ارحل سألتك بالمواجع كلها
د. هشام المعلم
د. هشام المعلم

عارُ البقاءِ على جماجم فتيةٍ

مهروا البلادَ بأنفُسٍ و دماءِ

عار الخُنوعِ و لعنةٌ أزليةٌ

ستُلاحقُ الجُبناء كالعنقاءِ

عارٌ علينا إن بقينا خُنعاً

نبغي السلامةً في عيون الرائي

عارٌ علينا يا بني جلدتنا

صمت الرضوخِ و منطقُ الضعفاءِ

هبوا بني أُمي فليس بغيركم

ترقى البلاد إلى الذُرى الشماءِ

عارٌ علينا إن نسينا عهدهم

و الحُرُ يعرفُ في الدُنا بوفاءِ

( من لم يمت بالسيف مات بغيره )

هي حِكمةُ الآباءِ و الأبناءِ

هي ثورةٌ شماء تدفعُ مهرها

أرواح من تاقوا إلى العلياءِ

قُدسيةُ النفحاتِ واثقةُ الخُطى

سلميةُ القسمات و الأصداءِ

عزفت تجرُ بسندسٍ خيلاءها

لحنَ الوفاء لموكبِ الشُهداءِ

و مضت ترشُ على المدائن مُزنها

و توزعُ النفحات في الأرجاءِ

لا تعرفُ النهجَ المُذل للأهله

كلا و لا اعتادت على البغضاءِ

سلكت طريقَ الرُشدِ تطلب وده

في مطلبٍ حرٍ بلا إغواءِ

إرحل سألتك بالذي برأ الدُجى

إرحل بحق الذات و الأسماءِ

إرحل ..ترجل عن جوادك مُجبراً

إن شئت أو غادر بدون عناءِ

و الشعب أقسم أن تزول معاقلك

فارحل فما في الأرض من إيواءِ

أو ما علمتَ بإن من قدح اللظى

سيصيبه الإعياء في الإطفاءِ

أنت الذي بذر الشقاق بأرضنا

فاحصد جناك نتائج الأخطاءِ

فأرحل سألتك بالمواجعِ كلِها

و أرحل فأنت الآن محضَ هراءِ

يا من نسى أن القيادة همةٌ

يعلو بها من قُدتَ للعلياءِ

يا من تجاهل في الريادة منحةٌ

تحنو حنو الأُمِ للأبناءِ

يا من نسى أن العدالةَ وحدةٌ

لا تقبلُ التجزيئ في الفرقاءِ

يا من نسى أن الدماء بعصمةٍ

إن دُستها ثارت بكلِ فِناءِ

و اهتزت الأرجاء تطلبُ ثأرها

و البحر و الحصباء في الصحراءِ

و العرشُ و الملكوت و السبعُ التي

رُفِعت بلا عمدٍ و لا إقواء

يا من نسى أن الحياة كريمةٌ

و تهون في ذلٍ على الشرفاءِ

إرحل و لا تغفر لنا أُكذوبةً

عشنا نرددها بكل مساءِ

من أنكَ الرمزُ المُعزُ لأهله

و الملهم المبعوث للعُظماءِ

تلك الليالي قد سئمنا ذكرها

فارحل لنسلم من لظى الغلواءِ

ارحل بحق الله جل جلاله

بالنور بالشيطان بالظلماءِ

بالساريات اذا ادلهم مساؤنا

بالبحر بالشطآن بالأنواءِ

بالعشبِ بالاطيار بالزهر الذي

تقنا لشـم عبـيرهِ بنـقاءِ

بالحُب بالأيتام في مهد الأُلي

غدرت بهنَّ كواسر السفهاءِ

بالباكيات على مدافن من قضوا

صبراً على ظلمٍ و من ضيماءِ

بمواجعِ الأجنادِ في ثكناتهم

بالأُمهات و دعوة الضعفاءِ

بالمبعدينَ و ليس من ذنبٍ لهم

إلا لن الجورَ في الخلفاءِ

بزفير من تاقوا لرؤية أهلهم

في مسرح التهجير و الإقصاءِ

ارحل ليعلم من سيأتي بعدنا

أن السدادَ عطيةُ الإصغاءِ

Hisham6hma@yahoo.com


في الجمعة 08 إبريل-نيسان 2011 10:38:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=9806