المشترك والإصلاح ما القاسم المشترك ؟
طارق عثمان
طارق عثمان

  مأرب برس/ خاص  اذا كانت صرخة اليمني المظلوم هي سبب حلف الفضول قبل الإسلام فان صراخ اليمنيين المظلومين اليوم هو الداعي الى قيام تحالف اللقاء المشترك ....

اذا كانت صرخة اليمني المظلوم هي سبب حلف الفضول قبل الإسلام فان صراخ اليمنيين المظلومين اليوم هو الداعي الى قيام تحالف اللقاء المشترك ....

يمني الماضي الغابر ( تاجر من زبيد ) استغل ( العاص بن وائل السهمي) غربته وضعفه فماطلة في سداد قيمة تجارته.... 

 ويمني اليوم الحاضر مواطن (موظف، وفلاح، وعامل، وعسكري ) يماطل في كل حقوقه من ( العصاة ) مستغلين ضعفه أوجهله أوفقره أوحاجته او غربته ....

بالامس الغابر اجتمع فضلاء قريش في حلف على نصرة المظلوم يتعاهدوا ألا يدعوا ببطن مكة مظلوما من أهلها أو من سائر الناس إلا كانوا معه على ظالمه حتى ترد له مظلمته، حلف   قال عنه رسول الله بعد ذلك لقد شهدت في دار عبد الله إبن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الاسلام لاجبت ". وحلف اليوم اجتمع فضلاء اليمن من المسلمين الموحدين ووضعوا ميثاقا وعهدا اسموه برنامج (مشروع احزاب اللقاء المشترك للاصلاح السياسي والاداري الشامل ) تتمحور معظم بنوده حول رفع الظلم وايقاف (التدهور المضطرد في الأوضاع العامة للبلاد) وهذه بعض المظالم التي قام المشترك لرفعها وهي لعمري اكبر بكثير مما وقع على ( التاجر اليمني ) .

في المجال السياسي ...

1-غياب دولة القانون و المؤسسات 2- وانعدام المساواة أمام القانون 3 - وتركيز السلطة في يد رئيس الدولة .4- تحويل العملية السياسية برمتها إلى مظاهر شكلية 5- تكريس الحكم الفردي 6-انعدام شروط النزاهة والتكافؤ في الانتخابات 7- وإفراغ التعددية الحزبية من مضامينها، وتفكيك أحزاب المعارضة واستنساخ بدائلها 8- وتحريض القوات المسلحة والأمن على أحزاب المعارضة، 9-- و تسخير المال العام، والوظيفة العامة، وكل مقدرات الدولة لصالح الحزب الحاكم 10- و إكراه الكثير من موظفي الدولة على الانضمام إليه ، والتخلي عن انتماءاتهم الحزبية كشرط لاستمرارهم في وظائفهم، ومنحهم الدرجات الوظيفية والترقيات المستحقة لهم قانونا11 - وتزايد الانتهاكات لحرية التعبير، 11- وتزايد حالات الاعتقالات التعسفية دون إحالة إلى النيابة و المحاكم 12 - وانتهاك حق المواطنين في تنظيم أنفسهم، سياسيا ومهنيا، وتجميد العديد من النقابات والاتحادات والجمعيات ومختلف المنظمات الأهلية.

في المجال الاقتصادي ...

1- تخلف عملية التنمية 2- عزوف رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية عن الاستثمار في البلد 3- استغلال المسئولين لسلطاتهم في مزاحمة التجار والمستثمرين وفرض الشراكات الجائرة عليهم، 4 - استفحال الفقر واتساع رقعته لتشمل غالبية السكان5- وصول نسبة العاطلين عن العمل إلى مستويات خطيرة جد ا 6 - التدني المريع لدخل الفرد إلى درجة تحتل معها اليمن موقع البلد الأكثر فقرا والأقل نموا بين مجموعة قليلة من الدول تأتي في آخر قائمة دول العالم 7- والتراجع المضطرد لمستوى خدمات التعليم والصحة والكهرباء وبقية الخدمات الاجتماعية 8- وتخلف مستوى وكفاءة البني الأساسية .

فاجتمع اصحاب حلف الفضول الجديد على ...

أولا :ترسيخ النظام الجمهوري، وإقامة حكم ديمقراطي رشيد وعادل، يحقق التوازن بين سلطات الدولة، ويطلق الممارسات الديمقراطية، ويضمن الحقوق والحريات، ويوسع قاعدة المشاركة السياسية، ويوفر شروط التداول السلمي للسلطة كأساس متين للاستقرار السياسي ، ويمكن المرأة اليمنية من ممارسة حقوقها الدستورية والقانونية وقيامها بدورها الإيجابي في الحياة العامة..

ثانيا : إيجاد مجتمع مدني قوي مسلح بمؤسسات منيعة تستمد قوتها من استقلاليتها ومن قدرتها على تمثيل مصالح المجتمع والدفاع عنها , ووضع حد لطغيان النزعات الشمولية والميول نحو الاستبداد الفردي أو الفئوي.

ثالثا :تحريك عجلة التنمية المستدامة إلى الأمام , ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة , والعمل من أجل تحقيق العدالة، وتحسين ظروف المعيشة لكل المواطنين, ومحاربة الفساد والقضاء على العوامل المولدة لنزعات العنف والتطرف والإرهاب ..

رابعا :توظيف العلاقات الخارجية لليمن لخدمة التنمية , ولتحقيق الاستقرار والتعاون المثمر مع البلدان الأخرى

و ما ان اعلن اللقاء المشترك عن تشكله حتى انهالت الانتقادات عليه من كل جانب معظمها من السلطة وهذه لا داعي لتناولها فهي طبيعية لانها تدرك ان هذا اللقاء موجه ضدها لرفع مظالمها عن المواطنين ... وبعضها من بعض المتديين الذين تخدم اطروحاتهم السلطة ... وتركز هجومهم على الاصلاح مركزين على انه اخطأ في وضع يده في يد الاشتراكيين والقوميين ومخالفيهم في المذهب ... ودون التشكيك في نواياهم لاني اعتقد انها من قبيل الحرص على الاصلاح لاغير وان كانت تخدم السلطة .. اقول لهم حلف الفضول الاول اقره رسول الله بل قال عنه (( لقد شهدت في دار عبد الله إبن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الاسلام لاجبت )) . ولاحظوا معي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لو ادعى )) يعني حتى لوكانت المبادرة من الغير طالما انه يؤسس للتعاون على رفع المظالم بغض النظر عن فكر وعقيدة اهله فذلك امر ليس هذا محله بل هو تجمع للدفاع عن حقوق الضعفاء أو حقوق الإنسان بلغة زماننا، ولأنه حلف أهلي خالص انعقدت حوله إرادة الفضلاء الشرفاء في المجتمع، ولأنه استهدف نصرة المظلومين قاطبة من أهل مكة أو من غيرها، ولأن نبل الهدف فيه جعله متجاوزا الايديولوجيات فتمنى الرسول الانضمام اليه .

فكيف بمن يقر بالشهادتين واركان الاسلام كلها.. وينص في لوائحة ان الاسلام هو مرجعيته والاختلاف معه يتقلص يوما بعد يوم ... ثم اذا اتيحت فرصة لرفع المظالم بالتعاون معه وتوسيع اللقاء حول ماهو مشترك بين اطياف الموقعين للحلف وتقليص الخلاف الى حدودها الدنيا يطالب الاصلاح ان يكف يده تحت أي دعوى اعتقد انه ليس من الحكمة في شىء فعل ذلك ... 

 

 

 


في الخميس 26 أكتوبر-تشرين الأول 2006 10:51:22 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=657