ماذا يعني (الفالنتاين) في عدن وصنعاء؟
مأرب برس
مأرب برس

مأرب برس- صنعاء- عدن: نشوان العثماني/ فارس الجلال/ شذى العليمي:

 

اليوم الأحد هو "عيد الحب" أو "عيد العشاق" أو "الفالنتاين" الذكرى التي يحتفي بها العالم في الرابع عشر من فبراير "شباط" من كل عام, بالورود والقلوب الحمراء, تخليدا لذكرى قسيس روماني عاش في القرن الثالث الميلادي, تواترت حوله أكثر من رواية.

تقول أرجحها إن "الفالنتاين" هو قسيس كان يعيش في القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور (كلاوديس الثاني) وأثناء حروب الإمبراطورية الرومانية, وجد الإمبراطور قدرة المحاربين غير المتزوجين على الحرب أكبر من المتزوجين فمنعهم من الزواج، إلا أن القسيس "فالنتاين" ظل يعقد الزيجات سراً، فاكتشفوا أمره، فسجن، ثم تعرف إلى ابنة السجّان وهو في السجن، وكانت مريضة، فوقع في حبها، وقيل إنه تعرف على ابنة الإمبراطور نفسه, وقبل إعدامه في الرابع عشر من فبراير 270م أرسل لها بطاقة (من المخلص فالنتاين), وأضحت ذكرى وفاته عيدا للحب يتجدد كل عام.

وظلت مع هذه الذكرى قلوب تهفو بالحب, وتتزين للاحتفاء.

في صنعاء وعدن, كيف هو "عيد الحب", أو "الفالنتاين"؟. "مأرب برس" أجرى هذا الاستطلاع في أهم المدن اليمنية, ووجد أن النسبة تتأرجح كالقلوب الحمراء التي تباع على واجهات محلات الزهور, وعليها الـ" LOVE " الكلمة التي يعشقها العاشقون, وتترنم بها قلوب المحبين, وشفاههم.

صنعاء.. الجيل الجديد أكثر عشقا للاحتفاء

"الإقبال" عند علي العودي, صاحب محل "جابريلا للزهور", "يتراوح بين الخفيف والجيد", والذكور في صنعاء أكثر من الإناث شراء للزهور من "جابريلا".

"هناك أناس معارضون وآخرون مؤيدون" لـ"الفالنتاين", و"الجيل الجديد" كما يراه العودي "مؤيد" في حين أن "الجيل القديم معارض" لهذه المناسبة. والزهور التي يبيعها العودي في عيد الحب هي زهور الـ"روز الحمراء", إضافة إلى "القرنفل, والجلاديولا".

وفي محل "جابريلا" دخل للتو شاب وفتاة, وأقبلا على الـ"روز", إلا أنهما رفضا التحدث عن عيد الحب, قال الشاب, ولم يذكر اسمه "لا أفضل" الاحتفاء بـ"الفالنتاين".

مناسبة دخيلة

أيضا فارس حيدرة "27" عاما, يعمل في مطعم بجولة بغداد بصنعاء, يعتبر عيد الحب "مناسبة دخيلة", إلا أنه يؤكد أن "هناك إقبال كبير من الشباب", وفي 14 فبراير "يطغى اللون الأحمر كنوع من التقليد".

صاحب محل "برادايز" علي منصر "26 عاما" كلا الجنسين يشترون منه الورود, إلا أن "الأوضاع المعيشية لعبت دورا في تقليل الإقبال. كان الإقبال العام الماضي أكثر", و"الأجانب يأتون أكثر من اليمنيين".

بائعو الزهور لا يعترفون بالفالنتاين

"منصر" امتنع عن رأيه في عيد الحب, وإن كان يبيع للمحبين الزهور الأثيوبية واليمنية, من "الروز, والقرنفل", و"عيد الحب" يدر عليه "زيادة ملحوظة مقارنة بالأيام العادية".

محمد محمد قاسم التركي- صاحب مزرعة في محافظة المحويت, لا يحتفل بعيد الحب, فهو "حرام وبدعة", وأيضا رفعت عبد الحكيم "20 عاما" لا يعترف "بهذه المناسبة".

وعبد الحكيم يملك محل "زهور رومانس", من خبرته فـ"الجيل الجديد إضافة إلى الجيل القديم المتحضر من الذين تربوا وعاشوا في الخارج هما الأكثر إقبالا على الاحتفاء بعيد الحب, والإناث أكثرهم".

في عيد الحب وعيد الأم يبيع عبد الحكيم "الروز الأحمر", وهو يشعر أن الإقبال متدن هذه السنة عن السنة الماضية "بسبب الأحوال المعيشية".

