قناة الجزيرة والحيادية المزعومة
عبدالباري محمد الشميري
عبدالباري محمد الشميري

مما لا شك فيه ان العالم العربي قد قفز قفزه كبيره في الجانب الإعلامي منذُ تسعينات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر ومازالت الأقمار الصناعية تتحفنا بين الحينة والأخرى بقنوات قد لا نستطيع تصنيفها او تحديد هويتها ولكن يبقي لكل قناة خصوصيتها ومنهجها الذي تتبعه مالم تبين لمتابعيها غير ذلك فتوضح هدفها والغاية من وجودها ومنهجية عملها .

فقناة الجزيرة (القطرية ) التي بين حين وآخر تصف نفسها بأنها مهنية وحيادية وأنها منبر من لا منبر له قد سقط قناعها وبدا وجهها الحقيقي للعيان .

 فالحديث عن حياديتها التي تتشدق به بين الحينة والأخرى قد يطول وقد يستطيل، وقد يتربع و يستدير، وليت أن طاقم الجزيرة يوضح لنا معنى حياديتهم بدقة، فيلجمنا عن التطاول على المحطة القطرية وعلى موضوعيتها وحياديتها .

ان الحيادية كمصطلح إعلامي وهم، أو بالأصح هو كذب وتضليل، تحاول مؤسسات إعلامية شتى من خلال هذا المصطلح الاستخفاف بعقول الجماهير. ولقد اقترح أساتذة إعلاميون في بلدان عديدة توضيح المصطلح بشكل واضح كأن يكون (حيادية مع أو حيادية ضد) .

فقناه تبلغ ميزانيتها  120 مليون دولار، هل هذه الميزانية الضخمة وضعت من اجل الموضوعية ونقل الخبر مجرداً من عواطف ورغبات ملاك هذه القناة .

وإذا قلت لي أن برامجها وأخبارها المنتقاه توخذ بتجرد مطلق وليس لملاكها اومن يقدمون لها الدعم أي دخل في ما ينشر فيها وانما تقديمها يعَد في سبيل الخبر وإرضاءً لعيون التحقيق وتقديراً لسيادة المقال!!. فهذا لا يمكن، وإلا ستكون المحطة بلا هدف، ولا نتصور أن الحكومة القطرية اشترت الجزيرة، ودفعت لها الملايين، ونشرت لها المراسلين، فقط من أجل تقديم الاخبار دون انحياز .

إن الأخبار والتقرير الموجه من قبل قناة الجزيرة على اليمن هذه الأيام لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة او تحت طائلة الحيادية , فهل اختيار خبر دون غيره لعرضه على القناة، يعكس حيادية في أهداف المحطة القطرية، أم أن الصدفة وحدها ورأي المحرر ومشاعره هي التي تقرر اختيار هذا الخبر دون ذلك .

فكم من خبر أظهرته قناة الجزيرة الحيادية بل وزينته لأنه يسيء إلى ما تحب "قطر" الإساءة إليه؟ .

إن الحيادية المزعومة للقناه القطرية بات اليوم أشبه بأكذوبة الهيكل الذي يتذرع به حاخامات اليهود ولم يعد للمشاهد الكريم ادنى شك بأن قناة الجزيرة تسييس أخبارها وتقاريرها تبعاً لسياسة قطر فمن رضيت عنه قطر رضيت عنه الجزيرة ومن عادته قطر فتحت علية أبواب الأخبار المنتقاه والتقارير الممنهجه .

وكما لا يخفى على الجميع أن الجزيرة قد ساهمت وبشكل كبير في زعزعة وحدة الصف العربي وبث العداء والخلافات بين الدول العربية من خلال المواد التي تتناولها هذه القناه .

إن مثل هذه السياسات لا تخدم الا المستعمر ولا يستفيد من خلخلة وحده الصف العربي غير كيان الاحتلال الصهيوني .

ويجب أن لا ننسى تلك الخريطة التي تعرض الأرض العربية المحتله ارض فلسطين على شاشة هذه القناة و قد كتب على جزء منها إسرائيل.

 هذه مسألة لا بد من التركيز عليها في قضية كتابة لفظ إسرائيل مكان لفظ فلسطين، فالحيادية تقتضي أن تكتب فلسطين لأنها كذلك، ولم تكن يوماً إسرائيل، فأين الحيادية في اختيار كلمة إسرائيل. وإذا تطلّب الأمر تعصباً للحيادية كما تحاول الجزيرة إفهامنا وأن لا علاقة لها بالمسألة، أو أنها ربما لم تدرس التاريخ جيداً، فلتحذف كلمة إسرائيل وكلمة فلسطين ولتضع لفظة جديدة مثل(مناطق الصراع).

وفي الأخير أضع هذا التساؤل والذي هو من باب الافتراض لا سمح الله ووقفت اليمن ضد المصلحة الوطنية لدولة قطر كما تفعل الآن قطر مع اليمن - والذي لا يمكن أن يحدث من قبل اليمن لأي شقيق عربي مهما كان .

 فهل الجزيرة ستلعب نفس الدور ؟

 وهل سنشاهد على شاشة الجزيرة استفتاء عن وحدة قطر وسلامة أراضية بـ( نعم او لا )؟؟؟؟؟

فأين الضمير العربي !!!!


في الثلاثاء 19 مايو 2009 08:46:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=5340