الحوثيون وحسين الاحمر والدوله وسياسة الامر الواقع
يحيى محمد الحاتمي
يحيى محمد الحاتمي

قبل اكثر من شهرين واثناء الحرب في حرف سفيان كنت قد كتبت مقالا عن اهمية دعم الشيخ بن عزيز سواء من الدوله او من من يهمهم الامر المهم ان ينقذ ين عزيز وان يدعم صموده امام الحوثيون لعدة اسباب:

اما بالنسبة للدوله بن عزيز كان يعتبر الشوكه في خاصرة الحوثيين والعنشية هي المنطقة الوحيده في حرف سفيان المواليه للدوله وموقعها استراتيجي.

اما بالنسبة لقبيلة حاشد وبالاخص اولاد الشيخ وعلى راسهم حسين كان بن عزبز يمثل راس الحربه لهم ووجوده كان بالنسبة لحاشد من الاهميه بمكان حيث يمثل النسق الدفاعي والهجومي الاول لحاشد ودعمه كان ضروره استراتيجيه لحاشد ولكن ذلك لم يحصل.

اما وقد سقط ين عزيز وسقطت العمشيه وسقطت معسكرات الحرس الجمهوري المتمركزه في المنطقه ببساطه في يد الحوثيون فقد حصل ما حذرنا منه، استولى الحوتيين على العمشيه وعلى المواقع العسكريه التابعه للحرس الجمهوري في حرف سفيان وطردو بن عزبز وما ان استقر لهم الوضع حتى بادرو بمهاجمة منزل حسين الاحمر في حوث وبالرغم بان المنزل لا يوجد به احد الا ان الرساله واضحه.

السيخ حسين فهم الرساله جيدا وبادر الى عقد مؤتمر صعده للسلاموقبل ايام قليله وتواصلا للحمله التي يشنها الحوثيون ضد الشيخ حسين ما جاء في البيان الاخير للناظق باسم الحوثيين والذي اتهم فيه حسين الاحمر للسعي لتأجيج الوضع وهو ما نفاه مكتب حسين الاحمر مؤخرا في البيان الذي صدر عنه.

هناك بعض التحليلات تقول ان هجوم الحوثيين على بن عزيز كان بايعاز من قيادات عليا لزج حاشد في الحرب وعلى راسهم حسين الاحمر واين كانت الحقيقه فالدوله فقدت هيبتها ومصداقيتها لدى ابناء القبائل وخاصه المشايخ واصبح بن عزيز عبره لغيره من المشايخ الذين تعاونو مع الدوله خاصه في ظل التهديدات التي يطلقها اتباع الحوثي بتصفية كل العملاء بحسب وصفهم وان مصيرهم سيكون شارع تعز.

اما الشيخ حسين الاحمر ومن خلفه حاشد فقد اصبحو في مرمى الحوثيين واي مواجهات قادمه ستكون في ساحة حاشد.

خلال الحروب السابقه كان الحوثيون يقولون بانهم يدافعون عن انفسهم وان الدوله او تجار الحروب في الدوله هم يشعلون الحروب وكان كثير من الناس في حيرهبل ان البعض دافع عن الحوثيين ليش حبا بهم بل نكايه للدوله.

وكثيرون يقولون بان الحرب باذن الدوله او قيادات معينه بتصفية حسابات بن الكبار.

واين كانت الحقيقه في اسباب الحروب السابقه فان الواقع اليوم يقول غير ذلك فالحوثيون لم يعودو يدافعون عن انفسهم كما يدعون بل اصبحو هم من يقوم بعمليات الهجوم السيطره على المواقع العسكريه والحوثي هو الحاكم الفعلي في صعده وحرف سفيان والجوف ونقاط تفتيشهم تمددت حتى صارت على مشارف صنعاء في مفرق صنعاء مارب والجوف وشراء الاسلحه لم يتوقف في اسواق مارب ومحافظة صنعاء واسواق اخرى وهم من يجبون الزكاة ويشرفون على المدارس وهم من يحكم في المديريات ومن يخالفهم يقومو بتصفيته مثل الاستاذ احمد المصرفي مدرس اللغه الانجليزيه في حرف سفيان وكذلك جرمان في صعده، كل هذه الخروقات والدوله لم تحرك ساكن حتى بعد قيام الحوثيون بمهاجمة مواقع عسكريه في الجوف والاستيلاء وعليها وقتل جنود فيها.

