كفاك رقصا فماذا أبقيت لنفسك ؟
فاروق مقبل الكمالي
فاروق مقبل الكمالي

مطالب الشباب مرفوضة لأنها حد قولك تشبه ليّ الأقلية لذراع الأغلبية .. مطالب المعارضة مرفوضة لأنها حد قولك انقلاب مرفوض على الشرعية الدستورية و اسطوانات مشروخة وكلام وقح .. مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي أوفدت على عجل وزير خارجيتك لاستجدائها ,معيبة ومرفوضة بالثلاث , وتدخل خارجي بالشئون الداخلية لليمن وانقلاب على الديمقراطية .

فماذا أبقيت لنفسك ولنا لتاريخك وتاريخنا ؟ ماذا أبقيت لنا من متسع نصنف من خلاله سماحك بالتدخل العسكري الأمريكي الذي أودى بحياة العشرات من أبناء الوطن في مأرب في أبين في أرحب إذا لم يكن ذلك تدخلا خارجيا بالشئون الداخلية لليمن .عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الا نخجل بعد اليوم من مخاطبتك فنحن ندرك أن مطالب الشباب اليمني مرفوضة بنظرك، لأنها تلوي ذراعك أنت.. وندرك أن مطالب المعارضة اليمنية مرفوضة لديك لأنها انتصارا للشرعية الحقيقية ,شرعية شعب لم يعد يجد فيك ذرة أمل وانتصار للوطن ..وندرك أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي استجديتها أنت ولا أحد غيرك مرفوضة لأنها في الواقع تدخل بشئونك الخاصة ..تدخلا يضع حدا لجنون عظمتك وانفصامك وانفصالك عن الواقع وليس فيها ذرة عيب سوى إنها خاطبت فيك عقلا كانت تضن وبعض الضن إثم أنه ما زال سيد أفعالك وأقولك ؟

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الا نخجل بعد اليوم من مخاطبتك هأنت تسير بنا في أودية الشيطان وتوردنا موارد الهلاك .. تتحدث عن شرعية لم تمكنك وها نحن نقترب من منتصف الشهر الرابع في عام استعادة الشعوب العربية لكرامتها وجمهوريتها المفقودة من تشكيل حكومة وليس فقط من محاسبة فاسد ،فهذه ندرك أنها كبيرة عليك ويتجاوز حجمها حجم شرعيتك المرقعة بأرقع .

هأنت تسير متخبطا بدون هدى كمن أصابه المس ،صباحا ومساء تتحدث عن الشرعية الدستورية والشريعة الإسلامية ، تتحدث عن أغلبية منحتك ثقتها في العام 2006 بعد سطوها على حقوقنا الدستورية والقانونية بعد مصادراتها لأصواتنا وحقوقنا تتحدث وتتحدث وتتجاهل حقيقة كونك لم تعد قادرا على تحقيق شيء ليس لهذا الوطن وإنما لتاريخك الشخصي على الأقل .

هأنت تتحدث وتصل إلى مرحلة الهذيان ويمر يوما وأخر ..أسبوعا وأخر ..شهرا وأخر ولم يتحقق شيء مما وعدت به مما هددت به , مما أمرت به , مما وجهت به ,وكأني بك لم تتحدث ,لم تأمر ,لم توجه ..كأني بك غير موجود حقيقة وأن ما تبقى منك ليس عدا صورة تطالعنا بها “القناة الردمية “ التي أسميتموها اليمن وهي في الحقيقية أضيق من بطن حذاء ، ولم يتبقى منك كما يبدوا سوى فزاعة طيور في حقل تحيط به القرود ، تارة تخوفنا بالقاعدة وتارة تخوفنا بالحوثية ,وتارة تخوفنا بالتمزق وتتباكى على وحدة لم يتبقى منها عدا صورة ثنائية لكم ولنجلكم وتارة ترى فينا قنبلة موقوته لم نعرف غيرك مهندسا لها على مدى 32 عاما وتريدنا أن نستمر بالتصفيق .

