هل يدركها قادة اللقاء المشترك ..أخر تقنيات التزوير . . . الصدمة والترويع
ريما الشامي
ريما الشامي

" مأرب برس - خاص "

استخدام المال العام وإمكانيات الدولة من وظيفة عامة وجيش واعلام ومشاريع خدمية في حسم نتيجة الانتخابات لصالح طرف معين يعتبر هذا اسلوب تقليدي جدا

كذا ارهاب الناس وتهديدهم بالحروب الاهلية والاضطرابات الداخلية والمستقبل المجهول للبلدفي حالة التعبير عن قناعاتهم الحقيقية أيضا طبيعي ولم يأت بجديد

 خلق الاشاعات وصناعة الازمات وتوجيه الحلفاء بالقيام بالتفجيرات ثم ربطها مباشرة بخطاب مرشح المعارضة الناقد للفساد والحكم الفردي هو جزءا من سياسة حكم وطن لمدة 28 عاما مضت

 تخوين الخصوم والزج بارهابيين حلفاء في موكب مرشح المعارضة ثم تجاوزمرشح السلطة لكل هيئات الدولة المتجاوزة والغير موجودة أصلا واستخدام منصب رئيس الجمهورية في اتهام مرشح المعارضة بأنه ارهابي وبالصور ايضا شئ متوقع في اطار الهستيريا التي نتجت عن كشف مظالم هذا الوطن المحكوم بالفساد والاستبداد

 ونم ثم فان تزوير الانتخابات عمليا وعلنيا وبالمكشوف في المراكز والدوائر الانتخابية هو حالة روتينية اعتيادية وخصوصية يمنية أيضا لا خلاف عليها وقد يكون الفارق هنا في هذه الانتخابات هو اهميتها وقوة التزوير فيها نتيجة همجية استخدام مقدرات البلاد في تزوير ارادة الناس

 سجل انتخابي مزور ولجنة عليا للانتخابات مرتبطة شخصيا بمرشح السلطة هي هوية يمينية ولا غبار عليها

لكن هناك مبتكرات وتقنيات استتثنائية عن المعتاد انتقلت بالانتخابات اليمنية من اطارها المحلي الى مصاف العالمية و وبامتياز من خلال الاستفادة من التجارب الانسانية وتطبيقها في الانتخابات اليمنية وبالتحديد طبقت أحدث اليات النظريات الحديثة وتقنيات التطور الانساني ووظفت في واقع هذه الانتخابات ولم تعد الانتخابات اليمنية خاضعة لممارسات التزوير التقليدية رغم تراكم خيرات التزويرعلى مدى عقود خاصة في وضع مجتمعنا كانت كافية بحسم نتائج هذه الانتخابات لكن عموما التغيي والتحديث يوفر فرصا اكبر للنجاح .

ببساطة فان تقنية المارينز الامريكي في الحروب الامريكية الحديثة على مايسمى بالارهاب تم تطبيقها وبامتياز في الانتخابات اليمنية وكانت النتائج ناجحة وبكافة المقاييس .

قالنظرية الامريكية المشهورة بالصدمة والترويع التي تستخدمها في حروبها في العراق وافغانستان هي ذات النظرية التي تجري اليوم عمليا في واقع الانتخابات وسط ذهول وعدم استيعاب المعارضة لما يحدث ومن ثم استجابة غير واعية للتعامل مع معطيات الصدمة والترويع

بعد دخول كافة امكانيات الدولة في الانتخابات ونزولها بثقلها وتوظيفها لمرشح الحزب الحاكم الذي يمتلك كل سلطات ومقدرات هذه الدولة الى جانب الحرب النفسية ضد المعارضة التي بلغت ذروتها قبل يوم الاقتراع باتهام مرشحها بالارهاب مباشرة من قبل رئيس الجمهورية ليقوم رئيس لجنة ادارة الانتخابات ( المحايدة جدا ) وبعد اقل من 3 ساعات من اغلاق عملية الاقتراع في عملية استغلال ذكي لعامل الوقت بالاعلان عن فوز مرشح السلطة واكتساحه لمرشح المعارضة وزبنسبة كبيرة جدا غير قابلة للمقارنة او المقارية

 وفي اعلان رئيس لجنة ادارة الانتخابات هذا فيه توجيه رسالة قوية للشعب تعتبر بمثابة صدمة لترويع المعارضة وشل قدراتها وارباكها وتعطيل امكاناتها في القيام بوظائفها الحقيقية والمفترض ان تقوم بها في رقابة هذه الانتخابات لتنحصر المعارضة في اطار التعامل مع هذا الحدث الذي لم يكن في الحسبان وكيفية التعامل معه الامر الذي يوفرتغطية للمخالفات وأعمال التزوير وبنفس الوقت يفتح المجال على أوسع نطاق لممارسات عمليات التزوير الاعتيادية المعروفة وكذلك غير الاعتيادية بكل حرية - في ظل استغلال وضع المعارضة المرتبك بفعل الصدمة والترويع - خاصة تمرير عمليات التزوير النوعية التي ينبغي تمريرها مقارنة بأهمية هذه الانتخابات منها على سبيل المثال البطاقات المزورة البالغة اكثر من مليونين بطاقة وكذا التعامل مع المراكز والدوائر المحسومة لصالح المعارضة بالاساليب المعتادة

ومن ثم تستطيع السلطة نقل المعارضة الى المربع الذي تريده فيها وهو مايحدث الان بالضبط عندما تنشغل المعارضة عن الدفاع عن حقوقها في المنافسة والاصوات التي حصلت عليها وكشف ممارسات التزوير التي قد تعرقلها حتى بنسبة 5% عن نسبتها الحقيقية لتفوم في المقابل بغض الطرف عن حقوقها وضمان ادنى حدود النزاهة والمصداقية للانتخابات وتلجأ تحت ضغط الشارع المحرجة منه والذي كانت تراهن عليه الى مجرد محاولة التقليص من فارق النسبة بين مرشح السلطة ومرشح المعارضة حسبما اعلن عنه رئيس لجنة ادارة الانتخابات

والوقائع الجارية الان في الانتخابات تسير وفق معطيات هذه الالية التي احدثته الصدمة والترويع التي أضافت للانتخابات حيوية وتعقيدا اكبر ومخاطر أعظم ان استمرت المعارضة في التعامل السلبي الغير واع والجزئي القاصر مع معطيات وظروف المرحلةالتي تتفاعل احداثها سريعا لتجد الامعارضة نفسها في النهاية في الحيز الذي رسمته لها السلطة لتظلق عليها رصاصة الرحمة بكل برود

ليس أمام المعارضة اليوم الا نقل الحقائق كما هيوتوضيح ظروف مايجري ومعطيات المرحلة للرأي العام وللشعب وللعالم اجمع أما التعامل مع الامر الواقع فانه يعد قبولا بنتائج التزوير التي سوف تتأسس عليها مرحلة مقبلة هي تواصل لمراحل سابقة يعلم الله الى أين ستؤدي بالوطن لكن هذه المرة ستكون المعارضة شريكا في هذه المرحلة وكوراثها ومأسيها كونها ساهمت في المشاركة في انتاج شرعيتهاوكانت شاهد زور في تزوير ارادة شعب يبدو أن أقل ماينتظره من من نتائج هذه الانتخابات هو التسريع باجرات توريث الحكم بناء على تفويض شعبي .


في الجمعة 22 سبتمبر-أيلول 2006 01:35:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=563