خليجي 20..هذا مستوانا .. وهذا واقعنا .. ولا نقبل الإهانة من إخواننا!
احمد طه خليفة
احمد طه خليفة

يظن الواحد منهم أنه في دولة أعظم من الهند أو ماليزيا أو مصر أو غيرها من الدول المكافحة لبلوغ المأمول فقط لأن سواقه هندي وسواق الأولاد ماليزي ويستهين بمصر لأن الأستاذ مصري ويستهين باليمن لأن المحاسب يمني ويستهين بسوريا لأن صاحب المطعم سوري ويستهين بالعراق لأن المهندس عراقي وهؤلاء هم من يسيرون عجلة الحياة وهؤلاء هم من تبنى بهم الأمم الحقيقية وليست الدول الورقية التي لا يعادل عدد سكانها الأصليين 20% من من عدد السكان

المطلوب من الجميع النظر إلى واقعنا الرياضي بعين المسؤولية.. في الحقيقة هذا المستوى يعبر عن الواقع حيث أن اللاعب لا يكتسب المهارات الأساسية واللياقة البدنية ويرفع مستوى التوافق العصبي البدني إلا في النادي وفي سن مبكرة وهذا ما تفشل فيه الأندية اليمنية لأنه لا توجد أندية حقيقية بميزانيات وبرامج وإدارات واعية ومدربين قادرين على رفع مستوى اللاعب في كل الألعاب ..لا يمكن للاعب أن يقدم شيئا لم يتعود عليه لا في النادي ولا في الدوري لأنه لا يوجد نادي حقيقي ولا دوري قوي ينتج لاعبين جيدين ويكون جهدهم مستمرا لفترة طويلة .. ما نفعله نحن هو الإعتماد على جهد اللاعبين وحماسهم الذاتي دون أن ندرك أن هذا الجهد وذاك الحماس يستنفد ويستهلك في دقائق ما لم يقف على أقدام ثابتة قوية .. لعلنا نشاهد في كل مباريات الكرة المحلية غياب القدرة على التعامل مع الكرات العرضية والإلتحام مع الخصم وانهيار اللياقة البدنية وفقدان التوافق العصبي العضلي والذي يقود إلى انهيار ذهني يؤدي بدوره إلى عدم قدرة اللاعب على التصرف بالكرة وبطء في اتخاذ القرار..هذا بالإضافة إلى أن معظم اللاعبين في كل الألعاب لا يمثلون سنهم الحقيقي فرجل يلعب مع الناشئين وكهل مع الشباب لا يمكن أن يبنى عليهم أي مستقبل .. نكذب ونستمر معتقدين أننا سننجح ولا نريد مواجهة حقيقة أن كل النجاحات القليلة التي حققناها في كرة السلة وكرة القدم والتايكوندو وغيرها من الألعاب في مجال الناشئين حققناها بلاعبين يكبرون منافسيهم بسنوات ليست قليلة وهو بالمناسبة مافعله اخواننا في الخليج قبلنا ومنها فوز السعودية بمنتخب الرجال الرديف بكأس العالم للناشئين في اسكتلندا في 1988 إن لم تخني الذاكرة وكان معظم لاعبي المنتخب العراقي الأول من الإحتياط يلعبون مع منتخبهم للشباب في كأس العالم للشباب في السعودية في عام 1989 ولكننا مستمرون في ما توقف عنه غيرنا .. كل رئيس اتحاد ومعه مساعدوه يريدون أن يحققوا شيئا يرجع النجاح فيه إليهم وليس هناك أسهل من نجاحات الناشئين بمشاركة الرجال والكهول.. لعلنا نتذكر مشاركتنا في كأس آسيا للناشئين 2008 عندما تم إقصاء اليمن بما أسميناه مؤامرة ولكنه في الحقيقة كان نتاج عبث حقيقي بالمشاركة بلاعبين يلعبون في صفوف الفرق الأولي وفي دوري الممتاز منذ سنتين وثلاث سنين فهل يعقل أن يكون أولئك اللاعبون ناشئين.. ونتاج عدم جاهزية إدارية وفنية للتعامل مع تلك المشكلة في إطار المغالطات في الأعمارمن قبل دول أخرى ليس أقلها من الدول صاحبة الشكوى ضد اليمن حينها أستراليا والإمارات..

وهناك مسألة أخرى أيضا وهي الأهم في نظري فرأس المال الوطني شحيح وشحيح جدا في الإنفاق على البلد في الرياضة أو التعليم أو غيرها من المجالات وتفكير كل هؤلاء بلا استثناء هو كيف تكتب عنهم الصحافة فلان داعم الرياضة الأول في المحافظة وفلان أرسل اللاعب فلانا للعلاج في مصر ويقومون بالإعلان عن منتجات شركاتهم ومجموعاتهم الاستثمارية المتغولة في بدن هذا الوطن مقابل بعض الفانلات والأحذية وبعض المبالغ لتخزينة فلان ولإسكات علان بينما في المقابل نجد أن إنفاق نادي على شراء لاعب في الخليج ودفع رواتبه قد يزيد بكثير عن إنفاق إتحاد كرة القدم في اليمن لعام وبدون مبالغة وهذه النفقات لا تدفعها الدولة في السعودية أو قطر أوالإمارات بل تدفعها أياد كريمة تظن أن هذا واجبها تجاه رياضة بلدها مع كل مايجره هذا طبعا من سلبيات تدخل أعضاء النادي الداعمين لجعل هذا يلعب وهذا يتوقف ولكن الفائدة العائدة على اللاعبين جسمانيا ونفسيا وذهنيا هي التي نتحدث عنها هنا.. وطالما لا يوجد في بلادنا داعمون حقيقيون متجردون لمصلحة رياضة البلد فعلينا أن ندرك أن ما يقدمه أبناؤنا من طفرات أو من تفوق في بعض فترات بعض المباريات ماهو إلا فضل منهم نشكرهم عليه ولا نستطيع أن نعاتبهم على ما نظنه تقصير منهم لأنه في الحقيقة تقصير من غيرهم ..