الحب بلا موعد ولا عنوان

أما ماجد الداعري- صحفي في موقع "مأرب برس" فـ"الحب ليس له مناسبة ولا موعد ولا وقت ولا زمن محدد", وإنما "يأتي بلا موعد ولا عنوان ولا دليل سفر أو مواصلات", ويستدل "تقول على أيش جننت وما تدري/ بأن الحب أعظم مما في المجانين/ الحب ليس يفيق الدهر صاحبه/ وإنما يصرع المجنون في حين", (قيس بن الملوح).

وبالنسبة للداعري, فـ"ليس بإمكان المحبين التحكم بمواعيده أو لحظات نوباته الجنونية الممتعة وإنما هو كما قال نزار قباني: الحب في الأرض بعض من تخيلنا/ لو لم نجده عليها لاخترعناه".

وعيد الحب, هو "من طقوس الجاهلية التي ما زالت تتواجد مع مطلع القرن الواحد والعشرين, وبصورة ورود وفنايل حمراء لا تعبر إلا عن مشاعر جوفاء وأحاسيس هزيلة شبيهة بأحاسيس عشاق الزمن الحاضر", ويضيف الداعري "لا أحتفل, ولا أؤمن به, ولا أعتقد أن فكرة الاحتفاء تعبر عن الحب الحقيقي".

في عدن.. المشاركة بالأفراح والأعياد شيء جميل

الاستعدادات لعيد الحب تتواصل منذ بداية "فبراير", ويقول جياب قائد, من عدن, إن أكثر ما يبيعه هو الورود والعطورات والدببة, وهذا يعتبر أول عام بالنسبة لمحلهم الذي يفتتح بعيد الحب, فالشركة التي أعاقته بحجة الجانب الديني.

يضيف أن الاهتمام كان على عيد الأم, "لكن هذه المرة انقلب وصار الاهتمام أكثر على عيد الحب وظهر ذلك من خلال الإقبال الكبير لهذا العام فيما يخص (الفالنتاين) بينما كان ضعيفا في عيد الأم وهذا ربما يكون سببه التأثر بالقنوات الفضائية والمسلسلات والأغاني والفيديو كليبات", هكذا ينظر قائد.

من أمريكا إلى اليمن لتقديم هدية

"للأسف أن الحب الذي يقال عنه الآن هو مجرد اسم لا فعل ويمارس ضمن التقليد للغرب", وفقا للرأي الشخصي لـ"جياب", أما "طلال", كليهما التقينا بهما في عدن, فقد قدم من أمريكا إلى اليمن بعد أن علم أن هناك احتفالات تمارس في اليمن بعيد الحب وجاء ليقدم لخطيبته هدايا في هذا العيد.

"طلال" اعتبر أن هذا شيء جميل أن الناس تحتفل بهذا العيد, فهو "سيقدم لخطيبته ورود وذهب ودُب بهذا اليوم".

لكن "بسام" يعارض هذا الشيء فـ"عيد الحب هو شعور لدى الغربيين بنقص في الحب ولذلك يفتقدوه وهو دخيل علينا كعرب ومسلمين ولا يمت إلى عاداتنا وتقاليدنا بشيء". عوضا عن ذلك فهو يعارض الاحتفال بهذا العيد وينصح على عدم الاحتفال به "حتى لا نكون مقلدين للغرب".

كل الأيام حب

في القرب من أحد المحلات بدت "منى" حائرة وهي تنتقل من محل إلى آخر, "أبحث عن هدية", والحب عندها "ليس يوما معينا فكل الأيام أيام حب", ولكنها لا تمانع من أن تكون هناك مناسبة يحتفل فيها الجميع ليعبر كل عن مشاعره وأحاسيسه تجاه الشخص الذي يحبه, "ولذلك أنا مع هذه المناسبة ولست ضدها".

"وضاح عبد الرحمن" بائع الهدايا في بيت الطيب والطيبات قال إن أكثر ما يباع من بضاعته "الورود الحمراء الطبيعية" والتي يبيعها على مدار السنة, ويصل سعرها من 450 إلى 1000, و"أكثر من يرتاد المحل لشراء الهدايا وأهمها العطور والورود والدببة والساعات هن الفتيات بنسبة 80%". ووضاح معارض لعيد الحب, "باعتباره مخالف لديننا".

نعم إنه يوم الحب

على ساحل أبين ارتسم مشهد جميل, حبيبان متشابكي الأيدي يستنشقان عذوبة الشاطئ.. أتعرفان ما يوم غد (اليوم)؟ "نعم إنه يوم الحب". هما لا يعارضان الفالنتاين "مع الاحتفال بعيد الحب".

