حالات امرأة
هدى أبلان
هدى أبلان

(1)

حين لم تكنْ

اختبأت تحت جلد أمها المنسوج من خيوط البرد

الممزّق بأصابع الشمس الباهظة الحرقة

التحفت عتمتها المائلة إلى لون الحبر

أخذت صرختها المائلة إلى شكل الخنجر

قطّعت المسدل من أقمشة الغيب

رسمت ذاكرة ليلٍ متلاشٍ

إلى نقطة سوداء في وسط القلب

(2)

حين صارت

نفضت رذاذ الحلم بين يدي الدنيا

كانت قابلةً زائغة الدفء

موزّعةً ما بين دم الصرخة وحليب الصمت

دثّرت النبض المشتعل بثياب الرعشة

هدهدت القلب على جمر الوجوه الموقدة فيه

وأطفأته في وجع البحر المائل إلى شكل الدمعة

(3)

حين حلمت

صارت عصفوراً بكلمات ذات جناحين

سمكةً بجسدٍ خشبي يطفو

كلّ أنين على زرقة الجائعين

امرأة بقدمين غائمتي الطريق

حلماً مكتظاً بعيون العالم

(4)

حين ارتعشت

انسلت في ليل الحمى

قابضةً رائحة الحب النافذة السر

وقفت عند الباب الخلفي لقلبه

حفرت أصابعُها رفرفة الحلم المنكسر الرايات

فتحت نقطته السوداء يديها

التقطت خفقتها

وأقفلت دون ملامحها الدنيا

(5)

حين بكت

كانت

اتكأت على حائط أخير

حنّ عليها

مال على دمعتها

ومسحها من على وجه الأرض

*من ديوانها "محاولة لتذكر ما حدث".


في الثلاثاء 06 إبريل-نيسان 2010 05:15:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=6826