المشترك... والتمرد على الديمقراطية
جمال حُميد
جمال حُميد

يبدوا أننا في اليمن لن نخرج من المعمعة السياسية التي تصر على إدخالنا فيها أحزاب المشترك في تحدٍ واضح للعملية الديمقراطية التي يجب ان نتحلى بها جميعا.

والمتابع للأوضاع الحاليه يعلم ويعرف حق المعرفة بأن المشترك يريد التمرد على الديمقراطية وافتعال العقبات المختلفه التي من شأنها خلق المشاكل بين أطراف الحوار الوطني الذي دعا إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ويرعاه على الدوام.

تمرد المشترك هذه المرة على الديمقراطية وبعد ان تم توقيع اتفاق يوليو تواصلاً لاتفاق فبراير إنما يدل دلالة واضحة على أن المشترك يتعمد دائماً خلق حاله من الفوضى السياسيه التي تضر بالوطن وافتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى لإدخال الوطن في متاهات الصراع والعنف وتعكير صفو السلم الاجتماعي.

فبدلا من استغلال فترة تمديد البرلمان لسنتين بعد اتفاق فبراير والتوجه لحل المشاكل المتفق عليها نرى المشترك وكعادته يزرع العراقيل والصعوبات التي من شأنها تأجيج المشاكل الحاصله حالياً.

كنا ننتظر وفي ظل الحوار الذي دعا إليه فخامة الرئيس أن تتقدم أحزاب اللقاء المشترك برؤى واضحه للحوار والتوصل إلى حلول وتوافق حول الإختلافات والتباينات عبر النظام والقانون الذي نحتكم إليه جميعاً والتقدم بالحوار لما فيه مصلحة الوطن والإتفاق على خوض الانتخابات النيابية القادمة بعد تأجيلها ليحتكم بعد ذلك الجميع سلطة ومعارضه إلى إرادة الشعب في اقتراع حر ونزيه وشفاف وبإشراف ومراقبة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الاقليمية والدولية.

لكن وبرغم حرص قيادة المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني على خوض مراحل الحوار نجد ان المشترك لم يعي حتى الآن أهمية الحوار الوطني بل يتجه نحو الإتفاقات المغلقه والتي تتم بصفقات شخصيه وحزبيه ضيقه بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن.

المشترك واحزابه وقياداته التي تصول وتجول في صحف المعارضة ومن صحيفة لأخرى ومن قناة لأخرى لم يعون حتى الآن ضرورة الحوار وكيف يمكنهم العمل من أجل الخروج مما تمر به البلاد من مشاكل سياسية وليست كما يريدها الاخوة في المشترك لخلق أزمات جديده الوطن في غنى عنها في ظل الأخطار المحيطه التي تتربص بالوطن سواءً الداخلية او الخارجية.

لماذا هذا التمرد على الديمقراطية والمطالبه بأشياء خارج الحوار المتفق عليه ليحول المشترك الحوار إلى خوار يمارس فيه قياداته ومنتسبيه صناعة المشاكل بحسب هواهم وكأننا نعيش في قطاع خاص لا يميز الوطن فيه شيء سواء أنه جاء ليستثمر فيه ويربح من بعده.

تعنت أحزاب اللقاء المشترك وحرصها على إضاعة الوقت وإدخال البلاد في معمعة جديدة تؤخرنا عن الإستحقاق الديمقراطي القادم وتعطل الإنتخابات النيابية القادمة فإنها بذلك التعنت تثبت للشعب الذي يعي تمام حقيقتها وعدم قدرتها على قيادة دولة وهو أمر عكسته فرص الحوار الكثيرة التي اتيحت لها ولم تقدم أي رؤى سياسية واضحة تمكنها من كسب صوت الشعب بل أن المشترك زاد بأفعاله المصطنعة لعرقلة الحوار توضيح سوء نيته تجاه الحوار ورفضه إنجاحه والوصول به إلى ما يحقق الغايات المنشودة التي حرص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية أن تصب في مصلحة الوطن وتخرج البلاد من أزماته السياسية.

فالمؤتمر وأحزاب التحالف الوطني عندما أصدرت قبل ايام بيان موجه للشعب اليمني في الداخل والخارج وأوضحت للجميع مراحل الحوار وكيف حرص المشترك على عرقلة الحوار فإنها في نفس الوقت مدت يدها من جديد لمواصلة الحوار والخروج برؤية واضحه تتيح للشعب تنفس الصعداء من الأزمات السياسية.

اخيراً

تضمن البيان الصادر عن المؤتمر الشعبي العام وحلفائه في التحالف الوطني ثلاث نقاط قدمها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كمقترحات لإنجاح الحوار يجب على المشترك أن يأخذها بعين الأعتبار وتغليب مصلحة الوطن والمواطن ولمره واحدة فقط على الأقل ويتم كسب ما يسعون إليه من خلال الإنتخابات النيابية القادمه التي ستكون فيها كلمة الشعب هي الفصل فيمن يثق ويريد منه ان يمثله سواء كان المؤتمر وحلفائه أم المشترك وشركائه.

gammalko@hotmail.com


في الإثنين 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 12:19:05 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=8271