المفاوضات لا زالت مستمره ولكن نتائجها مازالت غائبه والدوله متمسكه بالسلام بينما الحوثيون يسعون بخطى سريعه لتعزيز قواتهم ومواقعهم وفرض سياسة الامر الواقع على الجميع بل هناك اخبار من هنا وهناك بان الحوثيون يطالبون بوزارتي الداخليه والدقاع.

من خلال كل ذلك يتضح بان الحوثيين لم يعودو مدافعين عن انفسهم كما يدعونوانما لهم اجنده خاصه خارجيهوالتوجيهات تاتيهم من الخارج ومفاوضات الدوحه اعطت لهم حرية التحرك والتواصل مع القوه الخارجيه بكل سهوله ويسروالمراقب للوضع العام ان صح التعبير يدرك جيدا معنى تحرك الحوثيون وانتشارهم على حدود السعوديه وسعيهم للسيطره على الحدود مع السعوديه في الجوف.

فالسعوديه لها مصالح في لبنان والعراق وتتقاطع مع المالح الايرانيه في هذين البلدين وكذلك ملف ايران النووي وتدخلها في شؤون العراق ولبنان والضغط الذي يمارس عليها يجعلها تحرك أياديها في الأوقات المناسبة للمقايضات أحياناً أو تخفيف الضغط عليها أحياناً أخرى ، وهذا يعطينا الشك في وضع الحوثيون وإلا ما معنى أن المفاوضات تجري في الدوحة والحوثيون يخرقون الهدنه كل يوم ويسيطرون على مواقع عسكرية جديدة ويقيمون نقاط تفتيش في كل المديريات التي يتواجدون فيها .

وكذلك السعي الحثيث لنشر المذهب الإثنى عشري في كافة المناطق الزيدية .

برأيي أن مفاوضات الدوحة لم تفضي الى نتيجة وبرغم إصرار الرئيس على تثبيت السلام في صعدة إلا ان الحوثيين يستغلون هذا الإصرار لتعزيز مواقعهم وإلى الآن لم ولن ينفذوا اياً من النقاط الست ، ومماسبق يتضح أن أمرهم ليس بأيديهم .

وتعامل الدولة معاملة صعده يفتقد الى الشفافية والمصداقية .

أقول للجميع أن اليمن اليوم بحاجة ماسة للأمن والإستقرار وأي حرب قادمه لا قدر الله قد تؤدي الى إنهيار الدوله ، فالوضع الإقتصادي السيء قد قصمت ظهر المواطن والجرع المستمر أثقلت كاهلنا والحروب نتائجها وخيمة على الوطن والمواطن ، يكفينا جرع حكومتنا الرشيده .

 وعلى الحوثيين تحويل أقوالهم الى افعال فما يقومون به الآن في محافظة الجوف لا ينطبق مع أقوالهم وعليهم تقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية والعمل على تثبيت السلام في صعدة وإنتهاج النظال السلمي لنيل الحقوق .

أما الدوله فهي لا أرى لا أسمع لا أتكلم .

كما أن هناك الآن يجري التحضير لتكتل كبير يجمع قبائل مارب الوجوف ونهم وأرحب ويقوده شخصيات قوية للعمل على تصفية هذه المناطق من أي ظواهر شاذه سواءً من الحوثيين أو القاعده وسيرى النور قريباً .

أقول للجميع ولمن يهمه الأمر إتقوا الله في هذا الوطن فلم نعد نستطيع الحصول على لقمة العيش فما بالكم وقت الحروب .


في الجمعة 01 أكتوبر-تشرين الأول 2010 06:40:36 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=8031