدد غدراتكم وخياناتكم وكم هي الاتفاقات التي عبرتم من خلالها فوق أجساد من وثقوا بكم؟

أنتم لستم أقوياء بالشكل الذي تحاولون الظهور به، وهذا القمع المضاعف الذي تديرون به ما يقع تحت أيديكم باعتباره معتقلاً كبيراً دليل الخوف الكامن في داخلكم من غضبة اليمني الحر، لقد أضحى كل يمني حر مشروع معتقل للهمجية المتسلحة بالغباء والعنجهية، وهو يشي بمقدار ضعفكم وهزالكم الداخلي وخوفكم من كل أبناء اليمن ومعرفتكم أن لا شرعية لوجودكم، اللهم إلا شرعية الموت التي تمدكم إيران بآلاتها وما تحتاجون له من سلاح ليس لكي تنتصروا بل لكي تحسن شروط تفاوضاتها وتقوي موقفها الاقليمي، كل إنجازاتكم أنكم جعلتم البلد الكبير ورقة بيد المفاوض الإيراني ليس أكثر.

لا تحدثني عن الأجنبي، أنتم تعرفون حقيقة كونكم مجرد مطايا لنظام الملالي الذي يحاول أن يستعملكم بندقية إيجار لإيذاء الجيران واستضعاف اليمنيين ولو لم تكونوا كذلك لما ربطتم مصيركم بحالة الصراع الذي تخوضه طهران. فالمسافة الواصلة بينكم وبين إيران تعكس نفسها على المسافة الفاصلة بينكم وبين اليمنيين، ويمكنني تذكيرك أنكم قتلتم اليمنيين وحاصرتم عاصمتهم وأسقطتم دولتهم وأظهرتم اليمن بشكل مخجل، بلد بلا دولة، كل ذلك قبل تدخل التحالف العربي، لقد اعتديتم على شرف اليمن منذ قررتم خوض الحرب ضد ميراث البلد السياسي وحصيلة كفاح اليمنيين ورصيد النضال الوطني وعلى رأسها الجمهورية.

قبل أن تدعو إلى أي حوار أدعوك لأن تعيد كتابة سيرتكم الذاتية كجماعة، اكتبها بصدق وبتجرد لكي تتذكر كل عوراتكم وستدرك حينها كم أن دعواتكم هشة ومتهافتة، انظر ولو لمرة واحدة في وجوه اليمنيين لتدرك كم أنكم في عزلة وكيف تحاولون الخروج من لعنة اليمني الحر، الموت وحده من يتجول معكم والأنين يتعالى من المدن والقرى والبيوت، هذه حصيلة تجربتكم، الوجع والندوب بل والاخاديد التي حفرتموها في وجه اليمن والأولى أن تفكروا ألف مرة في كيف ستتقاربون مع شعب الموجوعين قبل أن تتحدثوا عن أي تقارب سياسي.

نحن لانرفض التقارب مع أي طرف كان طالما كان يحترم الجمهورية والديموقراطية ويخضع لقوانين السياسة والديموقراطية، ونحن نسير مع كل رفاقنا من اليمنيين الاحرار لفرض سلطة الدولة واحترام الدستور ومتى ما خضعتم لإرادة اليمنيين واحترمتم سيادة الدولة ومؤسساتها وأعدتم كل ما نهبتموه واعتذرتم عن جرائمكم بحق اليمنيين فإننا ساعتها مع كل اليمنيين سنكون في خندق واحد لبناء اليمن الذي يتسع لكل اليمنيين وليس اليمن الذي تريدون تفصيله على جلباب السيد وقميص السلالة، نحن نعقد تفاهماتنا مع الأحزاب الوطنية وفق منطق الدولة، وليس مع عصابات تعتاش على الخداع والتضليل، وفي نهاية الأمر الإصلاح جزء من شرعية البلد أنتم بحاجة للاعتراف بها.

ان اعتقال قحطان، إن صح أن نسميه اعتقالاً، وهو يجلس على طاولة الحوار وحرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية وضرب هذا الطوق اللاأخلاقي عليه ومنع أي تواصل معه تعبير صارخ عن الخسة والوضاعة فضلاً عن كونه تعبيراً عن موقفكم من السلام ومن الإصلاح ومن كل يمني ذي كرامة، في المشاورات قايضتم القناص بأستاذ جامعي ومن قبض عليه وهو يقتل الأطفال بإعلامي وحين أتى موعد التنفيذ ماطلتم وأنتم قومٌ مطل.

اليمنيون أحرار منذ بدء التكوين، ولم يخلق بعد من يجبرهم على الركوع لمدعي السيادة أو الانكسار لجماعة، أدعوك كيمني أن تخرج من جلباب "السيد" لتدرك أن البلد أكبر من مجرد شخص وأن اليمن أوسع من جماعة وأن بناء الأوطان ليس مجرد بندقية عمياء.

أنت بحاجة أن تخلص لبلدك ووطنك وشعبك، ولكي تفعل ذلك يلزمك أن تطور منظومتك الثقافية لتتعدى ولو قليلا ملازم الجماعة التي تستخدمكم حطباً لأطماعها، انظر في القيادات من حولك، شركاتهم وأرصدتهم لتدرك أنك وأمثالك لستم أكثر من حطب يوقدونكم لتدفئة جماعة تتغول على حساب اليمن وشعبه وتاريخه وإرثه.

  
في السبت 13 يوليو-تموز 2019 07:26:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=44436