رسالة إلى شباب ميدان التغيير
محمد بن حسن الشريف
محمد بن حسن الشريف
  أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا أتمنى أن أكون بين ظهرانيكم للمساهمة في حركة إعادة الثورة وأهدافها الستة إلى مسارها الصحيح حتى تتحقق تلك الأهداف وتحقق معها كل الرفاه والتقدم والحياة الكريمة لجميع فئات الشعب بعد أن كادت الثورة أن تعود سيرتها الأولى وتذهب هي وأهدافها ودماء شهدائها أدراج الرياح.

أتمنى أن أكون بين ظهرانيكم لولا ظروف قاهرة سوف تزول في القريب العاجل وسوف التحق بصفوفكم التي تؤدي أنبل رسالة لإعادة هذا الوطن لجميع اليمنيين بعد أن كاد أن يتحول إلى نظام إقطاعي يخدم فئة قليلة استبدت بخيراته ومقدراته وحولته إلى أملاك شخصية تصب في جيوب أفرادها الذين انسلخوا من كل معاني الوطنية والإنسانية.

ولذلك فقد حرصت على مشاركتكم بالقلم عله يعوض جزء من التقصير تجاه وجوب المشاركة معكم بالنفس ولست إلا أقلكم علما ومعرفة ولكني أرى أن واجبي يفرض علي أن أشاطركم بعض الأفكار كوني في عمر أحدكم وقد تكون أفكاري قريبة من أفكار أغلبكم كون القاسم المشترك الذي ننطلق منه لتحقيق أهدافنا هو الوطن وليس شيئا غير الوطن لثقتي المطلقة بأن أفكاركم نقية لم تلوثها أفكار السياسة الغامضة ودهاليزها المظلمة.

وقد رأيت أن أؤكد عليكم خلال الفترة القليلة القادمة أن تركزوا على المسائل التالية:-

1- أن تكون الرؤى والأفكار والأجندات التي تنطلقون منها أصيلة ونابعة منكم, وليست فقط تقليدا لشباب تونس ومصر, وأن تكون لكم رؤاكم وأفكاركم الخاصة بكم والتي تنطلق من المصلحة الوطنية المطلقة التي لا تخدم إلا اليمن وليس أحدا آخر غير اليمن, بحيث أن لا تكونوا مطية لأي جهة أيا كانت.

2- أتمنى عليكم وأنا على يقين بأن هذا لم يفوتكم, أن توحدوا صفوفكم تحت قيادة شبابية منكم يتم التوافق عليها بينكم, تتبنى رؤاكم وأفكاركم وتوصلها إلى العالم, لأنني وخلال الأيام المنصرمة من عمر الاعتصام لم أرى من يتحدث منكم إلى الفضائيات ليوضح ماذا تريدون, وكيف تريدون لأهدافكم أن تتحقق, ولم أرى إلا وجوها تعودنا على رؤيتها, تنتمي إلى أحزاب تقاعست عنكم وخافت أن تسبقوها فجاءت متكاسلة لركوب الموجة وتجيير ما سيحصل إلى حسابها.

3- كما أتمنى عليكم أيضا أن تحددوا لأنفسكم وبشكل سري عدد من الخيارات, وتدرسوا كل خيار على حده, وكم يكلف كل خيار من خسائر مادية وبشرية وبنى حتية ومدة زمنية وضمانة تحقيقه من عدمه, وتعملوا مفاضلة بين الخيارات من يث الأكثر ضمانة والأقل خسائر.

4- كما أتمنى أن تأخذوا بعين الاعتبار وحدة اليمن أرضا وإنسانا, وكذلك لحفاظ على ضمان سيادة اليمن من التدخلات الخارجية, وأن لا نعود كثيرا لى الوراء في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وأن تأخذوا بعين لاعتبار ما قد يترتب على بعض الخيارات من ثارات سوف تفتح مشاكل لها داية وقد لا يكون لها نهاية.

5- العمل على ضمانة تحييد القوات المسلحة وجعلها مراقبا للحفاظ على أن لا خرج الوضع عن السيطرة كما فعلت القوات المسلحة المصرية, ليقيني بأن فراد القوات المسلحة اليمنية يدركون جيدا أنهم جنودا لليمن وليس جنودا دى علي عبدالله صالح.

6- أتركوا دائما الأبواب مفتوحة على كل الخيارات, ولا تعطوا إجابات هائية, حتى لا يتم محاصرتكم واصطيادكم أو حصركم في زوايا ضيقة, وحتى يتيح لكم الوضع قدرة كبيرة على المناورة والتفاوض.

أتمنى لكم بل لنا جميعا النصر والخروج بأقل خسائر, ولليمن ووحدتها الديمومة والسلامة والتلاحم, من اجل مستقبل أنا على يقين بأنه في كل الأحوال أفضل مما نحن عليه ولو بعد حين.


في الأربعاء 02 مارس - آذار 2011 09:40:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=9309