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الانخجل بعد اليوم من مخاطبتك عن أي شرعية دستورية تتحدث وباسم أية ملايين جائعة اقتصاديا وتعليميا وثقافيا تريد أن تلقى خطاباتك المثيرة للفتن والقلاقل ،خطابتك الملونة بلون الدم ..خطاباتك التي تنهب أجرتها سلفا من ثروات الوطن وتدعونا للتصفيق لها ..عن أي سيادة وطنية تتحدث وتريد منا التباكي عليها وهذا الوطن لم يعد في نظرك عدا حلبة صراع تديرها وتنهال عليك المراهنات الدولية من كل حدب وصوب ونحن الضحايا ؟ .

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الانخجل بعد اليوم من مخاطبتك كيف تسنى لك دعوتنا إلى جمعتك الخاصة للتسامح بعدما استبحت دمائنا ولم تطلب منا مسامحتك وإنما اتهمتنا بتجارة المخدرات وتنفيذ الأجندات والمخططات والتأمرات ؟.

كيف تسنى لك دعوتنا إلى جمعتك للإخاء وسلطت علينا كلابك وقناصيك ومرتزقاتك وجلاديك من كل حدب وصوب ؟.

كيف تتحدث عن الإخاء ممسكا الميكروفون بيد فيما يدك الأخرى تجهز فرق الاغتيالات في مواكب نواياك المبيتة وتوجهها نحو قيادة الفرقة الأولى مدرع مستلهما تاريخك الذي بدأته في أحداث الحجرية وقيادة قوات المظلات ؟.

كيف تسنى لك دعوتنا إلى جمعتك للوفاق لنكتشف أنك تزرع في أرواحنا وأجسادنا بذور الشقاق وانسداد الحلول بل وتصرخ فينا أن كل المبادرات مرفوضة وتدخلا سافرا طالما أنها تتيح حقن الدماء وحفظ كرامة المواطن اليمني الذي ما همتك يوما كرامته في حياته أو مماته ؟.

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الانخجل بعد اليوم من مخاطبتك أي تأييد شعبي ترى نفسك ما زلت تحضا به وأنت تجد نفسك اليوم محاصرا في السبعين تلقى خطابات بت تدفع ثمن كل تصفيقه باردة تتسولها من مال الشعب المسروق .. محاصرا بولاءات كاذبة فحتى أولئك الذين يقولون لك نحن مع الشرعية الدستورية إنما يؤكدون أنهم مع الوطن وليس معك ، فكلنا مع الشرعية الدستورية نعم ولم يتبقى لك في نفوسنا بعد اليوم من الشرعية شيء .فمتى تكون سيد نفسك وصانع قرارك لو أنك مازالت تعتقد أنك صاحب الشرعية والتأييد.؟

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الانخجل بعد اليوم من مخاطبتك فجميع حيلك لم تعد تنطلي علينا ..كل أوراقك تساقطت في طرفة عين .. وفقط غبائك وحده يبرز كأغصان شجرة عارية جافة لم تعد تستهوى حتى الغربان للوقوف عليها .. أدمنت الرقص على رؤوس الثعابين زمنا ونسيت أن خاتمة المحنش للحنش ..فواصل رقصك اليوم على خيباتك وانتصار إرادتنا أم إنك سئمت الرقص أيضا.

عذرا فخامتك وإن كان الأولى بنا الا نخجل بعد اليوم من مخاطبتك متى تحزم أمتعتك وترحل فحتى هذه اللحظة ما زلت أحتفظ لك بالفضل الكبير فيما نجحت به ساحات الحرية والتغيير من إذابة للنعرات الطائفية والمناطقية والجهوية بين أبناء اليمن مثقفيه وعماله طلابه و عساكره , قبله ومدنه , شماله وجنوبه ,متعلميه وأمييه ,شبابه وفتياته ، حتى تشكلت في خيام تلك الساحات مدينة فاضلة لم تفلح فلل مسئوليك أن تحجب عنا إشراقتها .


في الإثنين 11 إبريل-نيسان 2011 11:21:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=9844