رسالة لشباب اليمن الذي بأيدهم غصن الزيتون وفوق أكتافهم حمامة السلام
د: أنور شرف الزبيري
د: أنور شرف الزبيري

في البداية عظم الله أجركم في شهداء ثورتكم ثورة اليمن واليمنيين المباركة التي أسأل الله تعالى أن يصبر أهاليهم ويجمعنا بهم في الجنة ، وأن يتوقف ضحاياها حتى يستطاع تضميد جراحها ، وترميم ما يستطاع ترميمه ، واسمحوا لي أن أحييكم وأقبل ثرى اليمن الطاهر طهارة نواياكم وأحلامكم وآمالكم ، وأقبل جباهكم التي تشع منها الحرية والكرامة والعزة التي انتظرناها كثيراً وافتقدناها في شعوبنا العربية طيلة عقود مضت في تاريخنا المعاصر والحديث في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج عموماً ، وفي اليمن شماله وجنوبه ، شرقه وغربه خصوصاً ، والتي كنا لولا وعيكم وشجاعتكم وإصراركم وأسلوبكم الحضاري المبتكر في تغيير نظام الحكم الذي ضل لسنوات يمارس فساد مالي وأداري وصل إلى ذروته في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين مما دفعكم باتخاذ خطوات عملية للتخلص منه واستبداله بأخر رشيد مؤهل مستوعب الجميع يحقق آمالكم وتطلعاتكم وينقل الوطن إلى المستوى الذي يليق به ويستحقه في عالم اليوم .

لذلك أحب أن أسهم معكم في تنضيج هذه الثورة بأسلوب علمي مستقبلي حتى لا يتكرر ما حدث لثورتي سبتمبر 1962م وأكتوبر1963م المجيدتين وكذلك وحدة اليمن 1990م ، وذلك من خلال التخطيط المسبق لمسيرة هذه الثورة في جميع مراحلها الآنية والمستقبلية وليس التركيز على اللحظة الراهنة فقط ، بعبارة أخرى لا يكون هدفنا التخلص من النظام الحالي فقط إنما أبعد من ذلك ؛ تغيره والانتقال بتفكيرنا وتخطيطنا إلى ما بعد تغير النظام واستبداله والحرص على أن يكون نظام وحدوي ناضج مؤهل كفء قادر على أن ينهض بالوطن في مختلف المجالات الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والثقافية ، ولتطمئنوا الرأي العام المحلى والإقليمي والعالمي حيث أننا نعيش اليوم في قرية كونية كما تعلمون ، ينبغي عليكم تجسيد ذلك من خلال اتباع قواعد النظام في أرضية التغيير في المنطقة الجغرافية التي تجمعكم في ساحات التغيير وميادين الحرية المتعددة ، وتتجردوا من جميع أشكال التعصب (حزبي ـ ديني ـ طائفي ـ مناطقي ...الخ ) سوف يفرقكم مستقبلنا ويكرهكم في بعضكم البعض كما فعل ذلك مع أباكم وأسلافكم ، وأن تجعلوا اليمن ووحدته في حدقات عيونكم وتحافظوا عليه من دعاة الفتنه والانقسام كما تحافظوا على عيونكم المشعة بالأمل والطموح والبراءة والتطلع ليمن موحد جغرافياً واجتماعيا وسياسياً ونفسياً وفكرياً ، كذلك عودوا أنفسكم على ممارسة الإدارة العملية في ورشة التغيير التي تجمعكم باعتبارها هامة وضرورية ، وليكن ذلك واضح في تجمعاتكم وتفاعلكم مع بعضكم البعض ، حيث أن كثير من مشاكل اليمن كان بسبب سوء اختيار من يدير البلد بالوزارات والمؤسسات المتعددة ، وعدم وضع معيار الرجل المناسب في المكان المناسب وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب وإدارة البلد بأسلوب متخلف عقيم ونتج عن ذلك الفساد المالي والإداري الذي كان أحد الأسباب الرئيسية في قراركم تغييره واستبداله بأخر مناسب لليمن وللمرحل التاريخية في عصر تسابق الشعوب والأمم فيه ، ولابد كذلك من تعويد أنفسنا من الآن قبول الآخر حيث أن عدم الاعتراف بالآخر ورفضه وعدم قبوله يعد خلل في بنية شخصية الفرد وشخصية الجماعة ، هذا فضلاً على معاهدة أنفسنا محاربة معاول الهدم المتمثلة في الفساد ، العنف ، الغش ، الاستغلال ، التعصب ، الأنانية ، الأمية بمفهومها القديم والحديث ، الفقر ، عدم الشعور بالمسؤولية ، التخلص من فلسفة وأنا مالي .

وعلى بركة الله مارسوا حقوقكم الدستورية أبطالاً شجعاناً ونحن معكم وليكن شعاركم

سنظل نحفر حفرة في الجدار

أما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار

ولتحمل أياديكم الطاهرة غصن الزيتون وفوق أكتافكم حمامة السلام .


في السبت 19 مارس - آذار 2011 04:14:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=9537