العم "صالح" أشار إلى أن الماضي كان "أجمل بكثير من الحاضر", فكان للحب معنى إنساني بكل ما تعنيه الكلمة. وهو لا يمانع "إذا كان الحب لشيء سامٍ ينتهي نهاية اجتماعية صحيحة", لكنه "للأسف صار مفتعلا ومبتذلا ومبالغا فيه يخرج عن الأشياء اللأخلاقية والتي أصبحت الآن هي السائد والتي من أجلها يقام الاحتفال بهذا اليوم".

حدث غير اخلاقي

"ريم" كانت صريحة. استغربتْ أن هناك احتفالا يجري بهذا اليوم حين علمت أن "فالنتاين" الرجل القديس الذي يحتفل بيوم قتله كان قد زنى بامرأة فتم إعدامه, "ونأتي نحن العرب والمسلمين نحتفل بهذا اليوم وبهذا الحدث غير الأخلاقي والذي يجعلنا نمجد شخصا نجسا".

"فإذا كان هناك يوم أريد أن احتفل به فلا يمكن أن يكون هذا اليوم (14 فبراير), فالشخص الذي سأرتبط به سأجعل من المناسبة التي جمعتني به هي اليوم الذي سنحفل فيه".

أما صديقتها "ل" فـ"من غير اللازم أن نخصص للحب يوما, فهو كل يوم, وممكن أعبر عنه في كل الأيام في الوقت الذي أنا محتاجة أعبر عنه", إلا أنها لا تمانع "أن نحتفل بهذا اليوم فالانتماء والمشاركة بالأفراح والأعياد شي جميل".

وهذا اليوم "ليس مخصصا للمحبين والعشاق وإنما هو الحب لكل شيء جميل لحب الناس والحياة والبيئة والطبيعة", هكذا تعتقد "ل".

جميل أن نمارس الحب

عيد الحب عند "عدنان الجعفري" يفترض "أن يكون في كل أيام السنة, عيد حب ومودة, إذ لا يستطيع أحد أن يقدر معنى الحب", ويتمنى أن يكون التبادل بالهدايا "يوميا" والهدية "يجب أن تكون هدية حب وليس هدية مصلحة", وهو يقول إن هذا شيء جميل "أن نلمسه في حياتنا ومجتمعنا, وأن نمارس الحب", وفي الزمن الحاضر "تزايدت الهدايا والمصالح ولا نستطيع أن نجمع بين المصلحة والهدية والحب والإخاء والمودة".

يوم الإفصاح

الصحفي "فارس الجلال" المشارك في هذا الاستطلاع من عدن, يرى أن "أجمل ما في الحياة هو الحب", وهو عنده "كلمة ذات دلالات وتعبر عن أحاسيس ومشاعر الكل يمتلكها ويريد أن يفصح عنها", إنما "متى وكيف؟", وهنا يبقى الاختلاف عند الجلال, فهو لا يطيق المناسبة التي أطلق عليها اسم (الفالنتاين) "فلا أحب أن أكون مقلدا لكل شاردة وواردة."

إلا أن الجلال مع الاحتفال بالحب, ولكن "على طريقتنا العربية والإسلامية في أن نخلق يوما يكون يوم الحب العربي", ويفضل "أن يكون كل يوم هو يوم عيد حب نمارسه مع الجميع وخاصة مع من نحبهم", ويعتبر أهم يوم في علاقته الشخصية هو "يوم الإفصاح عن حبك لذلك الشخص الذي استطعت أن تعطيه حقه مما هو بداخلك تجاهه, وإن كان شريك الحياة هو الأهم في ذلك والذي يمكن أن تعطيه ذلك الحب".

الصحفية "شذى العليمي" وهي مشاركة في هذا الاستطلاع من عدن أيضا, أكدت على وقوفها الكامل مع هذا اليوم, فـ"جميل أن يكون للحب يوم يعبر فيه الشخص عن مشاعره", وهذا اليوم "يوم جمع للمحبين. قلبان يفصح كل منهما عن الآخر لما يحمله له من غلا", والعليمي والجلال متفقان على أنه "يوم الإفصاح".

و"عملية التواصل بهذا اليوم وكيفية التعبير فيها" عند العليمي "قد يكون بهدية. باتصال. برسالة, وربما كلمة يعبر فيها الشخص عن مشاعره وأحاسيسه". وتفضل أن يكون هذا اليوم "هو يوم التسامح بين المتخاصمين, إذ كل منهما يصفح عن الآخر؛ لطي صفحة", مما أسمته بـ"الزعل".


في الإثنين 15 فبراير-شباط 2010 05:15:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=6520