ومسألة مهمة هنا أيضا حيث كثر الحديث عن أمجاد كروية في الماضي وفي الحقيقة لم تكن لنا أمجاد كروية على الإطلاق فمنتخبات اليمن شمالا وجنوبا لم تتأهل إلى كأس آسيا أو إلى الأدوار النهائية في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم أو تحقق مركزا متقدا في أي بطولة عربية.. وكذلك الأندية لم تحقق المنافسة على أي بطولة آسيوية أو عربية ولعل إنجاز اليمن الرياضي الوحيد قبل الوحدة يتمثل في تأهل منتخب الناشئين في الجنوب لكأس آسيا وخروجه من الدور الأول وهو منتخب بنفس أعمار لاعبي المنتخب السعودي الذي فاز بكأس العالم للناشئين في ذلك الوقت وكان يضم عمر البارك وغيره من اللاعبين الذين كانوا فوق السن وتأهلو على حساب منتخب الشمال الذي كان يضم ناصر غالب وغيره من كبار السن وعلى ناشئي الكويت وعمان وهما المنتخبان الوحيدان الذان شاركا بمنتخبات حقيقية للناشئين .. والنجاحات كانت محدودة ومحدودة جدا بالفوز على الإمارات أو التعادل مع السعودية أو الفوز على باكستان.. ولعل الواقع كان يقول هجوم المنتخب الجنوبي أفضل ودفاع المنتخب الشمالي أفضل وظن الناس أن الوحدة ستخلق منتخبا قويا لكنه صدم بمستويات الجيران التي كانت ومع بداية التسعينيات قد بدات تأخذ نسقا أخرا بالسعي نحو الاحتراف وتطوير الرياضة بما لا نقدر نحن بإمكانيات الدولة المتواضعة على مجاراته .. هذا واقعنا وهذا ما يجب علينا أن ندركه وأن لا نجعل أحلامنا تعمي أبصارنا وتضلل بصائرنا عن حقيقة مايمكن أن نحققه وما لا يمكن تحقيقه على الأقل في الزمن المنظور..

لكن أهم ما أريد التحدث عنه اليوم وبصراحة وبدون مواربة لقد تم أهانتنا كيمنيين من قبل معظم إخواننا الخليجيين بقصد أو بدون قصد .. لقد تمت الإساءة إلينا حتى النخاع ولم يتم احترام الأخوة أو حتى علاقات الصداقة على الأقل..

بدأت الإساءة من محاولات البعض توجيه الإعلام نحو عدم قدرتنا على الإستضافة مستخدمين كل ما يمكن استخدامه من كلمات الإساءة المغلفة بغلاف الحرص على اليمنيين من تنظيم بطولة فاشلة والحرص على البطولة من الظهور بمظهر رديء فكانت الرداءة فيهم وفي كل ما عبروا فيه عن حقدهم تجاه ما يذكرهم به اليمن من حقيقة ليست بعيدة من أنهم كانوا مجرد بدو رحل لم يعرفوا حتى الإقامة الدائمة كما عرفته بدو اليمن ..ثم تستمر الإساءة فتعمد قناة أبوظبي الرياضية إلى بدء مشوارها من سوق القات في المنصورة ثم تابعتها في ذلك بقية القنوات ثم النقل السيء وربما المقصود لحفل الافتتاح الذي أراده القائمون عليه ثقافيا بغض النظرعن إعجابنا به أم لا وأراده فارغوا العقول أن يكون حفلا للألعاب النارية أو الليزرية فراحوا يدبجون المقالات التي تشيد باليمن وتقدر شحة إمكانياته مع همز ولمز ثم دخلنا مرحلة جديدة هي مرحلة الفئران ثم مرحلة الملاعب الصغيرة ثم الحديث المتواصل والمستمر عن دعم الخليج لليمن لإقامة البطولة هذا الحديث الذي وصل إلى مستوى المن العلني والإساءة المباشرة .. ولعل القادم أكثر إساءة.. وكل هذا يعبر عن ضحالة فكرية وخلقية أصبحت طاغية عند إخواننا للأسف الشديد فأصبحت الدول لديهم تقاس بما تملك وليس بإنسانها الذي يحاول أن يعيش حياة كريمة لذلك يظن الواحد منهم أنه في دولة أعظم من الهند أو ماليزيا أو مصر أو غيرها من الدول المكافحة لبلوغ المأمول فقط لأن سواقه هندي وسواق الأولاد ماليزي ويستهين بمصر لأن الأستاذ مصري ويستهين باليمن لأن المحاسب يمني ويستهين بسوريا لأن صاحب المطعم سوري ويستهين بالعراق لأن المهندس عراقي وهؤلاء هم من يسيرون عجلة الحياة وهؤلاء هم من تبنى بهم الأمم الحقيقية وليست الدول الورقية التي لا يعادل عدد سكانها الأصليين 20% من من عدد السكان ولا يعادل عدد سكانها بأجانبها عدد سكان الأردن وهذا العدد بحسب الدراسات لا يمكن أن يقيم دول حقيقية والله المستعان على ما تصفون..

asseraat.blogspot.com


في الأحد 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 12:08:14 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=8396