ماذا يحدث في مأرب.. قادسية العرب
علي الجرادي
علي الجرادي
 

جمع الحوثي كل ما يستطيع ( رغبة ورهبة ) من المحافظات التي يسيطر عليها.

استقدم معظم مقاتليه من جميع الجبهات المتوقفة والساكنة والمهادنة، دفع بقياداته التي خاضت كل حروبه السابقة، وضع كل تكتيكاته القتالية الحربية والسياسية والاعلامية والاجتماعية.

التواصل بالمشائخ والأفراد والضغط على أهالي المقاتلين المتواجدين في محافظات تحت سيطرته كما قام عن طريق الأرقام الموجودة عبر شركات الاتصالات التي لايزال يسيطر عليها بالتواصل الفردي وعبر لجان استخباراتية بالأفراد والمؤثرين في مواجهته خصوصا في محيط مدينة مارب أرغم التجار واصحاب المحلات وجمع أموال طائلة.

أعلن رسمياً عن ما أسماه المعركة الفاصلة والنهائية للسيطرة على مارب ترافقا مع تغيير في رؤية الادارة الامريكية بالضغط على التحالف والشرعية للوصول لاتفاق سلام وهو ما شجع الحوثي في الاندفاع لخوض معركة فاصلة تتحدد تبعا لنتائجها الاوزان السياسية ورسم ملامح جديدة لمستقبل اليمن والمنطقة تكون فيها ايران قائدة المنطقة بعد تحكمها وسيطرتها على اهم دول المنطقة العربية ( العراق، سوريا ، اليمن ، لبنان، والبقية كوجبة قادمة).

هذه كانت مخيلة راسمي الأهداف من وراء ما سموها بالمعركة المصيرية في مارب.

(مأرب) قادسية العرب الجديدة

مأرب هي رمزية اليمنيين كأصل الحضارات اليمنية ومنها انحدرت معظم القبائل اليمنية التي هاجرت واستقرت في شبه الجزيرة وبعض الدول العربية.

مأرب هي خلاصة اليمن الجمهوري وثوراتها في وجه الاستعمار والامامة وهي امتداد لكل من يؤمنون بالجمهورية والثورة والكرامة في وجه العنصرية

لذلك يمكن القول إن مأرب ( جيش وقبائل ومقاومة ) يخوضون معركة قادسية العرب الجديدة ويخوضون معركة فاصلة تحدد مستقبل اليمن والجزيرة.

ماذا فعلت مارب حتى الآن؟

خلال الأسبوع الأول تحطمت على تخوم مأرب معظم حشود الحوثي وانكسرت كل الانساق الذي دفع بها الحوثي باستثناء اختراق محدود في صرواح يتم التعامل معه

اتبعت مارب تكتيكات عسكرية ودفاعية نوعية وجديدة فاجأت الحوثي واصابته بخسائر مهولة وكبيرة.

امتصت مأرب كما ونوعا هذه الحشود عن طريق تنوع الاداء والانساق ما بين تشكيلات عسكرية وخبرة القبيلة القتالية.

تعزيز المحافظات المجاورة لمارب مثل شبوه وابين والجوف وبقية المحافظات مكنت مارب من تبديل انساقها الدفاعية تجنبا للإرهاق الذي راهنت عليه خطة الحوثي الهجومية.

يمكن القول أن الخطة الهجومية للحوثي التي اعتمدت على تعدد الانساق وتواليها قد فشلت واصابتهم بنكسة انعكست على معنويات الافراد والقيادات التي بدأت تلقي باللوم على قيادات عليا وضعت الخطة بمعزل عن تكتيكات مارب الدفاعية.

ساهم طيران التحالف بتوجيه ضربات نوعية في سلسلة الامدادات التي كان يعتمد عليها الحوثي لتعويض النقص والضحايا في الافراد

إذا استمرت المعركة بهذه الوتيرة وبهذا المستوى من الطرفين فان الايام القادمة قد نشهد انهيار حقيقي داخل البنية العسكرية والامنية لمليشيات الحوثي بفعل الخسائر المهولة في صفوفها ونوعياتهم وخبراتهم القتالية.

وكذلك بفعل انهيار معنوياتهم التي اعتمدت على اشاعة ان مارب تم السيطرة عليها وان المقاتلين سيذهبون لحراسة النفط والغاز في صحراء مارب.

قدرة مأرب على امتصاص الصدمة الأولى بهذه الحشود وتكسير انساق الحوثي يؤدي الى نتيجة واحدة (إذا كان الحوثي قد جمع ودفع ما لديه كمعركة مصيرية فإن مأرب قد انتصرت وما بعدها فإن مارب هي التي ستقرر ميدان المعركة القادمة).

*علي الجرادي - رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح

 
في الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2021 08:01:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=45331